المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية

المعالم الأثرية والتاريخية في لبنان (القسم الثالث)

الصرفند
تقع الصرفند على بعد 15 كلم جنوبي صيدا،حيث اكتشفت حفريات البعثة الأمركية (جامعة بنسلفانيا)ما بين 1969 و 1972 آثار المدينة القديمة صربا (أو صرفتا)التي ورد اسمها في النصوص المصريّة والأشورية وفي التوارة.وهذه المدينة القديمة تقع على الشاطيء،ما بين رأس القنطرة وقبر خضر أبو العباس في حين أن بلدة الصرفند تبعد عن الشاطيء 1,5 كلم وترتفع حوالي 100 م عن سطح البحر ويبدو أنها تأسست حديثاً،في أواخر القرن السادس عشر.ويمكننا الوصول إلى صريفا القديمة باتباع الطريق الضيق المؤدي إلى مرفأ صغير للصيادين.بيد أن آثار هذا الموقع المهم لم تعد مرئية اليوم.فالأعشاب البرية باتت تغطيها كلها بعد أن  أهملت تماماً طوال ما يزيد على العشرين سنة.الى ذلك،فإن انتشار الأبنية الحديثة من حولها اخذ يحجبها عن أعين الزائرين،ويسهم في تدمير بيئتها الطبيعية.واستناداً إلى ما ورد في الحوليات الأشوريّة للملك سنحاريب،يتبين بوضوح أن صربتا كانت مدينة محصنة تابعة لملكة صيدا.ويؤكد هذا الإنتماء  إلى الحاضرة الفينيقية نص توراني،ورد في المقطع الذي يتحدث عن زيارة النبي اليّا إلى الصرفند،كما وردت عبارة (صرفت صيدا)في إنجيل لوقا (4\25_26).
تاريخ الصرفند لايرقى إلى مرحلة سحيقة القدم.فالحفريات التي اجريت في هذا الموقع بينّت أنه لم يستوطن،للمرة الأولى،الا  في أواسط الألف الثاني ق.م.وأن الحياة في المدينة القديمة استمرت متقطعة حتى العهد البيزنطي.كان بعض الرحالة،في القرن التاسع عشر،قد لاحظ،على التل وفي جواره،وجود آثار قديمة كالأعمدة والنواويس وحجارة من الرخام.
ويبدو أن الصرفند كانت مركزاً صناعياً ينتج الزجاج والخزف، ذلك أن عدداً كبيراً من المحترفات وأفران شيّ الخزف أكتشفت في المنطقة الصناعية فيها. كما غثر في المعبد المكرس للإلهه عشتار على مجموعة من النذور والدمى الطينية والتمائم ونماذج من عرش عشتار… ويتبيّن من هذه المكتشفات أيضاً أن الصرفند قد أقامت علاقات تجارية مع عالم شرقي البحر المتوسط، وبخاصة مع  مصر وجزر إيجيه. وأكتشفت فيها مجموعة كتابات فينيقية وإغريقية، يتبين منها أن صربتا كانت على علاقة وطيدة مع المدن الأخرى على الشاطيء السوري.
وتنتشر فوق التلال المشرفة على البلدة مدافن من الألف الأول ق.م.، نبشت العشرات منها وسرقت آثارها عبر السنين الماضية، وانتقلت إلى ألأسواق التجارية والمجموعات الخاصة. ويشهد على هذا الواقع الباب الحجري الجميل، المؤلف من درفتين، والموجود حالياً، في حديقة مستشفى علاء الدين في الصرفند، يعتقد أن مصدره أحد هذه القبور.
رأس القنطرة
يتمثل رأس القنطرة بأنقاض بناء صليبي فوق رأس صخري، شمالي مرفأ الصرفند، أعطى إسمه لهذا الموقع، ذلك أنه لم يبق من البناء الوسيطي إلا جزء صغير من أساساته مع جذوع أعمدة رومانية موضوعة عرضياً داخل الجدار وقنطرة منكسرة يفترض إنها مصدر التسمية العربية “القنطرة”.
أما من الفترة الإسلامية فليس هناك سوى مسجد يعود تاريخه إلى بدايات هذه المرحلة، ومقام ديني لأبي ذر الغفاري، الذي أسهم في نشر المذهب الشيعي في الجنوب اللبناني.
خيزران
خيزران، بلدة سياحية تلي الصرفند مباشرةً، وتتواجد فيها شبكة من المطاعم، التي تقدم الأسماك الطازجة، وثمار البحر، وأشهى المأكولات والمازات اللبنانية.
عدلون
بلدة عدلون، أو عدنون كما يسميها ياقوت الحموي، تقع على بعد 20 كلم إلى الجنوب من صيدا، والتسمية الحديثة “عدلون” مشتقة من اللاتينية Mutatio Ad Nonum   الواردة في دليل بوردو “Itineraire de Bordeaux  المدينة القديمة تكمن تحت أنقاض رأس أبو زيد، على مقربة من الشاطيء، في حين تقع القرية، كما الصرفند، في المرتفعات. الإسم القديم لعدلون يبقى مثار جدل، ويحتمل أنه يتماثل مع “معروبو” الواردة في حوليات أسرحدّون. وهذه العبارة ما زالت باقية ألآن في التسمية الحديثة لمنطقة المعاريب الواقعة شمالي شرقي صور. أما في العصور الكلاسيكية فيحتمل أن الموقع كان يسمى “أورنيتونبولس” (مدينة الطيور).
كهوف العصر الحجري في عدلون
وفي هذه البلدة الصغيرة المعتبرة واحداً من أهم مواقع العصر الحجري في لبنان، إكتشف  منذ أواخر القرن التاسع عشر،شرقي الطريق المؤدي إلى صور،موقع وملجأ صخري ومغارتان.وقد تبين من خلال الحفريات التي اجريت في واحدة من المغارتين،المعروفة باسم (مغارة البزاز) ان آثار الاستيطان الانساني فيها تمتد من العصر الحجري القديم الأسفل إلى العصر الحجري الحديث.لكن مدخل المغارة مقفل الآن ببوابة حديديّة لحمايتها والحؤول دون الدخول إليها إلا بإذن من المديرية العامة للآثار.وفوق المرتفع الصخري المطل  على المغارتين والبلدة الحديثة وعصر الحجر والنحاس.
المدافن
لقد أشار عدد كبير من الرحالة،من الذين زاروا المنطقة، إلى القبور المحفورة في صخور التلة المواجهة للبحر،والمميز لبلدة عدلون.ومن المؤسف أن هذه القبور_وقد نهب معظمها قديماً لم تخضع لاعمال تنقيب أو دراسات علميّة ومنهجية. ويبدو أنها تغطي مرحلة تاريخية طويلة تمتد من عصر الحديد (أوائل الألف الأول ق.م.) إلى العصر  الروماني_البيزنطي. بعض هذه القبور_ربما أقدمها مجهز ببئر وغرفة مدفنية، وبعضها الاخر أحدث عهداً يقتصر على حفرة أو تجويف بسيط في الصخر،يتكون في الغالب،من مدخل يؤدي إلى غرفة مدفنية مربعة وكوى على ثلاثة من جدرانها.
الخرايب
نتابع الطريق من عدلون باتجاه صور،فنمُّر ببلدة الخرايب الواقعة فوق تل مرتفع إلى يسار الطريق،على بعد 26 كلم جنوبي صيدا،حيث كشفت أعمال التنقيب،منذ 1946 ،بإشراف المدير العام للآثار عن واحد من أكثر المواقع الأثرية أهميّة في منطقة الجنوب.ولعل أبرز ما اكتشف في هذا المكان هو البناء ذو الشكل المربع تقريباً (11\12,6 م)الذي تبين من دراسة عناصره الأساسية انه معبد كرس،على ما يبدو،للإلاهة عشتار_إيزيس.ففي هذا المعبد،عثر على ثلاثة مذابح حجرية وعلى عتبة نقشت عليها صورة قرص الشمس وحيتان مرافقتان له.
إلى ذلك،اكتشفت في الخرايب إحدى أهم مجموعات الدمى الطينية (التماثيل الفخارية الصغيرة)التي يمثل بعضها إلهة الأمومة(أو إلهة الخصب)على صورة امرأة تحمل زهرة اللوتس وتتميز بثدييها البارزين،والاه (بس)رفيق الإلاهة الحامل،والاله (تحوت)الذي يرمز إليه بصورة القرد.ويبدو أنه في العهد الهلنيستي،عدّل شكل المعبد فاصبح مستطيلاً (11/17م) وعثر على مجموعة آخرى من الدمى الطينية من المرحلة التاريخية نفسها.أحد هذه التماثيل إلهة  الخصب التي باتت تعرف باسم ديمتر.وثمة تماثيل آخرى تصور أشخاصاً يعزفون على آلات موسيقيّة أو حيونات مختلفة كالأحصنة والثيران.وإن ما يلفت الإنتباه هو العثور على مسكوكات تحمل اسم مدينة صور،وتاريخياً تعود إلى بدايات القرن الثاني الميلادي(115,112 م).
مدينة جزين
أهم المصايف الجنوبيّة،لما فيها من ماء وخضرة وطبيعة رائعة ومرافق عامة،تجعل منها بلدة سياحية من الدرجة الأولى. اقترنت باسمها شلالات هي الوحيدة بجمالها في لبنان(40 م).
للوصول  إليها، لا بد من  عبور طريق صيدا،الهلاليّة، مجدليون، الصالحيّة، لبعا، روم، الحمصية.
تنتشر المدينة على سفح جبل تومات نيحا، وعلى مدخلها ومن حولها غابات صنوبر وبساتين أشجار وكرمة،ومنظر طبيعي خلاب،يتمثل بجدار صخري هائل الشير منه نطل على القرى والبلدات المنتشرة هنا وهناك:فسحة خضراء تمتد أمام ناظريك،تتصل بجبال تفاوتت ألوان صخورها بين الأبيض والرمادي والأصفر والأحمر.
يمكنك التنقل في هذه البلدة،بالسيارة أو على الأقدام،حتى تصل إلى الوادي،حيث تشاهد مغارة طبيعية، معروفة في التاريخ اللبناني باسم مغارة (فخر الدين)لأن الأمير لجأ إليها هرباً من ملاحقة العثمانيين له،وفيها أسر ونقل إلى الآستانة.ومن قبله،كان أبوه قرقماز،قد لجأ إليها للسبب نفسه وتوفي فيها.
وجزين،مدينة قديمة،عثر فيها على نواويس حجرية وعلى آثار صليبية وإسلامية (بقايا مسجد قديم). لكن أهم معالمها الظاهرة تتمثل بأبنية حديثة منها:
-دير مار أنطونيوس للرهبنة الأنطونية(1774)
-سراي جزين(1898)
-قصر الدكتور فريد سرحال،وهو بناء ضخم،شرقي الطابع،يحتوي على ثروة كبيرة من التحف النادرة.
وتتوافر في مدينة جزين، وهي مركز القضاء ، مختلف المؤسسات من دوائر رسمية، ومصارف ، ومنتزهات، ومطاعم، وفنادق، تسمح للسائح بالإقامة فيها وزيارة أسواقها ومشاهدة ما تشتهر به البلدة من صناعات حرفية، مالسكاكين، والخناجر المزخرفة، والملاعق والشوك، وغير ذلك من الأدوات، التي نالت شهرة عالمية بفضل جودة صنعها وجمال شكلها. وهنا، لا بد للزائر من اغتنام الفرصة لمشاهدة البرك العديدة التي تربى فيها أسماك “الترويت”، وتعتبر مرفقاً إقتصادياً مهماً لسكان البلدة.
بلدات ومصايف منطقة جزين
تعتبر معظم قرى وبلدات جزين من المصايف المهمة، نظراً لإرتفاعها عن سطح البحر، وغناها بالغابات والأشجار المثمرة. فإذا اتجهت من المدينة غرباً، تصل إلى بلدة بكاسين (5 كلم)، المصيف الهاديء، ثم إلى بنواتي (7 كلم)، وبعدها مشموشة التي كانت أول مركز للأبرشية المارونية في المنطقة. ويرتبط بهذه البلدة إسم “دير مشموشة” الذي تأسس في القرن الثامن عشر.
وانطلاقاً من الطريق الرئيسي التي تربط جزين بمركز المحافظة، صيدا، نمر ببلدتي الحمصية و روم. وهذه الأخيرة جميلة هادئة ومحاطة بالكروم وغابات الصنوبر والبساتين. ومنها ننتقل، بعد 3 كلم، إلى أنان، البلدة الغنية بالآثار البيزنطية، والمشهورة ببحيرتها الإصطناعية التي تختزن مياه الليطاني، المتدفقة إليها عبر نفق طوله 16 كلم. على بعد مئات الأمتار من أنان، لجهة الغرب، يلاحظ الزائر حصناً صليبياً صغيراً يقوم على نتوء صخري يرتفع ثمانين متراً، على غرار باقي الحصون الصليبية من القرن الثاني عشر، (قلعة أبي الحسن). هذا الحصن ، مهمل حالياً، وكان مقراً للحامية الصليبية المدافعة عن الموقع.
نتابع الطريق باتجاه صيدا، فنصل إلى لبعا (22 كلم)، ثم إلى كفرجرّة (23 كلم)، حيث عثر على آثار قديمة، هي عبارة عن مدافن حفرت في الصخر وتضمنت عدداً من الجرار المدفنية. وعلى مقربة من كفرجرّة تقع إحدى أقدم الكنائس المسيحية في المنطقة، وهي كنيسة القديس “يوحنا المعمدان”، التي تعود في حالتها الراهنة إلى القرن السادس عشر، ولكنها رُمّمت للمرة الأولى سنة 1755، كما هو مثبت على مدخلها. وهذه الكنيسة نالت، هي أيضاً، نصيبها من القصف الإسرائيلي الذي دمّر جزءاً منها (1989). وتعمل المديرية العامة للآثار، حالياً على إعادة بناء ما تهدّم.
إذا غادرت جزين باتجاه الجنوب، فبوسعك أن تشاهد المناظر الطبيعية الخلابة، لتلك القرى الجبلية، الغنية بالغابات والبساتين، من كفرحونه إلى عرمتى، الريحان، العيشية، الجرمق، ومن عرمتى غرباً، إلى مليخ، اللويزة، إنتهاءً ببلدة جرنايا. جميع هذه القرى هي مراكز إصطياف تتمتع بالسكون والبساطة والطبيعية الجبلية والمناخ الصحي الملائم.
صور
تقع صور على بعد 80 كلم إلى الجنوب من العاصمة بيروت ، وتشكل اليوم شبه جزيرة صغيرة مكتظة السكان قديما كانت جزيرة تبعد حوالي 700م عن الشاطئ وصلها الملك حيرام الأول في القرن العاشر بجزيرة صغيرة مجاورة ليزيد في مساحتها التي بلغت 76000م 2 تقريبا وكان لمدينة صور المسماة ( صورو ) مرفآن : الأول شمالي ، حيث مرفأ الصيد الصغير الحالي والآخر جنوبي ، وله حوضان وسور تبلغ سماكته 8 م.
لكن الإسكندر الكبير وصل جزيرة صور بالبر ( عام 33 ق .م.) بعد حصار لها دام سبعة أشهر ويبدر أن السد الذي بناه القائد المقدوني يقع في المكان نفسه لقناة المياه المرتفعة التي يفترض أنها بنيت على أساسات متينة وهي القناة التي أستخدمت إبتداء من العهد الروماني لجر المياه إلى المدينة من ينابيع رأس العين التي يمكننا زيارتها اليوم وفي الرسالة التي بعث بها أبي ملكي ، ملك صور ، إلى فرعون مصر ، ورد أنه كان على رجاله الذهاب إلى البر لتأمين مياه الشفة للجزيرة أما صور البرية ( أوشو) فتقع في السهل الخصب في تل الرشيدية المجاور، لجهة الجنوب ، الذي يفترض أنه يتضمن في باطنة آثار المدينة القديمة التي دمرها الإسكندر الحدود الطبيعية لهذه المملكة كانت تصل حتى نهر القاسمية شمالاً ورأس الأبيض جنوباً والبال المقابلة لمدينة صور شرقاً.
منذ نحو خمسين سنة ومديرية الآثار اللبنانية تقوم بحملات تنقيب واسعة النطاق في صور ومحيطها بحثا عن آثار المدينة وتاريخها مركزة نشاطها على ثلاثة قطاعات من المدينة القديمة والوسيطة ونتيجة تلك التنقيبات وما أسفرت عنه من نتائج هامة ، قامت منظمة الأونيسكو عام 1979 بإدراج صور على لائحة مواقع التراث العالمي.
منطقة صور
قرى وبلدات منطقة صور
برك رأس العين – على مسافة قصيرة من صور (5 كلم) جنوباً، على الطريق المؤدي إلى الناقورة، تقع برك رأس العين، أو آبار سليمان كما يطلق عليها في المنطقة.
يعود تاريخ هذه البرك إلى العهد الفينيقي، إذ ورد في الحوليات الأشورية، أن شلمناصر الخامس، كلّف جنوده حراستها اثناء حصاره لمدينة صور سنة 725 ق.م. لكنها رممت، مع القنوات المنتصلة بها، في مناسبات عديدة في العصور اللاحقة. وهذه القنوات ، وهي في جزء منها مطمور في باطن الأرض، بينما يرتفع الجزء الآخر فوق قناطر عالية، رومانية الطراز، تنطلق من برك رأس العين نحو الشمال، فالشمال الشرقي، ثم تتجه غرباً لتصل إلى مدينة صور فتمدّها وجوارها بالمياه.
القليلة
نكمل الطريق بإتجاه الناقورة وبعد مسافة قصيرة ننحرف يسارا” لنصل الى القليلة (10كلم) حيث تشهد على اهمية الموقع قديما”البقايا الأثرية المعمارية المنتشرة في غير مكان أعمدة غرانيتية ورخامية وتيجان ذات احجام كبيرة، وارضيات من الفسيفساء احتوت زخارف بنائية متناسقة، وأشكالاً تشبه الصليب البيزنطي، محاطاً بأغصان نبات الخشخاش. كما عثر على مدفن مقبب يقوم على ركائز وسيطة، ويتقدمه مدخل مدرّج. حديثاً (1996)، اكتشف خزان مياه كبير (20×10م) حفرمعظمه في الصخر، كما كان يؤمن حاجة الموقع من المياه. وفي “القليلة” مقام مهم، يُنسب إلى النبي عمران، والد السيدة العذراء، مستطيل الشكل (905×705م)، تعلوه قبة فوق الضريح الذي يحيط به قفص حديدي.
ام  العواميد
على مقربة من “القليلة” 10 كلم جنوبي صور، تقع ام العواميد، التي تغطي أطلالها مرتفعاً صخرياً مطلاً على السهل الساحلي، الممتد من رأس الأبيض شمالاً إلى رأس الناقورة جنوباً. وتحيط بهذه المنطقة، من جهتي الجنوب والشرق، مرتفعات جبلية تحوّل الطريق الساحلي إلى ممر ضيق وتسهم في تكوين حدود منطقة صور الطبيعية (في أقصى جنوب لبنان) التي تنغلق عند رأس الناقورة بحيث يحميها البحر من جهة والجبال المقابلة في الجهة الأخرى.
معبد ملك عشتروت (56/60م)، غربي الموقع، يتألف من بهو خارجي (صحن) تحيط به قاعة أعمدة وأروقة وغرف جانبية، ويتوسطه هيكل cella . والكل يقوم على منصة عالية (قاعدة)، هي بمثابة أكروبول صغير إصطناعي يطل على البحر، ويحيط به سور خارجي، أو حرم مقدس. أما المعبد الشرقي المجاور، فيشبه الأول ببنيته (60/35م) وفي مخططه العام: هيكل وسط بهو  تحيط به أروقة وغرف جانبية، ويقوم على منصة طبيعية.
نتابع الطريق باتجاه الناقورة، حتى نصل إلى بلدة شمع، التي ذكرها المؤرخون، واهتموا بها لما فيها من معالم أثرية  ومنها المزار المقبب للنبي شمع أو شمعون، والقلعة الصليبية القائمة على رأس تلة مشرفة كانت تؤمن الحماية للمنطقة، وقد بنيت من حجارة صخرية وزودت بأقبية وبآبار لحفظ المياه، وتعلوها أبراج للمراقبة.
عين بعال، حناوية، قانا، دير عامص.
من البص، مدخل مدينة صور، يمكن للزائر أن يتجه جنوباً، لينتقل إلى بلدة عين بعال (7 كلم)، فيشاهد مسجداً قديماً أخذت أعمدته من معبد ينسب للإله بعل الذي تحملبالبلدة اسمه. وعلى الطريق المؤدية إلى حناوية نرى، لجهة اليمين، ناووساً ضخماً من الحجر الكلسي، يعتبر من أضخم النواويس المكتشفة في لبنان. فهو يتألف من جرن كبير وغطاء وقاعدة من ثلاثة مداميك من الحجارة الضخمة، ويبلغ ارتفاعه، مع القاعدة، حوالي ستة أمتار.
وفي حناوية، البلدة المجاورة (11 كلم)، ثمة آثار قديمة يحتمل أنها أنقاض موقع فينيقي. اأما في قانا الجليل (13 كلم)، حيث قام المسيح بمعجزته الأولى، نشاهد في أعلى التلة، مقاماً دينياً، يطلق عليه إسم “مقام الجليل” ويرجّح إنه شيّد على أنقاض معبد قديم لوجود بقايا أعمدة وحجارة ضخمة على مقربة منه، إضافةً إلى مجموعة أجران حيث تمت المعجزة الأولى للسيد المسيح وتحولت مياهها إلى خمر. وإلى جانب الصخور تشاهد مغارة قانا التي يحتفل فيها أهل البلدة بقداس الميلاد إحياء لذكرى لجوء السيد المسيح إليها هرباً من الإضطهاد.
نتابع الطريق شرقاً، فنصل، بعد 2 كلم، إلى بلدة البياض ثم إلى دير عامص (16 كلم)، وهذه الأخيرة بلدة قديمة العهد، فيها بقايا دير ومدافن وأنقاض جدران بنيت من حجارة ضخمة، يحمل بعضها نقوشاً وكتابات قديمة. مقابل الدير مغارة يسميها الأهالي “مغارة عمشة” فيها أعمدة وبقايا أجران، وتتدلى من سقفها رسوبيات متحجرة.
من صور إلى دير كيفا.
تل المعشوق، على بعد 1500 م شرقي البص، على الطريق المؤدية إلى جويا، تبنين. وهو تل صخري اعتبر بمثابة أكروبول صغير، كان رينان قد تناوله في دراساته الأثرية، وعثر فيه على مغاور مدفنية منحوتة في الصخر. ويلفت نظر الزائر مقام ديني مؤلف من غرفة مربعة تعلوها قبة، يعود إلى القرن الثامن عشر وقد دفن فيه أحد الأتقياء، الشيخ عباس المحمد.
أما بلدة البرج الشمالي  المتصلة بتل المعشوق، ففيها بقايا برج صليبي مطل على صور، كان دونان قد أجرى فيه حفريات أثرية، كشفت عن مدافن صخرية (القرن الثاني)، أحدهما مدفن جماعي نقل إلى متحف بيروت لأهميته وللحفاظ على ما فيه من تصوير جداري.
نتابع الطريق صعوداً باتجاه الشرق، فنمر ببلدتي البازورية و وادي جيلو، ثم ننحرف باتجاه الشمال الشرقي، لنصل إلى قرية دبعال، التي عثر فيها أحد المزارعين على مدفن روماني، وبعد التنقيب، بإشراف عالم الآثار جوزف حجار، أمكن استخراج ستة وثلاثين ناووساً، وجدت في غرفة منحوتة في الصخر، معظمها من الرصاص وتزينها زخارف متنوعة.
من وادي جيلو ننتقل إلى جويا  على مسافة 16 كلم عن صور. وهي بلدة كبيرة غالبية سكانها من المغتربين الذين كان لهم الفضل في بناء القصور والبيوت الحديثة الفخمة المنتشرة في مختلف أنحائها. وفي هذه البلدة، مقام يعرف بإسم “النبي صيّاح” ومساجد عدة، ومغارة طبيعية تعرف بإسم مغارة البزاز.
نتابع الطريق، فنمر ببلدة الشهابي، ومنها ننتقل إلى دير كيفا، القرية الصغيرة المشهورة بزراعة التبغ. إلى الجهة الغربية منها، حصن قديم يعرف بإسم قلعة مارون، بناه الصليبيون. شكله مستطيل ومساحته تقارب العشرة آلاف متر مربع (400×2500م)، محاط بسور متداع لم يبق منه إلا القليل، وعلى زواياه الأربع تقع أبراج دفاعية ما زالت قائمة. وهناك تسعة أبراج أخرى موزعة على أسواره، ومزودة بمرام للسهام وفتحات للمراقبة، داخل الأسوار، اقتصرت آثاره على عدد من الدهاليز والأقبية والآبار.
منطقة بنت جبيل – الطرقات المؤدية إليها هي:
صيدا،صور،قانا،بنت جبيل،الناقورة،رميش ،عين ابل،أو مرج عيون،ميس الجبل،عيترون.
هي مركز قضاء بنت جبيل.تقوم على تلّة تشرف على الوادي المؤدي  إلى رميش،القريبة من الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة.وفي أيام آل الصغير،كانت مركز المنطقة،وهي ما زالت تحتفظ من تلك الفترة بسرايا خربة،ومسجد يعود إلى أواخر القرن 19. أهم ما يميز هذه البلدة، سوقها الشعبي الذي يقام يوم الخميس من كل أسبوع، حيث يجتمع الباعة  والمتسوقون  من كل أنحاء المنطقة.
إذا انطلقنا من بنت جبيل نحو الشمال الغربي،باتجاه تبنين،نمر أولاً،بعد 6كلم،ببلدة (الطيري)حيث نجد فيها الكثير من المغاور،ونشاهد في أعلاها بركة حجريّة،وبقربها مقعد محفور في الصخر يعرف عند أهل البلدة (بكرسي الملك).
نتابع طريقنا لنصل إلى برعشيت وسط حقول التبغ المترامية.تكثر في هذه البلدة المغاور والكهوف والآبار،ويحتمل أن المكان المعروف باسم (الحارة)يتضمن آثاراً  قد تكون على قدر كبير من الأهمية.
ونسير باتجاه الشمال الشرقي،وسط حقول التبغ،إلى شقرا (11 كلم)البلدة المميزة بقصورها وأبنيتها الحديثة الفخمة.لكن شقرا بلدة قديمة،وفيها،كمعظم مدن وبلدات الجنوب،مدافن منحوتة في الصخر من عصور مختلفة.وعلى مقربة منها،تقوم قلعة صغيرة شيدت فوق تل يشرف على المنطقة المحيطة،هي قلعة (دوبية)التي يعتقد أن اسمها محرف عن الفرنسية Dubois  .بناؤها صليبي،يقوم على انقاص معبد روماني، على ما يبدو من مقاييس حجارته الضخمة والمدافن المحفورة في الصخر بجواره. مجدل سلم.
على مسافة قصيرة من شقرا (2 كلم)تقع بلدة مجدل سلم (تابعة لقضاء مرجعيون)المشهورة بزراعة التبغ.بيد أن ما يلفت انتباه الزائر هو تلك الكتلة الصخرية البركانية الشاهقة،المميزة بنتؤأتها وتجويفاتها، والمعروفة محلياً بإسم “قلعة القط”.
نتابع الطريق غرباً، فنمر بقرى، صفد البطيخ، الجميجمة، عين المزراب. من هناك ننحرف يميناً إلى  السلطانية، ونتابع صعوداً إلى دير أنطار، بلدة قديمة عثر فيها على الكثير من اللقى الأثرية والآبار الصخرية التي لا تزال تستخدم حتى اليوم، في أعالي البلدة صخرة مسطحة، يطلق عليها الأهالي إسم “مصلى النبي”.
تبنين
تبنين بلدة كبيرة تبعد (12 كلم عن بنت جبيل / 66 كلم عن صيدا). يمكن الوصول إليها من عدة طرق، بنت جبيل، برعشيت، تبنين، أو صور، جويا، بئر السلاسل، السلطانية، تبنين. ويوجد فيها مستشفى حكومي هو الوحيد في المنطقة، ومركز بريد وشرطة. وهي تتميز بغنى الحياة الإجتماعية، التي يعززها وجود العديد ممن النوادي والمقاهي والمطاعم.
عين إبل – دبل – حاريص
إذا تركت بنت جبيل، باتجاه الجنوب الغربي، تصل بعد خمسة كلم، إلى عين إبل، البلدة السياحية ذات المناخ الجيد والطبيعة الجميلة. نجد فيها الكثير من المطاعم والمقاهي، المشرفة على أودية المنطقة وجبالها.
وبعد مسافة قصيرة (1كلم)، نصل إلى حانين ثم دبل (14 كلم عن مركز القضاء). هذه البلدة قديمة توجد فيها قبور منحوتة في الصخر وأطلال بناء قديم يطلق عليه الأهالي إسم “خربة أمية”. كما يوجد مزار قديم يُعرف بإسم “غار النبي حازور”.
أما إذا غادرت بنت جبيل باتجاه الشمالي الغربي، وقبل وصولك إلى تبنين بمسافة قصيرة، يمكنك متابعة الطريق المنعطف يساراً باتجاه الغرب لتصل إلى عيتا الجبل، حدّاثا، ثم حاريص.
وحاريص بلدة قديمة، فيها الكثير من المعالم الأثرية، بخاصة في المكان المعروف بإسم “العين”، حيث يوجد حوض ماء مستدير، قطره ثلاثة أمتار، مبني من حجارة قديمة. وحول هذه العين معاصر قديمة وكهوف…
نتابع الطريق باتجاه الغرب، لنعود فنصل إلى مدينة  صور، بعد أن نمر على قرى،  صدّيقين، قانا، حناوية ثم الطريق الساحلية.
النبطية –
نصل إليها عبر طريق صيدا، الزهراني، المصيلح، زفتا، دير الزهراني، حبّوش، وهي المدينة الأكثر أهمية في جبل عامل، ومركز المحافظة السادسة، ومركز قضاء واسع يتمتع بمكانة اقتصادية وثقافية وعمرانية مميزة.
عرفت المدينة نهضة ثقافية مهمة، تمثلت بعدد من رجال العلم والآداب والفقه… أمثال الأديب والفقيه الشيخ عارف الزين، والعالم الكبير حسن كامل الصبّاح. ولكن، رغم قدمها، فآثارها الظاهرة قليلة جداً، تكاد تقتصر على مسجدين، الأول،  في وسطها من أواخر القرن السادس عشر، والثاني، في النبطية الفوقا، مملوكي، ويطلق عليه سكان المنطقة إسم “مسجد النبي”.
تغادر النبطية باتجاه الجنوب الشرقي، فتصل، بعد 7 كلم، إلى بلدة أرنون، حيث تطالعك عند قمة الجبل قلعة حصينة تشرف على المنطقة بكاملها، وتتحكم بالطرقات التي تربط الساحل الجنوبي بالبقاع ودمشق. أطلق عليها المؤرخون العرب إسم “شقيف أيوب”، ولفظة الشقيف سريانية معناها الصخر الشاهق. أما الأجانب فسموها Befort  أو Beaufort ، أي الحصن الجميل… تشعر للوهلة الأولى، باستحالة الوصول إليها لوعورة المكان، لكنك تصعد إلى هذا الحصن من قرية أرنون، وقبل بلوغها تلاحظ بركة ماء كبيرة، وفي جوارها أطلال قرية خربة يعتقد أنها كانت تابعة للقلعة.
تقوم القلعة على نتوء صخري مرتفع (حوالي 710م عن سطح البحر)، تحكمت طبيعته غير المنتظمة بالشكل الهندسي لتخطيط البناء الذي جاء متعرجاً، شبه مستطيل. والقلعة، تطل من جهة الشرق، على واد سحيق (عمقه 300م) يجري فيه نهر الليطاني، بينما أحيطت، من الجهات الثلاث الأخرى، بخندق حفر في الصخر، حيث أقام فرسان الهيكل، عندما تسلموا المكان، حصناً، أطلقوا عليه إسم الحصن الجديد Chateau neuf . بيد أن هذا البناء تهدم بعد ثماني سنوات، عندما احتل المماليك القلعة.
إقليم التفاح –  نعود إلى النبطية،ومنها نتجه شمالاً عبر الطريق المؤدي إلى أهم مصايف هذه المنطقة،المشهورة بزراعة الفاكهة،والمعروفة،بسبب ذلك،باسم اقليم التفاح… وانطلاقاً من مثلث  النبطية (2 كلم)نصل إلى كفر رمان، ومنها إلى بلدات  عربصاليم (10 كلم) وجرجوع (12 كلم)القائمة على تلّة  مشرفة،حيث تشاهد مغاور وكهوفاً وأقنية قديمة للمياه،يعتقد إنها من العهد الروماني ويطلق عليها الأهالي إسم (أقنية زنوبيا)التي كانت تستخدم لجر المياه إلى مدينة صيدا وجوارها.على السفح المواجه للبلدة،من جهة الشرق،ينابيع وعيون ماء كثيرة  أهمها نبع الطاسة الذي تنتشر من حوله المقاهي والمطاعم.
عين بو سوار – إذا تابعنا الطريق إنطلاقاً من جرجوع،نصل إلى (عين بو سورا) (17 كلم)البلدة السياحية الغنية بالمياه المعدنية والمنتزهات  والمطاعم  الكثيرة.وهي تتصل مباشرة ببلدة،جباع (18 كلم) التي تلاحظ في وسطها آثار دير قديم،وتشاهد في الجهة الجنوبية الغربية منها،آثار مدافن رومانية.وتكثر في هذه البلدة الينابيع والعيون وأشجار الفاكهة وكذلك المطاعم  والمنتزهات.
حبوش – ومن النبطيّة باتجاه الشمال الغربي،ننتقل إلى بلدة حبوش (4 كلم)وتعني الحبس باللغة السريانية. عثر في الجهة الشرقية منها على قبور حفرت في الصخر تحمل بعض النقوش.ومنها ننتقل إلى (دير الزهراني) (8 كلم)حيث نجد بقايا برج قديم ومعاصر للعنب ونواويس حجرية.بعد ذلك نكمل الطريق إلى صيدا.
الكفور.- لكن إذا انطلقنا من النبطية غرباً،نصل إلى الكفور (4 كلم)البلدة التي عثر فيها (محلة الرويس) على آثار صليبية هي عبارة عن آبار وأعمدة،وعلى آثار قديمة (محلة ضهر يانوح) تمثلت ببقايا معبد قديم ونواويس وأعمدة حجرية.
الدوير – نتابع السير باتجاه الجنوب الغربي،إلى بلدة (تول)ثم (الدوير) (8 كلم) التي تكثر فيها الآبار القديمة،إضافة إلى بناء قديم لم يحدد تاريخه،ويحتمل أن يكون حصناً إن التجول داخل البلدة يقود الزائر إلى محلة (الجلالي)حيث مقام الولي (تميم)الذي يعتبر من المزارات الدينية المهمة في المنطقة (من الفترة العثمانية)
أنصار – نتابع الطريق غرباً حتى بلدة أنصار (14 كلم) التي يرتبط اسمها،في ذاكرة الجنوبيين،بالمعتقل الكبير الذي أقيم فيها خلال الإحتلال الإسرائلي للمنطقة، من أنصار نعود إلى الطريق الساحلية المؤدية من صيدا إلى صور.
جديدة مرجعيون (55 كلم عن صيدا)
مدينة مزدهرة،ومركز قضاء واسع فيه عشرات القرى.يمكننا الوصول إليها من عدة طرق،أهمها :صيدا،النبطية،كفرتبنيت،أرنون،مرجعيون.
فيها الكثير من الينابيع والعيون_ومنها اشتق اسمها التي تشكل مجاري نهرية صغيرة،تجعل من المنطقة سهلاً زراعياً خصباً،متميز بتنوع أشجاره،وجمال طبيعته واعتدال مناخه.ولعل أهم ينابيعها:نبع الدردارة القريب من بلدة الخيام،في الجهة الشرقية،على مقربة من الحدود الجنوبية للبنان،ونبع الحمام في الجهة الشمالية.وحول هذين النبعين،تنتشر المنتزهات والمطاعم المشهورة بالمأكولات اللبنانية.يحيط بهذه البلدة العديد من الأماكن الأثرية كالشقيف،وتل دبّين وحاصبيا  ويرها… وفيها فروع لمصارف عديدة، وفنادق ومستشفيات. شمالي البلدة (3 كلم)، يقع مقام للنبي حزقيال – يزوره المؤمنون للتبرك.
على بعد ثمانية كيلومترات شرقي جديدة مرجعيون، تقع “إبل السقي” المتميزة ببيوتها الجميلة، وبالنبع (نبع إبل) الذي تسهم مياهه في نمو البلدة زراعياً. وفي هذا المجال، قامت بلديتها، في فترة سابقة، بإنشاء “بيت المزارع”، إسهاماً منها في رفع مستوى الفلاحين والمزارعين، يساعدها في ذلك نادٍ رياضي واجتماعي، كان له الفضل في إنشاء مشغل للحرف يهتم بالصناعات اليدوية التراثية.
من إبل السقي ننطلق جنوباً حتى نبلغ “الخيام” ، البلدة الكبيرة المنتشرة ببيوتها وشوارعها فوق تلة مشرفة على سهل مرجعيون. في طرفها الغربي نبع الدردارة الذي يروي حقولها وبساتينها. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الثكنة العسكرية المشيدة منذ الإنتداب الفرنسي، قد حولتها إسرائيل أثناء فترة الإحتلال إلى معتقل كبير.
إذا غادرت مرجعيون باتجاه الجنوب، تمر بالقليعة و العديسة، ومنها تتابع الطريق إلى ميس الجبل (62 كلم)، حيث يوجد مسجد قديم ينسبه الأهالي إلى الصحابي أبي ذر الغفاري، ثم ننتقل، بعد حوالي أربعة كيلومترات (30 كلم من مرجعيون)، إلى بليدا  التي يعتبر مسجدها القديم (القرن الثامن عشر) من أهم معالمها ألأثرية.
حاصبيا وقراها
مدينة حاصبيا مركز القضاء، ونصل إليها عبر مرجعيون وجسر الحاصباني، وهي من أهم بلدات جبل حرمون، أو جبل الشيخ حسب التسمية العربية.
حاصبيا بلدة عريقة في التاريخ، لكن معالمها الأثرية المعروفة الآن قليلة، وأقدمها لا يتخطى الفترة الصليبية. منها برج المراقبة المربع الشكل الذي حصّنه الشهابيون عندما احتلوا المنطقة (1711)، ثم جعلوا منه قصراً كبيراً شبيهاً بالقصور والقلاع الإيطالية من عصر النهضة. على جانبي مدخله الرئيسي نقش الشهابيون شعارهم المتمثل بالأسد. الطابق الأعلى من القصر، وهو البناء الشهابي، يتألف من خمس وستين غرفة، من ضمنها قاعات فسيحة زخرفت بالأعمال التصويرية الجميلة، أما المسجد المجاور للقصر، فهو من القرن الثالث عشر، ومئذنته سداسية جميلة. وحاصبيا تحافظ على تقاليدها، وما زالت محترفاتها تصنع الأزياء التراثية الجميلة كالعباءآت والقفطانات والعمامات.
ونغادر حاصبيا باتجاه مرجعيون، لنصل بعد مسافة قصيرة (3 كلم) إلى سوق الخان الواقع عند تقاطع طرق حاصبيا، راشيا، كوكبا، ومرجعيون، داخل حرج صنوبر. نرى في هذا الموقع، بقايا خان قديم، تذكر المصادر التاريخية أن الأمير علي بن فخر الدين المعني الكبير قتل فيه. واليوم يقام في المكان نفسه سوق شعبي أسبوعي يقصده التجار والزوار من معظم المناطق اللبنانية (كل يوم ثلاثاء). قرب هذا الموقع، يجري نهر الحاصباني (أحد روافد نهر الأردن)، الذي تسيطر عليه “اسرائيل” وتعمل على إغتصاب مياهه لتنمي مشاريعها الزراعية. على ضفتي هذا النهر، تنتشر المنتزهات السياحية والمطاعم التي تقدم المأكولات اللبنانية والأسماك النهرية (الترويت).
من سوق الخان يمكننا المسير باتجاه الجنوب الشرقي حتى نبلغ، بعد 6 كلم بلدة، “راشيا الفخار” المعروفة بصناعة الخزف على أنواعه، ومنها ننتقل، عبر طريق فرعي، إلى بلدة الهبارية، وسط بساتين الكرمة والأشجار المثمرة. وفي جوار القرية، على سفح جبل حرمون، نشاهد بقايا معبد روماني، مستطيل البنية (17×9م) ما زالت أجزاء من جدرانه قائمة وتصل إلى ارتفاع ثمانية أمتار.
محافظة لبنان الشمالي
قضاء البترون
أدّه  – كنيسة مزدانه بالرسوم
تقع هذه البلدة إلى الجنوب الشرقي من مدينة البترون، وفيها كنيسة يعود تاريخ بنائها إلى القرون الوسطى، وقد شيّدت على إسم مار سابا، وما تزال هذه الكنيسة تحتفظ ببقايا بعض الجدرانيات التي تعود إلى القرن الثالث عشر، ومن بينها جدرانية تمثّل قديساً فارساً، قد يكون جاورجيوس أوديمتريوس، وجدرانية تمثّل الصليب، وأخرى تمثّل إنتقال العذراء وبعض رسوم القديسين، و كنيسة أخرى على إسم مارماما، وقد بنيت بحجارة تعود إلى أبنية من العصر الروماني.
آصيا  – أطلال رومانية وحرف تقليدية
ما تزال بلدة آصيا تحتفظ بعدد من الخصائص التي كانت تميّز القرى اللبنانية التقليدية، ففيها كنيسة قديمة أقيمت على إسم القديس جاورجيوس تشرف عليها، وقد بنيت على أنقاض معبد روماني، ومازال أحد أطراف هذا المعبد يزيّن بوابة جبّانة البلدة القريبة من الكنيسة والتي انتشرت على إطرافها بعض الحجارة الضخمة والأعمدة وتيجان الأعمدة
 متحف نابو (نابو – اله الكتابة والحكمة)
في شهر جزيران 2023 افتتح وزيرا الثقافة والإعلام في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى والمهندس زياد المكاري، معرض “بدايات الصحافة العربية” ،الذي يضم 400 صحيفة من مجموعة الباحث بدري الحاج صاحب فكرة المعرض، ومن مجموعة نابو، وأخرى خاصة بأصدقاء المتحف.
يقع متحف نابو في منطقة رأس الشقعة في شمال لبنان، تم تسمية المتحف بهذا الاسم نسبةً إلى إله الكتابة والحكمة نابو الذي عاش في بلاد ما بين النهرين، يتميز المتحف باحتوائه على مجموعة فريدة من القطع الفنية التي تم أخذها من العصر البرونزي، الحديدي، بالإضافة إلى العصور الرومانية، اليونانية والبيزنطية، ومن ضمن القطع الفنية الموجودة في المتحف هي المخطوطات والقطع الإثنوغرافيا، بالإضافة إلى وجود تشكيلة متنوعة من نماذج الأعمال الفنية المعاصرة العائدة لأهم الفنانين، مثل أمين باشا، هيلين الخال. محمود العبيدي والعديد من غيرهم.
البترون – أطلال وكنائس قديمة
يرقى تاريخ البترون إلى ماضٍ سحيق، فقد ورد ذكرها في “رسائل تل العمارنة” الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م. تحت إسم “بترونا” ثم عرفت بإسم “بوتريس” في العصور اليونانية والرومانية، وفي العصر الصليبي تحولت إلى قطاع تابع لكونيّة  طرابلس.
ما زال مرفأ البترون الصغير يؤمّن إحتياجات المدينة من الأسماك الطازجة، وما زالت البلدة القديمة تخفي في جدران بيوتها وفي جنبات طرقاتها القديمة، التي تعود بمعظمها إلى القرن التاسع عشر، بعضاً من نواحي تاريخها الطويل، ومن بينها بعض بقايا القلعة التي كانت تشرف على البلدة في أيام الفرنجة.
ومن بين العمائر والبُنى التي تزخر بها البترون، كنيسة مار إسطفان المارونية الواقعة عند طرف البلدة الشمالي، وقد بُنيت منذ نحو قرن من الزمن على أنقاض كنيسة أقدم عهداً. تليها، باتجاه الجنوب، كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأورثوذوكس التي يعود تاريخ بنائها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم مزار سيدة البحر، وتطل مصطبة هذا المزار المطروش بالكلس الأبيض على “جدار البحر” الشهير، وهو ما تبقى من المقالع العظيمة التي شهدت أيام عزّها في العصرين، الإغريقي والروماني، عندما كان الحجّارون يقطعون الحجارة اللازمة لإقامة منشآت البترون العامة ومعابدها التي تنبيء عنها نقودها التي صكت في تلك الفترة، ولا بد للزائر أيضاً من إلقاء نظرة على بقايا المسرح الروماني الصغير الذي قطعت أدراجه من الصخر في المحلة المعروفة باسم “مراح الشيخ”.
بشعلة – تحصينات قديمة
إلى الغرب من بلدة دوما، وعلى بعد كيلومترين إثنين من بلدة بشعلة، تلة عظيمة تقوم عليها أطلال أبنية ضخمة قد تعود إلى مجمّع ديني أو عسكري من العهدين الروماني والبيزنطي، وتعرف هذه الأطلال باسم “قلعة الحصن” ويمكن بلوغها سيراً على الأقدام إنطلاقاً من دير مار يعقوب الجاثم عند أسفل التلة.
وليس من المستبعد أن هذه البنى كانت في الأصل جزءاً من أحد “المشارف” الكنعانية التي تتحدث عنها التوراة، ثم تحولت في ما بعد إلى حصن بسبب أهمية الموقع الإستراتيجية.
حردين – معبد روماني
إنطلاقاً من كوسبا، تقودطريق الأرز الى قرية قنات ومنها الى حردين وهي قرية تنتشر بيوتها حول بلاطة صخرية عظيمة تنحدر بشكل مائل بإتجاه  الوادي وفي وسط القرية اطلال كنيسة تعود الى القرون الوسطى، وهي ذات سوق واحد تنتهي بمحراب نصف دائري. ويشرف على القرية، من اعالي قرن صخري يطل على وادي قاديشا وعلى الأرز، معبد روماني عظيم،اجريت فيه قبيلة الحرب اللبنانية بعض اعمال الترميم
داعل – أطلال دير من القرون الوسطى
فوق تلة صغيرة وفي ظلال سنديانة ألفيّة تقوم أطلال دير عظيم بُني في القرون الوسطى على إسم مار تادروس ( القديس ثاوذوروس ). ومازال أهالي البلدة والجوار، من الشيعة والمسيحيين على السواء، يكرّمون هذا القديس حتى اليوم من خلال إضاءة الشموع في أحد محاريب الدير وبين حجارته.
دوما  – بقايا قديمة
تُشرف بلدة دوما، ببيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر، على وادي كفرحلدا الخصيب. وينتصب في وسط البلدة ناووس من القرن الرابع للميلاد يحمل كتابة باللغة اليونانية، وتفيد هذه الكتابة أنه حوى جثمان “كاستور” المتوفي عام 317م، والذي كان كاهن إله الطب “أسكليبيوس” وإلهة الصحة “هيجيا”.
راس نحاش  – برج من القرون الوسطى
تقوم بلدة راس نحاش، الواقعة جنوب بلدة شكّا، على أحد مرتفعات راس الشقعة المشرفة على البحر. وفيها برج من ثلاث طبقات يعود تاريخه إلى عام 1521، وقد كان في ما مضى يشكّل جزءاً من التحصينات الساحلية. ولهذا البرج باب واطيء ونوافذ ضيّقة على هيئة مرامي نبال. وإلى الشمال الغربي من البرج، دارة عظيمة زينت بوابتها بأسود نقشت بحسب الأسلوب المملوكي. وعلى مقربة من الدارة بوابة مبنية بالحجارة الكلسية البيضاء وحجارة الحرة السوداء. وهي تعود إلى أيام المماليك، وهناك بقايا عمرانية قديمة أخرى منتشرة في البلدة وقد ضاع معظم معالمها لسوء الحظ بين الأبنية الحديثة.
تنورين  – بالوع بلعا أو بالوع الثلاثة (جسور)
يُعد شلال بالوع بلعة أو شلال تنورين حسب مُسمياتٍ أخرى من معالم جبيل لبنان السياحية والطبيعية البارزة والشهيرة في إقليم شمال لبنان، يقع بالوع بلعة في مدينة البترون اللبنانية على بُعد 70 كم عن العاصمة بيروت وعلى ارتفاع 1550 متر فوق مستوى سطح البحر وتتدفق مياهه من ارتفاع 250 متر لتسقط خلال هوة عميقة تقطعها 3 جسور مكسوة بالخُضرة.
وإلى جانب طبيعته الفريدة التي تستقطب إليه ملايين السياح سنويًا من مُختلف بقاع العالم يتميّز الشلال بتاريخه العريق المُمتد لما قبل 150 مليون عامًا وبأنشطته الترفيهية المُمتعة.
أهم الأنشطة التي يُمكن ممارستها عند زيارة بالوعة بلعة
 الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يوفرها تكوين الشلال المُذهل لزواره حيث جسور ثلاثة تخترق سير مياهه المُتدفقة، مغارات وكهوف صخرية ذات هيئة مُميّزة، مساحاتٍ خضراء تُزينها الزهور الملونة وتقتحمها الأشجار الضخمة المُعمّرة.
راشانا – متحف في الهواء الطلق
تقع بلدة راشانا على الطريق التي تصل البترون بسمار جبيل وهي بلدة جميلة أقام فيها الإخوة “بصبوص” وهم من النحاتين اللبنانيين المشهورين، محترفاتهم ومعارض أعمالهم. وترتفع منحوتات البصابصة على جانبي الطريق التي تخرق البلدة بشكل جعل منها متحفاً في الهواء الطلق.
سمار جبيل  – كنائس قديمة وقلعة صليبية
في وسط هذه البلدة كنيسة قديمة بنيت بحجارة معبد روماني ما تزال ظاهرة في جداريها الشمالي والجنوبي وقد أقيمت هذه الكنيسة على إسم مار نوهرا، وهو مبشّر شهير جاء من بلاد فارس، وما تزال تحتفظ ببعض التحويرات التي طرأت عليها في أيام الصليبيين.ويرقى إلى سطح الكنيسة بسلم جعلت درجاته في جدار البناء، بحسب طريقة شاع استعمالها في العمارة اللبنانية التقليدية. أما مدخل الكنيسة الرئيسي فقد زيّن أعلاه بسلسلة حجرية لا مثيل لها إلا في بوابة الحمّام الجديد في طرابلس الذي يعود إلى أواسط القرن الثامن عشر.
شكّا / 15 كلم من البترون – رأس الشقعة (وجه الله)
كانت بلدة شكّا الساحلية تنعم بموقع طبيعي فريد، بيد أن المنشآت الصناعية التي غزتها شوّهت معالمها وحولتها إلى منطقة صناعية بشعة. إلا أن البلدة ما زالت تحظى بمنظر طبيعي فريد يتمثل برأس الشقعة الذي أطلق عليه الأقدمون إسم “وجه الله” وحوله المسيحيون القدماء إلى “وجه الحجر”.
وينتشر على هذه الهضبة الصخرية عدد من القرى التي ما زالت تحتفظ ببعض بُناها القديمة، ومن بينها بلدة وجه الحجر، حيث كنيسة مار إسطفان وجبّانتها الفريدة التي تعود إلى القرن التاسع عشر (راجع البترون)، وبلدات حامات ودير سيدة النورية وغيرها. وهناك ديران قديمان، هما دير مار جرجس ودير مار الياس، وفيهما بعض الرسوم الجدرانية، ومن على مصطبة دير مار الياس يمكن التمتّع بمنظر جميل يطل على نهر الجوز وقلعة المسيلحة التي شوهت المقالع محيطها.
كبّا / 1 كلم من البترون – كنيسة صليبية
تقع قرية كبّا إلى الشمال من مدينة البترون، وترتفع فيها كنيسة صليبية صغيرة أقيمت في غضون القرن الثاني عشر على إسم “المخلص” وما تزال هذه الكنيسة تحمل إسم “سان سابور”. وهو اسمها الأصلي بصيغته الفرنسية المحرّفة. وتتألف كنيسة المخلص من سوق واحدة تنتهي بمحراب نصف دائري، ويغطيها عقد سريري مكسور،  ولها باب يزيّنه قوس مزدوج تعلوه كوة دائرية الشكل.
كفر حلدا / 32 كلم من البترون – كنيسة صليبية
تمتد بلدة كفرحلدا على طول سفح الوادي الذي يحمل إسمها، وهي مشهورة بمطاعمها المنتشرة في الهواء الطلق، وفي أرجاء البلدة عدد من الأطلال والبنى القديمة التي تعود لأديرة وكنائس، منها كنيسة مار بطرس التي تتميز بحجارتها المائلة إلى الحمرة، ودير مار تادروس، وكنيسة السيدة، وهناك كنيسة على إسم العذراء تعرف بإسم “سيدة الخرايب” وهي في حالة حفظ مقبولة، وقد كانت في ما مضى مزدانة برسوم جدرانية تعود إلى القرون الوسطى، ما يزال بعضها بايناً للعيان. وعلى مقربة من الطريق المؤدية إلى القرية، شلال تتدفق منه المياه باتجاه نهر الجوز، وهناك عدد من الدروب التي تؤدي إلى أسفل الوادي، وهي دروب يمكن لمحبي التجوال والمشي سلوكها باتجاه منطقة بساتين العصيّ الغنّاء.
كفر شليمان  – مزار صخري مزدان بالجدرانيات
في أسفل قرية كفرشليمان كنيسة قديمة على إسم السيدة العذراء تم ترميمها مؤخراً، وتحت هذه الكنيسة مغارة مدفنية قديمة جرى تحويلها في أيام الصليبيين إلى مزار تغطي جدرانه وسقفه الجدرانيات. ويعرف هذا المزار بإسم مزار “سيدة نايا” وفيه، خلف المذبح الصغير، رسوم تمثل السيد المسيح وإلى يمينه السيدة العذراء وإلى يساره القديس يوحنا المعمدان.
إلى يسار المذبح جدارية تمثل العذراء وهي ترضع الطفل، وهو من المواضيع النادرة في جدرانيات القرون الوسطى اللبنانية. أما سقف المزار فتزيّنه صورة المسيح الضابط الكل وحوله النجوم، فيما رسم فوق عتبة المدخل رمز الصليب مع شعار الأمبراطور قسطنطين الكبير، وإلى يساره صورة نبَّال يرمي بسهمه باتجاه شخص زالت بعض معالمه.
المسيلحة- قلعة من ايام فخر الدين
ترتفع قلعة المسيلحة فوق شير صخري عظيم يتوسط سهلة صغيرة يرويها نهر الجوز وتشكل موقعاً مثالياً للتنزه. ويعود تاريخ إنشاء هذه القلعة إلى أيام الأمير فخر الدين المعني الثاني، الذي أمر مدبّره أبا نادر الخازن بعمارتها عام 1624 لحماية الطريق التي كانت تعبرالوادي المحيط بهضبة رأس الشقعة من الجهة الشرقية ويصل البترون بطرابلس.
 وقد أقيمت القلعة على تصميم يتناسب وشكل الشير الصخري، بحيث تبدو جدرانها وكأنها امتداد عمودي للصخر. ويتم الوصول إلى بوابة القلعة عبر درب ضيق حُفر جزئياً في الصخر، وتحمي بوابة القلعة شرفة كانت تستعمل في ما مضى لصب السوائل الساخنة على المهاجمين، ويتألف داخل القلعة من فناء مثلث الشكل يُفضي إلى أنحاء القلعة المختلفة، وتشغل القسم الجنوبي من هذا الفناء قاعة مستطيلة الشكل، كانت بمثابة قاعة صلاة القلعة. وهي مسقوفة بعقدين مصلبين، وقد صممت زاويتها الجنوبية لتكون محراباً.
أما الجسر الحجري الذي يعبر النهر، فيبدو أنه أقيم في الفترة عينها التي أقيمت فيها القلعة.
قضاء بشرّي
الأرز  – مركز إصطياف وتزلّج على الثلج
تمتاز منطقة الأرز بمناظرها الخلابة وبكونها مركز إصطياف يمكن الزائر من ممارسة المشي والتجوال في الجبال، ومركز إشتاء يمكنه من ممارسة رياضة التزلج، بيد أن ميزتها الأولى تكمن في إحتضانها غابة الأرز المعروف بـ “أرز الرب” وهي بعض ما تبقى من الغابات الشاسعة التي كانت تغطي جبال لبنان في العصور السالفة، فقد تناوب الأشوريون والبابليون والفرس، كما الكنعانيون والفينيقيون، على قطع تلك الأشجار ليصنعوا منها مراكبهم وليسقفوا بها قصورهم، واستوردها المصريون كما استوردوا زيوتها وصموغها لحاجاتهم المدفنية، فيما طلبها سليمان الملك لبناء هيكله المشهور.
بشرّي – بوابة العبور باتجاه الأرز
تقع بلدة بشرّي على إرتفاع 1400 متراً فوق سطح البحر،وتحتلّ موقعاً مميّزاً يشرف على وادي قاديشا من جهة ويفتح الطريق باتجاه الأرز من جهة أخرى. ويمكن بلوغها انطلاقاً من طرابلس عبر إهدن أو عبر الطريق الرئيسيّة التي تعتبر الكورة والتي تنطلق من بلدة شكّا الساحليّة.
وإذا كان تاريخ بشرّي يرقى إلى القرون الوسطى عندما كانت البلدة وجوارها تشكّل إقطاعاً تابعاً لكونتيّة طرابلس،وكانت تتمتع بموقع استراتيجي عظيم على طريق القوافل بين البقاع والساحل اللبناني الشمالي،فإن شهرتها الحاليّة تأتيها من كونها مسقط رأس الأديب والشاعر والفنّان اللبناني الكبير جبران خليل جبران (1883_1931 ). ومن أبرز معالمها دير مار سركيس الذي يحتضن ضريح جبران ومتحفه.وهو متحف يفتح أبوابه يوميّاً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر،باستثناء أيام الإثنين من فصل الشتاء.
بقاع كفرا / 4 كلم من بشري – أعلى قرية في لبنان
ترتفع بلدة بقاع كفرا 1750 متراً فوق سطح البحر وتشرف من هذا العلو الشاهق على وادي قاديشا وتمتاز بأزقتها وبيوتها التي حافظت على طابعها التقليدي الأصيل.بيد أن شهرتها تأتيها من كونها مسقط رأس القديس اللبناني شربل الذي ولد فيها عام 1828 والذي يحتفل بعيده في يوم الأحد الثالث من شهر تموز.
حدث الجبّة / 12 كلم من بشري – قرية تاريخية
تعد بلدة حدث الجبّة من أقدم قرى قضاء بشرّي،إذ ورد ذكرها في نصوص تعود إلى القرن السادس للميلاد.وتمتاز هذه القرية الوادعة بموقع بجعلها تشرف على شعب وادي قاديشا.ومن وسط القرية تنطلق طريق فرعيّة تقود نحو أجمة أرز الحدث، ومن بعدها إلى قرى تنورين الفوقا والتحتا ودوما في قضاء البترون.
حدشيت – قرية من الوادي المقدس
تنتصب قرية حدشيت على جرف صخري يشرف على وادي قاديشا، بين إهدن وبشرّي.وما زالت أحياء هذه القرية الداخليّة محافظة على بيوتها التقليديّة وأزقتها الضيّقة وكنائسها القديمة.
وعلى مقربة من جبّانة البلدة،درب يقود إلى وادي حولة الذي يشكّل أحد روافد وادي قاديشا.وعلى سفح هذا الوادي الأيسر تقوم بعض الكنائس والأديار والمزارات الصخريّة،كمار سركيس ومار يوحنا والقديسة شمونة.ومن الجدير بالذكر أن كنيسة (مرت شمونة ) هذه كانت حتى بضع سنوات خلت مكسوّة بالجدرانيات الرائعة التي تعود إلى القرن الثالث عشر.بيد أن بعض المتعبّدين الجهّال قرّروا طرش هذه الروائع بماء الكلس،فمحوا آثارها.
حصرون – قرية لبنانية تقليدية
على شفير جرف صخري يُشرف على وادي قاديشا تقع بلدة حصرون، وهي واحدة من البلدات التي حافظت على نمط العمارة التقليدية اللبنانية ذات البيوت الحجرية المسقوفة بالقرميدالأحمر، وما تزال تعمر بالبساتين الغناء والكنائس القديمة، ومن بين أشهر الكنائس وأقدمها، كنيسة شيدت على إسم مار لابا، وهو نفسه الرسول لبّاوس أو تدّاوس. ويتم الدخول إلى هذه الكنيسة بواسطة بضع درجات تنزل إلى ما دون مستوى أرضية القرية الحالية.
ومن حصرون ينطلق درب بإتجاه وادي قاديشا يمر بكنيسة قديمة على إسم مار ميخائيل ودير على إسم مار يعقوب.
الديمان  – مركز البطريركية المارونية الصيفي
تقع قرية الديمان الصغيرة على شفير وادي قاديشا، وقد اشتهرت منذ أواسط القرن التاسع عشر لكونها حلت محل دير قنوبين كمركز للبطريركية المارونية. ومن روائع كنيسة الديمان الجدرانيات التي رسمها الفنان اللبناني المشهور صليبا الدويهي. ومن الديمان ينطلق درب وعر يقود إلى أعماق وادي قاديشا، ليصل إلى دير قنوبين.
قاديشا – الوادي المقدس ومغارة تزينها الترسبات الكلسية
وادي قاديشا وادٍ عميق يبدأ عند بلدة بشرّي، ويصب فيه عدد من الوديان الرافدة التي تجتمع مياهها فيه لتسيل باتجاه البحر، بعد أن يكون النهر قد عبر طرابلس وتحول فيها إسمه من نهر قاديشا إلى نهر أبي علي.
أما كلمة “قاديشا” فمُشتقة من جذر سامي يعني “القداسة” بحيث بات “وادي قاديشا” يعني “الوادي المقدس”. فعلى مرّ العصور، منذ الألف الثالث قبل الميلاد حتى العصر الروماني، سكن الإنسان في مغاوره وملاجئه الصخرية، التي تحولت مع دخول المسيحية إلى الجبل إلى كنائس وصوامع وأديار تعاقبت على سكناها وارتيادها أجيال من الرهبان والنسّاك والمتوحدّين. وكان هؤلاء ينتمون إلى مختلف المعتقدات التي إنبثقت عن الإختلافات اللاهوتية التي أدمت القرون المسيحية الأولى. فكان منهم النسطوري واليعقوبي، القائل بالطبيعة الواحدة، والخلقيدوني القائل بالإرادة الواحدة، كما كان بينهم بعض المنقطعين من المسلمين، على حد ما رواه ابن جُبير، كلٌ يصلي بلغته الخاصة، اليونانية او السريانية أو العربية وحتى الحبشية.
أما مغارة قاديشا فتقع على مقربة من الطريق القديمة التي كانت تصل بشرّي بالأرز، ومن السهل الوصول إليها لكونها أشير إليها بلوحة إشارة خاصة. وهي مغارة تتفجر منها المياه التي تغذيها الثلوج الذائبة، ولا سيما في أيام الربيع، وقد تمّت إنارتها لتسهيل زيارتها والتركيز على الترسّبات الكلسية المتدلية من سقفها أو المنتصبة فيها. وقد أقام بعض الأهالي في جوار المغارة المطاعم والإستراحات والمقاهي التي تصلح لقضاء أوقات ممتعة في أيام الصيف، أما في أيام الشتاء فإن المغارة مقفلة بسبب قوة تدفق المياه.
قنّوبين –  دير بطريركي قديم
كان دير قنّوبين مقراً لبطاركة الموارنة بين القرن الخامس عشر وأواسط القرن التاسع عشر، ومن الممكن بلوغه إنطلاقاً من بلوزا أو من الديمان، ومن شأن المسافة التي ينبغي قطعها سيراً على الأقدام للوصول إلى الدير أن تعطي الزائر فكرة عن الحياة الصعبة التي كان أهل الدير وزواره يعيشونها في الماضي.
قضاء زغرتا
إهدن – مركز إصطياف مشهور
تعود جذور البلدة إلى القرون الوسطى، وهي مشهورة بسوقها القديم وساحتها العامة المعروفة بالميدان، حيث يلتقي أبناء القرية والجوارفي ليالي الصيف الطويلة. وتحتفظ كنيسة البلدة بجثمان “يوسف بك كرم” المحنّط، وهو أحد أبطال لبنان في القرن التاسع عشر. وفي البلدة أيضاً دير قديم، على إسم “مار سركيس” يتألف من عدة كنائس تعود أقدمها على ما يبدو إلى القرن الثامن أو التاسع. وإلى الفترة عينها تعود كنيسة “مار ماما” التي بنيت عام 749. وتشرف على البلدة تلة بُنيت عليها كنيسة “سيدة الحصن” التي أقيمت على أنقاض معالم رومانية، ويمكن للناظر من على شرفتها مشاهدة الأرز من جهة وطرابلس والبحر من جهة ثانية.
إيعالا – قلعة من القرن التاسع عشر
تحتوي بلدة إيعال القريبة من بلدة زغرتا آثاراً جليلة تعود إلى قلعة بناها عام 1816 مصطفى آغا بربر متسلّم طرابلس. وتبلغ مساحة القلعة نحو خمسة آلاف متر مربع، وتُشغلها الإسطبلات والآبار والخزانات وثكنات الجنود ومخازن الأسلحة. وما تزال القلعة تحتفظ بتربة  صاحبها وهي تقوم على مقربة من جبهة القلعة الغربية.
حوقا  – دير محفور بالصخر
عبر درب شديد الإنحدار وعلى مسافة نحو نصف ساعة من أسفل قرية حوقا، يصل الزائر إلى دير صغير بُني داخل تجويف صخري ويتألف من مقام وعدد من المحابس. ويعود تاريخ بناء هذا الدير إلى أواخر القرن الثالث عشر، وتفيد الوثائق التاريخية عن علاقة بنائه بأحداث عسكرية جرت في تلك الأيام حين قام المماليك بتجريد حملة على معاقل الجبال. ويقع الدير على مقربة من قلعة صخرية حصينة تُعرف بإسم “عاصي حوقا” تزين سقفها كتابة عربية مسيحية يرجع تاريخ تسطيرها إلى عام 1193 للميلاد. ويصعب الوصول إلى “العاصي” إلا لمن تمّرس في فن تسلّق الجبال. وإذا كان الدير مقفراً معظم أيام السنة فإن الحياة تعود إليه عشيّة عيد إنتقال العذراء في الرابع عشر من آب من كل عام.
قزحيّا / – دير محفور بالصخر ومطبعة قديمة
يشكل هذا المعلم أحد أكبر أديار وادي قاديشا على الإطلاق، ويبدو أنه كان آهلاً في القرون الوسطى، لا سيّما وأن بعض الوثائق التاريخية تفيد عن وجود جماعة رهبانية فيه في أواسط القرن الثاني عشر. أما واقع البناء الحالي فيعود إلى عام 1926، فيما يعود بناء كنيسة الدير التي أقيمت جزئياً في تجويف صخري إلى عام 1864. أما الجناح المخصص لمطبعة الدير الشهيرة، فيعود تاريخه إلى ما بين العامين 1820 و 1823. وقد أعد لإيواء مطبعة كان الرهبان الموارنة قد استحضروها من روما في أواخر القرن الثامن عشر ونقلوها إلى دير قزحيّا عام 1815.
طرابلس /85 كلم
تقع طرابلس، عاصمة لبنان الشمالي ثاني المدن اللبنانية ، على بعد 85 كيلومتر إلى الشمال من بيروت ، وهي مدينة مضياف امتزج فيها الحاضر بالتاريخ وتعايشت فيها الحركة الاقتصادية النشطة مع نمط عيش وديع.
تضم طرابلس عدداً كبيرا من البني التاريخية والأثرية ومن بينها ما يزيد على أربعين بناء مسجلاً على لائحة جرد الأبنية الأثرية ، من مساجد ومدارس وخانات وحمامات تعود بمعظمها إلى عصر المماليك، وبخاصة إلى القرن الرابع عشر للميلاد . ويشكل كل سوق أو خان من أسواقها وخاناتها حيزاً عمرانياً مميزاً ما زال يحتفظ بعدد من الخصائص الموروثة منذ القرون الوسطى بحيث يجمع بين أصحاب الحرفة أو المهنة الواحدة من خياطين وصاغة وعطارين ودباغين وصابونجيين وغيرهم.
جولة في أنحاء طرابلس
القلعة : تشرف قلعة طرابلس المعروفة باسم ( قلعة صنجيل ) على جميع أنحاء المدينة ، وقد تعرضت هذه القلعة منذ إنشائها في أيام الصليبيين إلى أعمال توسيع وترميم كثيرة، ومن الممكن اليوم مشاهدة بنية مثمنة الأضلاع تعود إلى العصر الفاطمي ، كانت في ما مضى مشهداً شيعياً يقوم في وسط جبانة عظيمة كانت تغطي التلة ، وقد حوله ( ريمون دي صنجيل ) مؤسس كونتية طرابلس الصليبية إلى كنيسة على اسم ( كنيسة القبر المقدس التي على تلة الحجاج ) وهو الاسم الذي كانت تعرف به ( تلة أبي سمرا ) في تلك الأيام .
كنيسة القديس يوحنا على ( تلة الحجاج ) : في غضون السبعينات من هذا القرن ، تم كشف أجزء مهمة من هذه الكنيسة التي تقع على بعد نحو  200 متر إلى الجنوب من القلعة ، داخل جبانة الموارنة القائمة على ( تلة أبي سمرا ) وقد حلت بدورها محل الجزء الجنوبي من جبانة عصر بني عمار
 الجامع المنصوري الكبير: شيد الجامع المنصوري الكبير بين عامي 1294 و 1315 مكان كنيسة طرابلس الصليبية الكبرى التي كانت تعرف باسم ( كنيسة العذراء ذات البرج ) ويتألف الجامع من صحن فسيح يتوسطه حوض الضوء وتحيط به الأروقة المعقودة ويفضي إلى قاعة الصلاة المقبلة .
جامع طينال : أقيم هذا الجامع مكان كنيسة الكرمليين الصليبية التي كانت بدورها تقوم على ما يبدو على أنقاص معبد روماني مكرس لعبادة ( زوش القدوس ) أو ( البعل القدوس ) .
الجامع المعلق: يعود تاريخ بناء هذا الجامع إلى أوساط القرن السادس عشر م ، وييبدو أنه سمي بالمعلق لكونه أقيم فوق الطابق الأرضي ولا يفضي بالتالي إلى الطريق العام كما كانت العادة تقضي بذلك.
مدرسة البرطاسي وجامعة : بني هذا المجمع الذي يضم مدرسة وجامعاً في الربع الأول من القرن الرابع عشر للميلاد ، وهو مسقوف بقبب على مدليات ذات مقرنصات تمتاز ببساطتها . وقد كسي جدارها القلبي بالرخام المتعدد الألوان فيما زين محرابه بالفسيفساء المذهبة.
 المدرسة القرطاوية : بنيت هذه المدرسة في الرابع الأول من القرن الرابع عشر م ، وهي تعتبر من أجمل مدارس طرابلس زخرفاً، وتتميز بمقرنصاتها وبمأطوراتها الرخامية المتعددة الألوان فيما تتميز قاعة صلاتها بقبتها البيضاوية الفريضة.
 المدرسة الطواشية : أقيمت هذه المدرسة والضريح القائم إلى جانبها في غضون النصف من القرن الخامس عشر م . وتتوسط واجهتها القبلية المقابلة بوابة شعاعات متداخلة ضمن جوفة محارية الشكل ، فوق صفوف من المقرنصات والعميدات المفتولة.
الخنقاه: أقام هذا البناء الفريد في غضون النصف الثاني من القرن الخامس عشر م. وكان في ما مضى معداً لإقامة الزهاد والمتعبدين ، ثم تحول في فترة من الفترات إلى دار للعجزة .
حمام عز الدين : أقيم هذا الحمام نائب السلطنة في طرابلس الأمير ( عز الدين أيبك الموصلي ) الذي توفي عام 1298م.
حمام العبد ( قرب خان الصابون ) : بني هذا الحمام في أواخر القرن السابع عشر ، وهو البناء الوحيد من نوعه الذي ما زال يعمل حتى اليوم .
الحمام الجديد: أنشيء هذا الحمام الذي يعتبر من أكبر حمامات طرابلس وأفخمها حول عام 1740 ،
خان الخياطين : على الرغم من وصفه بـ ( الخان ) فإن تصميم خان الخياطين يختلف جذرياً عن تصاميم الخانات الأخرى، بحيث يبدو وكأنه شارع مسقوف أقيمت على جانبيه الدكاكين ..
خان المصريين : أقيم هذا الخان على ما يبدو في غضون النصف الأول من القرن الرابع عشر للميلاد على الخط التقليدي لمثل هذا النوع  من البني .
سوق الحراج: يرجع تاريخ إنشاء هذه البنية الفريدة على ما يبدو إلى القرن الرابع عشر ، وترتكز قبابها على أربعة عشر عموداً من الغرانيت لتشكل سوقاً مسقوفاً يشغله اليوم المنجدون.
 برج السباع : يشكل هذا البرج واحداً من سلسلة أبراج وحصون أقيمت في عصر المماليك لحماية الساحل الطرابلسي من غزوات الفرنجة الذين استقروا في قبرص على أثر طردهم من الشاطئ الشامي في نهاية القرن الثالث عشر م.
طرابلس اليوم –  عاصمة الثقافة للعام 2024
بدأت الإستعدادات في مدينة طرابلس “الفيحاء” لإحياء مهرجان  “طرابلس عاصمة الثقافة” للعام 2024 ، ويتألف الحوز الطرابلسي اليوم من قسمين ، الميناء ،  وحيث كانت تقوم المدينة القديمة حتى تاريخ تدميرها عام 1289، ومدينة طرابلس عينها التي أنشئت ابتداءاً من تلك السنة على أنقاض ربض تغوص جذوره في عهود الصليبيين فالفاطميين فالبيزنطيين فالرومان …
معرض طرابلس الدولي
يحتل معرض طرابلس الدولي الذي وضع تصميمه المهندس البرازيلي الشهير أوسكار نيماير مركزاً مرموقاً ، لا سيما وأنه يشهد موسمياً إقامة معارض تجارية وصناعية ذات شهرة واسعة.
الجزر : تنتشر قبالة الشاطئ شبه جزيرة الميناء سبحة من الجزر الصغيرة  ( جزيرة الأرانب ) أو ( جزيرة النخل ) أكبرها . وقد أعلنتها الدولة ومنظمة الأونيسكو عام 1992 محمية طبيعية تؤمها أسراب الطيور القاطعة والسلاحف البحرية، ويحظر فيها التخييم وإشعال النار وغيرها من الأعمال التخريبية، وقد عثر في أناء التنقيبات الأثرية التي أجريت في هذه الجزيرة في اوائل السبعينات على منشآت تعود إلى العصر الصليبي والعصر الروماني المتأخر.
السفيرة – مجمّع ديني روماني
تقع بلدة السفيرة على بُعد نحو 9 كيلومترات من بلدة سير الضنية، وفيها مجمّع ديني من العصر الروماني، يقع على المنحدرات المشرفة على أطراف القرية.فعلى مسافة سير قصيرة تقع “قلعة الحصن” التي تشكل أحد أوسع المُجمّعات الدينية الرومانية في لبنان، حيث يتجاوز ما لا يقل عن أربعة معابد وعدد من المذابح التذكارية المعومدة وبعض البنى الدينية الأخرى. وقد أقيم المعبد الكبير في غضون القرن الثاني للميلاد.
سير الضنّية / 30 كلم من طرابلس – مراكز إصطياف
تشتهر بلدة سير الضنية ببساتينها الغنّاء وبخضرتها الدائمة بفضل المياه الغزيرة التي تنبع منها وترويها. وتشكّل هذه البلدة الرائعة مركز إصطياف مهم في لبنان الشمالي، حيث تزدحم فيها الفنادق والمطاعم  في الهواء الطلق. ويمكن لعشاق المشي بالتجوال أن يتخذوا من سير محطة ينطلقون منها باتجاه الأرز والقرنة السوداء.
القرنة السوداء  – أعلى قمة في لبنان
إنها سقف لبنان وأعلى قمة فيه، إذ يصل ارتفاعها إلى 3087 م، ومنها يمتد النظر إلى البحر غرباً وإلى البقاع وسلسلة الجبال الشرقية شرقاً. ويمكن الوصول إليها انطلاقاً من ضهر القضيب، أعلى نقطة على الطريق بين ألأرز “واليمونة” عبر طريق معدّة للسيارات المجهزة بأربعة دواليب دافعة أو سيراً على الأقدام لمدة ساعتين. وتستغرق طريق الذهاب اليها والإياب منها نهاراً كاملاً، مع التنبّه إلى الأخطار التي قد يسببها هطول الأمطارأو تكاثف الغيوم التي قد تحجب الرؤية.
قضاء عكّار
أكروم  – معابد رومانية ونُصُب بابلية
يُطلق إسم أكروم على منطقة جبلية بُني عليها عدد من القرى، تعرف إحداها بإسم “أكروم” وتحوي جميع قرى جبل أكروم أطلالاً قديمة، من بُنى ومدافن وبقايا كنائس. وتنتشر في قرية أكروم وفي جوارها أطلال جبلية تعود بمعظمها إلى عدد من المعابد الرومانية والآبار وإلى كنيسة عظيمة تُعرف بإسم “كنيسة مار شمشون الجبّار”. وفي الموقع المعروف بإسم “جبل الحصين” تقوم بنيتان متوازيتان، إحداهما، وهي الأحسن حفظاً، عبارة عن معبد روماني يفصل صحنه عن قُدسٍه قوس عظيم. ومن المحتمل أن يكون قد جرى تحويل هذا البناء إلى كنيسة في العصور المسيحية ألأولى. وتنتشر على مقربة من هذا المعبد بقايا معبد آخر، كان في ما مضى أكثر ضخامة من البنية السابقة، ولم يبق منه إلا بعض العناصر  ومن بينها التعتيبات  وتيجان الأعمدة الكورنثية.
بيت جعلوك ومنجز / 30 كلم من حلبا – معبد روماني ودير أقيم على أنقاض قلعة صليبية
لبلوغ هذا الموقع، لا بدّ من سلوك الطريق التي تصل حلبا ببلدة القبيّات. وبعد تجاوز البحيرة الاصطناعية الواقعة على بعد 18 كلم من حلبا، بنحو 500 متر، ينبغي سلوك طريق فرعية توصل يساراً إلى بلدة منجز، من هذا المفترق، وبعد إجتياز نحو 5 كيلومترات، ينبغي التحوّل يميناً باتجاه بلدة القصير حتى الوصول إلى أجمة سنديان، ومنها يقود درب صعب إلى الموقع المعروف بإسم “مقام الرب” أو “بيت جعلوك”.
عرقا – تلّ أثري
يقوم في عرقا تلٌ اصطناعي عظيم تمثّل طبقاته الأثرية تراكم البُنى السكنية التي شهدها الموقع منذ العصر الحجري الحديث. وقد لعبت مدينة عرقا دوراً جليلاً في تاريخ المنطقة، لا سيّما وأن إسمها تردّد مراراً في التوراة وفي نصوص الألف الثاني ق.م. وفي الحوليات الأشورية في غضون الألف الأول ق.م. وفي العصر الروماني، أطلق على عرقا إسم “قيصرية لبنان”، واشتهرت آنذاك لكونها شهدت ولادة الأمبراطور الروماني الإسكندر ساويروس الذي ملك بين 222 و 235، وفي العصر الفاطمي، كانت عرقا تابعة لإمارة طرابلس وكانت وخاضعة لحكم بني عمّار، إلى أن ملكها الفرنجة عام 1108 واستولوا على قلعتها الحصينة، التي ما لبثت أن سقطت عام 1266 في يد السلطان المملوكي بَيْبَرس.
عكار العتيقة- قلعة أثرية
ترتفع قلعة عكّار على شير صخري يقع على بُعد مسيرة ساعة من الوقت من قرية عكار العتيقة. ويعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى أواخر القرن العاشر للميلاد وتُنسب إلى مؤسسها “محرز بن عكّار” ثم ملكها الفرنجة في القرن الثاني عشر، واستردّها منهم بَيْبَرس عام 1271. وكانت في بدايات العصر العثماني في يد أسرة بني سيفا الإقطاعية إلى أن استولى عليها ألأمير فخر الدين الثاني نحو العام 1620 ودمّر بعضها.
القبيّات  – مشاغل حرير وكنائس قديمة
منذ نحو قرن من الزمن كانت بلدة القبيّات ما تزال قرية هادئة يعمل أهلها في صناعة الحرير. ولم يبق من آثار تلك الفترة إلا شاهدان، يتمثل أحدهما بالمشغل القديم والآخر ببيت يملكه آل الضاهر. ودارة آل الضاهر دارة جميلة تزيّن بوابتها المنقوشات، ومن بينها أسدان يبدو أنهما استُخرجا من أحد الأبنية المملوكية، وقد يكونان من ألأسود التي أمر السلطان بَيْبَرس بنقشها على برج قلعة عكارالعتيقة الجنوبي، (راجع عكار العتيقة).
القليعات  – قلعة صليبية
تقع بلدة القليعات على بعد نحو 25 كلم إلى الشمال من طرابلس، على يمين الطريق الساحلية التي تصل طرابلس بحدود لبنان الشمالية. وفي هذا الموقع أقيمت في غضون القرن الثاني عشر قلعة صغيرة كانت جيوش الفرنجة تأوى إليها في أثناء تنقلاتها عبر سهل عكار. ويحيط بالقلعة خندق محفور في الصخر، وقد بنيت على شكل مربع دُعمّت زواياه بالأبراج المربعة. وفي عام 1207، استولى عليها الملك الأيوبي سيف الدين أبو بكر الملقّب بالعادل، ثم استعادها منه الصليبيون وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1266 تاريخ سقوطها في يد بَيْبَرس. وتشتهر القليعات بقاعدتها الجوية التابعة للجيش اللبناني، التي استعملت في فترات سابقة كمطار مدني، وحالياً تقوم الدولة بإنشاء منطقة حرة في هذا المطار، من ضمن خطة الحكومة لإنشاء المناطق الحرة، في جميع المرافيء البحرية والبرية والجوية.
القمّوعة – مناظر طبيعية خلابة
تشكل منطقة القمّوعة جنّة من الوعر وألأنهر والصنوبر، ويزداد جمالها في أيام الشتاء عندما تغطي الثلوج سفوحها وقممها. ويتم الوصول إليها عبر بلدة فنيدق، ويقصدها عشّاق المشي والتنزّه والتصوير. وغالباً ما تستوقف الزائر بعض الأطلال التي تعود إلى بنى قديمة العهد، ومنها بقايا دير عظيم كان يقوم على إحدى مرتفعاتها التي تمتاز بقمتها المسطّحة.
أميون –  تل أثري وكنيسة مزدانة بالجدرانيات
تنتشر بلدة أميون على قمة تل أثري يعود تاريخه إلى ما قبل الألف الثاني ق.م.، وهي الفترة التي كانت البلدة تحمل في غضونها إسم “أميا”. ومن بين المعالم التي تزخر بها البلدة كنيسة على إسم القديس جاورجيوس، وقد بُنيت على أنقاض معبد روماني، وتعرّضت لتحويرات متعددّة منذ عصر الفرنجة وحتى اليوم. أما كنيسة “مار فوقا” فقد أقامها معماريون محليّون في غضون عصر الفرنجة، وهي تتألف من سوق رئيسية تنتهي بمحراب نصف دائري، ومن سوقين جانبيّتين. وعلى الرغم من بساطة تصميمها فإن هذه الكنيسة تعتبر كنزاً فريداً لما تحتويه من الجداريات البيزنطية الأسلوب التي تعود إلى ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر.
أنفه – آثار صليبية
تغوص جذور أنفه في غياهب التاريخ، وتقدّم لزائرها مفاجأة عند كل منعطف. ففي رسائل تل العمارنة المشهورة التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م.، كانت البلدة تدعى “أنبي”، ثم تحولت في عصر الفرنجة إلى “نفين” وكانت تقوم عليها آنذاك قلعة عظيمة يقول المعاصرون فيها إنها كانت محصّنة بتسعة أبراج عملاقة.
ففي عصر الفرنجة، قُطع اللسان الصخري الذي تتميز به أنفه وفصل عن البر من خلال شق أخدودين عظيمين وصل عمقها إلى مستوى سطح البحر. وكان الهدف من شقهما عزل القلعة العظيمة التي كانت تقوم على الرأس. وكانت ترتفع في وسط ألأخدود الأول مسلّة صخرية كانت تستعمل كمرتكز للجسر المتحرك الذي يصل القلعة بالبر. أما اليوم فلم يبقَ من هذه القلعة إلا بعض الحجارة التي تنبيء عن ماضيها، وقد انتشرت في موقعها المَعاصِر والملاّحات.
برغون  –  كنيسة ذات رسوم جدرانية فريدة
في وسط بستان زيتون عند طرف بلدة برغون الشمالي تقوم أطلال كنيسة صغيرة على إسم القديسة بربارة يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر. وتتألف هذه الكنيسة من سوق واحدة مستطيلة الشكل تنتهي بمحراب نصف دائري، وعلى جانبيه كوّتان مستطيلتان كانتا تستعملان للأغراض الطقسية. وتغطي المحراب جداريّة فريدة من نوعها بين الجداريات اللبنانية التي تعود إلى تلك الفترة، وهي تمثّل العذراء واقفة ويداها إلى العلاء، وعلى صدرها ترس دائري رُسمت عليه صورة المسيح “عمّانوئيل” وعلى جانبي العذراء ملاكان عظيمان في وضع الخدمة والخشوع، وإلى يمين العذراء صورة “العلّيقة الملتهبة” التي سبق لموسى أن عاينها في برية سيناء. وتذكر هذه الجدارية البيزنطية الأسلوب، برسمين آخرين ذاع صيتهما، ينتمي إحدهما إلى دير القديسة كاترينا في سيناء فيما ينتمي الآخر إلى أيقونة كانت موجودة في قصر القسطنطينية الأمبراطوري.
بزيزا – معبد روماني
يرتفع في وسط بلدة بزيزا معبد روماني ذو واجهة تزينها أربعة أعمدة ذات تيجان إيونيّة، يعلوها طنف دقيق النقش. أما صحن المعبد،فقد تحوّل في العصر البيزنطي إلى كنيسة ذات محرابين،تحمل اليوم اسم (كنيسة العواميد)وقد جرى تحوير شكل جدران المعبد الشمالي لإيواء هذين المحرابين.وعلى مقربة من المعبد،وفي ظل سنديانة ألفيّة،كنيسة قديمة تعود إلى العصور الوسطى،وقد بنيت على اسم النبي إليّا،وما زالت تحتفظ قرب مذبحها ببقايا رسوم جدرانيّة كانت تزيّنها.وإلى الجنوب من المعبد،عدد من المغاور المدفنيّة المنحوتة في مستوى الطريق.
البلمند  – دير من العصر الصليبي
بني هذا الدير في غضون القرنين الثاني عشر والثالث عشرفي أيام الفرنجة،على يد الرهبان الكسترسيين،ثم تحوّل في بدايات القرن السابع عشر إلى دير للرهبان الأرثوذوكس وبات اليوم دير بطريركيّاً تابعاً لبطريركية أنطاكيّة  وسائر المشرق للروم الأرثودوكس.
ويَزخر دير البلمند اليوم بعدد من التحف الجليلة، ومن بينها الأيقونات والمخطوطات والأواني الطقسية الثمينة، بالإضافة إلى الأيقونسطاسات التي يعود تاريخ بعض أجزائها إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر وقد جرى ترميمها منذ سنوات قليلة. وعلى مقربة من الدير القديم، يرتفع صرح معهد القديس يوحنّا الدمشقي الذي يُعدّ الإكليريكيين لإرتقاء رتبة الكهنوت، والذي شكّل النواة التي نشأت حولها جامعة البلمند ومكتبتها.
حامات – دير النورية
على مقربة من بلدة حامات الواقعة على مرتفعات هضبة رأس الشقعة، وعلى مسافة من الطريق الدولية المؤدية إلى طرابلس، يرتفع دير النورية، أو دير “أم النور” الذي يعود تاريخ بنائه إلى ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر. وخلف الدير الحالي، درب ودرج محفوران في الصخر يؤديان إلى دير أقدم عهداً فيه مغارة تتحدّث التقاليد عن عجائبيتها. ويبدو على أحد جدران هذا الدير القديم، الذي بدأ العمل بترميم بعض أجزائه، جزء من جدارية يشير إلى أن هذا الدير القديم كان مزداناً كلياً بالجداريات.
ددّه – قلعة من القرن السابع عشر
ددّه، بلدة جبلية قديمة تقوم على طرف هضبة الكورة الغربية، وتشرف على بلدة القلمون الساحلية الواقعة إلى الجنوب من طرابلس. وسكان هذه البلدة، وهم بمعظمهم من آل الأيوبي، ينتسبون إلى صلاح الدين الأيوبي المشهور بكفاحه ضد الفرنجة.وعند طرف البلدة الشمالي، تنتصب قلعة ذات ثلاث طبقات تعود على ما يبدو إلى القرن السابع عشر. بيد أن التحويرات والترميمات والإضافات التي طرأت عليها منذ ذلك الحين بدّلت من معالمها وشوّهتها، ولم تيق منها إلا على واجهتها الغربية. ويبدو من خلال تفحّص مداميكها السفلية أن القلعة بُنيت بحجارة قد تعود إلى معبد قديم.وعلى مقربة من القلعة كنيسة صغيرة على إسم القديس أنطونيوس، ما تزال جدرانها الداخلية تشير إلى كونها كانت مزدانة بالجدرانيات.
قصر ناووس – معابد رومانية
ينتصب معبد قصر ناووس عند أطراف بلدة عين عكرين. وقد أقيم هذان المعبدان على مخطط واحد بحيث أنهما ينفتحان إلى جهة الشرق، ويحيط بكل منهما حرم مستطيل ما تزال بعض أجزائه قائمة. ويتم الدخول إلى الحرم عبر بوابة عظيمة ذات جانبين مدرّجين لتسهيل ربط البوابة بمداميك حائط الحرم. وقد أجريت بعض أعمال الترميم في المعبد الجنوبي نظراً لوفرة العناصر المتبقية منه، بحيث بات من الممكن تعرّف شكله الأساسي. وفي مقابل مدخل هذا المعبد، بُنية ما تزال آثارها بادية في الأرض، قد تعود إلى المذبح الذي كان يرتفع في مواجهة المعبد. أما المعبد الشمالي، فإن العناصر المتبقية منه تكفي لتكوين فكرة عن شكله وتصميمه. ومن بين هذه العناصر، حجر كان يزيّن جبهة المعبد، وما زال يحمل نقشاً يمثل إله الشمس.
القلمون  – محترفات النحاسين
تقع القلمون على الطريق الساحليةالمؤدية إلى طرابلس، وقد تحولت في الثلث الأخير من هذا القرن إلى مركز لحرفة النحاسة، لا سيّما بعد أن تم توسيع سوق النحّاسين في قلب طرابلس، الأمر الذي دفع بنحّاسيها إلى هجرتها وإلى الإستقرار في بلدة القلمون.
وتشق الطريق الساحلية بلدة القلمون عبر المحالّ والمحترفات التي تعرض منتوجاتها المتنوعة، الحديثة منها والقديمة، فيما تخصصت بعض المحالّ الأخرى في بيع زيت الزيتون وأنواع الشرابات وماء الورد والزهر.
كفتون  – دير في الوادي
إلى الشمال من بلدة حامات يقوم دير كفتون الذي يمكن بلوغه عبر درب ينطلق من طرف بلدة كفتون الشمالي وينحدر باتجاه الوادي. وقد أقيم هذا الدير في لحف الجرف الصخري وسط بساتين الزيتون والأشجار المثمرة. وعلى مقربة من هذا الدير كنيسة صخرية يبدو أنها كانت في ما مضى مزدانة برسوم جدرانية.
كوسبا4 كلم من أميون   – كنائس وجدرانيات
ترتفع في بلدة كوسبا كنيسة على اسم السيدة العذراء ودير على اسم القديس ديمتريوس.وكنيسة هذا الدير مزدوجة،وفيها محراب مزدان بجداريّة رائعة مرسوم بحسب الأسلوب البيزنطي الذي كان شائعاً في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.وتمثل هذه الجداريّة صور (الإبتهال)فتتوسطها صورة السيد المسيح وهو جالس على عرش بين العذراء المبتهلة عن يمينه والقديس يوحنّا المعمدان عن يساره.وبين هؤلاء الأشخاص رسمان يمثلان السرافيم ذوي الأجنحة الستّة،وهم يصرخون (قدوس،قدوس)وقد كتبت الكلمة باللغة اليونانيّة،فيما رسمت فوق أجنحتهم عيون كثيرة للدلالة على الشروبيم الكثيري الأعين.
مغارة مارينا  – جداريات من القرون الوسطى
على يمين الطريق المؤدية إلى طرابلس، وعلى بعد كيلومتر واحد إلى الشمال من بلدة القلمون، يمكن مشاهدة تجويف صخري يشكّل مغارة مارينا،  يمتاز بلونه المائل إلى الصفرة، يبلغ طوله نحو 13 متراً وعمقه 6 أمتار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »