تاريخ الصحافة المحلية والمهجرية

تاريخ الصحافة اللبنانية المحلية والمهجرية (القسم الخامس)

ايلي صليبي
صاحب الباع الطويل في مهنة المتاعب واحد صانعي الاعلام المرئي في لبنان.
يختزن إيلي صليبي عصارة ستين عاماً من العمل الإعلامي، معِدّاً، ومقدِّماً ومدرِّباً ومستشاراً. عمل في تلفزيون لبنان والمشرق الذي أصبح تلفزيون لبنان لاحقاً، وفي الـBBC وصوت أميركا وإذاعة لبنان، ثم في الـLBCI، حيث أُسندت إليه مهام عديدة منذ عام 1984 وحتى 2008. فقد انتقل من رئاسة تحرير الأخبار في القناة إلى الإشراف على أخبار فضائيتها، قبل أن يُعيّن مستشاراً لرئيس مجلس الإدارة.
من مواليد العام 1941، سوق الغرب. صليبي من مؤسسي تلفزيون لبنان وله الاف الحلقات السياسية والاجتماعية المسجلة في اذاعة “صوت لبنان”. بعدها، انتقل من رئاسة تحرير الأخبار في “ال.بي.سي” إلى الإشراف على أخبار فضائيتها، قبل أن يعين مستشارا لرئيس مجلس إدارة المؤسسة بيار الضاهر. وبقي يعمل فيها حتى سنة الـ2005، حيث قدم استقالته وانصرف الى الكتابة. ووقع كتابين في دار “سائر المشرق” في اطار معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الاول بعنوان “نيوسدوم، وحكم الشيطان الارض” والثاني بعنوان “آدم، السماء تبدأ من الارض”، وله مؤلفات اخرى ابرزها: عودة النبي، ماريكا المجدلية وغيرها. ونالت “ماريكا المجدلية” اصداء كبيرة في معرض بيروت للكتاب الاخير في البيال. وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات النعي والرثاء، واعتبر اعلاميون رحيل صليبي خسارة عميقة للمهنة في تغوص في مستنقع الازمات. ايلي صليبي وداعاً، لك راحة السماء ولنا ما تركتَ من كلمات وبصمات.
ودرّب صليبي العديد من الصحافيين الذين أصبحوا اليوم من أهم الاعلاميين في لبنان والوطن العربي. وفي الفترة الأخيرة من حياته كان يكتب ليخرج من صومعته فهو كان يصف نفسه “بالصومعجي” وقد اشتهر بإحساسه المرهف وكتاباته العميقة. وللراحل صولات وجولات في عالم الفكر والأدب.
رحل الكبير وهو الذي كان يقول دائماً “عاشر لكبار بتكبر”، رحل الى المكان الأكثر أماناً في نظره، ألم يقل يوماً: “نخاف الموت مع أن الحياة هي الرعب بذاته، وحدها القبور أكثر أماناً واطمئناناً لأنها لا تطلب أكثر مما تتّسع.”
عرفات حجازي
اللغة العربية الصحيحة والمعلوماتٍ الوفيرةٍ والغزيرة والمعرفة جعلته لسنين رقماً صعباً في عالم الإعلاميين في جيله ودخل حجازي الإعلام عبر بوابات العلم، هو الذي يحمل إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وإجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من «جامعة بيروت العربية.
انتقل من تدريس اللغة العربية الى عالم «الشاشة الفضية»، فبدأ أوائل السبعينيات كمحرر في «تلفزيون لبنان»، ثم أصبح رئيس قسم الأخبار فيه. يومها، كان لـ «تلفزيون لبنان» وقعه ورنّته وتأثيره ومتابعوه. وكان الرجل رقماً صعباً وعلماً مهماً في عالم الخبر والأخبار، قبل الهواتف الخليوية وخدمات الخبر العاجل. حينها، كان اللبنانيون بجميع أطيافهم وألوانهم المذهبية والطائفية يتحلّقون حول شاشات التلفزة مستمعين لما سيقوله الرجل صاحب الصوت النفاذ.
كان طموح عائلة عرفات حجازي أن يصبح نجلها استاذاً في التعليم ليحظى بهذا اللقب الذي دغدغ مشاعر الكثيرين من ابناء الجنوب الذين “هاجروا” مبكرا من بلداتهم وزحفوا الى بيروت التي احتضنتهم في ازقتها واحيائها الشعبية، لان دوائر القرار في الدولة انذاك لم تعبد الطريق امامهم الى الوزارات والمؤسسات الرسمية والدخول في المدرسة الحربية الا بـ “القطارة”،ليس لنقص في كفاياتهم وتحصيلهم العلمي بل لاعتبارات سياسية واقصاء العدد الاكبر منهم ومعاقبتهم،لانهم انضووا في صفوف احزاب يسارية شكلوا خزانها. ولم يلتفت المعنيون الى الاطراف ولم يأبهوا لطموحات ابناء تلك الشريحة المعوزة التي لم تجد مبتغاها في تحقيق احلامها واقلها الحق في التعلم فلجأت الى فضاء القوى الحزبية والانخراط في صفوفها، ليس لتحقيق هموم نضالية وكرمى لعيون فلسطين فحسب.
سعاد قاروط العشي
إعلامية لبنانية من مواليد 1949 قدمت العديد من البرامج على تلفزيون لبنان وشبكة راديو وتلفزيون العرب. دخلت مجال الإذاعة عام 1973 من خلال حسين صبرا المدير التنفيذي لإذاعة لبنان قام بتدريبها ثم حُدّد موعد الامتحان لها وتلقت دعما من الرئيس صائب سلام، عملت فيها لمدة ثلاثة أشهر ثم انتقلت إلى تلفزيون لبنان تحت إشراف رئيس المذيعين شفيق جدايل حيث دربها على الإلقاء وأشرف على تعليمها، بداية عملت كمذيعة لربط الفقرات، وبعد عام واحد قامت بتقديم البرامج ونشرات الأخبار ثم قدمت برنامج «تاريخ السينما المصرية»، «ستوديو الفن» و«حكاية كل بنت» وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية قدمت برنامج «المتفوقون» برنامج مسابقات ذو طابع ثقافي، ثم برنامجاً حوارياً بعنوان «صالون الخميس» ذو طابع سياسي يدور الحوار فيه مع الضيف في شقين الأول خاص والثاني سياسي وبعد انتهاء الحرب عام 1991 قدمت برنامج «مباشر على الهواء» واستضافت فيه الرئيس الياس الهراوي كما قدمت برنامج «شاهد على العصر»
عام 2001 انتقلت للعمل في شبكة راديو وتلفزيون العرب لتقدّم برنامج «أهل الدار» الذي استضافت فيه أهل السياسة والفن ثم «ذاكرة الأسبوع» وهو نشرة تحليلية للأحداث الأسبوية لمدة ثلاثة سنوات وبرنامج «من ذاكرتهم»، وفي العام 2006 انتقلت للعمل في قناة إن بي إن لتقدم برنامج «التاريخ إن حكى» وبرنامج «للمرأة كلام»، اختارها المخرج سيمون أسمر لتقديم برنامج ستديو الفن على شاشة إم تي في اللبنانية عام 2010، انتقلت بعدها للعمل في قناة الميادين وقدمت برنامج «الجمهوريّة 2014»
عادل مالك: أحد أعمدة الإعلام الصادق
وُلد “عادل مالك” في مدينة “البترون”. تابع دروسه في مدرسة “عينطورة” ثم التحق في المرحلة الثانوية بمدرسة “فرن الشباك الرسمية”. حصل على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اليسوعية. واحترف العمل الإعلامي المرئي والمقروء والمسموع. هو ذاكرة حافلة باللقاءات الهامة وقد لمع اوائل الستينات في تلفزيون لبنان والمشرق مقدّماً للأخبار ولعدد من البرامج السياسية، وقد حاز على كثيرًا من الأوسمة والجوائز التقديرية من رؤساء عرب ومنظمات مدنية وانسانية تقديراً لجهوده وعطاءاته في عالم الاعلام ومنها وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس. وسيتولّى الإعلامي الدكتور زياد نجيم الذي ارتبط اسمه بالجرأة والصراحة المباشرة دون مواربة مهمّة تقديم المكرّم.
عادل مالك هو من اوائل الاعلاميين الذين برزوا على شاشة التلفزيون في لبنان وحاور كبار الشخصيات السياسية والفنية والثقافية على مدى عقود. حظي مالك حتى خلال فترة الحرب اللبنانية بثقة الجميع نظرا لموضوعيته اللامتناهية. اليوم ننشر صورة للاعلامي عادل مالك تعود الى العام 1973 وهو يحاور الكبير عاصي الرحباني والسيدة فيروز قبل يوم من انطلاقهما الى بعلبك لبدء عرض عمل قصيدة حب ضمن فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية مع الاشارة الى ان هذا العمل كان الاخير للاخوين رحباني في بعلبك قبل اندلاع الحرب المشؤومة.
لمع نجمه في ستينات وسبعينات القرن الماضي عبر شاشة تليفزيون لبنان والمشرق ومن خلال محاوراته مع العديد من زعماء العالم منهم الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون والرئيس الراحل أنور السادات والعاهل الاردني الملك حسين والملك المغربي الراحل حسن الثاني حتى سلطان باشا الاطرش كان له معه لقاء. بالاضافة طبعا الى نجوم الفن والثقافة وغيرهم.
رياض شرارة – إعلامي وممثل لبناني.
ولد رياض شرارة عام 1940 في مدينة بيروت، كانت بدايته من خلال العمل بالإذاعة، ثم إنتقل بعدها إلى التلفزيون وتحديداً تقديم الأخبار، ليتركه بعد فترة ويتخصص في تقديم البرامج، وتخصص في تقديم برامج المسابقات في الوطن العربي ثم دبلجة البرامج والمسلسلات الاجنبية، ومن أشهر أعماله برنامج المسابقات (صفر أو عشرين) عام 1962 والذي إستمر عرضه 12 عاماً، قبل أن ينضم لإذاعة BBC كمراسل، ثم قرر أن يتفرغ لتقديم سلسلة من برامج المسابقات والمغامرات أشهرها برنامج المسابقات الياباني المدبلج (الحصن) والذي أذيع في الثمانينيات والتسعينيات على القنوات المصرية والعربية، له عدة تجارب تمثيلية منها مشاركته في مسلسل (ناطور الحارة) عام 1975 ، وافته المنية إثر جلطة دماغية يوم 24 سبتمبر عام 1994.
صونيا بيروتي – جرأة الاطلالة والقلم
ولدت صونيا عون العام 1934. والدها السيد سليم عون (كان موظفاً في وزارة الخارجية) ووالدتها السيدة ماري رزق (عازفة بيانو) لها شقيقتان (كلير ودنيز)، وشقيق (جوزف وهو متوفٍ). تزوجت صونيا عون من السيد بشارة بيروتي، وأنجبت منه ولدين، أنطوان وبسام، وهما يعملان حالياً في مجال الإتصالات والكومبيوتر. زواجها من السيد بشارة بيروتي، لم يكتب له النجاح، فانفصلا، وتزوجت مرة أخرى من السيد إحسان شاتيلا.
تلقت صونيا بيروتي علومها الابتدائية والثانوية في مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات، ومن ثم انتسبت الى معهد العلوم والآداب الشرقية التابع للجامعة اليسوعية، وحازت شهادة الدراسات العليا في العلوم والآداب الشرقية.لم تَرُق لها مهنة التعليم التي مارستها لمدة قصيرة في المدرسة التي تابعت فيها الدراسة. حبها الجارف للكتابة أخذها باكراً إلى عالم الصحافة الواسع، بتشجيع من صديقتها الممثلة رضا خوري.
انتسبت الى «دار الصياد» العام 1960، وفي هذه المدرسة الإعلامية العريقة، تعلمت كيفية كتابة الخبر وصنعه وطبعه ونشره وتوزيعه. حشريتها جعلتها تغوص عميقاً في مهنة الصحافة التي أحبتها لدرجة العشق، وأعطتها من وقتها وروحها الى أقصى درجات العطاء.
تنقلت صونيا بيروتي بين مجلة «الصياد» وجريدة «الأنوار»، كمحررة في الأقسام المختلفة، نسائية، وإجتماعية وسياسية. فعالجت العديد من المواضيع، مسلطة الضوء على مشاكل المرأة والمواطنين عموماً، فتفاعلت مع قضاياهم، ونقلتها الى المراجع المختصة.
العام 1962 تسلمت مسؤولية سكرتيرة التحرير في مجلة «الحسناء»، وبين العامين 1964 و1965، عملت كمحررة في قسم التحقيقات السياسية والاجتماعية في صحيفة «النهار». ثم عادت العام 1966 إلى مجلة «الحسناء» كمديرة تحرير هذه المرة. وتسلمت رئاسة تحرير مجلة «الشرقية» بين العام 1973 والعام 1976 حين انتقلت الى صحيفة «المحرر» وعملت لمدة سنة، في مجال إجراء التحقيقات والحوارات السياسية.
بين 1986 و1990 شغلت منصب رئاسة تحرير مجلة «الأناقة» وكتبت مقالات في مجلتي «فيروز» و«الفارس». كما شغلت منصب رئيسة تحرير مجلة «لبنان 09»، الثقافية، الاجتماعية، بين 1991 و1994. ومنذ العام 1999، تشغل منصب رئيسة قسم المرأة، في صحيفة المستقبل.
غابي لطيف
إعلامية لها بصمة في الإعلام العربي بالإجمال والإعلام اللبناني على الخصوص، وصاحبة مدرسة في الأداء الإذاعي والتلفزيوني بشهادة كبار الأقلام في الصحافة العربية. مسيرتها ترتكز على الحوار بين الثقافات وهو الدور الذي تقوم به من خلال أنشطتها وبرامجها الثقافية والحوارية. حاورت آلاف الشخصيات، ونقلت آلاف الاحداث الثقافية والفنية والاجتماعية إلى المتلقي
ولدت في«الاشرفيه» ببيروت، ترعرعت بين الكتب العربية والفرنسية، بدأت مسيرتها الإعلامية في تلفزيون لبنان عام 1973، فكانت حاضرة في ذاكرة اللبنانيين. عرفت بأسلوبها التلفزيوني وأدائها الرفيع الذي غدا مدرسة في فن الإعلام. عملت في إذاعة بيروت و«صوت لبنان» قبل أن تلتحق بإذاعة مونت كارلو في باريس بداية عام 1986 ، التي احتضنتها وامتزج اسمها باسمها. خريجة كلية الإعلام قسم الصحافة في الجامعة اللبنانية 1978، حائزة على ماستر في الدراسات العليا في الاعلام الثقافي من جامعة السوربون الثالثة في باريس عام 2007 بدرجة ممتاز جداً
في لبنان قدمت العديد من البرامج في تلفزيون لبنان مع رياض شرارة، نهى الخطيب سعادة، غاستون شيخاني وجان كلود بولس. أما في باريس فقدمت العديد من البرامج الإذاعية من أشهرها «الوجه الآخر» الذي استضاف كبار الشخصيات السياسية والثقافية والفنية في العالم العربي، «وبرنامج لقاء الجمعة» والطاولة المستديرة التي أدارتها من المقهى الأدبي في معهد العالم العربي بباريس وتضم حولها مجموعة من المفكرين والمختصين. حاورت كبريات الشخصيات العربية والفرنسية. تؤمن بالحوار وبدور الإعلام في نهضة المجتمع والإنسان. أبرز لقاءاتها الاذاعية اللقاء الفريد الذي أجرته مع السيدة فيروز عام 1994 في العاصمة البريطانية..
حكمت وهبي
إعلامي وممثل لبناني. ولد في بلدة بطمة الشوفية. في مطلع السبعينيّات، اكتشف بيار جدعون وإدمون حنانيا موهبته، فطلبا منه مشاركتهما التمثيل في «مسرح الساعة العاشرة» على خشبة كازينو لبنان حيث قام بتقليد عدد من كبار الفنانين، وفي عام 1976 عُرض عليه العمل في إذاعة مونت كارلو الدولية فلبّى الدعوة، وتميّز حينها بإدخال اللهجة العامية إلى الأثير، بعدما كانت الفصحى هي السائدة.
وفي 300 حلقة من ملاعب الصغار على التلفزيون اللبناني. استطاع حكمت برفقة الفنانة سمر الزين أن يصل إلى قلوب الأطفال بلغة سهلة وأسلوب جذاب، يقول المخرج نقولا أبو سمح : «يوم كنتُ أبحث عن شخصية قريبة من القلب لتقديم البرنامج، لم أجد سوى حكمت.
شارك بالتمثيل في فيلم حسناء وعمالقة وغنّى «تمارا» في فيلم آخر الصيف. وشارك في مسلسل وبقي الحب مع عبد المجيد مجذوب وآمال عفيش. لم يحترف الغناء، لكنه غنّى يا مسافرة، إنت وحدك، ونطروني…
عمل حكمت وهبى في مونتي كارلو لمدة 17 عاما تميز خلالها ببرنامج مرسال الهوى وكان المذيع الالمع فيها وساعد ذلك على الغيرة الشديدة لبعض زملائه منه وتدبير المكائد له فاختلف مع الإدارة واثر على تقديم استقالته من عمله وقبلت الاستقالة نتيجة اصراره الشديد عليها وترك الإذاعة متوجها إلى اذاعة الشرق من باريس التي لم يستمر فيها غير فترة بسيطة وفاجأه مرض السرطان بالمخ وهو على الهواء مباشرة ففقد الذاكرة أثناء حديثه على الهواء وتوجه إلى المشفى وفوجئ الكل باصابته بسرطان في الراس ترك العمل باذاعة الشرق وعاد إلى بلده ليموت بين اهله .
آثر أن يمضي أيامه الأخيرة بين أهله. في 10 شباط (فبراير) 1992، ودّع جمهور فنجان قهوة سكر زيادة، لينصرف إلى رحلة العلاج مع السرطان، بانتظار ولادة ابنه جاد الذي أبصر النور قبل رحيله بأشهر. في ذكراه الأولى، طالب رياض شرارة بإطلاق اسمه على إحدى قاعات كليّة الإعلام، لكن شرارة توفيّ قبل أن تلقى الدعوة آذاناً مُصْغية .
انطلاق الصحافة الخليجية من الكويت
في عام 1961 جاء صدور صحيفة “الرأي العام” إستكمالاً لبناء الدولة المستقلة والجواب الذي تم اختياره للتعبير عن وجودها، فالعدد الأول منها صدر بتاريخ 16-4-1961م. كجريدة أسبوعية لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ عبد العزيز المساعيد الذي تعاقد مع الصحافي اللبناني الراحل عبد الله شعيتو، وكان يتم تحريرها في الكويت لتطبع في بيروت حيث يذهب بها شعيتو مع نهاية كل اسبوع إلى مطابع الهدف التي كان يملكها نقيب الصحافة اللبنانية زهير عسيران ويأتي بها مطبوعة لتوزع في الكويت وحسب التسهيلات .في ذلك الوقت قرر “عميد” الصحافة الكويتية، عبد العزيز المساعيد الإستعانة بخبرات اللبنانيين ويرشح له نقيب المحررين ملحم كرم عدة أسماء من بينهم طلال سلمان (صاحب ومؤسس جريدة السفير اللبنانية )وقاسم أفيوني (أبوالخير) وزوجته أم الخير، وإلياس عبود، وهذا الفريق كان بقيادة عبدالله شعيتو، تبعهم سمير عطاالله، وأصدروا مجلة «دنيا العروبة» بتاريخ 19 يناير 1963، وانضم إليهم أسعد الصابونجي وحسين حمية وأحمد البوز، وبعد ستة أشهر من صدور «دنيا العروبة» عاد فجأة طلال سلمان إلى بيروت واستمرت «الرأي العام» مع «دنيا العروبة» دون منافس لها.
بعد صدور «السياسة» عام 1968 لصاحبها أحمد الجارالله جاءت مجموعة ثانية من الصحافيين أمثال، هدى المر وإلياس منصور، وعندما صدرت «السياسة» كانت تطبع في «مطبعة مقهوي» وكان فيها جورج مجاعص الذي وصل الكويت عام 1962 ثم استقال بعد سنوات ليؤسس مجموعة «فور فيلمز» للطباعة.
في العام 1972صدرت جريدة «القبس» وتولى إدارة التحرير فيها رؤوف شحوري والإدارة العامة ذو الفقار قبيسي. ومع بداية السبعينيات استقطبت الصحافة الكويتية التي زادت إلى خمس صحف تصدر باللغة العربية عدداً لا بأس به من الصحافيين اللبنانيين أمثال، جميل رسلان مدير تحرير «أخبار الكويت» وسالم عبدالباقي مدير تحرير «مجلة الرسالة»، وسليمان فليحان «صحيفة الوطن»، ثم سمير عطاالله الذي عاد ثانية إلى الكويت ليتولى مهمة مدير تحرير «الأنباء»، ووفائي دياب ورفلة خرياطي وعبدالكريم بيروتي وخليل بيضون وأحمد طقشة وبشارة شربل وعلي الرز وطارق ماضي وسعد محيو وآخرين، وآخرين.
وعلى الطرف الآخر من معادلة الإنتاج الصحافي، كان هناك من الفنيين أحمد صفاوي وجورج سعد وصاحب مكتبة الكويت أحمد حيدر ومؤسسها علي فارس إضافة إلى أصحاب شركات دعاية وإعلان لهم باع طويل في هذه المهنة، وآخرون تولوا مناصب مهمة في وزارة الإعلام والتلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء الكويتية “كونا”.
. جورج مجاعص (أبو داوود)
وفي هذا السياق نشرت جريدة القبس الكويتية بتاريخ 10-8-2007 ضمن “سلسلة حلقات من قديم الكويت مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط ومابعده، وهذا ما جاء في الصحيفة:
في سلسلة حلقات من قديم الكويت نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط ومابعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي ، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم في مستهل لقائنا مع جورج داود مجاعص (ابو داوود) قال:
حديثي في البداية عن عملنا مع جريدة ‘القبس’ بعد التحرير عندما وضعنا عندهم ماكينة كمبيوتر لتوضيب الجريدة وارسال ‘البليتات’ الى مطابع ‘الرسالة’ لطباعتها على ماكينتهم، لان “القبس” فقدت اثناء الغزو كل ماكيناتها الطباعية فاستعانت بنا وبمطابع ‘الرسالة’ لصدور الجريدة اليومية، كما ساهمنا في اصدار جريدة ‘الفجر الجديد’ و’كويت تايمز’ وهاتان الجريدتان وضعنا عندهما اجهزة وموظفين وقمنا بواسطة قسم الكمبيوتر الذي كان يخصنا بالاشراف على الجرائد اليومية الثلاث، هذه الحقيقة اعتز بها لانها ذكرتني بالاحساس نفسه الذي تملكني حين وصولي الى الكويت، وهو بأنني أساهم في تحقيق هدف وهو المساعدة في دفع عجلة الطباعة في خدمة الصحافة لتسير في الطريق الصحيح.
البداية مع المساعيد وقال أبو داوود:
في سنة 1962 عند الاحتفال بأول سنة استقلال كانت المطابع غير مهيأة لافتقارها الى المكننة والخبرات، عندها ذهب حمود المقهوي الى بيروت واوصى على “مكائن”، وبعدها اتفق معي، وكنت اعمل في جريدة ‘النهار’ اللبنانية للمجيء الى الكويت بعقد ينص على ثلاثة اشهر تجربة، وفي الوقت نفسه اتفق مع عبد العزيز المساعيد لاصدار جريدة ‘الرأي العام’ لانها كانت تصدر في بيروت وكان مدير تحريرها عبدالله شعيتو، هذه البداية في عالم الطباعة والصحافة الذي عايشته من بيروت الى الكويت والامارات العربية المتحدة.
اما بداياتي فكانت في الخمسينات سنة 1956 في جريدة النهار، وتدربت على ماكينات الانترتيب وهي لصف الحروف، وكان يؤجرها لجريدة النهار معلم طباعة اسمه هيكل غريب مع شريكه اسعد فرح حتى الطباعة كانت بالايجار في مطبعة جريدة ‘رقيب الاحوال’ وجريدة النهار لم يكن عندها سوى المحررين في مقدمهم غسان تويني الذي تسلمها من اخيه وليد تويني، ومعهما لويس الحاج، وكمال سنو، وكمال حاطوم، ومارك رياشي، وحاتم خوري، والياس الديري، وسمير عطاالله، وفؤاد مطر والرسام بيار صادق والخطاط ميشال الغفري، وفؤاد خربطلي، وكان المصحح محمد مطر الذي اصبح ممثلا، وفؤاد هرموش الذي مازال في ‘النهار’ والذي عمل تحت ادارته الاستاذ وليد جنبلاط الذي عمل في التصحيح، والاستاذ ميشال ابو جودة الذي كان يشرف على الجريدة، وصاحب عمود ‘حقيبة النهار’، التي كانت سببا لوفاته قهرا، وله مقولة ‘ان الصحافي ممنوع ان يكتب الحقيقة’.
والمثل الاكبر لتوحيد مهنتي الصحافة والطباعة هو كامل مروة صاحب جريدة الحياة حيث قام بتصميم حرف خاص به عرف باسمه، وهو حرف عربي وفر على المطابع مبالغ طائلة، وكذلك وليد تويني صمم حرفا خاصا ب’النهار’ ما زالت تستخدمه حتى الآن.
وتحدث عن قصة الصحف وعن المطابع التي نضج عليها وعن آثارها، فقال:
أتيت مع حمود المقهوي في 2-2-1962على طائرة فرنسية Caravel استغرقت السفرة نحو ساعة وخمس واربعين دقيقة وهي اول طائرة تصل بهذه السرعة الى الكويت، نزلت في فندق كارلتون في شارع فهد السالم، ثم انتقلت الى بيت المنطقة نفسها، واول وجه صحافي رأيته في الكويت عبدالله شعيتو، مما ساعدني على تسهيل مهمتي لأنه كان صحافيا يفهم متطلبات المطبعة، وانا ابن المطبعة الذي يعرف الصدور.
اصدرنا ‘الرأي العام’، وبعدها اصبحت طاقة مطبعة المقهوي تسرع فكانت تصدر في المطبعة جريدتان هما ‘الرأي العام’ و’الكويت تايمز’، لصاحبها يوسف العليان، بالاضافة الى مجلة اسبوعية، ثم طبعنا ‘الرسالة’ لصاحبها جاسم مبارك و ‘صوت الخليج’ للمرحوم باقر خريبط و’اضواء المدينة’ لسليم ابو الخير والتي اصبحت فيما بعد ‘اسرتي’ للمرحوم فجحان هلال المطيري، و’اضواء الكويت’ للمرحوم مصطفى مناع، و’الطليعة’ للقوميين العرب، و’هذا الاسبوع’ التي كان مدير تحريرها الياس منصور وبعدها انتقل الى مجلة المجلة التي تصدر في لندن، وجريدة اخبار الكويت لعبدالعزيز الفليج، وكانت جريدة ناصرية كانت لها مطبعة خاصة، والتي اصبحت بعدها جريدة الانباء، حاليا وجريدة اخرى ‘الوطن’ لصاحبها احمد العامر كانت تطبع في المطبعة الاهلية والمشرف عليها هاشم حجاوي، اصبحت يومية بعد ان كانت اسبوعية، وهي ‘الوطن’حاليا.
و بعدما انشأت ‘الرأي العام’ مطابعها صدرت منها ‘الآراب تايمز’ و’النهضة’، ومجلة سعد، و’دنيا العروبة’ كان مدير تحريرها طلال سلمان، صاحب جريدة السفير اللبنانية حاليا، وتحولت ‘دنيا العروبة’ إلى ‘السياسة’ لصاحبها أحمد الجارالله اصدرها في مطبعة المقهوي، وكنت ومازلت هناك، وانضممت بعد ذلك الى أسرة ‘السياسة’ في مطابعها الحالية، وبعد ها صدرت جريدة ‘القبس’ يومية في مطبعة المقهوي أيضا.
وتذكر أبو داود ما كان يقال قديما: (اعط حرفا جميلا وخذ طباعة جميلة)، وبعدها أصبح يقال: (اعط كليشية محفورة حفرا نظيفا، وخذ طباعة نظيفة)، (هذا في عصر التيبو)، أي الطباعة على الرصاص والزنك، وفي عصر الأوفست أصبح يقال: (اعط فيلما نظيفا وخذ طباعة نظيفة)، ويقال: (اعط فرز صور على درام سكانر وبليت متقن على Platesetter متطورة، وخذ طباعة ‘الفور فيلمز’). وقال:
ماشينا مصلحة الطباعة الى أقصى مداها وربطنا الماضي بالمستقبل، ودربنا طويل في عالم متطور لا يسمح بالتوقف، وأتمنى ان يكمل الطريق ابني ‘داود’ في الكويت، كما عشت فيها عزيز النفس أعطيتها وبادلتني العطاء، ومن أمنياتي ان أصحاب المطابع والصحف الكويتية ان يهيئوا أولادهم لتسلم مؤسساتهم اذ انني لم أر حتى الآن صاحب جريدة أو مطبعة ارسل ابنه للتخصص.
من هنا نستطيع القول أن صناعة الإعلام الكويتي في مرحلة التأسيس هي صناعة لبنانية، إنتاجاً وتوزيعاً وتحريراً، بالمعنى الحرفي للكلمة دون أن يعني ذلك أي انتقاص من حقوق وأدوار الجاليات العربية الأخرى التي ساهمت بفترات لاحقة في إصدار الصحف والمجلات الكويتية. من بين تلك الأسماء الزملاء السادة:
حسين العبد الله، حمزة عليان، د. احمد طقشة، سمير ضومط، طارق بكري، طارق سلطان، طارق ماضي، المرحوم قاسم افيوني، محمد حجازي، محمود الغريب، محمود مدني، علي الرز، علي بلوط، سهيل مروة، أحمد سماق، عدنان القاقون، شوكت الحكيم، سهيل عبود والمرحوم سليمان فليحان، وغير هم الكثير من الأسماء.
جورج مجـاعص جـمع حروف الطباعة بين الكويت ولبنان
ما إن وصل خبر وفاته إلى مسامع محبيه وأصدقائه يوم الأربعاء 26 أبريل 2023، حتى راحوا يقطرونه بعبارات إنسانية أجمعوا فيها على محبته وأصالته وجاءت على الشكل التالي: عبدالله برهم: «كان بشوشاً، ودوداً لا تفارقه الابتسامة، خلوقا ومتواضعا». نظير الحمصي: «فارس الأخلاق والطباعة والنشر في الكويت ولبنان». صالح نزال: «ذو خلق رفيع، يحترم رفاقه وأصدقاءه ويحبهم». أبوعامر الكوبري: «علمني مهنة الطباعة، خدم الكلمة بصف الإنترتيب واللينوتيب، حلو الروح والمعشر خلقاً ومعاملة وكرماً». خضر دبوق: «كان صديقاً كريماً وعزيزاً». هانز صلاحي: طيب المعشر، زمالته امتدت في تناغم بالسراء والضراء، طوّر الطباعة من مهنة إلى فن. زينة المقدم: «فقدنا صديقاً عزيزاً». خضر حلوة: «كان رجلاً بكل معنى الكلمة، كنت أحبه وأحترمه». أمين محفوظ: «رحمك الله يا أبو داود يا أعز الأصدقاء». أنطوان عبيد: «غيابه شيء يوجع القلب، نفسه في السماء». أحمد صفاوي: «كان خلوقاً ومحترماً». عزاؤنا لأصدقائه ومعارفه وإلى السيدة الفاضلة جاكلين شليطا (أم داود) وأولاده وبناته وأشقائه. حقاً، لقد أبكيتنا يا جورج برحيلك عنا”..
كتب الزميل حـمزة عليان عن (أبو داوود) فقال:
“والله اشتقنا للكويت يا أبو فؤاد»، عبارة بقي يرددها على مسامعي طوال الفترة التي غاب فيها عنا قسراً منذ جائحة كورونا بنهاية عام 2019، بقي التواصل معه وهو في «نيو سهيلة» حيث المقر والمسكن يجاور شريكة حياته العزيزة أم داود التي رفض أن يتركها وحيدة بل كان ملازماً لها إلى آخر لحظات حياته.
منذ الثمانينيات والعلاقة مع هذا الرجل لم تتوقف يوماً، صديق العمر وابن المهنة وثالثنا الرسام الكبير أمين محفوظ ورحلة السباحة والرياضة الشتوية والصحبة الطيبة، لم أسمع منه يوماً استغابة أو ذما لأي شخص عرفه أو نعرفه، كان التفاؤل يعلو محياه وهو في أشد النكبات إيلاماً، واجه متاعب وتحديات في حياته، من جيل حفر مستقبله ومستقبل أولاده بالصخر، بنى اسماً مهنياً في عالم الطباعة، وأكمل بناء إمبراطوريته التي تحمل اسم «فور فيلمز»، وسمعته تقطر حروفاً من الذهب والوفاء.
كان أحد أبناء جيل المؤسسين الذين انغمسوا في ثنايا مهنة أحبها وعشقها ليورثها إلى أبنائه من بعده، داود وناجي، رافق أهم مرحلتين في تاريخ الطباعة والمطابع في كل من بيروت والكويت، وعاصر صف الأحرف بواسطة الرصاص (ماكينة الإنترتيب) وعصر الكمبيوتر الذي حل مكان الأول وأنهاه، اكتسب خبرات عملية أهلته لأن يكون خبيراً بالحرف العربي، كان «ملكاً» في عصر صف الأحرف بالرصاص ووصلت أعماله إلى أبوظبي ودبي في دولة الإمارات والعراق وذاع صيته في المنطقة الخليجية حتى صار يشار إليه بعبارة “عميد المطابع”
كان وراء إصدار سبع مجلات أسبوعية كانت تطبع في «مطبعة المقهوي» هي «الرسالة، الطليعة، أسرتي، أضواء الكويت، هذا الأسبوع، صوت الخليج» إضافة إلى صحيفتي «السياسة» و«كويت تايمز». أبو داود، أول من أدخل أجهزة الكمبيوتر في صف الأحرف إلى الكويت بعدما هجر عالم الرصاص ويفاجئ أبناء المهنة بهذا الضيف الجديد.
كنت شاهدا على ما قدمه للصحافة الكويتية في مرحلة ما بعد التحرير وقد ساهم فعلياً بإصدار أربع صحف يومية، بتأمين عملية «الصف» للأحرف، وهي «القبس» و«الفجر الجديد» و«صوت الكويت» و«كويت تايمز» حيث تحمل مسؤولية الإعداد والصف كاملة وعلى مدار أشهر وصلت حدود السنة، دون أي أعطال أو توقف في وقت كانت فيه الكويت تفتقر إلى المعدات والأجهزة والكوادر اللازمة لمثل أعمال كهذه.
رحلته في عالم المطابع ابتدأت سنة 1955 بجريدة «النهار» في بيروت، وفي سنة 1962 جاء إلى الكويت ليعمل مع حمود المقهوي وإبراهيم المقهوي وهم بدورهم تعاقدوا مع صاحب «الرأي العام» عبدالعزيز المساعيد لإصدار جريدته من الكويت بدلاً من بيروت وبعدما كانت أسبوعية صارت يومية.
حـمزة عليان
رئيس مركز المعلومات والتوثيق في جريدة القبس الكويتية، من الللبنانيين الذين لهم بصمات واضحة في تنمية العلاقات اللبنانية الكويتية، من خلال كتابه (العلاقات اللبنانية1962- 2000) التشابه والقدر المشترك، الذي نشر سنة 2000م، في طبعة أنيقة مزينة بالصور الموضحة للموضوعات المدرجة فيه، وقد أكد المؤلف بمقدمة الكتاب على التشابه بين الكويت ولبنان في كثير من الأمور، وذكر أن العلاقات الحميمة التي استمرت مدة طويلة هي التي دعته إلى تأليف هذا الكتاب ولفتت نظره إلى أهمية تدوين كل ما يتعلق بالصلات السياسية والاقتصادية والإنسانية بين البلدين. حين يقول:
بين الكويت ولبنان تاريخ حافل بالمودة والعطاء والقواسم المشتركة المتجذرة منذ ثلاثينات القرن الماضي والمتأصلة في نفوس الشعبين قبل أن تأخذ طابع التمثيل الدبلوماسي، فالدور المميز والتاريخي الذي لعبته الكويت أميراً حكومةً وشعباً عبر تاريخ العلاقات بين البلدين ثبّت مقولة أن الكويتيين هم جزء من النسيج اللبناني والعكس صحيح.
وهناك جانب آخر تناوله الزميل حمزه عليّان وهو تاريخ الهجرة اللبنانية إلى الكويت وتسليط الضوء على الإسهامات اللبنانية في الإعلام والصحافة الكويتية منذ نشأتها.
وأفرد جزءاً من كتابه حول الحضور اللبناني في قطاع الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص، إذ اعتبر أنه مع توافد اللبنانيين إلى الكويت إتجهوا نحو الأعمال الحرة وكان من ضمنها الصحافة التي حملت ريادتها في ذلك الوقت جريدة “الرأي العام” التي صدرت عام 1961 كجريدة أسبوعية لصاحبها ورئيس تحريرها عبد العزيز المساعيد “رحمه الله” الذي تعاقد مع الصحافي اللبناني الراحل عبدالله شعيتو وكان يت تحريرها في الكويت لتطبع في بيروت، حيث يذهب بها شعيتو مع نهاية كل اسبوع إلى مطابع الهدف التي كان يملكها نقيب الصحافة الراحل زهير عسيران ويأتي بها مطبوعة لتوزع في الكويت.
ثم عقد فصلا للحديث عن العلاقات الاقتصادية المشتركة منوها بالمساعدات والقروض التي قدمتها الكويت للبنان، وكان لابد له في الختام من أن يتحدث عن الجالية اللبنانية التي تعيش في الكويت، وعن علاقة الكويتيين بلبنان. أما مسك الختام فهو ما أورده عن المشهد الثقافي المشترك، بما في ذلك ذكر الاتفاقات الإعلامية والثقافية والعلمية التي تم عقدها ودور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تعزيز الصلات بين البلدين الشقيقين، وكل ذلك تدل عليه الوثائق الواردة في نهاية الكتاب.
ومن الجدير بالذكر أن متابعة المؤلف للحضور الكويتي في لبنان، ومثله الحضور اللبناني في الكويت يدلنا على مدى الجهد الذي بذله في جمع المعلومات حول هذا الموضوع، كما يدلنا على عمق العلاقة بين البلدين والشعبين
وبعد كتاب «العلاقات الكويتية ـ اللبنانية.. التشابه والقدر المشترك» يتابع الزميل حمزة عليان رحلة الغوص في توثيق وتأريخ العلاقات المتجذرة بين البلدين عبر كتابه الجديد الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية «الكويت ولبنان بين جغرافيتين ثمن الموقع والتميز» والذي أتى زاخرا بالمعلومات منقبا وباحثا فيه عن أصغر التفاصيل بدءا من تاريخية العلاقات الديبلوماسية بين البلدين ومستعرضا أوجه التشابه بينهما من حيث حجمهما الجغرافي وقوتهما الاقتصادية والحرية الموجودة فيهما والديموقراطية، معرجا على الشأن الاقتصادي الذي استفاض فيه مقدما لمحة عن الاتفاقيات الثنائية والمساعدات المالية والمنح والقروض.
وختم عليان اصداره الجديد بعرض اتفاقيات التعاون بين البلدين منذ عام 1972حتى نهايات العام المنصرم. أتى الكتاب بمثابة دراسة توثيقية شاملة لتاريخية العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية وذلك استكمالا لجهد مركز البحوث والدراسات الكويتية في توثيق تاريخ الكويت الديبلوماسي مع الدول حيث سبق للمركز إصدار كتب تفصيلية ترصد العلاقات الكويتية ـ المصرية والعلاقات الكويتية ـ الإيرانية والكويتية ـ العراقية والخليجية والهندية والبريطانية وغيرها.
وقدم الكاتب المعلومة بأسلوب مبسط مقسما الكتاب الى ثمانية فصول اعتمد فيها شهادات وروايات اشخاص عاصروا التجربتين اضافة لمصادر اخرى كالصحف اليومية والكتب.
ولئن سبق للزميل حمزة عليان عرض تاريخية هجرة اللبنانيين.. البدايات والدور وحضورهم وتواصلهم منذ العشرينيات في كتابه السابق ارتأى وتعميما للفائدة وبغية تقديم كتاب متكامل إعادة هذا الجزء مع اضافات جديدة.
وحرص الكاتب في نهاية اصداره الجديد على سرد النص الرسمي لجميع اتفاقيات التعاون بين البلدين سبقها في الفصل الاقتصادي قائمة بالمنح والقروض والمعونات الفنية والخاصة من بداياتها عبر جداول بينت المشاريع وتكلفتها. فبجانب المعلومة المبسطة والموثقة حفل الكتاب بصور تاريخية تظهر عمق العلاقة الممتدة على مختلف العهود بين البلدين. .
كويت الخمسينات في مرآة الصحافه اللبنانية
وعن صورة الكويت في الخمسينات وعن أهتمامات الشعب الكويتي والقضايا التي كانت تشغله . كتب الزميل حمزه عليان في جريدة القبس الكويتيه بتاريخ 13و14-4- 2000. تحت عنوان (كويت الخمسينات في مرآة الصحافه اللبنانية ) استطلاعا” من خلال جولة بانورامية في المطبوعات اللبنانية الصادرة في الخمسينات والزاخره بنشاطات المد القومي العربي والأحداث السياسية العربية. حيث قال:
حسين محي الدين ، صحافي لبناني ، جاء الي الكويت في عام1957 وكتب تقريرا” عن مشاهداته وانطباعاته في مجلة ((الأحد)) اللبنانية الصادرة بتاريخ 19-آيار-1957 والتي تحمل رقم 230 وتحت عنوان: ( شعب الكويت الكويت يلتهم لبنان ) جاء فيه :
كنت أعتقد أن اللبنانيين وحدهم مصابون بهوس السياسية ، وأنهم قد يكونون وحدهم في مقدمة الشعوب ولعا بالبحث عن المتاعب السياسية وأسبابها، وحضرت الي الكويت ، فوجدت من ينافس اللبنانيين في هذا المجال ، أن هذا البلد العربي ، الذي يزيد تعداد سكانه على تعداد سكان دائرة واحدة من دوائر بيروت الانتخابية ((يلتهم)) كل أسبوع كميات وافرة من المجلات والجرائد العربية والاجنبية ، تعادل ثلاثة أرباع الكمية التي تستهلكها بيروت .وهذا عائد الى ((ولع )) المواطن الكويتي بمسايرة الاحداث العربية والعالمية .
وقد تمر بتاجر ، فتراه يقرأ صحيفة ، ويساوم الزبون في أن واحد ….. وتركب السيارة ، تجد الي جانب السائق أكثر من جريدة يومية ومجلة أسبوعية ، هذا في الوسط الشعبي، اما في أوساط الشباب الواعي المثقف ، فانك تجد في انديته كافة الصحف العربية اضافة الى مختلف الكتب التي تبحث في السياسة والاقتصاد والأدب والأجتماع .
وفي دواوين الحكومه ، قل ان تجد موظفا لا يشترك في مجلة اسبوعية او جريدة يومية ، ان لم يكن مشتركا ، فهو لابد اخذ صحيفته المفضلة من السوق كأية حاجة ضرورية.
ومن هنا اطلاع المواطن الكويتي على احداث السياسة العربية والعالمية ، ومسايرته المستمرة لتطوراتها .
وقبل وصولي الي الكويت كانت تنطبع في ذاكرتي عشرات الأسئلة لأكثر من موضوع انوي تحقيقه هنا ، كما كانت مفكرتي اليومية تحوي العدد الوافر من المناحي التي ارغب البحث فيها والمناقشة .
وبدلا من ان اوجه الأسئلة التي اريد ، وجدت نفسي محاصرا بعشرات الأسئلة التي يبحث المواطنون هنا عن أجابات لها ، وكلها تتعلق بسياسة لبنان الرسمي ووموقف حكومة لبنان من الأحداث العربية.
ان ما يلفت ذلك الاطراء الذي قيل بحق الكويت في الصحافة اللبنانية ، ووضع صورة الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح والتعليق عليها بأنه رفع اسم الكويت إلى الذروة.
ففي العاشر من فبراير (شباط) عام1957 نقلت الصحافة اللبنانية عن جريدة ((الكويت اليوم))وهي الجريدة الرسمية خبرا جاء نصه كما يلي :
تلقينا نسخة من جريدة (( الكويت اليوم )) وهي الجريدة الرسمية ، وأذ بها تؤيد مصر بقوة وتهاجم العدوان الاستعماري ….وهكذا تتضامن الجهات الرسمية في الكويت مع الشعب العربي المصري في النضال القومي ، فيرتفع اسم الكويت الي الذروة.
ثم تعلق على ذلك بالقول :التفتت الدنيا كلها الي الكويت هذا الاسبوع ، كانها لا تصدق ان هذا الشعب الصغير يفعل ما فعل.
وهكذا بات الشعب العربي في الكويت والبحرين وقطر في مقدمة صفوف الكفاح الجرئ.. لقد كان النفط مستعبد الشعوب ، ولكنه اصبح اليوم محرر الشعوب.
وتكاد لاتخلو صحافة ذلك الزمان من حضور الكويت اما مشاركة بحدث قومي او برأي يخطه احد المواطنين.
قصة نقيب الصحافة اللبنانية مع الشيخ صباح السالم
في كتابة الصادر 1998 يروي نقيب الصحافة اللبنانية الراحل زهير عسيران قصة حدثت له عام 1966 ،مع الراحل الشيخ صباح السالم الصباح ،اثناء زيارته الي بيروت ،وفي عهد الرئيس اللبناني شارل حلو. وردت هذه القصة في كتابه ((زهيرعسيران يتذكر ))والصادر عن دار النهار للنشر ، يقول فيها :
يوم انتخبت نقيبا للصحافة قمت مع اعضاء مجلس النقابه عام 1966 ، بزيارة بروتوكولية تقليدية للرئيس شارل حلو وقدمت له المجلس ورجوت ان تتحقق للنقابه في عهده ما لها من مطالب، هو مؤهل كصحافي لتحقيقها.
استقبلنا فخامته ورحب بنا بحرارة قائلا: اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان ولا انسب هذه المقولة لي او الى غيري ، لكن الرئيس حلو كان يفتخر بانه من اسرة الصحافة وانه يعتبر زملاءه،عندما يزورون القصر ، انهم في دارهم ، اي وطنهم الثاني . المهم ان الجميع ضحكوا طويلا للغمزه اللطيفة وودعناه شاكرين له حفاوته وتكريمة لزملائه.
ويحضرني الان ان الرئيس شارل حلو وجه في تلك الايام دعوة رسمية الي امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح لزيارة لبنان، مع العلم ان الامير كان يصطاف في لبنان في قصره المعروف ، مع ذلك اراد الرئيس حلو أن تكون الزيارة رسمية،زيادة في تكريم الامير .
وقد اغتنمت الفرصة وزرت فخامته ورجوته،قبل وصول الامير ببضعة ايام، ان يذكرني بالخير عند مجئ سموه واطلعته علي السبب الموجب وهو انني مدين للأمير بمبلغ من المال وان الفوائد تتراكم على بنك انترا، لعله يعفيني من هذا العبءالثقيل فقال: (( تكرم يا نقيب))وكانت لي علاقات خاصة مع الرئيس حلو قبل وصوله الى سدة الرئاسة.
وجاء موعد زيارة الامير فانتقل الرئيس الي المطار لاستقباله،وكنت بين المستقبلين بصفتي نقيبا للصحافه،وبعد استعراض ثلة من الجيش،توقف الرئيس حلو وسأل:اين زهير؟اريد النقيب عسيران ، فتوقف الامير مكانه يريد ان يفهم مغزى هذه اللفته من الرئيس حلو الذي قال لضيفه ((هذا رئيسي يا سمو الشيخ ، ويوم تنتهي ولايتي اعود الى الصحافة ويبقى هو نقيب الصحافة رئيسي))
لقد كانت لفتة كريمة من الرئيس حلو لا انساها. فقد فعلت فعلها لدى سمو الشيخ صباح وعلى النحو الذي اتوقعه، وكان مني ، وانا الي جانب الرئيس نستقبل الامير في المطار، انني لم اجد احسن من القول للضيف الكبير .(( اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان يا صاحب السمو )).
وبعدما استقر الشيخ صباح في مصيفه اقيمت له حفلات تكريمية عدة منها الحفلة التي اقامها سفير الكويت خالد محمد جعفر ، وقد اجتمع حول مائدة الامير الرئيس شارل حلو والرئيس صبري حماده والرئيس عبدالله اليافي وكنت قريبا من هذه الطاولة، فبعث الي الرئيس حلو باشارة كي انضم اليهم تنبه الشيخ صباح وربطها بما حدث في استقباله في المطار، ونام عليها بعض الوقت .
وبعد ايام استدعاني الرئيس حلو وسألني : وين صرنا يا زهير ؟ مشي الحال اوبعد)) قلت: ((حتى الان لم تمطر يا فخامة الرئيس ))ولكن بعد عودة الامير الي الكويت اتصل بي السيد حسن الخليل، وكيل املاك الامير، فاجتمعت اليه وسلمني رسالة من صاحب السمو تحمل الخير والبركة اذ انني توجهت والسيد خليل الي البنك انترا واجرينا المعاملة اللازمة، ولكن كانت اليد قد وضعت علي المصرف فتاخر انجاز المعاملة زهاء سنة تقريبا، انما انتهت بعد سنة علي خير وكما شاء لها الرئيس حلو ان تنتهي.
بعد ذلك كان واجبي ان اتوجه الي الكويت لتقديم شكري للامير . فاستقبلني في ضيافته بضعة ايام ، ويوم قررت الرجوع الي لبنان زرته مودعا، ولم ان ينس ان يحملني تحياته لفخامة الرئيس شارل حلو قائلا : (( تحياتي له وهو سيعود الى رحاب نقابتكم التي علينا وعلى العرب جميعا ان يذكروا صحافة لبنان بالخير لمواقفها الجليلة لقضايا االعرب)).
حفاوة خاصة بالشيخ عبدالله الجابر الصباح . مجلة الاحد-لبنان 1957
على الرابية المخضوضرة نفسها الرابية المتشامخة، حيث تنبت الصنوبرات وتشرئب باعناقها نحو العلاء ، وحيث تنتشر في ظلالها الوارفة خيمات الكشاف، كحبات عقد انفرط نظمه ، على تلك الرابية اقام الكشاف المسلم هذا العام ، شأنه في كل عام ، حفلته السنويه الكبيرة، واليها زحف القوم مساء الاحد الفائت زرافات زرافات، ليشهدوا تجدد الحياة الرياضية، التي يحياها الكشاف.
كان في استقبال القوم اعضاء الكشاف ، الكبار منهم والجراميز والمرشدات وقد تمنطقوا جميعا بلباس الكشاف الرياضي ، وشرعوا يستقبلون القوم بكل نظام لا يعرفه غير الكشاف . على راي الزعني .
ثم يحلونهم اماكنهم دون جلبة ولا ضوضاء ، اللهم الا تلك التي لا يمكن تفاديها في ذلك المكان فسيح الارجاء.
بعد تلاوة اية من الذكر الحكيم ، نهض الاستاذ وجدي جارودي امين سر الجمعية فألقى كلمة الجمعية، وكانت من لون ((ما قل ودل )) جامعة في معناها شاملة في مبناها .
وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح مشاركا في افتتاح الكشاف الصيفي في بحمدون، بعد زيارته الي بيروت واستقباله من قبل عبدالله الخوري ( نجل الاخطل الصغير).
من ضيوف لبنان .مجلة الاحد-لبنان 1957
من ضيوف لبنان هذا الاسبوع خالد العبدالله السالم رئيس دائرتي الجمارك والميناء في الكويت، والشيخ خالد هو نجل سمو امير الكويت.ومن ضيوف لبنان ايضا الشيخ دعيج السلمان والشيخ جابر العلي رئيس دائرة الكهرباء.
وقد استقبل الضيوف استقبالا حارا علي ارض المطار، وكان من بين المستقبلين عدد من الشخصيات الكويتية واللبنانية .
فأهلا وسهلا بضيوف لبنان أملين لهم قضاء وقت طيب في الربوع اللبنانية.
عبد الرحمن العيسي يتبرع بمبلغ 375 جنيها وبرجس البرجس يناصر القومية
عندما وقع العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية عام 1956 ، كان للصحافة اللبنانية دور في تبني حملة لمقاطعة البضائع الفرنسية والبريطانية ، وقادت مجلة ((الاحد))الاسبوعية لصاحبها ورئيس تحريرها الراحل ((رياض طه)) دعوة الامتناع عن نشر الاعلانات البريطانية والفرنسية .
وتضامنا مع هذا الموقف ، كان للشعب الكويتي صوت ورأي مؤيدان فقد ارسل السي د التاجرعبد الرحمن يوسف العيسي شيكا بمبلغ 375 جنيها استرلينيا ، كبدل اشتراك في دار الكفاح العربي لمدة سنه ، وان يكون المبلغ الباقي ثمن اعلانات عن ترويج بضاعته في مجلة الاحد حيث نشر هذا الخبر تحت عنوان ((من الكويت)) في العدد رقم 324 بتاريخ السابع من ابريل (نيسان) عام 1957.
ولم تترك المجلة هذا الموقف دون الاشارة اليه في عددها الصادر بتاريخ 17-3-1956 منوهة “بعاطفة هذا المواطن العربي الحر والتي تدعو للاعتزاز والفخر ، وهي اثمن منكل شئ ” علي حد تعبيرها منهية الخبر بتوجية التحية لكل الاحرار العرب في هذه المعركة الفاصلة.
وفي هذا الاتجاه، افردت المجلة صفحات تحت عنوان ” برلمان العرب” لاتاحة الفرصة لكل قارئ ان يقول رايه مهما كان هذا الرأي ، وفي هذه الصفحات نطالع اسماء:
عبد العزيز السلطان، وبرجـس حـمود البرجـس ، اللذين كتبا مناصرين وبشدة القومية العربية وموقف عبد الناصر في ذلك الوقت ، في العدد رقم 316 بتاريخ 10-2-1957 .
واذا ما تسنى لك مطالعة تلك الصفحات فستعثر على اسماء كويتية عديدة ، شاركت في الكتابة والتعبير عن ارائها بقضايا عربية وقومية ، امثال: محمد ابراهيم الشيخ غانم ، علي حسن المطوع ، عبدالله ابراهيم ، وجابر هاشم .
وصحيفة القبس الكويتية كتبت عن تلك المرحلة، بتاريخ 20-10-2005، بعنوان (من قديم الكويت)، من إعداد الزميل يوسف الشهاب، حيث قال:
كانت أرض لبنان ولا تزال وجهة السياح الكويتيين على الصعيدين القيادي والشعبي، وقد ساهم الطقس الصيفي في لبنان في اجتذاب السياح إلى جانب المناطق السياحية المختلفة التي يرتادها السائح خلال وجوده هناك… ففي عام 1954 زار الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم لبنان وقام بزيارة قصر بيت الدين التاريخي.
وقد حالت الحرب اللبنانية من الذهاب للإصطياف وقد كان الكويتيون متشوقين لها طوال تلك الفترة إلى أن فرجت وحل السلام في هذه الأرض الطيبة حيث رجعوا اليها ليعيدوا الذكريات التي كانت قبل تلك الفترة.
أحـمد حـيدر
في قطاع توزيع الصحف والمطبوعات كان هناك شاب لبناني طموح حلّ بالكويت عام 1963 وهو السيد احمد حيدر، ليعمل على توزيع وتسويق الصحف والكتب منذ ذلك الحين..
وكانت البداية لفتح الطريق لتوزيع الصحف اللبنانية في الكويت مع جريدة الشرق لصاحبها خيري الكعكي ليتبعها صحف أخرى كالحياة والنهار والكفاح العربي والأسبوع العربي والأنوار والصياد وغيرها الكثير من الصحف والمجلات اللبنانية لما لهذه المطبوعات من جمهور يرغب بقراءتها، وكانت طريقة التوزيع في ذلك الوقت سلسة وبسيطة وكانت المنافسة شريفة مع الشركات الأخرى.
ففي محل صغير يسمى “مكتبة الكويت المتحدة” في الشارع الجديد، من قلب مدينة الكويت إلى جانب مقهى الكمال الذي كان يمتلكه السيد علي فارس، كانت بدايات أحمد حيدر في توزيع الصحف والمطبوعات، وفي عام 1979 تحولت “مكتبة الكويت المتحدة” إلى “الشركة المتحدة لتوزيع الصحف والمطبوعات” بجهود فردية ورأسمال محدود، ليتوسع بعد ذلك ويتولى اسمه أحد اللبنانيين الأوائل الذين دخلوا عالم توزيع الصحف والمطبوعات والكتب، ويؤسس حضوراً لبنانياً في مجال توزيع الكتاب والصحف اللبنانية في الكويت.
وانتقل السيد أحمد حيدر من مكتبه القديم إلى مكتبه الجديد بعد أن هجر “عمارة الكليب” بوسط مدينة الكويت، وكان قد استقر فيها لأكثر من ثلاثين سنة، وقد انتخب رئيساً لمجلس إدارة اتحاد الموزعين العرب (1996-1994) وعضواً في مجالس إدارتها لعدة سنوات.
ومن الأسماء التي برزت في مجال التوزيع والنشر تحسين الخياط مؤسس وصاحب شركة المطبوعات للنشر ، التي كان لها دور كبير في توزيع الصحف ونشر الكتاب في الدول العربية والخليجية بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »