أكبر كتاب (رواد من بلاد الأرز)الأخبار والنشاطاتالأهداف المتوخاة من إنجاز هذا الكتاب

الوزير المرتضى خلال إطلاق أكبر كتاب في العالم: “في أوقات الترف الثقافة مطلوبة، أما في أوقات العسر في هذه الأيام الثقافة مطلوبة أكثر فهي وسيلة الوعي”.

لقد سمعتم ماذا قالت الإعلامية ماجدة داغر، حيث تحدثت عن العزم والإصرار والمسؤولية  والرؤية لاستعادة لبنان دوره الثقافي،  هذا يأخذنا الى مسألة ثابتة، ماهي الثقافة؟

هل هي الموسيقى؟ الشعر؟ الأدب؟ الفن التشكيلي؟ هل أحد لديه جواب؟ الجواب، كلهم…

لا،،، هذه أدوات جعلت اللبناني يعوّل عليها بأنها سوف تُعيده إلى أن يعيش حالة إرتقاء إنساني، هذا ما يميزه ويجعله مختلفاً بكل ما للكلمة من معنى، هو ما يؤهل اللبناني بأن يؤدي أدواراً إنسانية في الداخل والخارج متميزة جداً ولها مردود عالي جداً. هذه هي أزمتنا اليوم…”

وتابع: “انا في العادة أحضّر كلمة مكتوبة تشبه قليلاً ما حضّرته  السيدة ماجدة، له بعد أدبي خلاق يتخلله رسائل بالمضمون. والمادة موجودة،،، وما أريد قوله في هذه المناسبة سبق وقلناه في مناسبات ليست مشابهة بل متطابقة تتحدث عن دور لبنان كمصدر إشعاع بهذا المستوى. بيروت تاريخياً هي المطبعة والمؤلفون والنشر والفكر الذي انطلق من لبنان بدءاً من الحرف وصولاً إلى أدبائنا الذين اغنوا الدنيا باكملها وكانوا بكل ما للكلمة من معنى معلمي معلمينا.”

واليوم يتبين لي أن لبنان متاح له أن ينهض من جديد إذا دخلنا كلبنانيين في حالة الوعي وعرفنا ما هو المرض الذي يسكننا وما هو العائق الذي يواجهنا في هذه المرحلة، وبالتالي يمكننا أن نتلقف هذه اللحظة التاريخية بكل ما للكلمة من معنى. اللحظة المقبلة اليها المنطقة ستدخلها في أجواء مختلفة، أجواء بعيدة عن التشنج والتجاذبات السياسية وبعيدة عن الإستثمار السياسي بالداخل اللبناني وتتيح للبنانيين، إذا هم اختاروا !.. أن يرسموا مستقبلاً لا يشبه ماضيهم العظيم… لا .. يرقى ليتجاوز بأهميته وعظمته ماضينا.

وكما تعلمون، بأن يكون الشخص أحيانا يعيش نجاح معين وحاصل عليه، (هذا تحصيل حاصل)، لكن عندما يتعب ويمرض ويعود ويستعيد التعافي، هذا هو الوعي الذي هو نتاج التجارب التي تجعل من النجاح المستجد مردوده أعظم.

ولا اريد أن اقف كمنظّر يعلم ما يجب فعله، ويشخّص المرض وما هي آلية الشفاء من المرض,,, ولكني أحادث نفسي، وانا في نهاية الأمر لبناني يعيش في هذه البيئة  المشبعة بالحالة المرضية، وأنا كغيري مصاب ومؤمن بأن غيري مصاب بمرض، ويجب أن نصحو… نصحو من ماذا؟… يجب أن نعي أن لبنان نعمة بكل ما للكلمة من معنى.

منذ قليل كان لدي لقاء وقالوا لي على اللبناني أن يجاهد.. أسأل لماذا عليه أن يجاهد؟ كل ما عليه أن يفعله هو أن يوضب حقيبة سفره ويذهب بحثا عن مستقبله في مكان آخر. اللبناني لا يستطيع أن يدخل في حالة وعي بأن عليه أن يجاهد بثبات وعزم ومسؤولية وإصرار، فالوزير يجب أن يتصرف هكذا وكذلك الطبيب والمهندس والاستاذ والإتحاد العمالي العام وكل القطاعات.

لدينا خيارات مهمة جدا، فاللبناني يحمل شهادات ويتحدث عدة لغات ويستطيع أن يسافر، لماذا علي أن ابقى هنا؟..

يجب أن أبقى، لأني لبناني وانت لبناني، لأنك ولدت هنا، ويجب أن نعي أن الله أنعم علينا نعمة كبيرة لم تتوفر لغيرنا… أن تولد لبنانياً، غير أن تولد في بلد آخر… سوري، أردني، عراقي، تونسي، جزائري، كلهم مهمين، لكن لبنان أهم، هناك نعمه انعم الله علينا بها، إن الله خلقنا في هذه الأرض وجعلنا أفراداً في هذا اللبنان, نعم هناك تحديات كثيرة وكبيرة، وهناك أزمات كبيرة ونتعرض لمصاعب كثيرة غيرنا أماكن أخرى لا يعيشها، وكلها سلة متكاملة… هذا هو الواقع، بلد على مساحة جغرافية صغيرة فيه هذا التنوع الإيماني والفكري والعقائدي موجود في هذه البقعة الجيوسياسية في منطقة مزروع عند حدودها هذا الكيان البشع، العنصري، ونحن النقيض له على كافة المستويات.. فبالتأكيد سوف نعاني… ولكن وبالرغم من كل شيء على كل منا أن يصحو ويستفيق، لماذا عندما يسافر اللبناني إلى الخارج يكون أداؤه مختلف؟ ونجاحه وفعاليته متميزة جدا؟…

وهذا ما يحصل مع اللبناني في الخارج مقارنة بغيره وكلاهما يحمل نفس الشهادة والتحصيل العلمي ويتمتعان بنفس الكفاءة، تجد أن اللبناني أداءه متميز.

الثقافة المطلوبة اليوم هي الوعي، ويجب علينا أن نتحرر من الكبرياء، فنحن نتميز بموروث ثقافي كبير، جذوره ضاربة في التاريخ، نحن اللبنانيين شئنا أم أبينا، فقد كان هنا ناس مقيمة على هذه الأرض، هذه الناس أكملت مع الوافدين، الأحماض النووية اختلطت بعضها ببعض، لذلك يمكننا وبكل موضوعية وبكل حرية أن نقول: أننا أتينا من الجزيرة العربية ولكن لدينا أجداد في هذه الأرض، هؤلاء الأجداد هم لبنانيون لأنهم عاشوا على هذه الأرض التي إسمها لبنان، هؤلاء الأجداد نقلوا إلى البشرية أعظم اختراع شهدته البشريه وهو (الحرف)، نملّ أحيانا من هذا الضخّ،،، هل نحن عرب أم فينيقيين؟. وكل ما هو مرتبط بمسألة الحرف يجعله هزيلاً.

وتابع: نتحدث اليوم عن موضوع كتاب، أي عن الحرف، وهذا الحرف من هذه الأرض، وقاطنو هذه الأرض هم من صاغوا هذا الحرف وعمموه، والأهم أنهم تصرفوا بعيداً عن الأنانية وصدّروا الحرف الى البشرية جمعاء. وإلا لكانت البشرية سلكت مساراً آخر.

ونحن موجودون على أرض هي منبع نور الإيمان، المسيح من هذه الأرض المشرقية، المسيح ولد في فلسطين التاريخية، المسيح فلسطيني، يخصّنا، منا ولنا. وعندما نعود الى هذا الموروث والى تاريخنا الحديث أين كنّا؟ كنّا منارة، ولماذا استهدفنا؟ لأننا حالة تنوع ناجحة، منارة بكل ما للكلمة من معنى، نحن رسالة للإنسانية مختلفة ومناقضة كلياً لرسالة الكيان الإسرائيلي الذي زرع في هذه الأرض ويبث فيها عنصرية إلغائية تهجيرية.

حينها كانت الناس تعيش متعاونة مع بعضها تفرح مع بعضها وتشكل نموذجاً إجتماعياً واقتصادياً راقياً جداً وناجحا جداً. لذلك لن يسمحوا لك، فأنت النقيض في وقت هم يرسخون أنفسهم في هذه الأرض ليلغوا وجودك الذي يتناقض مع وجودهم، وهو بحد ذاته وصفة ليزول وليتعرى ويفقد مصداقيته، وهذه هي مناسبة للبنانيين أن يستفيقوا، لبنان كتاب كبير، صحييح مساحته صغيرة ولكنه وبمعاييري هو أعظم دولة على وجه الكرة الرضية، واللبنانيون هم أفضل ناس على وجه الأرض على شرط أن يتحرروا من الأنانية والفوقية وأن يتذكروا القيم اللبنانية الجميلة التي كانت موجودة.

لبنان ليس كتاباً صغيراً يوضع في الجيب… مستعصي أن يوضع في  الجيب. لبنان هو من يحتوي هؤلاء الناس، وأتمنى أن نعي جميعاً أن هذا البلد إذا ما استمرينا على نفس الخط جاحدين نعمة الإنتماء اليه ومتنازلين ومتخلين عن الدور الذي يجب أن نؤديه، واذا فكرنا بالشكل الصحيح وتلقفنا اللحظة التاريخية يمكننا الوقوف والنهوض مجدداً.

التقيت اليوم وفداً من جامعة سيدة اللويزة 70% من الطلاب يتهيئون للسفر، عندها حضر في ذهني مشروع كسنجر عندما أرسلوا البواخر، وهذا شكل من أشكال تحميل اللبناني في الباخرة، واللبناني يهاجر تاريخياً، والهجرة جيدة ولكنه عندما يهاجر ماذا يقول؟ يقول “يا ثلج قد هيجت أشجاني” ، هو هناك وعقله وقلبه هنا، يعمل ويجهد كي يعيل أهله ويستطيع العودة الى لبنان.

وتابع: “كل الشكر لك استاذ سعد، وزارة الثقافة أيها الإخوة ناشطة جداً بكل فخر ولكن الأنشط هم اللبنانيون أمثال الأستاذ سعدالمؤمنون بهذا البلد في هذه الظروف القاهرة، نعم، الأن يجب أن نعمل، ولا أحد يستطيع أن يقول له لماذا عملت في هذا المشروع في وقت اللبناني يعاني من أزمات دواء وأزمة نقل وأزمات سياسية…

في أوقات الترف الثقافة مطلوبة(فهي تسلينا) ، أما في أوقات العسر في هذه الأيام الثقافة مطلوبة أكثر فهي وسيلة الوعي”.

 

الكلمة  كاملة ضمن الفيديو المرفق :

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »