تاريخ الصحافة اللبنانية المحلية والمهجرية (القسم الثاني)
صحافة المهجر الشمالي
أصدر نجيب عربيلي أول جريدة باللغة العربية في نيويورك في 1888 اسمها كوكب أميركا. وأصدر الناشر نعوم مكرزل جريدة «العصر» في فيلادلفيا في 1894 وأصدر جريدة الهدى في 1898 في نيويورك. وأصدر يوسف المعلوف جريدة «الأيام» في 1897. وأصدر لبنانيون آخرون عدة صحف في نيويورك مثل «مرآة الغرب» لنجيب دياب والفنون لنسيب عريضة والحارس لأمين الغريب والشعب ليوسف مراد والسائح لعبد المسيح حداد والسمير لإيليا أبو ماضي.
وأصدر المهاجرون عدة صحف في المكسيك. فأسس كرم البشعلاني «الشرق» في 1905 واُسست «صدى المكسيك» لبطرس طوبيا و«المطامير» لسعيد عقل و«الخواطر» ليوسف الحلو و«الاعتدال» ليوسف غسطين و«الصاعقة» ليوسف مسلم و«القسطاس» لفريد سليم و«الفرائد» لخليل نصر وداوود شرتوني. وصدرت بالإسبانية صحيفة «الرودوندفيل» لإبراهيم البيطار و«الأمير» لألفونس عواد.
صحافة المهجر الجنوبي.
صدرت العشرات من الصحف بالعربية في بلدان أمريكا الجنوبية وخاصة في البرازيل والأرجنتين والتشيلي. وبرزت ساو باولو وريو دي جانيرو وبوينس آيرس كمراكز مهمة لصحافة الاغتراب. وبرزت مراكز أخرى أقل إنتاجا مثل سانتياغو في التشيلي وتوكومان في الأرجنتين. وصدرت بعض الصحف في بورتو أليغري وماناوس في البرازيل.
كانت البرازيل المركز الأهم لصحافة المهجر في أمريكا الجنوبية. وأصدر نعوم اللبكي «الرقيب» في 1896 في ريو دي جانيرو وهي أول جريدة بالعربية في البرازيل. وأصدر شكري الخوري «الأصمعي» في 1898 في سان باولو و«أبو الهول» في 1906. وأسس نعوم اللبكي وفارس نجم جريدة «المناظر» في سان باولو. وصدرت بعدها صحف أخرى مثل «الأفكار» للطبيب سعيد أبو جمرة و«البرازيل» لقيصر المعلوف و«الجالية» لجورج مسرة و«الميزان» لإسطفان الغلبوني و«الأمازون» لفارس دبغي و«فتى لبنان» لرشيد عطية و«الجريدة» للطبيب خليل سعادة و«الكرامة» لسلوى سلامة و«الشرق» لموسى كريم و«الحمراء» لإلياس طعمه. وهناك أيضا جريدة «العصبة» وهي جريدة الرابطة الأدبية التي تعنى بالأدب العربي العصبة الأندلسية والتي نشر فيها كثير من أدباء المهجر الجنوبي قصائدهم ومقالاتهم.
وصدرت أول صحيفة عربية في بوينس آيرس في الأرجنتين في 1894 من قبل سليم بالش باسم «صوت الفيحاء». وأسس الخوري يوحنا سعيد جريدة «الصاعقة» واتبعها بـ«صدى الجنوب» في 1898. وأسس شكري الخوري وخليل شاوول «الصبح» في 1899. وصدرت صحف أخرى منها «الزمان» لميخائيل السمراء و«الإصلاح» لجورج صوايا و«المرسل» لموسى عزيزة و«التمدن» للطبيب حبيب أسطفان و«الاتحاد اللبناني» لرشيد رستم و«الحياة» لجورج عساف.
وصدرت أول جريدة عربية في تشيلي باسم «المرشد» للخوري بولس الخوري في 1913. وصدرت صحف أخرى في نفس البلد منها «المنبر» ليوسف مسعد في 1915 و«الوطن» لداوود مجاعص في 1919 و«الاعتدال» لتوفيق ضعون و«التفاهم» لأنطون الجمل و«النشرة العربية» لسليمان عويس. وصدرت بالإسبانية جريدة «العالم العربي» لجرجس أبو صالح و«لانيزول» لأسيس فارس.
توقفت الصحف والمجلات العربية عن الصدور في البرازيل خلال الحرب العالمية الثانية بسبب قانون حكومي يمنع صدور الصحف والمجلات باللغات الأجنبية وتم إلغاء القانون بعد ذلك.
إنطلاق الصحافة اللبنانية وقوانينها في العهد العثماني
تأثـرت الصحافة اللبنـانية فـي إنطـلاقتها بالظـروف السياسية والإجتماعية المحيطة بها، فأتت من نسيج هذا المحيط، ضمن تسلسل دراماتيكي للأحداث في منطقة الشـرق الأوسـط، أدى الى المطـالبة باصلاحات في المجتمع. وكانت الصحافة العـربية التي سبقت هذه الانطلاقة، تصور في خانة الصحافة الرسمية الناطقة بلسان الحاكم فقط.
ففي النصف الأول مـن القـرن التاسع عشر، كانت الدولة العثمانية تتخبط فـي مشكلات خطيرة أبـرزها التخلف والديون. وكان لا بـد مـن دعوة للاصلاح أطـلق صيحتها الأولى بعـض المتنورين أو المثقفين الأتراك ممن درسوا في معاهد الغرب.
وما يعنينا مـن موضوع الاصلاح عـلى وجه التحديد هـو ما يختص بالصحافة وقوانينها، ولعل من أهم الخطى التي تسارع فيها الاصلاح العثماني،كانت في عهد السلطان عبد العـزيز الـذي اعتلـى العـرش سنة 1861 فأصدر قـانون الولايات سنة 1864، وأتبعـه فـي أواخـر العــام نفسه بقـانـون المطبوعات العثمـاني، ثم أنشـأ مجـلس الـدولـة سنة 1868 ، وأتبعه قانون المعارف العثماني سنة 1869. أما في لبنان والولايات الشامية يومئذ فكان جيش إبراهيم باشا قد رحل عـن بلاد الشام، وكادت إمارة جبل لبنان ان تسقط بعد أن رحل الأمير بشير الشهابي الثاني عـن الجبل سنة 1840، ليموت فـي منفاه بعد عشـر سنوات، فقسم الجبـل سنة 1842 الى قائمقـاميتين، ثم ما لبثت الفتنة أن عصفت به، بعد أن حركت خيوطها الادارة العثمانية وغذتها أصابع القناصل والمبعوثين الغربيين.
وفي غـمرة أحـداث لبنان الأليمة ترافقها غمـرة المحاولات الاصلاحية، كانت الظروف قـد نضجت وباتت مهياة لصدور أول صحيفة عربية فـي لبنـان والمشـرق العـربي وقـد تجـلت الخطوة الأولى على طريق نشأة الصحافة العربية في ظهور”الوقائع” المصرية، التي أصدرها الخديوي محمد عـلي بـاشا فـي القاهـرة سنة 1828. بيد ان “الوقائع”، هي مجرّد صحيفة رسمية سياسية ولا يعـول عليها.
في المقابل، يمكن القول إن أول صدور لصحيفة سياسية لا تمثل السلطة في المشرق العربي، كانت من العاصمة اللبنانية بيروت، وهي جريدة «حديقة الأخبار» للصحافي خليل الخوري (1836 – 1907)، الصادرة في مطلع كانون الثاني (يناير) 1858، أي قبل أكثر من قرن ونصف . ، لـذا اعـتبرت أم الصحف العـربية وأول دوريـة سياسية غير رسمية تصدر على الأرض العربية.
وقبل هذا التاريخ بنحو ثلاث سنوات وتحديدًا في العام 1855، وصف اللبناني رزق الله الحلبي بإمـام النهضة الصحفية لإصداره أول جريدة باللغــة العـربيـة أسماهـا «مرآة الأحـوال» فـي عاصمة الدولــة العثمانية، الأستانة. ثم أصدر المعلم بطرس البستاني صحيفة “نفير سوريا” في العام 1860 في بيروت، وكانت تدعو إلى الوحدة الوطنية إثر مذابح 1860 الطائفية، وتلتها صحيفة «النشرة الشهرية» الدينية في العام 1863، على يد المرسلين الأميركيين.
أنشأ المرسلون الأميركيون مجلة سنوية في أول سنة 1851 في بيروت أسموها “مجموع فوائد” وكان مديرها القس غاني سميث، قال عنها الفيكونت “فيليب دي طرازي” في مؤلفه تاريخ “الصحافة العربية”، “أنها باكورة المجلات التي ظهرت باللغة العربية وأقدمها عهداً على الإطلاق، وظهر منها ثلاثة أجزاء في السنة 1855 ثم احتجبت فكان مجموع صفحاتها 1944.
وفي سنة 1863 ظهرت نشرة شهرية ذات صور تحت إسم “أخبار إنتشار الإنجيل في أماكن مختلفة”، وهاتان النشرتان مهّدتا لظهور “النشرة الأسبوعية” في سنة 1869، ومن سنة 1877 – 1879 احتجبت لأسباب وظلت منذ ذاك الحين تصدر أسبوعياً ذات صور إلى سنة 1914.
في العام 1915صدرت “النشرة الأسبوعية” شهرياً مغلّفة كالمجلات بـ 16 صفحة، واستمرت لغاية اواخر العام 1916، احتجبت لأربع سنوات لتعود وتظهر في العام 1921، بنسق جديد.
وفي بداية 1922 أدمجت فيها حفيدتها “مجلة البستان” التي كان يصدرها اتحاد المدارس ألأحدية في أسيا العربية، وفي شهر نيسان 1944 قررت لجنة المطبوعات في المرسلية الأميركية فصل النشرة عن البستان فعادتا إلى الصدور كل منهما على حدة. أما الصحيفة الأولى فـي جـبـل لبنـان، فهـي الجريدة الرسمية التي أصدرها المتصرف داوود بـاشا فـي بيت الدين سنة 1867، وصدرت جريدة لبنان الرسمية هذه في أربع صفحات أسبوعيًّا شأن سائر الصحف آنذاك، نصفها عربي ونصفها الآخر فرنسي، وطبعت في مطبعة خاصة بها استقدمها المتصرف إلى بيت الدين.
صدر في عهد السلطان عبد العـزيز الـذي اعتلـى العـرش سنة 1861، قـانون الولايات العثمانية سنة 1864، وأتبعـه فـي أواخـر العــام نفسه بقـانـون المطبوعات العثمـاني. ثمّ قانون المطبوعات في العام 1909،وفق الدستور العثماني، لتزداد الامتيازات الصحفية، وتبعها حركات سياسية مختلفة الأهداف والأبعاد. وظل القانون العثماني الثاني المتعلق بعمل الصحف، ساري المفعول في لبنان، حتى بعد دخول السلطة الفرنسية المنتدبة بخمس سنوات. وقد زودت سلطات الانتداب قلم المطبوعات بالأموال الوفيرة لدفع الإكراميات، وأطلقت حرية إصدار الصحف فكثر حَمَلة المباخر.
يتألف القانون العثماني للصحافة، من أربعة قوانين، هي: قانون النشر الأساسي: 37 مادة، وقانون المطابع: 13 مادة، وقانون حق التأليف: 42 مادة، وقانون جرائم المطبوعات: 8 مواد. وقد منح هذا القانون حريات أوسع للصحافيين. لكن نتيجة لهذه الحريات حاول المستفيدون منه استثماره، مما حمل السلطات العثمانية على تعديله 3 مرات. أقامت مشادات عنيفة في «مجلس المبعوثان» ونتيجة لهذه الحريات كان عدد الصحافيين الذين أعدموا مع الشهداء عقب إعلان الحرب العالمية الأولى (1914– 1918)، 16 صحفيًّا من أصل 31 شهيدًا.
الصحافة اللبنانية وقوانينها في عهد الإنتداب الفرنسي
ظل القانون العثماني الثاني ساري المفعول في لبنان حتى بعد دخول السلطة الفرنسية المنتدبة بخمس سنوات. وقد قامت سلطات الإنتداب بتزويد قلم المطبوعات بالأموال الوفيرة لدفع الإكرامات، وأطلقت حرية إصدار الصحف فكثر حَمَلة المباخر.
وفي عام 1924، وضع الفرنسيون قانوناً جديداً للصحافة مؤلفاً من 66 مادة بدلاً عن القانون العثماني الثاني، فكان أوله حلواً وآخره مراً! فقد قيد الحريات الصحفية بنسبة القانون العثماني الأول! وأبطل القانون تحديد سنوات الدراسة للذين يودون ممارسة الصحافة. وكان القانون العثماني يفرض الشهادة التعليمية لسبع سنوات، فجاء القانون الفرنسي يقول: كل من وقع اسمه يعتبر متعلماً ويحق له ممارسة الصحافة! وبعد مرور سنة على صدور القانون الفرنسي، وعقب إطلاق الحاكم “كايلا” عبارته المشهورة: “الكلاب تنبح والقافلة تمشي!”، قامت قيامة الصحافة عليه، فاضطر الى تعديل القانون…
أسست حكومة لبنان الكبير صحيفتها الرسمية المعروفة بجريدة لبنان الكبير الرسمية سنة 1921، وذلك بعد إعادة تنظيم المنطقتين الشرقية والغربية في سوريا ولبنان، وقيام دولة لبنان الكبير في أول أيلول سنة 1920 تحت سلطة الانتداب الفرنسي، وتعدّ الصحيفة الثامنة في سلسلة الجرائد الرسمية الصادرة في لبنان، وقد مثل صدورها حلقة لاستكمال الوجه الرسمي للكيان السياسي الجديد لإذاعة الأوامر والقرارات والإعلانات الرسمية والخاصة على الجمهور عموماً وعلى الأعيان ورجالات الدولة خصوصاً للتقيد بمضمونها.
في العام 1923 صدرت صحيفة «L’orient» (الشرق) العام 1923، وفي العام 1924، وضع الفرنسيون قانوناً جديداً للصحافة مؤلفاً من 66 مادة بدلاً عن القانون العثماني الثاني، فكان أوله حلواً وآخره مراً، فقد قيد الحريات الصحفية بنسبة القانون العثماني الأول، وأبطل القانون تحديد سنوات الدراسة للذين يودون ممارسة الصحافة. وكان القانون العثماني يفرض الشهادة التعليمية لسبع سنوات، فجاء القانون الفرنسي يقول: كل من وقّع اسمه يعتبر متعلماً ويحق له ممارسة الصحافة. وشهد مطلع الثلاثينيات ظهور عدّة صحف أبرزها، جريدة «النهار» للصحافي جبران تويني في العام 1933، وهي لا تزال تصدر حتى اليوم . وفي هذه الفترة ، شهدت الصحافة في لبنان، إصدارات حزبية عدّة منها: “النهضة” للحزب السوري القومي الإجتماعي عام 1937 ، وصوت الشعب للحزب الشيوعي ،والعمل لحزب الكتائب 1939.
وسجلت الصحافة اللبنانية قفزة نوعية جريئة، فعند اعتقال سلطات الانتداب الفرنسي رجال الاستقلال في «قلعة راشيا» العام 1943، تحدت الأمر بإصدار صحيفتين: تحمل الأولى شعار علامة الاستفهام (؟)، والأخرى شعار علامتي استفهام (؟؟)، لتعبئة الشعب اللبناني ضد الانتداب، وساهم ذلك في إطلاق سراح المعتقلين في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1943، الذي يعدّ يوم الاستقلال اللبناني.
القوانين الصحافية الصادرة بين 1864 و1995
القانون العثماني الأول، 1864.
قانون المطبوعات العثماني 1909
قانون المطبوعات اللبناني في عهد الانتداب الفرنسي، والقرارات المتممة له.
قرار المفوض السامي بفرض المراقبة على الصحف خلال حرب 1939 – 1944.
قانون المطبوعات اللبناني في عهد الاستقلالي 1948.
قانون حظر نشر الأخبار العسكرية وتطور المادة 108 منه بين 1946 و 1956
قانون المطبوعات اللبناني – مرسوم اشتراعي رقم 4 تاريخ 22/10/ 1952.
قانون تحديد عدد المطبوعات 1953 (حدد العدد بـ 25 مطبوعة سياسية موقوتة منها 15 مطبوعة يومية على الأقل، بينها 12 موقوتة عربية).
قانون الطوارئ.
مواد القانون الجزائي العام، المتعلق بالصحافة.
التعرفة الرسمية للإعلانات الصحفية.
التعرفات الصحفية البريدية، والبرقية، واللاسلكية والهاتفية وقوانينها.
القانون الأول لنقابة الصحافة اللبنانية 1924.
القانون الثاني لنقابة الصحافة اللبنانية 1939.
قانون جمعية أصحاب الصحف 1944.
قانون أصحاب الصحف اللبنانية 1946.
قانون نقابة الصحافة اللبنانية 1948.
قانون نقابة الصحافة اللبنانية المعدل 1952.
قانون فرض الشهادة على الصحفيين 1953.
قانون رقم 23/82 صادر في 3 آب 1982 – إنشاء صندوق ضمان أصحاب الصحف الصحافيين.
قانون نقابة محرري الصحف اللبنانية والقوانين المعدلة له 1941.
القانون الثاني لنقابة المحررين 1944.
القوانين الأربعة لنقابة مراسلي الصحافة الأجنبية 1938، 1945، 1948، 1949 الخ…
قانون المطبوعات – 14 ايلول 1962
قانون صادر بمرسوم اشتراعي رقم 52 صادر في 5 آب سنة 1967 – إعلان حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية.
قانون رقم 19/73 بتعديل المادة 84 من قانون المطبوعات
مرسوم اشتراعي رقم 1 تاريخ 1/1/1977 – فرض رقابة على المطبوعات
مرسوم اشتراعي رقم 104 تاريخ 30/6/1977 تعديل بعض أحكام قانون المطبوعات الصادر في 14/9/1962
مرسوم اشتراعي رقم 121 تاريخ 16/9/1983 – تحديد عدد المطبوعات السياسية الدورية
مرسوم اشتراعي رقم 49 تاريخ 23/3/1983 – إلغاء المرسوم 121 للعام 1983
قانون رقم 14/86 تاريخ 25/2/1986 إلغاء المرسوم الاشتراعي رقم 1 تاريخ 1/1/1977 المتعلق بفرض رقابة على المطبوعات
قانون رقم 330 صادر في 18/5/1994 تعديل بعض أحكام المرسوم الاشتراعي رقم 104 تاريخ 30/6/1977 المتعلق بتعديل بعض أحكام قانون المطبوعات
قانون رقم 441 صادر في 17/7/1995 – تعديل المادة 20 من قانون الصادر بتاريخ 14/9/1962 والمعدل بالمرسوم الاشتراعي رقم 104 تاريخ 20/6/1977.
الجريدة الرسمية – بيروت
دكتورة ثناء الحلوة “ الصحافة المحلية المناطقية في لبنان”
صحافة لبنان: تاريخ وطن
في هذا السياق تناولت الدكتورة “ثناء الحلوة” موضوع الدور الريادي الذي أدته الصحافة اللبنانية في بعث النهضة العربية، ومسيرة انتشارها في المناطق اللبنانية، جاء فيه:
يقول الفيكونت فيليب دي طرازي في كتابه تاريخ الصحافة العربية: “اذا اعتبرنا عدد الصحف في كل دولة بنسبة عدد سكانها ومساحة أرضها، فيكون لبنان أسبق جميع البلدان في ميدان الصحافة العربية. فإنه يحوي من السكان ثمانية وخمسين ألف نسمة طبقاً لإحصاء سنة 1932، ومن الصحف أربعمئة وستا وعشرين صحيفة. أي ان لكل ألفي نسمة صحيفة واحدة في الجمهورية اللبنانية؛ يدل هذا على ثقافة أبناء لبنان، ومبلغ اهتمامهم بلغة عدنان وانصرافهم الى تعزيزها…”
ويُجمع مؤرخو العالم العربي على الدور الرائد الذي أدته الصحافة اللبنانية في بعث النهضة العربية، وعلى أن الصحافة العربية، بمعناها الحديث، قامت على أيدي اللبنانيين الذين أظهروا في هذا المضمار، براعة وتفوقاً . فامتازوا بين غيرهم من الشعوب العربية، بأنهم كانوا أسبق الجميع الى نشر الصحف في بلادهم، لا بل في الحقيقة أول من مارس الصحافة، ممارسة فعالة وعلى نطاق واسع، إن كان في بلدهم لبنان أو في سائر البلدان العربية وشتى أصقاع الارض .
خلال مسيرتها، انتشرت الصحافة اللبنانية بقوة في معظم المناطق: الشمال، البقاع، جبل عامل، جبل لبنان وبيروت. وفي نظرة تحليلية للمسار الصحافي اللبناني، يهمنا ان نخلص الى الاستنتاجات التالية:
– إن الصحافة اللبنانية عموماً ولدت من رحم الكلمة والادب، فكانت أدبية الطابع قبل أن تتطور مع الزمن، وتجد لغتها الصحافية الخاصة بها.
– إن أغلب الصحف اللبنانية المناطقية ارتبطت بشكل كبير بالبقعة الجغرافية التي انتمت إليها، وهو ما يبدو واضحاً من خلال أسمائها التي أشارت الى القرى والمدن والمناطق التي صدرت ضمنها (بعلبك- زحله- البردوني- زحلة الفتاة- بيروت- عكار- طرابلس-قاديشا- مرجعيون…)
– إن الكثير من الصحف أصدرها رجال دين مسلمون ومسيحيون، ما يؤكد على أهميتها وعلى قوة تأثيرها، وبأنها لم تواجه بالرفض من قبل المرجعيات الدينية المختلفة. بل إنها تشكل دلالة على أن المجتمع اللبناني مجتمع يحتضن التقليد وينحو نحو التحديث، بدليل أن الصحافة لم تكن حكراً على النخب العلمية فقط، بل تكاملت فيها مع النخب الدينية. وبأن هذه النخب الدينية ساهمت في تبني فكرة الصحافة، ولعبت دوراً مزدوجاً هاماً إن في مجال الرسالة الدينية أو في مجال الرسالة المعرفية في مختلف المناطق اللبنانية.
– إن أغلب الصحف حملت هموم مجتمعها وقضاياه المختلفة، وأضاءت على الظواهر الاجتماعية ونصّبت نفسها المدافع الاول عن حقوقه.
– إن الصحف بدأت أولاً بمضمون وشعار سياسي، لكنها انتهت كصحافة متخصصة تطال أغلب القضايا المعيشية والهموم المجتمعية المتنوعة.
بمعنى آخر، فإن الصحافة اللبنانية تركت بصمة مضيئة في مجتمعها المحلي، وساهمت في مسيرة الاستقلال اللبناني. أضاءت على المشاكل والظواهر المتنوعة، ومارست دورها كسلطة رابعة في المجتمع اللبناني؛ لعبت دوراً هاماً في تنشئة أجيال متعاقبة متحررة فكرياً، وزخرت صفحاتها بكل ما يحصل في محيطها المحلي؛ وأدخلت الكثير من الافكار الجديدة الى المجتمع التي ساهمت في جعل لبنان عاصمة الثقافة والعلم والمعرفة في الشرق الاوسط.
قسم المعلومات في نقابة الصحافة في لبنان..
مراحل الصحافة اللبنانية
في استعراض لأمهات الصحف الصادرة باللغة العربية أيام الحكم العثماني، يتبيّن لنا أنّ أول صدور لصحيفة سياسية لبنانية في بيروت كان في العام 1858، هي “حديقة الأخبار”، وكان ذلك على يد الصحافي خليل الخوري. بعدها، في العام 1860، أصدر المعلم بطرس البستاني صحيفة “نفير سوريا”. ثم توالت الصحف والدوريات، ومن أبرزها جريدة “لسان الحال” (في العام 1877) للصحافي خليل سركيس.
بعض الصحف كانت ثقافية اجتماعية، أُسِّست على يدّ المرسلين الأجانب، أو رسمية أصدرها المتصرف بنفسه، بالإضافة إلى الصحف التي كانت تصدر باللغة العربية في المهجر.
وهنا تجدر الإشارة إلى الدور الرائد الذي لعبته الصحافيات اللبنانيات، إذ أسَّست الصحافية سليمة أبي راشد أول مجلة نسائية، حملت اسم “فتاة لبنان”، وذلك في العام 1914، كما أصدرت الصحافية ماري عطالله مجلة “مينرفا” في العام 1917، وهو العام نفسه الذي أصدرت فيه الصحافية والمربية عفيفة صعب مجلة “الخدر”.
ولعلّ أول صحيفة مهجرية حملت قضايا بلاد الشام صدرت في باريس، باللغتين العربية والفرنسية، في العام 1858، وحملت اسم “برجيس باريس”، لصحابها رشيد الدحداح. وبحسب المؤرخ فيليب طرازي، الذي اهتمّ بتأريخ الصحافة العربية، فإنّ السوريان نجيب وإبراهيم عربيلي كانا أول من أصدر صحيفة عربية في الولايات المتحدة الأميركية، أسمياها “كوكب أميركا” (1892)، وكانت جريدة سياسية علمية تجارية وأدبية. بعد ذلك أصدر اللبناني نعوم مكرزل صحيفة “العصر”، ثم صحيفة “الهدى” في العام 1898، وفي العام التالي أسَّس اللبناني نجيب دياب صحيفة “مرآة الغرب”.
أمّا في أميركا الجنوبية، فكانت “الرقيب” (1896) أول صحيفة لبنانية صدرت في البرازيل، التي أسّسها كلٌّ من أسعد خالد ونعوم لبكي. وفيما بعد توالت إصدار الصحف والمجلات باللغة العربية في كل القارة الأميركية.
أمّا الصحف التي أسسها مهاجرون في مصر، فقد أسّس الأخوان سليم وبشاره تقلا جريدة “الأهرام” (1875)، كما أنشأ الصحافي يعقوب صروف مجلة “المقتطف” (1876)، وأصدر الطبيب والأديب شبلي شميّل أول مجلة طبية في العالم العربي، حملت اسم “الشفاء” (1886)، فيما أسّس ابنه الصحافي رشيد شميّل جريدة “البصير” (1896). كما أصدر المفكر فرح أنطون مجلة “الجامعة” (1899).
من ناحية أخرى، دخلت الصحافة اللبنانية مرحلتها الثانية بعد التحرّر من الهيمنة العثمانية، فنشأت في حقبة الاستعمار الفرنسي صحف ومجلات جديدة، طالب بعضها بالاستقلال، فيما ساير بعضها الآخر الحُكم الجديد. وفي هذه المرحلة أُنشِئت أول إذاعة في لبنان، كانت تُعرف بـ”إذاعة الشرق”، وذلك في العام 1938، وأصبح اسمها لاحقاً “إذاعة لبنان”، وهي من أقدم الإذاعات في العالم العربي. بعد نيل لبنان استقلاله، انتقلت الصحافة إلى عهد جديد، فتنوّعت وتعدّدت مصادرها، ليصبح لبنان رائداً في الإعلام المرئي والمسموع أيضاً، مع انطلاق البثّ في ” تلفزيون لبنان” في العام 1959.
صحافة مناضلة نشرت الوعي الوطني وساهمت بقوة في هندسة الإستقلال
خلال الفترة الممتدة بين العام 1930 والعام 1943، انخرطت الصحافة اللبنانية في خط النضال السياسي بقوة، ونشرت الأفكار الوطنية في البلاد، فكانت مساهمتها في معركة الإستقلال كبيرة. وقد تعرّضت من جراء ذلك لضغوط السلطة الفرنسية المنتدبة.
وكان من أبرز الصحافيين الذين التزموا ذلك الخط: جبران تويني، ميشال شيحا، جورج نقاش، ميشال زكور، يوسف الخازن وخيري عوني الكعكي وأنطون سعاده وغيرهم .ومن الصحف الرئيسية التي صدرت في تلك المرحلة: صوت الأحرار، النداء، بيروت، لبنان، اللواء، البلاد، الدبور، النهضة ،الديار، آسيا، العمل، النهار والشرق. .
وتكريماً لهؤلاء الذين التزموا الخط الوطني متراساً عالياً للدفاع عن الحرية ورفع مشعلها، نستذكر في مناسبة عيد الإستقلال، أسماء شعّت في دنيا الصحافة اللبنانية وكانت حجر زاوية في بناء معركة الإستقلال.
جبران تويني
عندما تولّى الصحافي جبران تويني حقيبة المعارف في وزارة أديب باشا قبل تعليق الدستور عام 1932، لم ينقطع سراً عن الكتابة؛ وكم من مرّة دخل عليه رجال الصحافة في ديوانه فوجدوه يحبّر المقال الإفتتاحي “في انتقاد الحكومة أحياناً”، وكان يقول لأصدقائه همساً: ما الحيلة، لا أستطيع مقاومة التجربة وأشعر بالحاجة للكتابة كل يوم، وإن بتوقيع مستعار . وفي أول افتتاحية لجريدة “النهار” الصادرة بتاريخ 4 آب 1933، كتب جبران تويني،:
“إن الحكم الدستوري عائد لا محالة لأن صك الإنتداب الذي أقام فرنسا وليّة على سوريا ولبنان نص في مادته الثانية على أن تقيم فرنسا في هذه البلاد نظاماً نيابياً للحكم، بالإتفاق مع السلطات الأهلية. ولن تستطيع فرنسا أن تنقض صك الإنتداب”.
هذا المقال لم يكن سوى نموذجاً لكتاباته النابعة من إلتزامه في النضال في سبيل استقلال لبنان وحريته وسيادته.
وجبران تويني من مواليد العام 1890، سافر الى باريس عام 1908 متنقلاً في جريدتي “باريز” و”نهضة العرب”، أقام في الإسكندرية والمنصورة عشرة أعوام حرر فيها جريدة “الدلتا”. رجع الى بيروت عام 1923 وحرر في جريدة “الحرية”. كما ساهم في إنشاء “الأحرار” مع سعيد صباغة وخليل كسيب قبل أن يؤسس “النهار” عام 1933.في العام 1946 ترأس نقابة الصحافة، وفي العام 1947 توفي في سانتياغو وجيء بجثمانه الى بلده في العام ذاته.
رشيد نخلة
ولد الشاعر رشيد نخلة في 6 شباط (فبراير) 1873 في بلدة الباروك. تعلم في بيته أولا ثم في مدرسة عين زحلتا ثم في مدرسة سوق الغرب الأميركية. باشر الوظائف، كاتب تحرير قائم مقامية بلاد الشوف، ثم في الجندية اللبنانية، فمدير العرقوب الشمالي 1907 خلفاً لوالده، وقائم مقام جزّين 1911. ثم تولى مديرية دير القمر الممتازة في 1914، وفي سنة 1915 نفي إلى القدس.
وفي 1918 عين رئيس القلم العربي، ومدير معارف لبنان، فمدير الأوقاف والأديان والمصالح العامة في الجبل، وهذه الوظيفة أنشئت خصيصاً له، وألغيت عندما انفصل عنها. وفي عام 1920 عين مفتشاً للأمن العام. وفي 1925 عين محافظاً لصور، وبقي في المحافظة خمسة أعوام إلى أن أحيل سنة 1930 إلى التقاعد، وبرغم هذه المناصب احتقر نخلة السياسة ووصفها بشتّى النعوت: «قبر المروءة» و«حرفة المصلحة» و«صناعة الحيلة».
في عام 1912 أسَّس جريدة الشعب في عين زحلتا، وكانت تُوزَّع مجّاناً «في سبيل الحرّية ولوجه الأدب» وحين عهد بها إلى ابنه ووحيده، الشاعر الشهير أمين نخلة.
ميشال شيحا
قبل نحو نصف قرن وبالتحديد عام 1954، توفي ميشال شيحا رجل العلم والفكر والأدب والصحافة، وهو واحد من أبرز رجالات لبنان. عمل في الحقل الوطني والسياسي والديبلوماسي وكانت له وقفات متجلية فوق المنابر، وفي المحافل الدولية. شخصية فكرية متميزة، في تاريخ لبنان، أسهم في وضع أسس لبنان المعاصر من خلال مساهمته في صياغة الدستور اللبناني.
ولد ميشال شيحا في 8 أيلول من العام 1891. حصّل دراسته الجامعية في جامعة القديس يوسف، قبل أن يسافر الى الخارج.
عاد الى الوطن عام 1919 ليتسلم إدارة بنك فرعون وشيحا، وكان لبنان خارجاً من مأساة الحرب العالمية الأولى وما زرعت من ويلات ومآس في الناس في ظل الحكم العثماني. الى جانب أعماله في المصرف، كان به ميل شديد الى الشعر والأدب والصحافة، فراح يكتب أشعاره وينشرها في مجلة “فينيسيا” وتحمل توقيعه الى جانب أشعار رفيقيه إيلي تيان وهكتور خلاط وتوقيعهما في المجلة التي أسسها المغفور له شارل قرم عام 1894، واستمرت بالصدور حتى عام 1993. كما نشر بعض كتاباته في عدد كبير من الجرائد والمجلات.
قلم لبناني جريء، نهل من اللغة الفرنسية وكتب فيها بعمق المفكر، وخواطر الشاعر، وشفافية الأديب… محاضر ممتاز… سياسي قدير خبر الحياة السياسية البرلمانية، وكان اسمه من أبرز الأسماء التي طرحت في زمانه لرئاسة الجمهورية لمرات متكررة.
حارب الديكتاتورية المقنعة، وطالب بتغيير ذهنية الحاكم، وتفانى في الدفاع عن الحرية، حرية الفرد، والمجتمع، والوطن.
وصفه غسان تويني بـ”الصحافي الفيلسوف” وقال فيه خليل رامز سركيس: “يقظة حضور في ذاكرة لبنان الحديث، ومشاركة ضمير في مراحل استقلاله وأيام رجاله على اختلاف العهود!!”.
أسس شيحا جريدته “لوجور” بالفرنسية التي استمرت بالصدور بعد وفاته عام 1954 لتدمج في ما بعد مع جريدة”˜لوريون” وتصبح تحت اسم : “لوريونلوجور”.
أحـمد فارس الشدياق (1887 – 1804) ،
صحافي لبناني كان يصدر صحيفة الجوائب (1881 – 1884م) في إسطنبول. من ألمع الرحالة العرب الذين سافروا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. كان الكاتب والصحافي واللغوي والمترجم الذي أصدر أول صحيفة عربية مستقلة بعنوان الجوائب مثقفاً لامعاً وعقلاً صدامياً مناوشاً أيضاً.
هو أحمد فارس بن يوسف بن يعقوب بن منصوربن جعفر شقيق بطرس الملقب بالشدياق بن المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني من أوائل الأفذاذ الذين اضطلعوا برسالة التثقيف والتوجيه والتنوير والإصلاح في القرن التاسع عشر غير أن معظم الدراسات التي تناولته عنيت بالجانب اللغوي والأدبي وأهملت الجانب الإصلاحي، ولم ينل ما ناله معاصروه من الاهتمام من أمثال ناصيف اليازجي (1800-1871) ورفاعة الطهطاوي (1801-1873) وعبد القادر الجزائري (1807-1883). بالرغم من كونه واحدا من أبرز المساهمين في مسار الأدب العربي ومن أسبقهم.
ماروني بالولادة، وتحول أكثر من مرة في أكثر من طائفة في المسيحية إلى أن استقر على الإسلام. عاش في إنجلترا ومالطا ورحل أيضا إلى فرنسا.
يعد أحمد فارس الشدياق أحد أهم الإصلاحيين العرب في عهد محمد علي وله منهجه الإصلاحي الخفي الذي يبدو فيه أنه فضل التورية والترميز على التصريح والإشهار وذلك لما كان يحويه منهجه من انتقادات لاذعة للقيادات الرجعية، ولخوفه من أن يدان من قبلها أو تحرق أعماله، ويظهر هذا في كتابه (الساق على الساق في ما هو الفارياق) الذي يعد بمثابة الرواية العربية الأولى على الإطلاق.
كان لفارس أخ يكبره بسبع سنين اسمه أسعد، وكان أسعد يحب العلم، وكان يتقن خمس لغات ولأنه كان من عائلة مارونية عريقة، فكان أيضا يعتنق المذهب الماروني، ولكنه مال إلى الطائفة الإنجيلية، وبعد أن درس أسعد تلك الدعوة ومحصها اقتنع بها، وصار يلازم المبشر الأميركي إسحاق بيرد. فغضبت والده أسعد وإخوته غضباً شديداً، كما غضب عليه البطرك، ومنعه من مخالطة المبشرين وهدده بالعقاب.
لقد أعطى أسعد لأخيه فارس مجموعة من المطبوعات الدينية البروتستانتية ليقرأها. فراقت في عينيه وتفكيره، وأخذ يقنع والدته وأخوته بترك أخيه وشأنه. وفي أحد الأيام دخل على فارس أخوه منصور، فرآه يقرأ في تلك المطبوعات، فاستل سيفاً وأخذ يضرب أخاه بقفا السيف. ثم تبعه أخوه غالب، وصار يضرب فارساً بعصاه، ويأمره بترك الهرطقة والعودة للصلاة في الكنيسة. كان أسعد شدياق في ذلك الوقت سجيناً في دير قنوبين، فكتب رسالة إلى المبشر إسحاق بيرد، وأرسلها إليه بواسطة أخيه فارس، وكانت الرسالة مؤرخة في 4/4/1826م، وقال له فيها:
«إذا أمكنك أن تجد مركباً متوجهاً إلى مالطا، في برهة أربعة أو خمسة أيام، فأخبرني، وإلا فصلّي لأجل أخيك».
بولس سلامة
شاعر وأديب لبناني ولد سنة 1902 م في بتدين اللقش قضاء جزين ـ لبنان، ودرس في عدة مدارس، وبعد ذلك درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ثم عمل قاضياً فترة من حياته، أُصيب بمرض أقعده الفراش قرابة أربعين عاماً أُجريت له خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي عام 1979.
يعتبر الشاعر بولس سلامة من أشهر الشعراء الذين وقفوا جزءاً مهماً من شعرهم على ذكر أهل البيت عليهم السلام، فتنوعت قصائده فيهم متضمنة عدة أبواب من الشعر من مديح ورثاء وغيرهما. ومعظم هذه القصائد تضمنها ديوانه «عيد الغدير» الذي اصطلح النقاد والباحثون على إطلاق اسم الملحمة عليه.
وإذا كان العنوان يوحي باقتصار الملحمة على حديث الغدير فالأمر ليس كذلك «فليس حديث الغدير (سوى فصل من هذا الكتاب الذي مداره) أهل البيت (في أهم ما يتصل بهم من الجاهلية إلى ختام مأساة كربلاء»- عيد الغدير ص 8) ولما عزم الشاعر على نظم هذه الملحمة إنصرف إلى درس المراجع التاريخية، ويقول أنه قلما اعتمد مؤرخي الشيعة بل الثقات من مؤرخي السنّة قطعاً للظن والشبهات، مع تقيده بالتاريخ جهد الاستطاعة.
ويضيف أنه لزمه ستة أشهر لتأليف هذا الكتاب منها ثلاثة لدرس الموضوع وهذه الملحمة منظومة في أكثر من ثلاثة آلاف بيت من البحر الخفيف موزعة على سبعة وأربعين فصلاً أو قصيدة، يبدأها الشاعر بقصيدة عنوانها «الصلاة» يشير فيها إلى معاناته من المرض ومنتهياً بمديح الإمام علي.
زينب فواز العاملي
زينب بنت على بن حسين بن عبيد الله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن يوسف فواز العاملي (توفيت 1332 هـ/1914م)، أديبة لبنانية، شاعرة ومؤرخة، شغلت الحياة الثقافية والأدبية في مصر خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. سبقت في أدبها الأديب محمد حسين هيكل ونافست قاسم أمين دعوته في الدعوة لتحرير المرأة.
ولدت في بلدة تبنين في جبل عامل في حوالي العام 1262هـ (1844 ميلادي)ونشأت في أسرة فقيرة. كانت تبنين حينها مقر إمارة آل علي الصغير وكان الحاكم يومها علي بك الأسعد، فتقربت الأديبة زينب فوّاز من نساء آل الأسعد وقضت شطراً من صباها في قلعة تبنين ملازمة لهنّ، لا سيما السيّدة فاطمة زوجة علي بك الأسعد التي كانت على دراية حسنة بعلوم الأدب، واستفادت منها، وتعلمت منها القراءة والكتابة.
ثم تزوّجت برجل من حاشية خليل بك الأسعد وقد كان صقّارا (يهتم بتربية الصقور) ولكن سرعان ما انفصلا لاختلاف الأمزجة بينهما. بعد ذلك سافرت إلى دمشق فتزوّجها أديب نظمي الكاتب الدمشقي ثم طلّقها.
(يقال أنها سافرت مع والدها). تعرّفت في دمشق على ضابط في العسكر المصري فتزوّجت به وصحبها معه لمصر.
في مصر استقرت بالإسكندرية، ودرست على الشيخ محمد شلبي، وحسن حسني الطويراني صاحب جريدة النيل، والشيخ محي الدين النبهاني. هناك ساعدتها البيئة على إظهار مواهبها، فكتبت عدّة رسائل في صحف مصر الكبرى، ونالت شهرة في الكتابة والشعر والفن، وكتبت روايتين نالت بهما زيادة في الشهرة، وألّفت “الدر المنثور في طبقات ربات الخدور”، فنالت به شهرة واسعة.
يقال انها سافرت بعد طلاقها الأول إلى الإسكندرية مباشرة لتلقّي العلوم (مع والدها)، ومنها جاءت إلى دمشق فتزوجت مرّة ثانية من أديب نظمي، وبعد طلاقها منه عادت إلى مصر للمرة الثانية واستقرت في القاهرة.
كانت من الرائدات الأوائل اللاتي تجرأن على الكتابة الأدبية ولم يكن يعرف ذلك عن النساء حينها باستثناء عائشة التيمورية، وزينب فوّاز. نشرت مقالاتها في المؤيد، والنيل والأهالي واللواء، والأستاذ، والفتى وغيرها، وكانت في مقالاتها تدعو للنهوض بالمرأة والمجتمع عن طريق العمل والمعرفة، ودعت إلى تعليم المرأة وحرية التعليم.
علوية صبح (1955 -) أديبة وصحفية ومفكرة وناقدة لبنانية.
ولدت في بيروت سنة 1955، من أسرة أصلها من الجنوب اللبناني نزحت قبل ولادتها إلى منطقة الأشرفية في بيروت، عاشت طفولتها متنقلة مع أهلها بين الأشرفية وبرح حمّود والسبتية.
درست الأدب العربي والإنكليزي في الجامعة اللبنانية في بيروت. وحصلت على بكالوريوس في الأدب العربي والأدب الإنكليزي.
بعد أن تخرجت سنة 1978، عملت مدرّسة تعليم ثانوي في إحدى المدارس بالتزامن مع نشرها مقالات في قسم الفن والثقافة في صحيفة «النداء» البيروتية. انتسبت إلى الحزب الشيوعي اللبناني في فترة الشباب. وسافرت إلى موسكو ومكثت فيها حوالي السنة للعلاج. بدأت بكتابة نصوص نثرية ونشرها في بداية العشرينات من عمرها.
في أوائل الثمانينات نشرت الرواية، والشعر ومقالات أدبية عديدة في الصحيفة اللبنانية الرائدة«النهار». كما حرّرت القسم الثقافي في أوسع مجلات المرأة العربية انتشارا في ذلك الوقت وهي مجلة «الحسناء» والتي أصبحت رئيسة تحريرها سنة 1986.
وفي أوائل التسعينات، أسست مجلة «سنوب الحسناء» والتي أصبحت اليوم أكثر مجلات المرأة مبيعا في العالم العربي، وما زالت صبح رئيسة تحريرها.
وفي المجال الثقافي تشارك علوية صبح بانتظام بمحاضرات ثقافية في أنحاء العالم العربي، وتتم استضافتها في الكثير من البرامج التلفزيونية تتميز بكثرة نقدها الادبي ودفاعها عن حقوق المرأة العربية. كما أنها عضو في الهيئة العامة في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي.
مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود (1886 – 1962).
مارون عبود كاتب وأديب لبناني كبير. ولد في عين كفاع (من قرى جبيل)، خلال سنواته في المدرسة أبدى ميولا أدبية وتفوق في مجال اللغة العربية كما أصدر في عامه الدراسي الأخير مجلة أدبية أسماها الصاعقة. كان قد بدأ بكتابة القصائد ونشر بعضها في جريدة الروضة. أدخله أهله إلى مدرسة مار يوحنا مارون، التي أمضى فيها أربعة أعوام، لكنّه رفض الاستمرار فيها لأن أباه كان يقصد بإلحاقه بها أن يهيئه للحياة الكهنوتية، ما رغب عنه مارون ورفضه رفضاً قاطعاً. بعد ذلك التحق بمدرسة الحكمة حيث أمضى سنتين. وقد وجد مارون في هذه المدرسة الجو المؤاتي لتفتح مواهبه الأدبية، واحتكّ بعدد من الطلاب المولعين بالشعر أمثال: رشيد تقي الدين وأحمد تقي الدين وسعيد عقل.
توفي مارون عبود في العام 1962 عن عمر يناهز السابعة والسبعين، أثري مارون عبود المكتبة العربية بستّين مؤلَّفاً، منها ما طُبع ومنها ما هو مخطوط، 1909 العواطف اللبنانية إلى الجالس على السدّة الرسولية، 1910 كريستوف كولومبس، 1910 عرّب روايَتَي «أتالا» و«رينيه»، عن الفرنسية، لشاتوبريان، 1912 الإكليروس في لبنان؛ مجنون ليلى، 1914 ربّة العود؛ تذكار الصّبا؛ رواية الحمل؛ أصدق الثناء على قدوة الرؤساء، 1924 أشباح القرن الثامن عشر، المحفوظات العربية، 1925 الأخرس المتكلّم، توادوسيوس قيصر، 1927 مغاور الجنّ، 1928 كتاب الشعب، 1945 وجوه وحكايات، زوبعة الدّهور، 1946 على المحكّ، الرّؤوس، زوابع، وغيرها من المؤلفات.
جورج نقاش
كتب الأستاذ الكبير جورج نقاش صاحب أكبر مدرسة صحفية في لبنان والشرق، لمناسبة صدور العدد 1000 من جريدته “الأوريان” مقالاً بهذه المناسبة تحت عنوان “من مغامرة الى سلطة”.. نقتطف منه ما يلي:
… لقد أردنا لدى إنشاء جريدة أن تكون لبنانية قبل كل شيء. وكان لنا حظ الإنتماء الى لبنان، الى هذه الأرض المأثورة على كل أرض في معتنق الشرق والغرب… ولكي ندافع عن أنفسنا، دفعنا الثمن في عهد الإنتداب، وفي عهد الإستقلال معاً 20 شهراً من التعطيل، و92 يوماً من السجن.
وجورج نقاش، مؤسس جريدة “الأوريان” عام 1924 مع جبرائيل خباز، من مواليد الإسكندرية عام 1904، يحمل ديبلوم الهندسة المدنية من المعهد الهندسي في بيروت، تولى مناصب وزارية وإدارية بين العامين 1960 و1964، وكان عضواً لمجلس نقابة الصحافة اللبنانية مرات عدة.
ميشال زكور
نائب ووزير وصحافي، وفي أدواره الثلاثة كان مناضلاً لا يلين في سبيل الإستقلال، حتى أن البعض يصفه بمهندس الإستقلال…
بدأ ميشال زكور حياته الصحافية في جريدة “النصير” لصاحبها عبود أبي راشد، ثم في “الجامعة” التي أسسها في عاليه الياس شبل الخوري صاحب “الجامعة الوطنية” قبل إصداره وصديقه سعيد عقل (من شهداء 6 أيار في ما بعد) جريدة “الأحوال”. ومن الصحف الكثيرة التي ساهم في الكتابة فيها “البلاغ” و”الإقبال” و”الإخاء” و”الحقيقة” قبل تسلمه رئاسة تحرير صحيفة “الحرية” عام 1919 ثم التحرير في “البرق” لصاحبها الشاعر بشارة الخوري (الأخطل الصغير).
في العام 1921، وفي مناسبة افتتاح الجنرال غورو “معرض بيروت” أصدر ميشال زكور في أول أيار صحيفة “المعرض” التي ظلت تصدر حتى عام 1936، مرتين أسبوعياً في البداية، ثم يومية، قبل تحولها أسبوعية في أعقاب مشاركة ميشال أبو شهلا في إصدارها. وفي مكاتبها تألفت “عصبة العشرة” من أربعة عاملين فيها هم ميشال أبو شهلا وفؤاد حبيش (مؤسس المكشوف لاحقاً) والياس أبو شبكة وخليل تقي الدين.
وكان قلمه في “المعرض” سيفاً مسلطاً لا ينحني ولا يلين، يطالب بتثبيت الدستور اللبناني، وتحقيق الإستقلال اللبناني كاملاً ناجزاً، إلا أنه مات قبل ست سنوات وخمسة أشهر من رؤيته يتحقق على أيدي زملائه في الحكم، الذين ناضل وإياهم، وغالباً على رأسهم. كان زكور عنيداً جريئاً صلباً في وجه الفرنسيين الذين عطّلوا جريدته “المعرض” 17 مرة ولم يعطّلوا صوته، وكانت “المعرض” أول مطبوعة لبنانية مصورة ورائدة في جمعها بين السياسة والأدب والفنون.
وكان ميشال زكور، في نيابته كما وزارته، عنيداً في لبنانيته في وجه السلطة المنتدبة. ففي 2 آذار 1936 (كان حينها نائباً منتخباً عن جبل لبنان) وقع عريضة تطالب الفرنسيين بـ”إنفاذ الدستور اللبناني، وبتوقيع معاهدة بين لبنان وفرنسا تحقيقاً لحقوق اللبنانيين المشروعة وبروتوكول الإنتداب باستقلال لبنان وسوريا”.
وعام 1924 كان على رأس لائحة “حزب الشبيبة اللبنانية” مع بشارة الخوري (الأخطل الصغير) وحبيب أسطفان للدفاع عن مصالح لبنان واستقلاله ضمن حدوده التاريخية والجغرافية (افتتاحية “المعرض” 18/12/1924).وفي العام 1937، وكان يومها وزيرا للداخلية، طالب ميشال زكور بـ”توسيع طريق شبعا من مدخلها حتى الساحة العمومية”.
وميشال زكور من مواليد 1896 الشياح، تخرج من مدرسة الحكمة حاملاً شهادتها النهائية بعلامات ممتازة في العام 1913، والتحق بالمعهد الفرنسي لدراسة الحقوق، لكنه سرعان ما تخلّى عن متابعة هذه الدراسة وعمل في الصحافة.
يوسف الخازن
كان الشيخ يوسف الخازن شديد التأنق في الكتابة، فكثيراً ما كان يعيد كتابة المقال عشرات المرات ليأتي خالياً من كل حشو، وبعدما يدفع به الى المطبعة، يعيد مطالعته ثم يعود الى حذف أو زيادة بعض العبارات والكلمات، وقد تستغرق كتابة المقال أحياناً النهار بكامله وبعض الليل، فيأتي كاملاً لا كلمة فيه ناقصة ولا كلمة زائدة، وكان يعد الكلمات ويعمل على حشد معان كثيرة في القليل منها.
الشيخ يوسف الخازن مؤسس وصاحب جريدة “البلاد” مع المرحوم موسى نمور وخليل أبو جودة، وهي جريدة يومية سياسية. حرر في جريدة “الأخبار” بالقاهرة وساهم بتحرير جرائد “المؤيد”، و”الأهرام”، و”المقطم”، ومجلات “الهلال” و”المقتطف” و”الزهور”، كما أسس “بريد الأمة” و”الأخبار” و”الخزانة”.
لجأ الى إيطاليا بعد اندلاع الحرب الكونية الثانية ومات في العاصمة الإيطالية ونقل رفاته الى مسقط رأسه في لبنان ليرقد في تراب الوطن الذي أحبه ودافع عن استقلاله وكرامته وحريته.
خيري عوني الكعكي
خيري عوني الكعكي، هو صاحب جريدة ˜الشرق” اليومية لمؤسسها المرحوم عوني الكعكي عام 1926… كان واحداً من أصحاب الأقلام المناضلة في سبيل الإستقلال، ودفع غالياً ثمن مواقفه. فقد تعطلت الشرق 53 مرة في عهد مؤسسها، الذي سجن 3 مرات ونفته سلطات الإنتداب مرتين.
وخيري عوني الكعكي من مواليد بيروت 1921، المصيطبة. ومن أبرز المهام التي قام بها أنه ترأس الوفد الصحفي للقاهرة لحضور إعلان الدستور المصري عام 1955، وكان عضواً في الوفد الصحفي في مؤتمري باندونغ، عدم الإنحياز في بلغراد. توفي بتاريخ 21/11/1968.
تقول الكاتبة ليلى حمدون في استعراضها الصحف العربية التي صدرت في العهد العثماني بدءًا من منتصف القرن التاسع عشر: “نجد أن أغلبها صدر عن لبنانيين أو كان لهم فضل في إصدارها، كالكونت رشيد الدحداح الذي أصدر “برجيس باريس” العام 1858، وأحمد فارس الشدياق الذي أصدر “الجوائب” في إسطنبول العام 1860”.وقد اندفع اللبنانيون إلى إصدار الصحف في بيروت بكثرة مدهشة، حتى أنه صدر في العام 1870 سبع جرائد ومجلات، أهمها:
– «البشير» أسبوعية، وقد أنشأها الآباء اليسوعيون، وكان شعارها: «تعرفون الحق والحق يحرّركم». وبعد الحرب العالمية الأولى، أخذت تصدر يومية إلى أن توقفت عن الصدور العام 1947.
– «الجنة» أسبوعية تجارية أدبية، أصدرها سليم البستاني في بيروت العام 1870، أخذت تصدر مرتين في الأسبوع حتى سنة 1881، فصارت تُطبع في المطبعة الأدبية لصاحبها خليل سركيس. حينئذٍ، اتفق المعلم بطرس البستاني صاحب «الجنان» وسليم البستاني صاحب «الجنة» وخليل سركيس صاحب «لسان الحال»، على ضمّ هذه الصحف إلى إدارة واحدة ومطبعة واحدة. وظلت «الجنة» تصدر بطابع مستقل حتى وفاة صاحبها عام 1884، فتحوّل الامتياز إلى أخيه خليل الذي أصدرها مدة عامين، ثم أوقفها بسبب اشتداد الرقابة على الجرائد في تلك الفترة.
أما «الجنان» التي أصدرها المعلم البستاني العام 1870، فقد كانت تصدر مرتين في الشهر، وكان شعارها «حب الوطن من الإيمان». وبعد وفاة البستاني (1883)، تحوّل امتيازها إلى ابنه سليم ومن بعده نجيب، ثم توقفت سنة 1887. وفي العام 1887 ، أنشأ القس لويس صابونجي «النحلة» أسبوعية، واستمرت في الصدور حتى العدد 31 منها، حيث أمر راشد باشا والي سوريا بتعطيلها.
أما «لسان الحال» لخليل سركيس فصدرت في العام 1877، وهي صحيفة سياسية وظهر فيها أول إعلان مصور، وفي العام 1891 أصدر خليل بدوي صحيفة «الأحوال»، وهي أول صحيفة يومية في السلطنة العثمانية.
سعيد عقل
سعيد عقل شاعر لبناني بارز ومن أشهر الشعراء المعاصرين، عمل في مجال التعليم والصحافة وكان مؤيدًا قويًا للهجة اللبنانية. وُلد في 4 يوليو 1912 في مدينة زحلة اللبنانية. بعد تعليمه الأساسي والثانوي في لبنان، درس اللاهوت، الأدب والتاريخ الإسلامي لكنه لم يحصل على شهادة جامعية. عَمِل كمحاضر في عدة جامعات لبنانية.
أصدر سعيد عقل العديد من المؤلفات الشعرية والنثرية، من ضمنها “بنت يفتاح” (1935)، “المجدلية” (1937) و”رندلى” (1950). كتب أكثر من مئة مقدمة لكتب شهيرة في مجالات مثل الفكر، الفن، الشعر والسياسة. كان يطمح إلى رئاسة جمهورية لبنان وترشح لذلك المنصب ولكنه لم ينجح في بلوغه. توفي سعيد عقل في 28 نوفمبر 2014 في بيروت.، وفي حياته الشخصية، تزوج سعيد عقل من آمال جنبلاط، لكن انتهى زواجهم بانتحار آمال في العام نفسه. كان يؤيد القومية اللبنانية واعتبر مؤسسًا لحزب التجدد اللبناني. قام بتصميم أبجدية عقل اللاتينية التي تضمنت 36 حرفًا. من أشهر أقواله أن المرأة نصف الأمة ويجب أن تكون حاضرة في قيادة الأمة.
برع عقل في مجالاتٍ أخرى، فقد ألف العديد من النصوص المسرحية وكتب الكثير من كلمات الأغاني الشعبية التي نالت شهرةً واسعةً بقي صيتها ليومنا هذا.
يعد الشاعر سعيد عقل الذي توفي في العام 2014 عن مائة وسنتين من اعمدة الأدب اللبناني لعقود طويلة، مع قصائد حفظت في ذاكرة اجيال متعاقبة، وتغنى بها كبار المغنين، رغم الجدل الذي اثارته مواقفه حول “القومية اللبنانية”.
لكن افلاس والده وهو في الخامسة عشرة من عمره اضطره لترك المدرسة وتحمل مسؤولية المشاركة في اعالة العائلة، وبدأ بالكتابة في صحف عدة منها “البرق” و”المعرض” و”لسان الحال” و”الجريدة” ومجلة “الصياد”.
تعمق في اللاهوت المسيحي ودرس تاريخ الاسلام وفقهه، والقى دروسا في تاريخ الفكر اللبناني واللاهوت. وتميز بلغته العربية الجميلة، وكان يغوص في عمق اللغة باحثا عن كنوزها وجمالياتها ناحتا الكلمات نحتا فهو صاحب المفردات الخاصة في الشعر.
وقال سعيد عقل المعروف باعتزازه الكبير بنفسه يوما عن شعره “أفتخر بأنني كتبت شعرا غير مكتوب في ثلاث لغات تمتلك اجمل شعر في العالم وأعظمه اثينا وروما وفرنسا”.
شعره مفعم بالرمزية وقصائده خالية من التفجع. كما يتسم شعره بالفرح ويخلو من البكاء.وقال “في شعري شيء من الرمزية لكن شعري اكبر من ذلك، يضم كل انواع الشعر في العالم، هؤلاء الذين يصدقون انهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل انواع الشعر تصفق لهم”.
وكان شاعرا يؤمن بسلطان العقل وقد وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية الى اعلى المراتب. غنى الوطن وتغنى بالمرأة بنبل وبعذوبة ولم يكن غزله مبتذلا. من دواوينه “قصائد من دفترها” و رندلى” و”دلزى” و”اجمل منك؟ لا”.