المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية

المعالم الأثرية والتاريخية في لبنان (القسم الثاني)

حمّانا – منتجعات اصطيافية.
على بعد 33 كلم الى الجنوب الشرقي تقع بلدة “حمّانا” في وسط وادٍ جميل (سمّي بوادي لا مارتين نسبة إلى الشاعر الفرنسي لا مارتين الذي أعجب جداً بهذا المكان) ويمكن التمتع بمحاسنها من أطراف بلدة “صوفر” المشرفة عليها، وترتفع حوالي 1150 م عن سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها 885 هكتار.
فالوغا – منتجعات اصطيافية.
وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من “حمّانا” تقع بلدة “فالوغا” التي لقّبت بعروس المصايف، وهي من مراكز الإصطياف المشهورة، ومن أبرز معالمها “سراي الأمير شديد”، أشهر الأمراء اللمعيين، وقد قام ببناء تلك السراي الشهيرة في وسط البلدة وأصبحت فيما بعد مقراً لبلدية “فالوغا”.
وتعتبر السراي، آية من الفن الهندسي والنحت، وتمتاز ببوابة تتمازج زخارفها التقليدية المشرقية بالتقاليد الإيطالية وتعتبر من أجمل بوابات قصور تلك الفترة، ويذكر أن الأمير شديد أمر بقطع أصابع النحات الذي نحتها وشيّدها، حتى لا يقوم بصنع مثيل لها.
ويوجد في البلدة ثلاث كنائس، أقدمها كنيسة مار الياس، وكنيسة السيدة التي يعود تاريخ بنائها للعام 1867، وكنيسة مار جرجس التي بنيت في العام 1947، وهناك بعض الأثارات الرومانية، منها بقايا قلعة الحصن وآثار كنيسة قديمة في أعالي الجبل، مما جعل تسميته بـ “جبل الكنيسة”.
صليما – عمائر من عصر الإقطاع.
“صليما” بلدة جميلة ينتشر فيها عدد من الدارات المبنية بحسب الأسلوب المعماري الذي كان سائداً في عصر الإقطاع، بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر. وقد بلغت “صليما” أوج عزها في القرن التاسع عشر بفضل تربية دود القز وصناعة الحرير.
من أبرز معالم البلدة سراي الأمراء اللمعيين الذي أقيم عام 1721، ويتميز هذا القصر الحصين ببواباته ونوافذه ذات المداميك السوداء والبيضاء، وهي من خصائص العمارة اللبنانية التي تعود جذورها إلى عصر المماليك، أما بوابته الرئيسية، فتسبقها سقيفة جميلة تزينها شمعات مرمرية وزخارف مشرقية، ويحيط بقوسها الرئيسي أسدان متقابلان.
ومن مفاخر بلدة “صليما” العديدة أيضاً أنها مسقط رأس السيد أنطون البشعلاني الذي كان عام 1854 أول مهاجر لبناني في العصر الحديث يكتشف أميركا.
وادي شحرور – بلدة لبنانية تقليدية
تشتهر بلدة “وادي شحرور” كما بلدات “الحدث”، “بعبدا”،و”كفرشيما” المجاورة بداراتها المبنية بحسب الأسلوب المعماري الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر، وهي دارات وقصور أقامها الأمراء الشهابيون الذين ما زالت قبورهم قائمة في جبّانة البلدة.
ولم يبقَ من هذه الدارات الدارسة اليوم إلا قصر الأمير محمود سليمان علي شهاب الذي بني عام 1806. ولهذا القصر بوابة عظيمة يحيط بقوسها الرئيسي نقشان يمثلان أسدين مكبّلان.
قناة باكيش والزعرور – مراكز تزلج على الثلج
تقع “قناة باكيش” و “الزعرور” على منحدرات جبل صنين وعلى إرتفاع حوالي 2000 م فوق سطح البحر، وفي أثناء الحرب اللبنانية أخذ الموقعان يشكلان منتجعين مشهورين بالنسبة لرواد رياضة التزلج على الثلوج، وهما مزودان بمصاعد وبعدد من البنى الضرورية لإستقبال المتزلجين، من فنادق ومطاعم ومحال تجاريةوغيرها، والإقامة في المحطتين لا تقتصر أيام الشتاء والثلج ، إذ أنهما مهيأتان كذلك لإستقبال المصطافين.
دير الحرف – دير قديم مجدَّد
بعد عبور بلدة “رأس المتن” الشهيرة بغاباتها الفريدة والغنية، وفي وسط غابة صنوبر جميلة، تقع بلدة “دير الحرف” الوادعة التي من أبرز معالمها دير لطائفة الروم الأرثوذوكس اقيم على إسم القديس جاورجيوس، وعلى الرغم من أن جذور الدير تغوص في غياهب الأساطير، فإن تاريخه المؤكّد بالوثائق لم يبرز إلا في غضون القرن الثامن عشر.
يتمحور مخطّط الدذير حول فناء مكشوف تحيط به الكنيسة من الجهة الجنوبية الشرقية وجناح الرهبان من الجهة الشمالية الشرقية، وتُشكّل الكنيسة المنية بحجارة محليّة يغلُب عليها لون الصدأ الأقدم في مجمّع الدّير، وتعود إلى العام 1790. أما منشآت الدّير الأخرى فقد بُنيت على مراحل بين نهاية القرن التاسع عشر والربع التالث من القرن العشرين.
رأس المتن – قرية مزنرة بغابات الصنوبر
يُعتبر موقع رأس المتن المطلّ على الوديان والبحر من اجمل المواقع في لبنان، فيها ينابيع وعيون غزيرة منها نبع عين المرج التي ما تزال لوحة كبيرة تؤرّخ إنشاءها عام 1742 م. كما فيها آثار فينيقية وبعض المقابر ومغارة الحسكان، ومن أجمل معالمها السرايا التي بناها الأمراء اللمعيون، ومن أشهر رجالاتها الأديب أنيس فريحة.
برمّانا – منتجع إصطيافي
تجمع “برمّانا” بين سحر القرية اللبنانية التقليدية وفخامة منتجعات الإصطياف الحديثة وصَخَبها، وقد تكرّست شهرة البلدة بوجود مدرسة أسّسها فيها مرسَلون إنكليز من حركة “الكويكرز” في أواسط القرن التاسع عشر، وهي اليوم مدرسة عامرة تستقطب سنوياً دورات في كرة المضرب ذات شهرة عالمية.
إلى الشّمال من البلدة، ترتفع بنية “دير مار شعيا” الضخمة، وهو دير قديم يخصّ الرهبنة الأنطونية المارونية، ويعود تارخ بنائه إلى العام 1700.
العباديّة – بلدة لبنانية تقليدية
“العباديّة” بلدة لبنانية جميلة ما زالت تحافظ على أزقّتها القديمة المدّرجة وبميدانها الذي تحيط به دارات جليلة بُنيت بحسب النمط التقليدي الذي كان سائداً في زمن الأمراء، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وينطبق من القرية درب قديم يقود الزائر باتجاه غابة صنوبر رائعة.
بسكنتا – منتجع اصطيافي
تنتشر بيوت “بسكنتا” وحدائقها على أقدام جبل صنّين الذي يبلغ ارتفاعه 2628 متراً، وما زالت تعتبر من البلدات اللبنانية التي حافظت على بعض تراثها المعماري التقليدي، وهي مركز غصطياف مشهور بمناظره الخلّابة وفاكهته اللّذيذة وكُرومه السّخية ودروبها التي يسلكها المتنزّهون الذين يقصدون نبع صنّين.
والبلدة مشهورة أيضاً، بأنها موطن ميخائيل نعيمة (1889 – 1988)، أحد عظام رجالات الفكر وألأدب في لبنان ورفيق درب جبران خليل جبران، وكان نعيمة قد كتب معظم إنتاجه الفكري في عرزال أقامه في منطقة خراج “بسكنتا” يُقال لها الشّخروب، وهي منطقة صخرية ذات أشكال اسهمت الطبيعة والمياه بنحتهاّ.
بكفيّا – منتجع إصطيافي
تشتهر “بكفيّا” ببيوتها ذات السطوح القرميدية وبمناظرها الخلابة ومناخها المنعش ومياههاالمعدنية، ومن أهمّ ينابيعها نبع “النّعص” المعروف منذ القدم بمنافعه الشفائيّة، بحيث تحلّق حوله عدد من الفنادق التي يقصدها من يسعى إلى معالجة بعض المشاكل الصحيّة، وتشتهر البلدة أيضاً بمهرجان سنوي يُقام في نهاية الصيف وتحتل فيه مواكب عربات الزهور ومعارض الخضار والفاكهة مركز الصدارة.
تشير بعض المكتشفات الأثرية إلى أن موقع “بكفيّا” كان مأهولاً في العصور القديمة، بيد أن جذور البلدة الحالية لم تبدأ تتوضّح على ما يبدو إلا في غضون القرن الخامس عشر.
ومن أقدم معالمها، كنيسة مار عبدا التي بُنيت عام 1587 وكانت تكسوها رسوم جدرانية، وفي غضون القرن التاسع عشر شهدت “بكفيّا” عصرها الذهبي في ظلّ حكم الأمراء الّلمعيين، وإلى تلك الفترة تعود معظم داراتها وصروحها التاريخية، كدير الآباء اليسوعيين الذي بدأ العمل في بنائه عام 1833، وكنيسة سيّدة النجاة التي تزيّنها صورة للسيدة العذراء منقولة عن أصل أيطالي بندقيّ من القرن السابع عشر، وقد استُقدمت من روما، وقصر الأمراء اللمعيّين الذي يقوم في وسط البلدة والذي تمّ تحويله في الثمانينات إلى مقرّ صيفي لرئاسة الجمهورية، وفي درج القصر ناووس روماني مزيّن بعقد نباتي ووجهين يمثّلان صاحبي الناووس ورقيم يونانيّ.
ومن المعالم التي تشتهربها بلدة “شويّا” القريبة من بكفيا مُحترف الرسّام اللبناني قيصر الجميّل الذي توفّي عام 1958، وكان من روّاد حركة الرسم العربية الحديثة ومدير معهد الرّسم والنّحت التابع للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة.
بيت شباب – مُحترفات تقليدية
إلى جانب بيوتها ذات الأنماط القروية اللبنانية التقليدية وكنائسها المتعددة التي من بينها كنيسة سيدة الغابة المبنيّة عام 1761، تمتاز بلدة “بيت شباب” بمحافظتها على حرفتين ارتبط إسمها بهما ارتباطاً وثيقاً، فالحرفة الأولى تتمثّل بصناعة الخزفيات على الطريقة التقليدية، ولا سيّما منها الجرار الضخمة المطليّة داخلياً بالميناء والتي تُستخدم في الأرياف والقرى لحفظ زيت الزيتون والعرق، أما الحرفة الثانية والتي تنفرد بها، فهي صناعة صب الأجراس بأسلوب قديم ذي اسرار مهنية متوارثة. ومن الجدير بالذكر أن ما من كنيسة في لبنان إلا وبقرع في قبّتها جرس من صُنع “بيت شباب”.
بيت مِري – هياكل رومانية وقرية بيزنطية
ترتفع بلدة “بيت مِري” حوالي 800 متر فوق سطح البحر وتُشرف من موقعها المميّز على “بيروت” وضواحيها، وقد جعل هذا الموقع الفريد من بلدة “بيت مِري” مركز إصطياف شهير له مكانته في قلوب البيروتيين منذ القِدَم. ومنذ بضعة عقود تحوّلت “بيت مِري” ومعالمها إلى الأثرية إلى مركز ثقافيّ وفنيّ شهير، تجري فيه مهرجانات موسميّة خلال شهري شباط وآذار تُشارك فيها فرق المسرح وارقص والموسيقى المحليّة والعالمية.
غير أن شهرة “بيت مِري” تعود في الدرجة الأولى إلى معالمها الأثرية المدهشة، فالطريق التي تعبر البلدة تقود إلى دير القديس يوحنا المعمدان التابع للرهبانية الأنطونية المارونية، وهو دير أُقيم وكنيسته على أنقاض معبد روماني، بحيث أُطلقت عليه تسمية “دير القلعة” نسبة إلى تلك البقايا الأثرية الضخمة التي غالباً ما توصف بالقلاع في المصطلحات الشعبية اللبنانية.
وفي المنطقة الأثرية الممتدّة شرقي الطريق المؤدّية إلى “دير القلعة”، قرية من العصر البيزنطي، يعود تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد، وتحتوي على طرقات مبلّطة تُحيط بها أروقة معومدة ودكاكين، فيما تتوزّع في أرجائها مجموعة من الأحياء السكنية وكنيسة صغيرة ما تزال تحتفظ بارضيتها المزوّقة، بالإضافة إلى حمّام وبعض معاصر الزّيت.
الشوير / ضهور الشوير
تقع بلدة الشوير / ضهور الشوير في قضاء المتن على متوسّط ارتفاع 1250م عن سطح البحر، وعلى مسافة 27 كم عن بيروت عبر بكفيّا-الدوّار؛ أو بكفيّا-الزغرين-عين القسّيس أو المطلّ المعروف أيضاً بمنطقة دير مار الياس؛ أو الزغرين-عين التفاحة-عين الحانوت. ويتّصل بزحلة عبر غابة بولونيا-عينطورة؛ وبصوفر عبر غابة بولونيا-المتين – حمّانا. تشرف على جبل صنين وكسروان شمالاً وجبل الكْنَيْسِة شرقاً ووادي المتن وجبال صوفر جنوباً ويطلّ على البحر غرباً. ويتشكّل التجمع السكني في منطقتين: الشوير، وهي البلدة القديمة، وضهور الشوير وهي المصيف الحديث القائم على إحدى روابي الشوير.
يعود الأصل في تسمية ضهور الشوير إلى كلمة “شوير” السريانيّة وتعني في اللغة العربيّة الشير، اما كلمة الضهور فأضيفت اليها وأصبحت المحلة تعني مضرب الرياح.
هذه البلدة كانت عبارة عن حرجٍ وفيها آثار قديمة كبقايا أعمدة لمعابد وثتية، وآثار معبد يوناني، برج بيزنطي، بيدر.
ومنذ العام 1962 ينظم المجلس البلدي في ضهور الشوير في التعاون مع أبناء البلدة “مهرجــان عيد المغتربين” في شهر آب من كل عام لجذب السيّاح العرب والأجانب. وقد زخرت ضهور شوير بأكثر من 12 فندقاً، واستقبلت في رحابها الملك فاروق ومحمد عبد الوهاب، والفنانة جوليا بطرس فتألقت بأغانيها الملتزمة لتضفي على أبناء ضهور الشوير المزيد من وقفات العنفوان والكرامة، وكانت تحوي على 12 معملاً للحرير وتضم اليوم أكثر من 11 ديراً وكنيسة مثل دير مار الياس البطريركي وكنيسة المخلص، كنيسة السيدة، كنيسة مار عبدا.
الخنشارة – أقدم مطبعة عربية في المشرق
“الخنشارة” بلدة جميلة ببيوتها ذات الطابع المعماري اللبناني التقليدي التي تعلوها سقوف القرميد الأحمر، وهي مشهورة ببنّائيها وحجّاريها المهرة. ولا نغالي إذا قلنا إن ما من بيت أو كنيسة في جبل لبنان إلا وكان لأحد معلّمي حجار “الخنشارة” يدٌ فيه!
بيد أن شهرة “الخنشارة” تأتيها من دير القدّيس يوحنّا الصابغ (المعمدان) للرهبانية الباسيلية الشويرية الملكية الكاثوليكية. ومن الجدير بالذكر أن بيوت “الخنشارة” وأملاكها كانت في الأصل جزءاً من أوقاف الدير وكان أهلهايعملون كشركاء في زراعة أراضيه قبل أن يوزّعها الرهبان عليهم، ويُعرف الدير أيضاً بإسم “دير الطبشة” أو “دير مار يوحنّا الشوير” وهي تسميات مكانية قديمة طغى عليها إسم “الخنشارة”.
من أبرز أمجاد الدير أنه استقبل في رحابه الشمّاس عبد الله زاخر، الذي كان يعمل في مجالي الطباعة والصياغة في حلب، وبعد تنقّلات في عدد من قرى كسروان، أستقرّ الزاخر في الدير عام 1722، وأسّس أول مطبعة بالحرف العربي في المشرق، وقد صمّمها وصنع بعض آلاتها ورسم حروفها ونقشها وصبّها بنفسه.
وفي عام 1734 صدر كتاب “ميزان الزمان” وكان أول كتاب يُطبع بالحرف العربي في لبنان.
عينطورة – هيكل روماني
تقع بلدة عينطورة المتّنية على الطريق التي تربط “ضهور الشوير” بعاصمة البقاع “زحلة” عبر “غابة بولونيا” و “المروج” ومن “عينطورة” يتفرّع درب من على يمين الطريق الدولية ويقود إلى أطلال معبد روماني عظيم أقيم في القرن الأول والثاني ب.م. وحتى بضع سنوات خلت كانت بقايا جدران الهيكل وبوّابته ما تزال في موضعها إلى أن جرفها بعض العابثين بالتراث واستخدموا حجارتها لبناء كنيسة، وتنتشر في جوار الهيكل بقايا جبّانة صخرية تعود إلى العصر الروماني البيزنطي.
بعد “عينطورة” تقود الطريق إلى بلدة “مجدل ترشيش”، وكلمة “مجدل” التي غالباً ما ترد في تسمية القرى اللبنانية، تعني “القلعة” أو “الحصن”، وقد يدلّ إسم “ترشيش” على أن الموقع كان يُنتِج في القرون الغابرة خام الحديد، وتحتوي البلدة على أطلال جليلة تعود إلى هيكل من العصر الروماني وعدد من البقايا القديمة الأخرى المبعثرة في الجلال وبين الأشجار.
المتين – معالم من عصر الإقطاع
تعود جذور بلدة “المُتين” أي “المتن الأصغر”، على ما يبدو، إلى القرون الأولى بعد الميلاد، بحسب ما تشير إليه بقايا الجبّانات الرومانية والبيزنطية المحفورة في الجروف الصخرية المحيطة بها، بيد أن تاريخها الحديث لا يتّضح بشكل مؤكد إلا في غضون القرنين السادس عشر أو السابع عشر.
كان “اللمعيون” في الأصل من الموحدّين الدّروز، ثم ما لبثوا أن أعتنقوا المسيحية في مذهبها الماروني، وغداة انتصاره في معركة “عين دارة” 1711، وبسبب بطشمهم في المعركة إلى جانبه، رفّعهم أمير جبل لبنان آنذاك، حيدر الشهابي، إلى مرتبة الأمراء، ووسّع نفوذهم في مقاطعة المتن، وشهدت “المتين” أيام عزّها في ظلّ حكمهم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
من هذه الحقبة الذهبية، ما تزال “المتين” تحتفظ بعدد من المنشآت التي أقامها اللمعيون فيها,أبرزها قصور تحيط بساحتها العامة المعروفة بالميدان حيث كانت تجري مبارزات الفوارس الرماحين.
قضاء كسروان
بكركي – مقرّ البطريركية المارونية
في بدايات القرن الثامن عشر، عام 1703، أقيم في وسط أحراج “بكركي” المشرفة على “جونيه” دير ما لبث أن أصبح عام 1830 مقرّ البطريركية المارونية الرئيسي، وفي نهاية القرن التاسع عشر، عام 1893، غدا الدير القديم نواة الصّرح الحالي بسطوحه القرميدية وفنائه الداخلي الذي تتحلّق حوله أجنحته. ومن أهم محتويات الصّرح، مكتبة عظيمة تحتوي آلاف المخطوطات التاريخية الثمينة. وتعلو بوّابته الإيطالية التأثير كتابة مرقومة باللاتينية والسريانية والعربية، جاء فيها “مجد لبنان أعطي له” وهو شعار مستوحى من سفر “أشعيا” (2,35) يرقمه بطاركة الموارنة على رنوكهم.
جونيه وجوارها – منتجعات سياحية
على أثر دمار وسط (بيروت) في اثناء الحرب اللبنانية الأخيرة، انتقل معظم تجّاره إلى (جونية) التي تحوّلت من بلدة وادعة على شاطىء البحر إلى مدينة كبيرة تعجّ بالحيويّة، بعد أن ازدحمت فيها المحال التجاريّة المستحدثة والعمائر الحديثة والمستشفيات والفنادق والمطاعم وعلب الليل على اختلافها.
إلى الشمال من (جونية) تقع بلدة (المعاملتين) التي يدلّ اسمها على كونها أُقيمت على جانبي نهر (غزير) الذي يقطعه جسر روماني وكان يشكّل منذ القرون الوسطى، الحدّ الطبيعي الفاصل بين معاملتين أو منطقتين إدارتين:كونتيّة طرابلس الصليبيّة شمالاً ومملكة القدس الفرنجية جنوباً. ويعتبر كازينو لبنان المشرف على البلدة من أكثر معالم البلدة شهرةً في المنطقة والعالم.
في بلدة “صربا” وفوق الجرف الصخري المشرف على “جونيه”، يقوم دير المخلص التابع للرهبان الباسليين الحلبيين الملكيين الكاثوليك. وهو دير بُني عام 1883 على أنقاض برج مراقبة من العصر الملوكي أقيم بدوره على أطلال معبد روماني عظيم، ويبدو من خلال بعض الإشارات الأثرية أن المعبد كان مكرساً لعبادة إله عظيم تطبق عليه الرُقُم إسم “روش السماوي” ويبدو أن هذا الإله كان وثيق العلاقة بلإله “سرابيس” الذي انتشرت عبادتهفي أنحاء المشرق في العصر النتأغرق والروماني. ويبدو أن إسم “صربا” من إسم هذا الإله.
أما بلدة “زوق مكايل” الواقعة إلى الجنوب الشرقي من “جونيه”، فهي بلدة جميلة وادعة حصلت فيها أعمال ترميم وتأهيل واسعة أعادت إلى سوقها القديم رونقه الماضي. وقد تحول هذا السوق منذ عام 1995 إلى منطقة مشاة تحيط به الدكاكين المعقودة الذي تحول بعضها إلى مطاعم ومقاهي، فيما أبقى بعضها الآخر على محترفاته التقليدية السابقة.
غزير – بلدة لبنانية تقليدية
تفتخر بلدة “غزير” بكونها مسقط رأس الأمير بشير الشهابي الثاني الذي ولد فيها عام 1767، ويبدو أن أيام عزّها في القرن التاسع عشر مرتبطة بفترة حكم ألأمير التي غطّت معظم النصف الأول منه. وتمتاز بلدة “غزير” ببيوتها وداراتها ذات الأسلوب اللبناني التقليدي. ومن بين معالمها التي أدخل معظمها في لائحة جرد الأبنية الأثرية والتاريخية اللبنانية ما لا يقل عن عشر كنائس وأديار يعود بعضها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ومن دارات “غزير” المشهورة المنزل الذي ولد فيه الرئيس الراحل فؤاد شهاب ( 1958-(1964 فترة ولاية الرئيس شهاب) ، ويتميز بطرازه المعماري اللبناني وسطحه الخشبي وشبابيكه المشوشرة وشرفاته المحمولة على أزفار حجرية. أما قصر “غزير” البلدي، فقد أقيم عام 1904 في زمن متصرف جبل لبنان مظفّر باشا.
وفي “بيت خشبو” على مقربة من “غزير”، دير يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر يتميز ببوابته التي تزينها الشرائط الحجرية البسيطة، وفي الكنيسة ناووس من العصر الروماني يحمل رقيماً باللغة اللاتينية، كان يستعمل كمغسل.
مغارة جعيتا – تحفة من صنع الطبيعة
جعيتا أشهر مغاور العالم جمالاً واتساعاً ففي تلك التجاويف والأنفاق التي ارتادها الإنسان منذ العصور الحجرية القديمة فعلت المياه الكلسيّة المتسربة من مرتفعات لبنان فعلها وشكّلت مع مرور الزمن علماً من القبب والمنحوتات والأشكال التي يعجز اللسان عن وصفها.
تقع مغارة جعيتا في وادي نهر الكلب,على بُعد نحو 20 كلم إلى الشمال من بيروت وتمتاز بوجود طبقتين فيها,طبقة عليا وجافّة,وطبقة سفلى يسيل فيها نهر جوفيّ يشكل الجزء المغمور من منابع نهر الكلب. وقد تمّ فتح المغارة السفلى للمرة الأولى أمام الجمهور في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1958.فيما افتتحت المغارة العليا في كانون الثاني (يناير) عام 1969 بعد تأهيلها على يد المهندس والفنان والنحات اللبناني “غسان كلنك”.وذلك في احتفال أقيم في داخلها وعزفت في أثنائه مقطوعات من الموسيقى الإلكترونية التي وضعها لهذه المناسبة الموسيقار الفرنسي “فرنسوا بابل”.وقد نظّم في المغارة العليا بعد ذلك مهرجان موسيقي مماثل في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام عينه,عُزفت فيه مقطوعات للموسيقار الألماني الشهير “كارل هاينز شنوكهاوزن”.
وبقيت المغارتان منذ اكتشافهما وتأهيلهما قبلة أنظار اللبنانيين والسيّاح الأجانب إلى أن عصفت الحرب بلبنان مما أدّى إلى إقفالهما وتدمير المنشآت والأبنية والتجهيزات وجاءت مبادرة وزير السياحة المحامي “نقولا فتوش” فقام بإعادة بناء وتجهيز المرفق بكامله والمغارتين بأحدث التجهيزات التقنية حيث عهد إلى شركة (هابلس) الألمانية بالتنفيذ والإدارة وأعيد افتتاحها بتاريخ 6 تموز (يوليو) 1995 حيث أضحت مرفقاً سياحياً رائعاً.
حريصا وجوارها – مناظر خلابة وكثافة كنائس وأديار
يمكن بلوغ “حريصا” إنطلاقاً من جونيه، بواسطة السيارة أو بواسطة السكّة الهوائية، (التلفريك)، وتصل هذه الأخيرة عند قاعدة كنيسة عظيمة ذات تصميم عصري للغاية، بدأ العمل في بنائها في بداية السبعينات بجوار تمثال معدني ضخم يمثّل السيدة العذراء. وكان هذا التمثال قد أقيم عام 1908 فوق بناء مخروطي يلفّه درج لولبي وفي جوفه مصلّى صغير يحتوي تمثالاً للعذراء نُحت في خشب الأرز.
على مقربة من هذا المكان يقوم دير المرسلين البوليسيين الملكيين الكاثوليك الذي تأسس عام 1903. ومن معالم الدير المشهورة كنيسة على إسم القديس بولس، بدأ العمل في بنائها عام 1947، وهي مبنيّة على نحو يستوحي شكل الكنائس البيزنطيةالقديمة، بمخططّها المصلّب وقببها الكثيرة وفسيفساءآتها الجدارية الجميلة ذات الأسلوب البيزنطي الصّرف.
وتتركّز في خراج “حريصا” مجموعة من نحو عشرين كنيسة ودير تنتمي إلى غالبية الطوائف الكاثوليكية في لبنان. ومن أقدمها دير القديس أنطونيوس البدّاوي الذي بناه الرهبان الفرنسيون على عقار وَهَبهم إيّاه الأمير فخر الدين المعني الثاني عام 1628 ثمّ ثبّته لهم المشايخ الخازنيّون عام 1681. وتضمّ “حريصا” أيضاً مقر البعثة البابوية التي انتقلت إليها من “بيروت” في اثناء الحرب اللبنانية الأخيرة.
ومن المعالم المشهورة في جوار “حريصا” دير “بزمّار” مقرّ البطريركية الأرمنية الكاثوليكية ودير “الشرفة” مقرّ البطريركية السريانية الكاثوليكية، وهي من الأديار الغنيّة بمكتباتها ومخطوطاتها التاريخية الثمينة.
عجلتون، ريفون، ، فيطرون، ميروبا، فاريّا وعيون السيمان – منتجعات إصطيافية مشهورة
إكتسبت بلدات “عجَلتون” و “ريفون” و “فيطرون” و”ميروبا” المنثورة فوق جبال كسروان منذ زمن بعيد شهرة واسعة بوصفها منتجعات إصطياف تتمتّع بمناخ جيّد ومناظر خلابة. وما زالت هذه البلدات تحتفظ ببعض بيوتها ذات السقوف القرميدية والأسلوب المعماري اللبناني التقليدي، بيد أن هذا التراث بدأ يسير باتجاه الإندثار تاركاً محلّه للعمائر الباطونية التي يعتبرها البعض اكثر إنسجاماً مع وظيفة المنطقة السياحية. وتنتشر في هذه البلدات الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاجر على إختلافها بحيث باتت تشكّل الطابع العام الذي تمتاز به.
أما “فاريّا” وبالإضافة إلى كونها منتجعاً إصطيافياً مرموقاً، فقد أفادت من وجود محطّة “عيون السيمان” للرّياضات الشتوية في جوارها. وتعتبر هذه المجحّة من أفضل مراكز التزلّج على الثلج في لبنان تجهيزاً وأحسنها عناية. ففيها 13 مصعداً لتمكين المتزلّج من الإرتقاء إلى ما فوق 1460 متراً فوق سطح البحر قبل أن يبدأ بالتزلّج على منحدراتها المتناسقة، من أعالي “فاريا” ومن الموضع المعروف بـ “المزار” يمكن للناظر أن يمتِّع ناظريه بمشهد رائع من سهل البقاع وجبل الشيخ إلى منطقة اللقلوق والأرز والساحل.
الغينة – موقع أثري روماني بيزنطي
تحتوي بلدة “الغينة” آثاراً جليلة من العصرين الروماني والبيزنطي، ففي أسفل القرية، أطلال هيكل من العصر الروماني تحوّل في العصر البيزنطي إلى كنيسة ذات مخطّط بازيليكي، تكسو ارضيتها المزوّقات. وفي العصر الروماني عينه، حُفر عدد من المدافن في الصخور المجاورة للموقع، ونُقشت فوق مداخلها نقوش ذات مغزى جنائزي، بعضها يمثّل الميت واقفاً وبعضها يمثّله جالساً يبكي على حياته، ومن أشهر تلك النقوش نقشٌ يمثّل صياداً يقاتل حيواناً بريّاً يصعب تحديد هويّته. وتفسّر التقاليد المحلية، التي أسهم “إرنست رونان” ومن بعده “هنري لامنس” بالتأسيس لها، هذه النقوش على أنها تمثّل صراع الإله الشّاب “أدونيس” مع الخنزير البرّ,ي، بيد أن هذه التفسيرات لا أساس لها من الصحة، بدليل انتشارها في النقوش الجنائزية في جميع أنحاء العالم الروماني القديم.
فقرا – هياكل من العصر الروماني
كانت “فقرا” تشكّل في العصور القديمة مجمّعاً دينياً عظيماً يُعتير من أرحب المجمّعات الدينية في جبل لبنان، واعظمها على الإطلاق، وتنتصب أطلاله على إرتفاع 1550 متراً فوق سطح البحر وسط منظر مُذهل من الصخور التي حفرتها يد الطبيعة التي تبدو للوهلة الأولى وكانها من صُنع الأشباح. أُقيم معبد “فقرا” الكبير في العصر الروماني على الطراز الكورنثي وكان مكّرساً لعبادة إله تسمّيه الرُّقُم بالإله الأعظم.
وكان على مقربة منه معبد أصغر حجماً مكرّساً لعبادة إحدى العشتروتات المحليّة، تحوّل في العصر البيزنطي إلى كنيسة. ويُشرف على الموقع برج عظيم لمّ يبقَ منه إلا طبقته السفلى المكعّبة الشكل.
نهر الكلب – تاريخ محفور في الصخر
فور عبور “نفق نهر الكلب” على طريق بيورت- طرابلس الدولية، تطالعك على يمينك طريق فرعية تسير بمحاذاة ضفّة “نهر الكلب”، الذي كان يُعرف قديماً بإسم “نهر الذئب”. وكان يحدّ هذا النهر من الجهة الجنوبية رأس صخري هائل لم يكن من الممكن تخطّيه إلا بتسلّق درب ضيقة شُقَّت بين صخوره، وبسبب وعورة الدرب وصعوبة عبورها، عَمد الفاتحون الذين إضطرتهم ظروف معاركهم إلى إجتيازها بإتجاه الشمال أو الجنوب، إلى نقش أنصاب على جنباتها تخليداً لهذا الإنجاز.تنتشر أنصاب “نهر الكلب” جميعها على صخور ضفّته اليسرى، بإستثناء نصب يتيم اقامه الملك “نبوخذنصّر” الثاني (562 – 604 ق.م.) على ضفتّه اليمنى، ويحتوي هذا النصب نص الأنصاب المنقوشة على صخور “وادي بريصا” في منطقة “الهرمل” البقاعية.
قضاء جبيل
جبيل – مدينة ذات تاريخ ألفي
تعتبر “جبيل” من المدن القليلة في العالم التي استمرّ عمرها منذ إنشائها حتى اليوم، وهي مدينة مزدهرة تعجّ شوارعها بالمارّة وترتفع فيها الأبنية الحديثة الشاهقة، غير أن أحيائها القديمة مازالت تَذخر بمعالم تاريخها الوسيط وبذكريات تاريخها القديم الذي يرقى إلى العصر الحجري الحديث، وهي ذكريات أبرزتها الحفريّات الأثرية إلى حدّ باتت معه جبيل من أشهر المواقع الأثرية في المنطقة على الإطلاق. من أبرز معالم المدينة الأثرية التي تتحلّق حول “عين النلك” التي كانت في الماضي مصدر المياه الرئيسي داخل الأسوار، أطلال أبنية يرجع تاريخ بعضها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، كأسوار المدينة المسنّنة وأساسات معبد إلاهتها العظمى المعروفة بسيدة جبيل، وبقايا قصرها الملكيّ، وأطلال معبد كبير أُطلق عليه إسم مستوحى من شكله العام، وهو على هيئة حرف L. ومنها ما يعود إلى الألف الثاني، كمعبد الأنصاب الذي كان في الأصل مشيّداً فوق المعبد الكبير، قبل أن ينقله الأثريون إلى موضعه الحالي ليتمكّنوا من تعرّف البنى التي تحته، والمزالق التي تدعم الأسوار من الخارج، إضافةً إلى المدافن الملكية المحفورة في الصخر المُشرف على البحر، وقد عُثر في أحد هذه المدافن على ناووس أحيرام الشهير الذي يحمل إحدى أقدم الكتابات المرقومة بالخط الفينيقي النسخي والذي يشكّل درّة المتحف الوطني في بيروت.
أفقا – نبع أدونيس ومعبد فينوس –
تشكّل “أفقا” التي يمكن بلوغها عبر طريق “قرطبا” المحطة الأخيرة على مسار الدرب الإحتفالية القديمة التي كانت تنطلق من “جبيل” بمحاذاة نهر ابراهيم لإحياء أعياد أدونيس وفينوس – عشتروت وطقوسها. ويبدو أن شكل المغارة العام الذي يشبه إلى حد كبير شكل مثّلث رأسه إلى أسفل قد اثّر في اذهان الأقدمين، فأعتبروه بمثابة الرحم الذي خرج منه أدونيس، وهو الإسم القديم لنهر إبراهيم، وتروي الميثات القديمة حول الإله الشاب الذي كان يلعب دور إبن الإلاهة وعشيقها على السّواء، أنه قُتل في هذا المكان في أثناء صراعه مع وحش ضارٍ، مما تسبّب بتخصّب مياه النهر بدمائه، الأمر الذي كان يفسّر في نظر الأقدمين تلوّن مياهه بألوان قانية في أيام الربيع، وليس بسبب الطمي الذي تجرفه معها! في مقابل مغارة “أفقا” تتراكم انقاض معبد فينوس – عشتروت التي إختفت معالم مخطّطه، وبات لا يُعرف منه إلا قناة صغيرة تجرّ مياه النبع تحت أساساته.
جاج – غابة أرز جميلة
يبدو أن غابة أرز “جاج” تشكّل إحدى أقدم مخلّفات الغابات التي كانت تكسو جبال لبنان في العصور القديمة. ويبدو كذلك أن الجبيليين القدماء كانوا يستخرجون منها الأخشاب والزيوت والصموغ ويصدّرونها إلى مصر الفرعونية التي كانت تحتاجها لأغراضها في البناء وطقوس التحنيط.
عمشيت – دارات عريقة ومركز تخييم
على بُعد كيلومترين إلى الشمال من “جبيل” تنشُر بلدة عمشيت القديمة بيوتها وداراتها ذات الأسلوب المعماري اللبناني الذي يعود إلى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وهي بمعظمها مُدرجة على لائحة جرد الأبنية التاريخية والأثرية اللبنانية. ومن معالم البلدة التاريخية أيضاً ضريح “هنريات رونان” شقيقة العالم الفرنسي “إرنست رونان” واضع أول كتاب علمي حول آثار فينيقيا في ستينات القرن التاسع عشر، وإلى الشرق من البلدة مدفن صخري من العصر الروماني، تحوّل إلى مزار على إسم القديسة صوفيا وبناتها، يحتوي ناووساً قديماً مرقوماً بكتابة يونانية يُستعمل فيه كمذبح. وعلى مقربة منه بعض آثار أشغال صخرية وجبّانات من العصر الروماني، كما هي الحال قرب دير سيدة نايا ودير مار زخيا. أما كنيسة مار جرجس القريبة من البلدة، فيبدو أنّها أُقيمت فوق انقاض معبد من العصر الروماني، وتحتوي بعض أجزائها رُقٌماً يونانية وعربية.
وعلى بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال من “عمشيت” تنتصب أطلال قرية “بجارين”، التي هجرها أهلها أيام الحرب العالمية الأولى، وتمتاز هذه البيوت الدارسة بنمطها المعماري اللبناني القروي الذي كان سائداً في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. أما كنيسة البلدة فما زالت تفتح أبوابها أمام المصلّين في مناسبات معيّنة. على بُعد ثمانية كيلومترات من “عمشيت” تقع بلدة “بحديدات” المُشرفة على محميّة “بنتاعل” الطبيعية، وتمتاز “بحديدات” بكنائسها الوسطوية، ومن أشهرها كنيسة مار تادروس أو ثاوذوروس. والكنيسة ذات نفق واحد تتقدّمه سقيفة معقودة وينتهي بمحراب نصف دائري، وتزيّن جدرانها ومحرابها جدرانيات من القرن الثاني عشر والثالث عشر.
وتمثّل جدرانيات المحراب مشهد التضرّع المؤلّف من صورة السيد المسيح يحيط به كل من السيدة العذراء والقديس يوحنا المعمدان، بالإضافة إلى الشروبيم الكثيري الأعين والسرافيم ذوي الستة أجنحة وهم يحملون لافتات كُتب عليها بالحرف السرياني النشيد المثلّث التقديس. وتحت مشهد التضرّع رُسمت صور الإنجيليين الأربعة وعدد من آباء الكنيسة، فيما تتوزّع على الجدران صور مستوحاة من العهدين القديم والجديد وصور القديسين الفارسين ثاوذوروس وجاورجيوس.
اللقلوق – منتجع صيفي وشتائي
تشكّل “اللقلوق” بتشكيلاتها الصخرية المدهشة ومناظرها الخلابة قبلة أنظار عشّاق التنزّه في الطبيعة البريّة البدائية التي لم تقضِ عليها بعد يدُ الإنسان المتحضّر. وقد إشتهرت هذه المنطقة منذ الستينات بمحطة تزّلج على الثلوج مجهّزة بالبنى الإستقبالية المختلفة التي تميّزت بطابعها الحميم الذي تستسيغه العائلات. وتفتح “اللقلوق” أبواب فنادقها ومطاعمها ومنتجعاتها المختلفة في أيام الصيف ايضاً لتستقبل عشّاق الهواء النقي والجو الهادئ.
المشنقة
تعتبر آثار “المشنقة” المُشرفة على “جبيل” من بين أكثر الأماكن الدينية القديمة إثارة. فهي تحظى بموقع مميز على الطريق الإحتفالية التي كانت تقود الحجّاج من “جبيل” إلى منابع نهر أدونيس (إبراهيم) في “أفقا”. ويتألف حوز “المشنقة” الديني من سور عظيم يحيط بحرم واسع ينتصب في وسطه بناء مكعّب يزنّره صفّ من الأعمدة. وتشكّل هذه الكعبة الرومانية غلافاً لمذبحين آخرين، أُقيما وتحوّر إتجاههما في العصور الفينيقية السابقة. ويبدو أن هذا البناء المكّعب كان مغلقاً من جهاته الأربع، ولم يكن من الممكن الولوج إلى داخله، وكانت الطقوس تفرض الطّواف حوله، ويعتقد أن بعضها كان يقضي بصعود الكهنة إلى سطحه لإجراء مراسم كانت تشكّل جزءاً من تقاليد طقوسية كنعانية فينيقية.
إده – كنائس قديمة
ما زالت بلدة “إده” محافظة على بعض طابعها التقليدي، وينتشر بين بيوتها القديمة عدد من الكنائس التي بنيت بحجارة معابد قديمة، ومن بين هذه الكنائس، كنيسة مار جرجس التي أقيمت فوق أنقاض معبد من العصر الروماني والتي ما زالت تزين جدرانها أجزاء من جدرانيات تعود إلى القرن الثاني أو الثالث عشر.
وفي البلدة أيضاً كنيسة ذات نفق مزدوج بنيت على إسم القديسين يوحنا وتادروس، وكذلك كنيستا مار ضومط، ومار أليشع. وفي خراج البلدة أيضاً عدد من الكنائس القديمة التي يعود بعضها إلى العصور الوسطى.
حاقل – حجولا – النمورة- مقالع أسماك متحجرة
في هذه القرى الجبلية المشرفة على “جبيل” وداخل صخورها الرسوبية الكلسية، عُثر على تشكيلة مذهلة من الأسماك والقشريات والحيوانات البحرية ألأخرى المتحجرة، كما عثر فيها على أنواع من النباتات التي كانت منتشرة في تلك المناطق في العصور الجيولوجية التي سبقت بروز سلسلة جبال لبنان الغربية، قبل 60 إلى 100 مليون سنة. وتشكل هذه البقايا محطّ اهتمام علماء المتحجرات في العالم نظراً لفرادة بعض أنواعها. وقد تم جمع بعض نماذجها في إحدى قاعات سوق “جبيل” القديم التي تحولت عام 1997 إلى متحف متحجرات.
زبدين – مهرجان التراث
تشتهر بلدة “زبدين” بمهرجانها التراثي الذي يجري في أواخر الصيف، حيث يقوم الأهالي بلبس ثيابهم التقليدية وعرض منتجاتهم التموينية ونشاطاتهم الحرفية العادية. ويتخلل المهرجان الذي يستمر حتى ساعات الفجر الأولى تذوق أصناف المآكل المحلية على وقع الموسيقى والرقصات الشعبية.
العاقورة- طريق رومانية وكنائس قديمة
تشرف بلدة “العاقورة” على وادي نهر ابراهيم وتتمتع بمناظر خلابة قل نظيرها. وينتشر فيها وفي خراجها عدد من المعالم العائدة إلى العصور الوسطى. ومن بين هذه المعالم جزء من الطريق الرومانية التي كانت تصل “جبيل” بـ”بعلبك” مروراً”باليمونه”، والتي شُقت في الصخر في أيام الأمبراطور ” ميسيانوس (51-96) كما يثبت ذلك رقيم صخري نُقش على جانب الطريق في محلة “درجات مار سمعان”.
وفي أعالي الجرف المطل على البلدة، مغارة طبيعية يبلغ عمقها حوالي 500 متر، عثر فيها على بقايا أثرية مختلفة تشير إلى أن الإنسان استوطنها منذ الألف الثاني قبل الميلاد حتى القرون الوسطى. وعلى مدخل المغارة أقيم مزار ريفيّ صغير على إسم القديس يوحنا مما جعل المغارة تعرف بإسم مغارة مار يوحنا.
عبيدات – مغارة مار سمعان
ينطلق من بلدة “عبيدات” درب يقود الزائر إلى مغارة مار سمعان التي مازال محرابها مكسوّاً ببعض الجدرانيات التي تعود إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، وهي تمثل مشهد التضّرع المؤلّف من صورة السيد المسيح يحيط به كل من العذراء والقديس يوحنا المعمدان بالإضافة الى الشروبيم الكثيري الأعين والسرافيم ذوي الستة أجنحة وهم يحملون لافتات كُتب عليها بالحرف السرياني النشيد المثلث التقديس. وتحت مشهد التضّرع رُسمت صور الإنجيليين الأربعة وعدد من آباء الكنيسة، وجميعها اليوم في حالة بائسة.
أما كنيسة مار أوسابيوس الوُسطوية، فقد بُنيت على أنقاض مهبد من العصر الروماني، وقد استعمل في بناء ساكف بابها حجر مرقوم باللغة اليونانية.
عنّايا – محبسة القديس شربل ومدفنه
قبل الوصول إلى “عنّايا” بنحو كيلومترين، تعبر الطريق بلدة “طورزيا” التي تقع في أسفلها مغارة جميلة وسط بيئة غنّاء ما زالت تنتشر فيها بعض المدافن الصخرية والبقايا المعمارية القديمة.
يشكّل دير مارمارون “عنّايا” محجّاً مشهوراً يؤمه الحجاج لتكريم جثمان الراهب اللبناني شربل الذي توفي عام 1898 في محبسة الدير التي قضى فيها معظم حياته، وأعلنت قداسته في روما في تشرين الأول عام 1989.
ويحتوي الدير جثمان القديس كما يحتوي متحفاً صغيراً عُرضت فيه بعض أغراضه الخاصة وألوف الرسائل الواردة من جميع أنحاء العالم يشكره فيها أصحابها على نعمة أو شفاء حصلا لهم بشفاعته.
وقد تحلق حول الدير عدد من المحالّ التي يفيد منها الحجاج والزوار لشراء التذكارات وبعض الحاجيات.
معاد – كنيسة وُسطوية فوق معبد روماني
بنيت كنيسة مار شربل العتيق الوسطوية فوق كنيسة بزنطيّة من القرن السادس احتلّت بدورها محلّ معبد من العصر الروماني. وما زالت بعض أعمدة هذا المعبد وعناصره البنائية ظاهرة حتى اليوم في أنحاء الكنيسة المختلفة. وتزيّن البناء جدرانيات مرسومة بحسب النمط البزنطي، فيما تعود طبقاتها العليا إلى العصر الصليبي . ومن أجملها، رسم يمثّل انتقال السيدة العذراء وآخر يمثّل رفع الصليب للإمبراطور قسطنطين الكبير وأمه هيلانة، فيما يحتوي داخل الكنيسة لوحة مدفنية كانت تعلو قبر إحدى نبيلات عصر الفرنجة التي توفيت عام 1243 .
ميفون – كنيسة قديمة
في بلدة (ميفون) الواقعة إلى الشمال الشرقي من (جبيل) وسط طبيعة خضراء ،كنيسة قديمة تعرف باسم سيّدة (إيليج) وهو اسم الموقع القديم . ويعود بناء الكنيسة، بحجارتها الصغيرة، إلى القرون الوسطى وفيه رقيم سرياني بالخط الإسطرنجيلي مؤرّخ من العام 1276 ، يفيد بأن البناء كان كنيسة يعقوبيّة جرى تكريسها على يد المطرانين مرقص ويوحنّا. وهي اليوم ملك الطائفة المارونية التي يقول مؤرّخوها إنها كانت في وقت من الأوقات مركزاً لبطاركتها.
يانوح – – معبد روماني
على بعد كيلومترين من بلدة (قرطبا) تنتصب أطللال معبد روماني تحوّل في القرون الوسطى إلى كنيسة تطلق عليها التقاليد المحليّة اسم مار جرجس الأزرق . وتحيط بالمعبد بقايا سكنيّة وأطلال كنيسة وسطوية تشكّل، على ما يبدو،بقايا مقر بطاركة الموارنة في القرن الثالث عشر.
محافظة البقاع
شتورة هي النقطة الأساسية لجولتك في قلب البقاع وهي تبعد مسافة 44 كلم عن بيروت – وسط البقاع
يشكّل وسط مدينة شتورا مركز انطلاق سيارات الأجرة والنقل المشترك إلى جميع الإتجاهات داخل منطقة البقاع وخارجها كبيروت ودمشق، وهي مركز تقليدي يتوقف فيه المسافرون لتذوق “سندويشات” الجينة البلدية واللبنة الطازجة والقهوة والمرطبات في معظم الإستراحات المنتشرة على الطريق العام.
البقاع الشمالي
إيعات – نصب روماني
في وسط السهل عند منتصف الطريق المؤدية من بعلبك إلى شليفا ينتصب عمود يبلغ إرتفاعه 18 متراً، أقيم على قاعدة حجرية مؤلفة من أربع درجات وزين بتاج كورنثي. ويبدو أن هذا النصب قد أقيم لتخليد حدث أو شخص معينين لم يعد بالإمكان معرفتهما، لا سيما وأن الكتابة التي كانت تحدد وظيفته أزيلت عنه في الماضي.
بر الياس – تربية الخيول العربية
تقع بر الياس في وسط سهل البقاع ووسط الطريق الدولية بيروت – دمشق، وتعتمد على الزراعة ويرويها نهر الليطاني من الغرب ونهر الغزيل من الشرق وفيها نبع عين البيضة، هناك مركزان أثريان في بر الياس: الأول تلة السرحون والثاني تلة أبو حجارة وبالإمكان إقامة مراكز سياحية على ضفة نهر الغزيل.
بعلبك – أهم مجمّع ديني وعمراني روماني في لبنان
تقع بعلبك من الناحية الإستراتيجية على مرتفعات البقاع الشمالي، وكانت تشكّل محطة رئيسية على طريق القوافل التي تعبر البقاع آتيةً من تدمر وحمص باتجاه شمال فلسطين ومن الساحل اللبناني بإتجاه دمشق. فكان أن حول الرومان مزاراتها المتواضعة إلى قِبلة تستقطب الحجاج من جميع مناطق الأمبراطورية الرومانية. فأقاموا فيها أحد أضخم معابد العالم الروماني على الإطلاق، وهو المعروف بمعبد “جوبيتير”، وكان ذلك منذ نحو ألفي سنة.
ويعود إطلاق إسم “القلعة” على هذا المجمّع الديني الضخم إلى العصور العربية حين تحولت المعابد إلى مركز دفاعي من الطراز الأول.
بعلبك المعاصرة: أقام البعلبكيون على مدار السنين أبيتهم السكنية حول قلعتهم الأثرية كما حولوا محيطها إلى غوطة من البساتين التي ترويها مياه نبع رأس العين. وشيدوا حولها الفنادق والمطاعم والمقاهي، ويقوم عدد من ألأهالي ببيع التحف التذكارية والصور والبطاقات البريدية إلى السيّاح، فيما جهّز بعضهم الآخر جَمَلاً وزَيَّنَه ليسمح للسائح بالتقاط صورة تذكارية فريدة لقاء بدل زهيد.
المقلع: يستوقفك عند مدخل المدينة المقلع القديم حيث كانت تجري أعمال قطع الحجارة ونحتها، ويعتبر “حجر الحُبلى” من أضخم الحجارة المقطوعة في العالم. وهو ما يزال في موقعه منذ نحو الفي سنة. وتبلغ مقاييسه 12.5 م×4 م×4.5 م، فيما يقدّر وزنه بنحو 2000 طن. وفي محلّلة “الشروانة” على بعد نحو كيلومتر واحد إلى الجنوب الغربي من المدينة، مقلع روماني آخر حوّله الرعاة إلى حظائر يبيتون فيها مع قطعانهم في أثناء الليل.
دورس: قرية صغيرة شوهتها عملية التوسع العمراني التي شهدتها مدينة بعلبك. وعند مفترق الطريق التي تؤدي إليها، إلى يسار الداخل إلى بعلبك، ثمانية أعمدة من الغرانيت، كانت تعلوها فيما مضى قبّة تُعرف اليوم بإسم “قبّة دوروس”، وقد شيّدت في القرن الثالث عشر بعد الميلاد بعناصر معمارية فوق قبر أحد أعلام تلك الأيام.
رأس العين
تروي مياه رأس العين بعلبك وبساتينها منذ العصور القديمة، وتشهد على أهميته الحيوية بالنسبة للمدينة، الآثار التي خلّفتها الحقب الرومانية والإسلامية على جوانبه.
تمنين الفوقا
على طريق شتورة- زحله – أبلح، وعلى بعد 4 كلم من أبلح، إنعطف نحو تمنين الفوقا قرب اللوحة التي تشير إلى هذه القرية، أسلك شارع البلدة الرئيسي واسأل المارة عن الطريق المؤدية إلى “جب الحبش”، وهو الإسم المحلي الذي يُطلق على معبد روماني معقود أقيم تكريماً لأحد آلهة المياه المتدفقة الذي نُقش وجهه على نصب حجري، وفي داخل هذا المعبد الفريد، بئر يبلغ عمقها نحو 4 أمتار تتغذى من المياه الجوفية.
الحدث – معبد روماني
أسلك طريق شتورة- زحله – أبلح – بيت شاما، ثم انحرف يساراً عند مفرق بيت شاما بإتجاه كفردبش وطاريا، وانعطف إلى اليسار مباشرة بعد بلدة النبي رشادي حيث توصلك الطريق الوقعة على يمينك إلى معبد كرّس لعبادة الإله “أبولون”.
يعود إلى أواخر القرن الميلادي الأول. ويتألف هذا المعبد من بهو مستطيل الشكل، تنتشر فيه وحوله حجارة منحوته أو مزخرفة، وعلى مسافة من هذا المعبد مذبح منقوش يبلغ ارتفاعه نحو مترين.
دردارة ( على نهر العاصي) – شلالات ومطاعم
يقع هذا المكان الساحر على طريق الهرمل وعلى بعد 85 كلم تقريباً، شمال بعلبك، وتنتشر عند أسفل المنحدر المطاعم المميزة بأجوائها المريحة التي تنعشها المياه المتدفقة من شلالات رائعة. وبإمكان الزائر القيام بنزهات صغيرة على مسطح الدردارة المائي الفريد في زوارق مطاطية متوافرة في المكان.
دير ما مارون
على بعد نحو عشرة كيلومترات من مدخل بلدة الهرمل، يقع عدد من المغاور التي حُفرت في الصخر على ثلاثة مستويات وشُيّدت فيها بعض الجدران الحجرية، وتذكر التقاليد المحليّة أن هذه المغاور استخدمت كملجأ لأتباع القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية في القرن الرابع بعد الميلاد.
رأس بعلبك – آثار من عصور مختلفة ومحترف لصناعة الآلات الموسيقية الوترية
إنها مدينة متوسطة الحجم، بنيت على ضفاف نهر جاف، يتحول في أيام الشتاء وفي فترة ذوبان الثلوج إلى نهر دفّاق يقضي في كثير من الأحيان على السهول المنخفضة المحيطة بالبلدة، وفي أثناء مرورك في القرية، لاحظ لجهة اليمين آثار كنيسة بيزنطية متواضعة بنيت على أنقاض معبد روماني، فقد كانت رأس بعلبك في الماضي تحمل إسم “كونا” وكانت مركزاً أسقفياً مشهوراً، ورد ذكر أساقفته في أعمال المجمع الخلقيدوني سنة 451 ميلادية.
ريّاق – أقدم محطة قطار في المنطقة
أسلك طريق شتورة- زحله – أبلح – ثم انعطف يميناً نحو رياق المشهورة بقاعدتها الجوية التابعة للجيش اللبناني، التي استعملت في فترات سابقة كمطار مدني، وحالياً تقوم الدولة بإنشاء منطقة حرة في هذا المطار، من ضمن خطة الحكومة لإنشاء المناطق الحرة، في جميع المرافىء البحرية والبرية والجوية.
كما تشتهر بمحطة قطاراتها التاريخية التي تُعتبر من أقدم محطات سكك الحديد في الشرق الأوسط على خط دمشق – حمص – باريس (D.H.P.) الذي بني في أوائل هذا القرن.
سرعين الفوقا – معبد روماني
على طريق رياق- يحفوفة، وعلى مسافة 8 كلم. تقع بلدة سرعين الفوقا التي تزخر بالبقايا الأثرية الرومانية، وينتشر عدد من الأضرحة الرومانية والبيزنطية المحفورة في الصخر على جانبي الطريق والوادي، بحيث تبدو القرية بكاملها وكأنها شيّدت على أنقلض موقع روماني قديم.
شربين – لوحات نبوخذنصّر التذكارية
على بعد 7 إلى 8 كلم من الهرمل وخارج حدود قرية شربين، يمكن مشاهدة لوحتين محفورتين في الصخر تعودان إلى عصر الملك البابلي نبوخذ نصّر، وقد أقيمت هاتان اللوحتان على جانبي الطريق كما هي الحال بالنسبة إلى لوحات صخرة نهر الكلب، وتروي النصوص المنقوشة عليهما أخبار الحملات التي قام بها هذا الملك ضد لبنان.
عرسال – آثار عربية قديمة وصناعة السجاد
أسلك طريق بعلبك – الهرمل وانعطف يميناً عند مفرق اللبوة، ثم اتجه شرقاً إلى أن تطالعك قرية عرسال التي تزخر ضواحيها بآثار مساكن ومقابر تعود إلى القبائل العربية التي استوطنت المنطقة قبيل العصر الروماني، وتشتهر عرسال حالياً بصناعة السجاد التي يعمل فيها نحو 150 فتاة من بنات القرية.
عين البيضا معبد روماني
يمكنك الوصول اليها عبر طريق شتورا – دمشق ثم انعطف يساراً باتجاه رياق، وبعد مسافة خمسة كيلومترات باتجاه رياق، انعطف إلى اليمين باتجاه بلدة كفرزبد ، ثم انطلق من ساحة القرية باتجاه قمة هضبة صغيرة لتصل إلى معبد عين البيضا الروماني .
عين الزرقا – أحد منابع نهر العاصي
يقع نبع عين الزرقا على مسافة مئتي متر جنوب شرق دير مار مارون في منطقة الهرمل ويشكل محيط هذا النبع المتفجر من بين الصخور، موقعاً مثالياً لإقامة النزهات. أما المغاور المجاورة فتستحق الزيارة.
إبحث عن الكوّة المقابلة للنبع متأمل طريقة البناء القديم لبعض الجدران.
الفاكهة – حياكة السجاد
عند منتصف الطريق الرئيسية المؤدية من بعلبك إلى الهرمل يمكنك سلوك طريق فرعية تصل بك إلى بلدة الفاكهة المشهورة بصناعة السجاد الذي يعتمد الأهالي في حياكته على أشكال هندسية ورسوم مستوحاة من أشكال السجاد الإيراني بالإضافة إلى الأنماط المحلية التي تميز إنتاجهم.
الفرزل -آثار رومانية
من شتورة إلى أبلح مروراً بزحلة انحرف باتجاه اليسار عند مفرق أبلح حتى تصل بلدة الفرزل الواقعة على بعد 2 كلم من الطريق الرئيسي، وتعتبر بلدة الفرزل التي كانت مقراً لكرسي أسقفي في القرن الخامس بعد المسيح من المراكز المسيحية القديمة في لبنان، كما أنها تحتوي آثار معبد روماني لم يبق منه إلا أساساته وبعض مداميكه، تطالعك بعد عبور مستديرة البلدة الرئيسية.
قاموع الهرمل – نصب عمره 2000 سنه
يقع (قاموع) الهرمل او هرم الهرمل على قمة إحدى التلال المحيطة ببلدة الهرمل،ويبلغ ارتفاعها نحو 27 متراَ بحيث يشرف على ارجاء المنطقة .ويشكّل هذا البناء الفريد نصباً أقيم فوق مدفن أمير سوري من القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد،وقد نقشت على جوانبه الثلاثة مشاهد صيد.
قصر البنات – معبد روماني
قبل الوصول إلى بعلبك انعطف شمالاً باتجاه شليفا وعلى بعد 2 كيلومتر ابحث عن كنيسة البلدة الجديدة حيث يمكنك إيقاف سيارتك . ثمّ سرّ على قدميك نحو 40 دقيقة حتى تصل إلى المعبد الروماني الذي يقع على هضبة صخرية تزدحم قمّتها بالخزانات والغرف المحفورة في الصخر والتي يعود تاريخها إلى العصر اليوناني _الروماني.ويبدو من خلال بعض التحويرات التي طرأت على المعبد بعد هجره،أنه استخدم لأغراض دفاعيّة.
الكرك – قبر نوح
تروي التقاليد المحليّة ان مياه الطوفان غمرت سهل البقاع وحوّلته إلى بحيرة رست على ضفافها سفينة نوح،وهذا ما يفسّر وجود قبره في بلدة الكرك، على بعد كيلومتر واحد من زحلة.وما يعرف بقبر نوح عبارة عن بنية يبلغ طولها 42 متراً وعرضها 5،2 متر تقع داخل جامع البلدة الذي بنيت جدرانه بحجارة منقولة من أبنية رومانيّة والتي تزيّنها نقوش عربية قديمة.وتشير الآثار المنتشرة في ضواحي البلدة والتي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الروماني،الى قدم تاريخ البلدة.
زحلة
مدينة زحلة معلقة على جانبي مضيق من سفح قاعدة جبل صنين شقته السيول فيما مضى من العصور وأبقته مجرى لنهر رائع كريم معطاء هو نهر البردوني الشهير النابع من مغارة في سفح صنين.
وما أن تدخل المياه الزائرة المناسبة ما بين الصخور والروابي الرائعة زحلة حتى تستقبلها أشجار الحور والزيزفون والصفصاف والشربين والجوز والسنديان النابتة على جنبات مقاهي وفنادق هي الأولى في الجود والروعة في لبنان.
لقد سميت ) عروس البقاع ) و ( مدينة الشعر والخمر ) و ( عرين الأسود ) كلها صفات تميزت بها مدينة زحلة عاصمة البقاع ( 24 % من مساحة لبنان ) حيث القرميد سيد المظاهر فيها وحيث الأبنية القديمة تتمازج مع الحديثة منها برونق لا مثيل له .
السراي القديم – يعود بناء هذا السراي إلى عام 1885 أيام الحكم العثماني ولقد شيد بطريقة تلحظ تصريف المياه عند إقامة الأساسات بأساليب نادرة . أبرزها المزج ما بين الخشب الصلب والصخور القاسية وذلك خوفاً من زحل التربة ، إلى جانبي ذلك ، نجد طرازاً جميلاً من القناطر داخل بهو السراي فيه الكثير من الفنون المعمارية الرائعة إن السراي اليوم هو مركز لبلدية زحلة العلقة.
تمثال سيدة زحلة والبقاع – عام 1968 افتتح أعلى برج في البقاع بعلو 54 متراً تستطيع من خلاله مشاهدة مناظر رائعة وهو مقام لسيدة زحلة والبقاع ، في داخل مصعد يصلك إلى تمثال من البرونز يعلو 10 أمتار للعذراء مريم من صنع الفنان الإيطالي بيروتي .PIERROTTI تكتنز زحلة آثاراً قديمة تدل على أن تاريخها يعود على الأقل إلى ( 3000 – 1200 ق . م . ) لكن ليس هناك من دراسات علمية في هذا المجال ، إذا يمكننا مشاهدة كهوف ما بين صخور وادي العرائش وفي التلال المحيطة بالمدينة ، كما نجد آثار مقابر من حجر وبرونز ، والعديد من بقايا الجرر والفخاريات القديمة.
قصرنبا – في أعالي بلدة قصربنا يقع معبد روماني جميل جداً وعلى مدخلة تصادف مدرجاً رائعاً يتحه إلى الشرق حيث يقال إنه يصل بك إلى نبع عين السفلي بطول حوالي كيلومتر ، ومن الجهة الشمالية للآثار سوف تجد مقلعاً جميلاً أخذت منه الحجارة لبناء هذا العبد ( قصرنبا على بعد 14 كيلومتر من زحلة شمالاً ).
تعنايل- إنها على الطريق الممتدة ما بين شتورة والحدود السورية وهي دير ومزرعة تخص الآباء اليسوعيين أنشأوا فيها مركزاً جامعياً للهندسة الزراعية. تحتوي تعنايل على بحيرة طبيعية جميلة جداً إلى جانب مناظر خلابة.
كفرزبد وعين كفرزبد – في وسط سلسلة جبال لبنان الغربية وبالتحديد في الجهة المقابلة لمدينة زحلة وعلى حوالي 14 كيلومتراً من مدخل زحلة غرباً سوف تجد أمامك بقايا آثار معبدين رومانيتين ومنحوتات على الصخور تمثل الآلهة ( فينوس المعروفة في المنطقة ) ( بنت الملك ) وفي سفح الجبل هناك مغارة جميلة جداً تزينها رواسب كلسية متحجرة من الطوالع والنوازل يستطيع الهاوي الولوج إلى داخلها لمسافة 125 متراً مستعملاً الحبال. لقد أنجبت زحلة الكثير من كبار السياسيين والمشرعين والمفكرين والقانونيين والشعراء والأدباء وغيرهم من أصحاب الاختصاص … ولسوف تبقى زحلة دائماً تنشد ( زحلة يا دار السلام فيك مربى الأسود ) .
عنجر – موقع لبناني من العصر الأموي
تعتبر مدينة عنجر الأثرية الواقعة على بعد 58 كيلومتر إلى الشرق من بيروت نموذجاً لما كانت عليه المحطات التجارية الكبرى التي يتحدث عنها التاريخ القديم والوسيط فقد أقيمت على مقربة من أحد أهم منابع أو عيون نهر الليطاني في موقع مميز على خارطة الطرقات التي كانت تشق البقاع في الأزقّة القديمة والوسيطة.
يشكل موقع عنجر عقدة رئيسية تلتقي عندها الطريق التي كانت تصل مناطق سوريا بشمال فلسطين وتلك التي كانت تصل الساحل غوطة دمشق . وقد أسهم في ازدهارها في العصور القديمة والوسيطة ، وما يزال وجود عين تتفجر عند سفوح جبال لبنان الشرقية ، وهي العين التي أعطت المدينة اسمها الحالي . فقد أطلق على تلك العين اسم ( عين جرا ) نسبة إلى مدينة ( جرا ) ، وهي مدينة قديمة أسسها العرب الأيطوريون في ذلك الموقع في أيام حكم خلفاء الإسكندرية المقدوني ، أي في غضون ما يسمى بالعصر المتأغرق، أو ( الهلنستي) ، وعرف في العصور الكلاسيكية بإسم ( خلقيس اللبنانية ) .
اللبوة – تقع آثار اللبوة الرومانية على يسار الطريق المؤدية من بعلبك الى حمص عبر بلدتي مقنة ورسم الحدث،على بعد كيلومتر واحد تقريباًمن البلدة باتجاه الشمال.ويحتفظ معبد اللبوة الروماني بجزء من جداره الغربي وببعض أرضيته.غير أن تحويله في العصور اللاحقة إلى قلعة واستعمال حجارته لبناء التحصينات،قضى على معظم معالمه.
نحلة – تحتوي بلدة نحلة على معبد روماني ما تزال أساساته وبقايا جدرانه الضخمة تدلّ على عظمته. وتحيط منازل القرية بهذا الصرح فيما تنتشر المدافن والأطلال الرومانيّة والبزنطيّة على منحدرات البلدة الشماليّة الشرقيّة.
نيحا وقلعة نيحا – أسلك طريق شتورة زحلة أبلح ثمّ انعطف شمالاً،الى أن تصادفك على بعد نحو 2 كيلومتر لوحة تشير إلى قرية نيحا.فتطالعك فور دخولك إلى القرية آثار معبدين رومانيين عظيمين،قامت المديريّة العامّة للآثار بترميمها.
كرّس المعبد الصغير لعبادة الإله السوري_الفينيقي (حدارانيس)، الذي يبدو ان طقوس عبادته كانت تتمحور حول عنصر الماء.وما يزال هذا المعبد يحتفظ ببعض عناصره البنائيّة التي تعطي فكرة عن رونقة السالف.بعد زيارة نيحا ومعبديها،يمكنك سلوك طريق جبليّة وعرة،سيراً على الأقدام،لتصل الى الموضع المعروف ب(حصن نيحا)حيث يقوم معبدان صغيران من العصر الروماني ما يزالان يحتفظان ببعض خصائصهما.وقد انارت وزارة السياحة معبد نيحا لرؤية جماله ليلاً.
اليمونة – انطلاقاً من شليفا اتجه نحو اليمونة حيث تقوم آثار معبد روماني عظيم كرّس لعبادة إحدى ربّات المياه.وإلى جانب المعبد بقايا بحيرة كانت تعجّ في العصور القديمة بالأسماك المقدّسة. وعلى مقربة من هذه الآثار،يتفجّر نبع اليمونة وشلاله المتدفّق.وتشير بعض الحجارة المبعثرة حوله إلى وجود منشاآت كانت تقوم بقربه في العصور القديمة.وانطلاقاً من اليمونة،يمكن لهاوي التنزّه أن يسلك سيراً على الأقدام،درباً رومانيّة تصل اليمونة بقرية أفقا المشهورة بنبعها الذي يغذّي نهر ابراهيم أو نهر أدونيس وببقايا معبدها المكرّس لعبادة عشتروت.
بكّا – تقع هذه القرية الى الجنوب الغربي من ينطا،وعلى مقربة من الجامع الذي يشرف عليها،تنتصب أطلال معبد روماني يطل على جبل حرمون.
بكيفا – تقع هذه القرية المشهورة بصناعة السجاد حيث يعمل الحرفيون في منازلهم على بعد 3 كيلومترات إلى الجنوب من راشيا.
جب جنين – مركز قضاء البقاع الغربي.والبارز من آثارها جسر يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن السابع عشر.ومن الممكن أن يكون قد شيّد على إنقاض آثار رومانيّة.
جبل حرمون – الجبل المقدس – يقع على ارتفاع 2745 متراً ويعتبر ثاني أعلى قمة في لبنان بعد القرنة السوداء في الشمال (3084 متراً). وقد اطلق عليه الفينيقيون اسم (سيريون).فيما عرف في التوراة بإسم (حرمون)وفي العصور الحديثة باسم (جبل الشيخ).
اعتبر الأقدمون قمة حرمون مكاناً مقدساً ومسكناً للآلهة،على غرار جبل لبنان وجبل الكرمة في فلسطين والجبل الأقرع (كاسيوس) في شمال سوريا.فأقاموا فيه عدداً من المعابد التي ما تزال آثارها ظاهرة للعيان،كالمعبد الروماني المعروف بقصر عنتر.ويبدو من خلال المصادر التاريخيّة أن طقوس العبادات القديمة ومواسم الحج الى قمة حرمون ظلّت مستمرّة حتى القرن الميلادي الخامس.
خربة الكنيسة – للوصول إلى هذه المعابد الواقعة في قلب جبل حرمون،اسلك طريق ينطار_دير العشاير حيث تطل عليك،على بعد نحو 1 كيلومتر منها، أطلال معابد رومانيّة ما تزال معظم أجزائها صامدة حتى اليوم.
خربة قنافار – تقع خربة قنافار جنوب قب الياس، وعلى تلّة تشرف على البلدة،قبر يقال أنه قبر الشيخ (مسافر)مؤسس الطائفة اليزيديّة،تعلوه قبّة بيضاء ويحيط به سور مربّع الشكل،وتحرسه سنديانة الفية،تمت انارتها مؤخراًمن قبل وزارة السياحة فبات منظرها جميلاً خلال الليل.
دكوه – على طريق شتورة_دمشق،انعطف يميناً باتجاه قرية المرج وصولاً إلى حوش الحريمة،ومن بعدها يساراً نحو قرية الخيارة حيث تطالعك أبنية مدرسة كبيرة يمكن اعتمادها كنقطه استدلال.اسلك الطريق من قرية الخيارة باتجاه الشرق حيث يفاجئك معبد رائع البناء وآثار مقبرة قديمة حفرت قبورها في الصخور التي تشكّل منحدر التلّة.هذا المعبد هو معبد الدكوة.
دير العشائر – تقع قرية دير العشائر على مقربة من الحدود اللبنانيّة السوريّة ويمكن الوصول اليها من قرية ينطا.وفيها معبد روماني يمتاز بضخامته ودقّة نقوشه وقد أقيم على مصطبة ما تزال آثارها في موضعها.وقد عمد القرويون إلى استعمال بعض أجزاء هذا المعبد لأغراضهم الخاصة.
راشيا الوادي – أسلك طريق شتورا المصنع ثم انحرف يميناً قبل مركز الحدود باتجاه بلدة راشيّا التي تطالعك فيها قلعتها الشهيرة التي بناها الشهابيون في القرن الثامن عشر وحيث اعتقلت سلطات الانتداب الفرنسي سنة 1943،”زعماء معركة الإستقلال”،وعلى رأسهم الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح.وقلعة راشيّا،التي يتمركز فيها مؤقتاً الجيش اللبناني،مفتوحة أمام السيّاح ويقوم مرشد سياحي بمرافقتك إلى داخل الغرف التي سجن فيها “الزعماء الوطنيون”.
تعتبر راشيّا من المدن اللبنانيّة القليلة التي لم تنل منها موجة العمران الحديثة التي أثّرت سلباً على معظم المناطق اللبنانيّة.فقد حافظت على بيوتها التقليديّة وطرقاتها المرصوفة بالحجارة وصناعاتها الحرفيّة،ولا سيّما منها صياغة الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.
العقبة – اسلك طريق شتورا_المصنع،وانعطف يميناً باتجاه راشيّا ثمّ انعطف مجدداً نحو اليمين حتى تصادفك لوحة كتب عليها اسم القرية التي تقع على بعد نحو 1 كلم إلى الغرب من راشيّا.وللوصول إلى المعبد الذي يقع في وادي (الأرادين أو القرادين)عند أسفل القرية.ينبغي سلوك درب ترابيّة لمدة نحو 25 دقيقة سيراً على الأقدام.
عمّيق – على مسافة 2 كيلومتر من شتورا باتجاه بيروت،انعطف يساراً باتجاه بلدة قب الياس ومن بعدها بنحو 4 كيلومتر بإتجاه عمّيق.وهي منطقة مشهورة بمناظرها الخلابة وبمستنقعاتها التي تمتد على مساحة نحو 100 هكتار،وقد أعلنتها الدولة محميّة طبيعيّة تذخر بالطيور والأسماك والسلاحف وتشكّل منتزهاً رائعاّ.
عيحا – أسلك طريق شتورا _المصنع ،وانعطف يميناً باتجاه راشيا إلى عيحا بعد 4 كلم من مفترق الطريق. بنيت عيحا على أطلال معابد وعدد من المنشئات الرومانيّة الاخرى .وقد استخدمت بعض الحجارة وبقايا الجدران الرومانيّة في بناء البيوت الحديثة.وإلى الشمال الغربي من القرية تشاهد بعض الأعمدة والحجارة المنقوشة.
عين حرشه – أسلك طريق شتورا باتجاه الحدود اللبنانية _السوريّة وقبل وصولك إلى المصنع،انعطف يميناً باتجاه راشيا.تابع سيرك عبر قرى ضهر الأحمر وبكفيّا نحو عين حرشة، حيث تقودك طريق صخريّة وعرة الى معبد روماني يعتبر من أبرز معالم جبل حرمون،وقد جرى ترميمه في نهاية الثلاثينات من هذا القرن. وتزيّن واجهات هذا المعبد نقوش ناتئة تمثّل الاهة القمر واله الشمس،كما تنتشر حوله أطلال مساكن ونواويس
قبّ الياس – انطلاقاً من شتورا،وعلى بعد مسافة2 كيلومتر من طريق شتورا _بيروت جنوباً تجد بلدة قبّ الياس حيث أطلال إحدى القلاع التي تعود إلى القرون الوسطى ما تزال قائمة.وفي ضواحي القرية أيضاً بقايا مذبح محفور في الصخر ونقوش صخريّة يونانيّة _رومانيّة يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد.
القرعون – سد الليطاني والبحيرة الإصطناعية
أنشئت بحيرة القرعون الإصطناعيّةعند إنشاء سدّ الليطاني سنة 1959 وتبلغ مساحتها 11 كلم مربع .والليطاني أطول نهر في لبنان،ينبع بالقرب من بعلبك ويجتاز السهل على طول 160 كلم قبل أن يصب في البحر المتوسط شمالي صور. ويبلغ إرتفاع سدّ الليطاني 60 متراً وطوله 1350 متراً. وتمر المياه التي يختزنها عبر قناة يبلغ طولها 6503 أمتار لتصل إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية الجوفية التي يصل إنتاجها الى حوالي 180 ميغاوات.وتروي مياه السدّ ما يزيد عن 8000 هكتار من أراضي سهل البقاع الزراعيّة وحوالي 31 ألف هكتار من الأراضي الزراعيّة في الجنوب.وتكثر على ضفاف البحيرة المطاعم المتخصصة بسمك الترويت الطازج حيث يستقبل الزوار بالحفاوة اللبنانيّة المشهورة.
كامد اللوز – تقع قرية كامد اللوز على مقربة من بلدة جب جنّين،وقد أجرت بعثة ألمانيّة حفريات أثريّة هامّة للغاية في تلّها الأثري وكشفت فيه عن آثار يرجع تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد.أمّا المنطقة المجاورة لها،تحتوي على آثار مقالع وقبور محفورة في الصخر وعلى كتابات آراميّة.ومن هذا المقلع إستخرج العمّال النساطرة الذين استقدمهم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الحجارة التي بنيت منها مدينة عنجر في أوائل القرن الثامن الميلادي.
كفرقوق – اسلك طريق شتورا_المصنع،وانعطف يميناً باتجاه راشيا،ومنها إلى كفرقوق.وفي الحي الغربي ينتصب معبد روماني صغير قرب الطريق فيما تنتصب اطلال معبد آخر وعدد من الأحواض الحجريّة قرب كنيسة القرية.أما خارج القرية فهناك طاحونة قديمة كانت تعمل بقوّة دفع الماء،وتشير بقاياها الى أهميتها السابقة.وحول القرية عدد من المغاور والمدافن والكوّات المحفورة في الصخر وبعض بقايا الأعمدة التي تعود بمعظمها الى العصر الروماني.
كوكبة – تقع كوكبة إلى الجهة الغربيّة من راشيا.ونظراً لكونها مبنية على قمّة مرتفع مرتفع صخري فإنها تبدو لك وكأنها إحدى القرى المحصنّة التي يمكنك مشاهدتها من الطريق العام حيث تقودك إليها لوحة تحمل اسمها.
وعلى قمّة الشير الصخري الذي احدثت فيه الطبيعة والإنسان على حدّ سواء بعض التجويفات اقيم بناء تعلوه قبّة بيضاء وتظلله سنديانتان دهريتان.ومن هذا الموقع المميّز يمكنك أن تشمل بناظريك جميع انحاء الوادي الممتد عند قدميك.
مجدل عنجر – أسلك طريق شتورا _دمشق،وقبل وصولك إلى مركز المصنع الحدودي بنحو 2 كيلومتر،انعطف نحو قرية مجدل عنجر التي تقع على تلّة إستراتيجية يرتفع فوقها معبد رومانيّ ما تزال معظم أجزائه قائمة حتى اليوم.وفي القرية مسجد يمتاز بمئذنة شهيرة يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر للميلاد،وقد جرى ترميمها من قبل المديرية العامة للآثار سنة 1959.
مدوخا – أسلك طريق شتورا _المصنع،وانعطف يميناً باتجاه راشيا.بعد تجاوز مفترق عيتا الفخّار،تابع سيرك حتى مفترق مدوخا الذي تصادفه على يسارك،ويطلّ معبد مدوخا على القرية من على قمة في (الجبل القصير)ويمكن الوصول إليه عبر درب ترابيّة سيراً على الأقدام إنطلاقاً من الجهة الجنوبيّة للقرية،على مقربة من اللوحة التي تحمل اسمها.
منارة – أسلك طريق شتورا_المصنع،وانعطف عند اللوحة التي تحمل اسم قرية المنارة التي كانت تعرف سابقاً بالحمّارة.وبعد السير مسافة نحو 5.5 كلم على طريق ترابيّة شرقي البلدة يطالعك معبد روماني شيّد على سفح التلّة.ويعرف هذا المعبد محلياً باسم قصر الوالي،ويتألّف من حرم مربّع الشكل يقوم في داخله مذبح يحيط به 16 عموداً.وتصميم هذا المعبد قريب من التصميم المتّبع في حرم المشنقة في منطقة جبيل.وفي العصر البيزنطي تم تحويل المكان إلى كنيسة،وقد ادخلت في بنائها عتبة كانت تحمل كتابة يونانيّة ويزينها نقش على شكل صليب.ومن طرافة عمارة هذا المعبد قصر قامت أعمدته وانتفاخ بدنها.
ينطا – على طريق شتورا_دمشق،وقبل وصولك إلى مركز المصنع الحدودي،اسلك الطريق الرئيسيّة المؤدية نحو راشيّا،ثم انحرف يسارا بعد أن تتجاوز مفرق قرية حمّارة،لتصل إلى قرية عيتا الفخار ومنها،على مسافة 8كلم،إلى قرية ينطا. فعلى بعد 2 كيلومتر تقريباً من القرية تطالعك بقايا معبد روماني متناثرة على جانبي الطريق،فيما بعضها الآخر ما يزال قائماً في موضعه.
النبي صفا – أسلك طريق شتورا_ المصنع وانحرف يميناً قبل مركز الحدود.وعند مفرق راشيا إنعطف يميناً بإتجاه مرجعيون،ثمّ سر مسافة 6 كلم واتجه يميناً نحو قرية النبي صفا،حيث يطالعك معبد روماني ما زال يحتفظ بجداره الشمالي.
محافظة لبنان الجنوبي
صيدا /43 كلم
تقع صيدا على بعد 48 كيلومتر إلى الجنوب من بيروت وتعتبر من أعرق مدن الساحل اللبناني ، بيد أن تاريخها القديم ما زال يكتنفه الغموض بسبب قلة أعمال التنقيب الأثرية التي تناولتها من جهة ، وبسبب الهدر الذي تعرض له تراثه من جهة ثانية، ولا سيما في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على يد هواة الكنوز والأشياء الأثرية والأمر الذي يفسر وجود عدد لا بأس به من الروائع الصيدونية في المتاحف الأجنبية والمجموعات الخاصة.
وعلى الرغم من أن تراب صيدا ما زال يحتضن الشواهد الكثير على ماضيها المشرق ، فإن توسع المدينة العمراني الحالي يهدد بإبادة هذه البقايا المطمورة . من هنا كان على الزائر أن يعمل مخيلته ليتسنى له تلمس تاريخ المدينة من خلال آثارها القليلة التي ما تزال باينة للعيان.
وإذا كانت عاصمة الجنوب وثالث المدن اللبنانية قد تحولت اليوم إلى مركز عمراني وتجاري نشط فإنها ما تزال تحتفظ بالكثير من خصائص المدن الساحلية التقليدية فهي مدينة مفتوحة على البحر من خلال مرفأ يحتل المرتبة الثالثة بين مرافئ لبنان وتشرف عليها قلعة تاريخية تعود إلى القرون الوسطى فيما تحيط بها مزروعاتها وبساتينها المغروسة موزاً وحمضيات. أما أحياؤها القديمة فما تزال تعبق بأريخ القرون الوسطى فيما تنتشر على جوانب طريقها الرئيسية المحال الحديثة التي تتكدس فيها جميع أنواع البضائع والحلويات .
معالم لا بد من زيارتها
قلعة البحر : يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى القرن الثالث عشر م. فعلى إحدى الجزيرات المواجهة للمرفأ الشمالي، أقام الصليبيون قلعة صغيرة تتصل بالشاطئ بواسطة جسر حجري نصفه ثابت ونصفه الآخر متحرك بحيث أنه كان بإمكانهم رفعة لعزل القلعة عن البر ولم يبقى من آثار الجسر القديم إلا الدعامة الشمالية المدببة ، وهي الأقرب إلى القلعة .
الاستراحة : وهي منشأة سياحية تقع على شاطئ البحر بمواجهة القلعة البحرية وتديرها وزارة السياحة ، وقد كانت في الأصل دارة ما تزال تحتفظ بعقودها.
الأسواق : تقع أسواق صيدا داخل المدينة القديمة ، في الحوز القائم بين قلعة البحر من جهة وقلعة البر من جهة أخرى ، وما زالت تحتفظ بأزقتها وعقودها وحفرها الموروثة والمتوارثة منذ القرون الوسطى .
خان الفرنج : هو واحد من عدة خانات أقامها الأمير فخر الدين المعني الثاني في بدايات القرن السابع عشر لاستقبال التجار والبضائع .
الجامع العمري الكبير : يقوم هذا الجامع قرب الشاطئ إلى الجنوب الغربي من الأسواق القديمة ويتألف من بنية مستطيلة ذات أربعة مجازات وتدعمها من الخارج دعامات متينة.
قلعة البر: ويطلق على هذه القلعة أيضاً اسم ( قلعة القديس لويس ) وهو ( لويس التاسع ) ملك الفرنجة الذي قاد الحملة الصليبية السابعة ( 1248 – 1254 ) وأمر بترميم عدد كبير من القلاع وتحصينها ومن بينها قلعة صيدا.
تلة المريق: تقع هذه التلة إلى الجنوب من القلعة البرية . وهي عبارة عن مرتفع اصطناعي يصل طوله إلى نحو 100 متر وارتفاعه إلى نحو 50 م.
المرفأ القديم : كان لصيدا في ما مضى مرفآن أحدهما ينفتح باتجاه الجنوب وقد عرف لهذا السبب بالمرفأ المصري وكان يقع في مواجهة قلعة البر وتلة المريق، وهو اليوم مطمور تحت الرمال .
المقابر : كانت مقابر صيدا القديمة منتشرة خارج نطاق المدينة وبقيت تستخدم حتى نهاية العصر الروماني وفي غضون العصر البيزنطي.
وإلى الجنوب من صيدا ، في منطقة الدكرمان ، تم اكتشاف عدد من النواويس والمتاع والرقم والمنحوتات التي تعود إلى العصر الروماني ، كما تم اكتشاف مستوطنة من عصر الحجر والنحاس ( الأنيوليتي ) التي تعود إلى الألف الرابع ق، م والتي بأكواخها البيضاوية الشكل المبنية من دبش وطين.
أشمون موقع فينقي فريد في لبنان
يقع معبد ( أشمون ) الديني على بعد كيلومتر واحد من مدينة صيدا في بقعة شجراء أعطت الموقع اسمه فكانت تعرف بإسم ( بستان الشيخ ) وتكتسب زيارة معبد ( أشمون ) نكهة مميزة فإذا زرته في الربيع وجدت المكان وقد عبقت فيه روائح زهر الليمون وإذا زرته في الخريف رأيته عامراً بالفاكهة الناضجة.
قرى وبلدات صيدا – الزهراني
الهلاليّة – الهلاليّة التي تشكل حاليّاً امتداداً جغرافيّاً وبشرياً للمدينة،تشرف عليها وعلى البحر معاً بفضل موقعها الطبيعي الخلاب فوق تلّة عاليه. وهي تسمى بصيدا الحديثة،لما فيها من شوارع عريضة،وأبنية فخمة،ومحلات تجارية غنية ومتنوعة.
القيّاعة – وعلى مقربة من الهلاليّة،وفي المكان المعروف بإسم القيّاعة،إكتشفت أواخر القرن التاسع عشر مقبرة ملكيّة،على شيء كبير من الأهميّة،مؤلفة من مجموعة من الغرف المحفورة في الصخر،تضمنت عدداً كبيراً من النواويس تعود إلى القرنين الخامس والرابع ق.م.وقد نقلت هذه المكتشفات إلى متحف اسطنبول،حيث شيّدت الدولة العثمانيّة جناحاً ألحق بالمتحف وخصص لها.ولا شك في أن أهم هذه النواويس هي:ناووس الأسكندر،وناووس (الليقي) lycien نسبة إلى ليقية في الأناضول،وناووس الندبات pleureuses وناووس المرزبان Satrape .والمعروف أن تسمية ناووس الأسكندر بهذا الإسم إصطلاحاً أطلق عليه لأن مشهداً نقش على أحد وجوهه يمثل القائد المقدوني ممتطياً جواده ومعتمراً خوذته المميّزة.
أمّا ناووس تبنيت،المكتشف في مدفن مجاور في القيّاعة نفسها،والموجود أيضاً في متحف اسطنبول،فيتميّز عن المجموعة السابقة،اليونانيّة الطراز،بكتابته الفينيقيّة التي تحمل اسم (تبنيت)أحد ملوك صيدا من أواخر القرن السادس ق.م.كما يتميز بمحاكاته النواويس المصريّة التي يأخذ فيها الغطاء صورة المومياء.فهو،إذاً من المجموعة المسماة (انسانوية) Anthropiod التي ينتمي إليها ناووس أشمون عزر،والموجود حاليّاً في متحف اللوفر.
البراميّة – يمكننا متابعة السير لنصل إلى البرامية التي تشكل موقعاً مشرفاً على البحر والمدينة.كانت مركزاً للقيادة العسكريّة الفرنسيّة،زاره الجنرال ديغول وأعجب به وهنا أيضاً اكتشفت آثار مدفنيّة تعود إلى القرنين الثاني والأول قبل الميلاد.
عبرا – نكمل الطريق باتجاه جزين،وبعد 4كلم نصل إلى بلدة عبرا،التي تتمثل أشهر معالمها بدير قديم هو دير مار الياس.والمعروف أن عبرا كانت مركز كرسي بطريكية الروم الكاثوليك، وفيها دفن عدد من البطاركة.بعد عبرا،وعلى يسار الطريق،ننتقل إلى قرية هادئة،وهي كفريا المشهورة بصناعة السلال.
درب السيم.- نغادر مدينة صيدا باتجاه صور،ثم ننحرف يساراً عند جسر (سينيق)،لنصل بعد 4 كلم إلى درب السيم بلدة قديمة تتميّز بطبيعتها الجميلة،حيث تنتشر على تلالها غابة صنوبر تمتد حتى مغدوشة.وفيها عثر على مغاور ونواويس قديمة من العهد الفينيقي.أمّا كنيستها فتعود إلى القرن السادس عشر.
مغدوشة – نعود إلى الطريق الرئيسي ونصل بعد 2 كلم إلى مغدوشة.عند مدخل البلدة يستقبلنا تمثال(سيدة المنطرة)القائم على تلّة علية تشرف على مدينة صيدا وبساتينها الخضراء.أمّا كنيسة سيدة المنطرة فهي عبارة عن مغارة طبيعية حُفرت في الصخر،يقال أن العذراء مريم كانت تنتظر ابنها المخلص بعد قيامه بجولات لنشر تعاليمه في المنطقة. ويحتفل أهالي مغدوشة،في الثامن من أيلول من كل سنة،بعيد السيدة الذي تشاركهم فيه أعداد غفيرة من المؤمنين وأبناء المنطقة،فتقام المهرجنات وحفلات الطرب.لذلك فالبلدة تحتوي الكثير من المطاعم والمقاهي.وتشتهر مغدوشة بزراعة العنب الذي يعتبر الأشهر في لبنان،كما تشتهر بصناعة ماء الزهر المستخرج من زهر شجر (البوسفير)الموجود فيها بكثرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »