تاريخ الصحافة المحلية والمهجرية

تاريخ الصحافة اللبنانية المحلية والمهجرية (القسم السادس)

ماجدة داغر
كاتبة ومحرّرة في الصحافة الثقافية ومسؤولة عن الصفحة الثقافية ومديرة تحرير في صحف ومجلات ومواقع إلكترونية عدّة، راسلت صحفًا ومجلات ومطبوعات ومواقع إلكترونية لبنانية وعربية ولها عشرات المقالات الأدبية والنقدية والسياسية في الصحافة اللبنانية والعربية ( “الحياة”، جريدة “النهار” اللبنانية، جريدة “النهار العربي”، جريدة “المدن” الإلكترونية…)
نُشر لها دراسات بحثية في مجلات محكمة منها في مجلة “المنتدى” الفكرية الثقافية الصادرة عن “منتدى الفكر العربي”، وتعمل في الإعلام المرئي في محطات تلفزيونيّة عدّة، منها: إعداد وتقديم برامج ثقافيّة في “تلفزيون لبنان” الرسمي، وفي “قناة السياحة العربية” ((ATC. كما أعدّت وقدّمت برنامجًا برنامجاً أسبوعيًا ثقافيًا عبر إذاعة “صوت لبنان”، وأعدّت وأشرفت على برامج تربوية وأكاديمية في الإذاعة نفسها. وكانت لها إطلالات عديدة على الشاشات والإذاعات وفي الصحف في مجالَي الشعر والأدب، وشاركت في ندوات تلفزيونية وإذاعية ثقافية وسياسية.
حالياً معدّة ومقدمة برامج في “إذاعة الشرق” في بيروت، ولديها برنامجان: “بيت الذاكرة”، و برنامج “الشرق اليوم”.
لها عدة مؤلفات منها: “قصور ومتاحف من لبنان” ، “آية الحواسّ” (شِعر) ، “بيت الذاكرة والقامات العالية” (بحث أدبي)، “جوازًا تقديره هو” (شِعر) ، “ملتئمًا بالماء كَغَريق الطوفان” (شِعر) ، “وجهة أخرى للزمن” (أبحاث ومقالات فكرية، أدبية، إعلامية، نقدية)، “النّاجيات من جمع التّكسير” (شِعر).
تُرجم بعض أشعارها إلى أكثر من 10 لغات:الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، السويدية، التركية، الأمازيغية، الفارسية، التاميلة والماليبارية الهندية.
غنّى ولحّن من شعرها فنانون لبنانيون وعرب، ولديها تجربة فنية شعرية رائدة مع المطربة اللبنانية جاهدة وهبه في شراكة شعرية فنية ، قدّمتا خلالها العديد من الأمسيات الموسيقية الشعرية الغنائية في العالم العربي.
شاركت في العديد من المؤتمرات العربية والمهرجانات وقدمت فيها محاضرات وأوراقًا بحثيّة وأمسيات شعرية، كما شاركت بعضوية عدة لجان تحكيم.
الدور اللبناني في تأسيس الصحافة المصرية
أعادت الصحافة المصرية فتح تاريخ «الشوام» في مصر، مع الاحتفال بالعام 125 على تأسيس «الاهرام» التي بدأت صحيفة سياسية في الاسكندرية قبل قرن وربع القرن ثم انتقلت الى القاهرة لتصبح الصحيفة الاولى ايام الملكية وبعد قيام الثورة.
والحقيقة ان تاريخ الصحافيين اللبنانيين مع الصحافة المصرية، ظاهرة اقتصادية واجتماعية، لم تعط الدراسة الكافية ولا الموضوعية الكافية. فكل ما كتب في هذا الباب نقد او تأييد. واشهر ما يذكر مـقــــــــــــــــــــــــال لمصطفى لطفي المنفلوطي يهاجم فيه المصريين الذين ينتقدون “الشوام” ويعدد ضرورات الوفاء لهم ولاعمالهم. وقد تلقف المؤلفون اللبنانيون هذا المقال وصدروا به كل الـ“مختارات” الادبية، بمناسبة ومن دون مناسبة.
ثمة حقيقتان: الاولى، هي دور اللبنانيين في تأسيس الصحافة المصرية في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين «الاهرام»، «الهلال»، «المقطم» الخ والحقيقة الموازية هي دور مصر في استقبال الصحافيين اللبنانيين وفي فتح الابواب الاقتصادية امامهم وتسهيل الهجرة الكبرى من لبنان الى الاسكندرية والمنصورة وبور سعيد والقاهرة. فاللبنانيون انشأوا صحافة كبرى في البلد الكبير “مصر”.
وفي هذه المرحلة نفسها، ظلت الصحافة اللبنانية في لبنان صحافة محلية حرفية ضيقة، لا توزع كثيراً ولا تعيش طويلاً، فيما كانت «الهلال» اكبر مجلة في العالم العربي و«الاهرام» اهم صحيفة في مصر والعالم العربي ايضاً. ولم يكن اللبنانيون بارزين فقط في حقل الصحافة، بل الذي ساعدهم ودعم وجودهم هو بروزهم كمجموعة اقتصادية صناعية تجارية كبرى في بلد مفتوح للاجانب، يوم كانت الاسكندرية هي الحاضرة المتوسطية الاولى، وميناء المتوسط الذي لا يهدأ، تجارة ونقلاً ومبادلات.
وكذلك كانت بور سعيد وحركة القناة. وقد حاز المهاجرون اللبنانيون على الاعتبار بسبب هذا الدور، في الصحافة.التي بطبيعتها تبرز اصحابها، واهلها فيما يميل رجال المال والاقتصاد الى الانزواء الاجتماعي. وقد برز من هؤلاء كثيرون: فاطمة اليوسف، وانطون الجميل، وجرجي زيدان، وكريم ثابت. وكان الجميل رئيساً لتحرير «الاهرام» وعضواً بارزاً في مجلس الشيوخ. اما كريم ثابت فقد انتقل من الصحافة ليصبح المستشار الاول عند الملك فاروق. وكان ثابت يقوم بجميع انواع الخدمات في القصر.
ولا يمكننا ان ننسى دور انطون الجميل وبشارة تقلا وجرجي زيدان ومصطفى الرافعي وفاطمة اليوسف، سيدة الصحافة المصرية. ويعدد تحقيق مطول في «روز اليوسف» بعنوان «الشوام في مصر”أنشطة هؤلأ:
من ملكية الصحافة الى عضوية البرلمان» 220 صحيفة اصدروها، بينها «الاهرام» و«دار الهلال» و«دار المعارف». ويقول الزميل عاطف حلمي : “اذا كانت «الوقائع» هي اول صحيفة مصرية صدرت في عصر محمد علي، وبها دخلت مصر الى فنون الصحافة والطباعة، الاَّ ان النهضة الحقيقية للصحافة لم تشهدها مصر الا على يد المهاجرين الشوام الذين لجأوا الى مصر طلباً للحرية والامان، فاصدروا عشرات الصحف والمجلات بلغ عددها اكثر من 220 صحيفة في الفترة من 1866 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية”.
وقد عمل «الشوام» فيما بعد في صحف عربية كثيرة، لكن «الظاهرة المصرية» لم تتكرر في اي مكان. وانشأوا صحفاً ومجلات في المهاجر الاجنبية لكنها لم تعرف العز الذي عرفته في مصر، حيث عومل «الشامي» بصورة عامة كمواطن لا كمهاجر، فارتقى واثرى وافاد من مرحلة الازدهار التي كانت تشهدها مصر. وفي نهاية الامر حدث ما كان محتوماً ان يحدث. فقد انتقل المصريون الى صحافتهم وانتقلت اليهم. وترافق ذلك مع عصر النهضة الذي كان عصر العمالقة في مصر: طه حسين وتوفيق الحكيم والمنفلوطي واحمد امين.
وفي العام 1957 انتقلت «الاهرام» نفسها الى محمد حسنين هيكل الذي حولها الى اكبر واغنى دار صحافية في مصر. وبرزت «اخبار اليوم» مع العملاقين، جسماً وصحافة، مصطفى وعلي امين. وظهرت مدرسة صحافية جديدة مع احمد بهاء الدين وكامل زهيري. واصبحت صحافة مصر هي صحافة العالم العربي برمته، من المغرب الى اليمن، منذ الحرب العالمية الثانية الى اواخر السبعينات. ولم تستطع الصحف الصادرة في لبنان بعد ذلك ان تبلغ الانتشار الذي عرفته صحف مصر، برغم خروجها الى الاطار العربي والافاق العربية. وكان اول من حقق ذلك الراحل كامل مروة الذي نقل «الحياة» من صحيفة لبنانية الى صحيفة عربية الهموم والتطلعات. وما لبثت «النهار» ان شقت طريقها هي ايضاً الى السمعة العربية وسعة الانتشار والخروج من الاطار المحلي. لكن الصحافة اللبنانية لم تعرف في الداخل، في اي مرحلة من المراحل، العز الذي عرفته في مصر.
يعقوب صرّوف (1927 – 1852):
وُلد في منطقة الحدث قرب العاصمة بيروت، وتعلّم في الجامعة الأميركية في بيروت. أسس في عام 1876 مجلة “المقتطف”، مع الأديب فارس نمر وشتهين مكاريوس والتي ظلّت تصدر مدة 9 أعوام، الى أن نقلها إلى القاهرة في عام 1888. وثابر صرّوف على كتابة أهم الأبحاث العلمية والفلسفية، يعاونه في ذلك الدكتور خليل سعاده واستقطبت مجلة “المقتطف” الأقلام المهمة، فكانت لها شهرة واسعة.
أنارت الترجمات الأدبية من اللغتين الفرنسية والإنكليزية، والمقاربات الفكرية والفلسفية التي عمل عليها صرّوف في مجلة “المقتطف”، أفكار النهضة العربية، وعرّفت القراء إلى عدد من الأدباء الغربيين التنويريين.
فرح أنطون (1922 – 1874)
فرح أنطون هو مفكر نهضوي وصحافي، وُلد في مدينة طرابلس (شمالي لبنان). تميّز بحبه للعلم والأدب. هاجر إلى مصر، حيث أسس مجلة “الجامعة”. عُرِف بأفكاره التنويرية، ودعوته إلى تعليم المرأة. له عدد من المقالات والكتب المعرَّبة، الأدبية والفلسفية، ولاسيما منها “ابن رشد وفلسفته”،الذي أهداه إلى “العقلاء الشرقيين في الإسلام والمسيحية وغيرهما”، ودعا إلى بناء مجتمع مدني بعيد عن الطائفية والمذهبية.
شعاره في حياته الشخصية، كما في حياته العملية: “خيرٌ لي أن أكون عالِماً فقيراً، من أن أكون جاهلاً غنياً”.
نقولا الحداد (1954 – 1872)
هو أديب وصيدلي لبناني، وهو أيضاً زوج الأديبة روزا أنطون، أخت الصحافي فرح أنطون. تعود جذوره إلى بلدة دير القمر في جبل لبنان. درس الصيدلة في الجامعة الأميركية في بيروت. هاجر إلى مصر، وعَمِل مع المفكر فرح أنطون. أسس بعد زواجه بروزا أنطون مجلة “السيدات والرجال”، داعياً المرأة إلى التحرر من القيود المفروضة عليها،
في سبيل السعي للعلم والعمل. كتب نقولا الحداد في عدد من الصحف، وساهم في إنشاء مجلات فكرية وعلمية، كما أصدر نحو 30 كتاباً، تعكس الجو الشامي المصري. ساهم إتقانه عدداً من اللغات في إغناء الأفكار التنويرية، التي نقلها في مقالاته، فعرّف القارئ العربي إلى كبار المفكرين العالميين.
أسس نقولا الحداد بعد زواجه بروزا أنطون (أخت فرح أنطون) مجلة “السيدات والرجال”، داعياً المرأة إلى التحرر من القيود المفروضة عليها، في سبيل السعي للعلم والعمل.
لا نستطيع أن نغفل عن أسماء كثيرة، منها رشيد الشميّل، مؤسس جريدة “البصير” في الإسكندرية، والأديب شبلي الشميّل، الذي كان له دور بارز في النهضة العربية، ولاسيّما من خلال إصداره مجلة “الشفاء”، وهي أول مجلة تُعنى بالشؤون الطبية في العالم العربي. ويعود إليه الفضل في تأسيس أول نقابة للطب في العالم العربي، ومقرها مصر، من دون أن ننسى الصحافي خليل زينية، الذي أصدر مجلة “المرآة” في القاهرة، والناشر نجيب متري، الذي أسس دار “المعارف” في مصر، عام 1890.
تجدر الإشارة إلى الدور الطليعي للصحافي اللبناني الأصل، حبيب جاماتي، في الصحافة المصرية، وخصوصاً في دار الهلال، والأمر ذاته للصحافي خليل تابت، الذي ترأّس تحرير مجلة “المقطّم”. ولا بدّ من ذكر الصحافي يوسف الخازن، الذي أنشأ في مصر جريدة “الأخبار” عام 1896، بعد أن استلم رئاسة تحرير عدد من الصحف اللبنانية الذائعة الصيت، في ذلك العصر.
فقد أسس سليم وبشارة تقلا عام 1876 جريدة “الاهرام”، وأسس الدكتور يعقوب صروف المجلة الثقافية العلمية “المقتطف” في لبنان وتابع اصدارها في مصر عام ،1885 واصدر أيضاً يعقوب صروف مع فارس نمر وشاهين مكاريوس جريدة “المقطم”، ونشر الشاعر خليل مطران مجلة “الجوائب” و”المجلة المصرية”، وأسس جرجي زيدان “دار الهلال” التي كانت لها اسهامات كبيرة في بعث الحركة الفكرية والتاريخية في مصر، وكان للاديبة مي زيادة حضور مميز على الساحة الثقافية المصرية، لانها فتحت صالوناً ادبياً امّه الشعراء والمفكرون والكتاب في تلك الفترة.
الا ان هناك دوراً غالباً ما يتم تجاهله في العلاقات اللبنانية – المصرية، وهو ان النخبة اللبنانية التي أتت الى مصر لم تكن نخبة فكرية فقط تتعاطى شؤون الفكر.
يمكننا ان نعتبر ان هذه النخبة اسست “الرابطة اللبنانية” عام .1909 وانتخبت الرابطة المحامي اسكندر عمون رئيساً لها، وضمت عدداً من الرواد، منهم داود بركات، مدير تحرير “الاهرام”، وانطوان الجميل رئيس تحرير “الاهرام”، وخليل تابت رئيس تحرير “المقطم”، ومحمد تلحوق ويوسف وأمين افرام البستاني وغبريال تقلا ويوسف السودا وخليل ابي اللمع. وكان هدفهم النضال من اجل استقلال لبنان عن السلطنة العثمانية. وطالبوا بانجاز استقلال لبنان بحدوده الطبيعية بضمان الدول الكبرى، وبتطوير المجتمع اللبناني اقتصادياً واجتماعياً، والعمل على تكريس التآخي بين الطوائف اللبنانية في الوطن والمهجر.
وقامت هذه الرابطة بنشاط ديبلوماسي في القاهرة، وارسلت عام 1912 وفداً الى فرنسا قابل آنذاك رئيس الحكومة ريمون بوانكاريه وقدّم له عريضة تطالب فرنسا بدعم استقلال لبنان. فالدور لم يكن فكرياً فحسب، انما كان أيضاً دوراً نضالياً.
من الشخصيات اللبنانية المبدعة التي لمعت في سماء الإسكندرية
في الصحافة ، سليم وبشارة تقلا اللذان أسسا جريدة “ الأهرام“ في الإسكندرية عام 1875، ولم تقتصر مهمتهما الإعلامية على هذه الصحيفة العريقة بل كان لهما الدور الكبير في إصدار صحف أخرى ومجلات مثل “ صدى الأهرام“ و “الوقت“ و “ الحال “ و“الوطن “و “حديقة الأخبار“ و “ المنارة “.
هند نوفل التي أسست عام 1892 في الإسكندرية مجلة الفتاة وهي أول مجلو نسائيةفي العالم العربي.
روز اليوسف التي وصلت الى الإسكندرية عام 1912 هاربة من السفينة التي كان من المفترض ان تقلها الى البرازيل.
في الإقتصاد، جول خلاط الذي ترأس لجنة بورصة البضائع في الإسكندرية منذ عام 1923 حتى عام 1937مؤلف كتاب “ أعمال البورصة في مصر” الصادر في الإسكندرية عام 1937 .
جورج قرداحي وهو رأسمالي وملاّك كبير بنى عام 1921 دار الأوبرا في الإسكندرية وأهداها للحكومة المصرية، والدار تحفة فنية ومعمارية كان يطلق عليها اسم ” تياترو محمد علي ” وأصبحت تعرف بإسم ” مسرح سيّد درويش”.
في الأدب، سليم نقاش الذي أسس أول فرقة مسرحية بالإسكندرية عام 1873، وقدّم مسرحيات عديدة منها ” البخيل ” ، ” أبو حسن المغفل” ، ” هارون الرشيد ” .كما قام بترجمة أوبرا ” عايدة “.
جورج حبيب انطونيوس وهو باحث ومؤرخ أصدر كتاب ” اليقظة العربية ” عام 1983 .
هيكتور خلاط وهو شاعر فرنكوفوني حائز على جائزة الأكاديمية الفرنسية عام 1963.
في الفن، المخرج العملاق يوسف شاهين والممثل العالمي عمر الشريف.
وبحسب ما ذكر الباحث الدكتور مسعود ضاهر، في كتابه الهجرة اللبنانية الى مصر، “هجرة الشوام”، “منشورات الجامعة اللبنانية – قسم الدراسات التاريخية” ، فان معظم الشركات الاجنبية العاملة في مصر، وهي كثيرة، كانت تعتمد بشكل اساسي على اللبنانيين والسوريين بسبب معرفتهم باللغة العربية واحدى اللغات الاجنبية. ولما كان الاقتصاد المصري عموماً في قبضة الشركات والمصارف الاجنبية، من زراعة القطن حتى قناة السويس، اتسعت آفاق العمل كثيراً أمام هؤلاء المهاجرين لأن مصالح الشركات تقتضي التعاون مع اصحاب الكفاءة الذين يتميزون بمعرفة اللغات، وسرعة التكيف، والاخلاص في العمل، والخبرة التاريخية في مجال الخدمات، والانفتاح القديم على الغرب.
ولا يمكن فهم دور الجالية اللبنانية – السورية خلال سيطرة الأجانب على مصر إلا من خلال تبعيتها لهم وموقع ابنائها في اطار الوساطة بينهم وبين الشعب المصري وصولاً الى قبائل السودان. والى جانب الوساطة، كان هناك دور طليعي ممتاز للبنانيين والسوريين في تحديث المجتمع المصري وعصرنته عبر المساهمة مع الأجانب في فتح مصانع ضخمة على اساس احدث الوسائل الاوروبية، كمصانع للصابون، ومصانع للزيوت، وحلج القطن، والعطور، والتبغ، والنسيج وغيرها. وكان لهم دور طليعي في مجال العمل الصحافي، وتحديث آلات الطباعة والنشر والتوزيع. كذلك نشطوا في مجالات العمل التجاري والمصرفي والزراعي والثقافي وبقية المهن الحرة.
لقد نجح اللبنانيون كثيراً في مجالات عملهم واقام بعضهم صلات وثيقة بالمجتمع المصري فأحبهم المصريون. واظهر كثير من المثقفين واصحاب السلطة السياسية المصرية اعجابهم بنشاط اللبنانيين ودورهم في النهضة العربية العامة، عبر الساحتين المصرية واللبنانية بشكل خاص.
وعمل بعض المهاجرين على نشر فكرة القومية العربية العلمانية في مصر وغيرها من الاقطار العربية. وكانت بعض التيارات السياسية المصرية تشدد على وجود شعوب عربية وليس شعباً عربياً واحداً، وبعضها يقول بوحدة الأمة الاسلامية بما يتجاوز الحدود الاقليمية الضيقة التي رسمها الاستعمار الاجنبي.
وشاعت فكرة عروبة مصر كثيراً ايام الرئيس جمال عبد الناصر. لكن قرارات التأميم جعلت الأغنياء، من مصريين ولبنانيين وسوريين واجانب على السواء، يعارضونه بشدة. وغادر معظمهم مصر بعدما فشلوا في منع تنفيذ تلك القرارات. هكذا بدأ شعار “مصر للمصريين” يتحقق على ارض الواقع وهو شعار اطلق ايام الزعيم سعد زغلول لكنه لم يطبق جدياً انذاك.
ولم يكن تطبيقه بعد التأميم موجهاً ضد اللبنانيين والسوريين بل ضد جميع الاجانب ومستغلي الشعب المصري، ومنهم فئة واسعة من المصريين أنفسهم، فلم تصدر أية قرارات رسمية في مصر ضد اللبنانيين ولم يعاملوا كالأجانب فيها ولم يشعروا قط انهم غرباء على ارضها، لذلك احبها كثير من اللبنانيين من ابناء الطوائف المسيحية ورفضوا مغادرتها رغم قرارات التأميم التي طالت ممتلكاتهم واراضيهم وتجارتهم ومصانعهم وامضوا ايامهم كلها فيها ودفنوا في تربتها وذلك دليل كاف على شدة تعلقهم بها. لقد افسحت لهم مصر مجالاً رحباً للثروة والنفوذ والانطلاق الثقافي والفني والادبي والمهن الحرة وسواها. ولا ينطبق ذلك على جميع المهاجرين اللبنانيين في مصر. فمنهم من غادر مصر بعد التأميم واستقر اما في أوروبا او في اميركا حاملاً بعض المرارة والخيبة في داخله.
كانت الاسكندرية في اواخر القرن التاسع عشر الميناء المصري الأكثر أهمية على البحر المتوسط، فكان من الطبيعي ان تتجه اليه اعداد وافرة من المهاجرين اللبنانيين. وليست لدينا احصاءات موثوقة عن المهاجرين الأوائل الا ان سجلات الفرنسيسكان في هذه المدينة تؤكد وجود مهاجرين موارنة هناك في النصف الأول من القرن الثامن عشر. فقد ورد في “تاريخ الرسالة المارونية في القطر المصري” الآتي: ترقى الهجرة المارونية الى الاسكندرية الى عام 1749 حيث تذكر اسماء بعض العائلات مع لفظة ماروني او مارونية الى جانبها وذلك استناداً الى سجلات الآباء الفرنسيسكان في الاسكندرية.
شهد القرن التاسع عشر هجرة كثيفة من المدن اللبنانية والسورية الى الاسكندرية حيث شكل ابناؤها جالية غنية وصاحبة نفوذ كبير في نهاية هذا القرن وفي النصف الأول من القرن العشرين. ودلّت سجلات الوقف الماروني لعام 1874 على اسماء أغنياء الموارنة في هذه المدينة وابرزهم: حبيب باسط، خليل فارس، ميخائيل موسى، يوسف نعمة، ابرهيم فارس، حبيب عبدالله يزبك، فياض نصر، حاتم سجعان، انطوان الياس العضم، ابرهيم خليل كساب، منصور فارس، الياس عازار، جرجس نجم صوراتي الذي كان يلقب بشيخ الموارنة.
ثمة تبدلات جذرية بين مطلع القرن التاسع عشر ونهايته في ما يتعلق بالهجرة اللبنانية الى مصر. ففي مطلع ذلك القرن كانت الهجرة لا تزال تتجه نحو مدينة دمياط “أهم الثغور المصرية واعظمها تجارة بل كانت أكبر من الاسكندرية شأناً يوم تسلّم محمد علي الحكم”. اما نهاية القرن التاسع عشر فقد شهدت تراجع دمياط التجاري لمصلحة الاسكندرية التي اصبحت ميناء مصر الأول وبالتالي باتت مركز استقطاب كبير لهجرة اللبنانيين والسوريين والكثير من الاوروبيين.
وقد ثبت من خلال المصادر، وجود سجلات كنسية لابناء الطوائف المسيحية الذين هاجروا الى مصر، وتنظم هذه السجلات ابتداءً من أواسط القرن التاسع عشر مع الاشارة الى وجود اعداد لافتة من المهاجرين قبل ذلك التاريخ. لكن أواسط ذلك القرن حملت اتساعاً كبيراً في عدد المهاجرين الى الاسكندرية بحيث ان اسماء المدونين منهم في سجلات الكنيسة المارونية بالاسكندرية دون سواها ملأت 480 صفحة من الحجم الكبير وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 1844 حتى .1919 كذلك تحمل سجلات الارثوذكس والروم الكاثوليك والفرنسيسكان والأرمن وغيرهم أسماء عائلات كثيرة. ودونت اسماء العائلات بأشكال مختلفة، اذ سجل بعضها باسم العائلة (كساب، رعد، ديب، اده، الجميّل، رزق الله، لطف الله، تابت، صروف، صابات، صباغ، النجار، فرح، سكاكيني، قرداحي، نمر، زيدان، صوصه، كنعان وغيرها…) او باسماء المناطق التي قدموا منها (عكاري، حلبي، طرابلسي، كسرواني، صيداوي، بيروتي، حمصي، شامي… الخ).
طلائع الصحافة اللبنانية في المهجر
لم يقتصر دور اللبنانيين في إصدار الصحف في العهد العثماني والانتداب فحسب، بل امتد إلى بلاد المهجر، وفي ما يلي أبرز الصحف والمجلات اللبنانية التي صدرت في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين:
أول جريدة في نيويورك
يعتبر المؤرخون والدارسون لبدايات الهجرة اللبنانية، أن أوّل جريدة صدرت في نيويورك عام 1888 هي “كوكب أميركا” لأولاد عربيلي وبعدها جريدة “العصر” لنعوم مكرزل عام1894، ثمّ جريدة “الأيّام” ليوسف نعمان المعلوف عام 1897 وتبعتها عام 1898 جريدة “الهدى” لنعوم مكرزل. كما صدرت في نيويورك صحف لبنانية أخرى أمثال: «مرآة الغرب» لنجيب دياب، و«الحارس» لأمين الغريب، و«الشعب» ليوسف مراد، و«الفنون» لنسيب عريضة، و«السمير» لإيليا أبو ماضي، و«السائح» لعبد المسيح الحداد. وأنّ أوّل جريدة عربيّة أسبوعيّة تأسّست في السنغال عام 1930 ثمّ توقّفت عن الصدور في أواخر العام “1935
المكسيك .
أما في المكسيك فصدرت «الشرق» العام 1905 لصاحبها كرم البشعلاني و«المطامير» لسعيد عقل، و«صدى المكسيك» لبطرس طوبيا، و«الخواطر» ليوسف الحلو، و«الصاعقة» ليوسف مسلم، و«الاعتدال» ليوسف غسطين، و«القسطاس» لفريد سليم. و«الفرائد» لخليل نصر وداوود شرتوني، كما صدر باللغة الإسبانية «الردوندفيل» لإبراهيم البيطار، و«الأمير» لألفونس عواد.
الأرجنتين
في الأرجنتين صدرت أول صحيفة عربية في العاصمة باسم الأرجنتين «صوت الفيحاء» لسليم بالش في العام 1894، وأصدر الخوري يوحنا سعيد «الصاعقة»، ثم «صدى الجنوب» في العام 1898، وأصدر شكري الخوري وخليل شاوول «الصبح» العام 1899، ثم تبعتها صحف جديدة أخرى، منها «الزمان» لميخائيل السمرا، «المرسل» لموسى عزيزة، «الإصلاح» لجورج صوايا، «التمدن» للدكتور حبيب أسطفان، «الحياة» لجورج عساف، «الاتحاد اللبناني» لرشيد رستم. وأسس أنطون سعاده جريدة “الزوبعة” التي صدرت بين العامين (1940-1947).
الشيلي
صدرت أول جريدة عربية في شيلي باسم «المرشد» للخوري بولس الخوري في العام 1913، و«المنبر» ليوسف مسعد في العام 1915، و«الوطن» لداوود مجاعص في العام 1919، و«التفاهم» لأنطون الجمل، و«الاعتدال» لتوفيق ضعون، و«النشرة العربية» لسليمان عويس. كما صدرت باللغة الاسبانية جريدة «العالم العربي» لجرجس أبو صالح، و«لانيزول» لاسيس فارس.
البرازيل
كانت جريدة «الرقيب» أول جريدة عربية أنشأها نعوم اللبكي في العاصمة البرازيلية العام 1896، وفي العام 1898 أصدر شكري الخوري «الأصمعي» في سان باولو وأصدر «أبو الهول» العام 1906، وأصدر نعوم اللبكي وفارس نجم «المناظر» في سان باولو العام 1899 أيضاً. وتوالت صدور صحف جديدة منها: «الأفكار» للطبيب سعيد أبو جمرة و«البرازيل» لقيصر المعلوف، و«الميزان» لإسطفان الغلبوني و«والجالية» لجورج مسرة، و«فتى لبنان» لرشيد عطية، و«الأمازون» لفارس دبغي، و«الجريدة» للدكتور خليل سعادة، و«الكرامة» لسلوى سلامة، و«الشرق» لموسى كريم و«القصة الأندلسية»، والحمراء وأسس ،أنطون سعاده جريدة”سورية الجديدة” بين عامي (1939-1941)
مجلة المغترب
أصدرت “وزارة المغتربين” في لبنان مجلة “المغترب”، وفي التعريف بها كما ورد في العدد الأول:” مجلة تصدر فصليا عن وزارة المغتربين، بعدّة لغات .وتوزع مجانا عبر البعثات الديبلوماسية، والهيئات والجمعيات والنوادي الإغترابية، وهي متخصصة وهادفة، تعالج الواقع اللبناني والمهجري في آن معا” .
صدر من هذه المجلة، خلال ثماني سنوات (1996-2004)، 12 عددا، في فترات غير منتظمة، والسبب في ذلك، إضافة إلى جانب احتجابها، يعود إلى مشاكل وتعيقدات ادارية ومالية ، كانت تعاني منها الوزارة قبل وبعد الغائها ودمجها مع وزارة الخارجية .
كان من المتوقع ان تطل “المغترب “على بلاد الانتشار باللغات الخمس : الإنكليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية والعربية، إلا أنّها اقتصرت على اللغة العربية فقط .
تولى موظفو وزارة المغتربين إدارة المجلة وتحريرها . وأسندت رئاسة التحرير فيها إلى مستشار الوزارة وليد بركات، والإشراف لرؤساء المصالح : وجدي أبو غانم ورفيق صابر وأحمد عاصي وجهاد العقل ، وشارك في تحريرها ، معظم موظفي الوزارة .
تميزت “المغترب” باخراجها الفني الأنيق ، فهي ملوّنة، تناول كل غلاف موضوعا أو أكثر . وتراوح عدد صفحاتها بين 56و130 ، وتنوّعت موادها، فهي متخصصة بالشأنين الداخلي والمهجري؛ تعرّف المقيم بأوضاع الجاليات ونشاطاتها ومشاكلها وانجازاتها. وتنقل إلى البعيد عن وطنه ما يرغب في معرفته عن أحوال بلاده وأوضاع أهله . وتبقى مجلة المغترب ذاكرة وزارة المغتربين . إليها يعود الباحث والمؤرخ للتعرف على نشاطاتها وانجازاتها ودورها الوطني في تمتين العلاقة الروحية والوجدانية بين شطري لبنان المقيم والمغترب.
موسوعة (صحافة الحركة القومية الإجتماعية)
ومن أبرز المؤلفات الصحفية التي صدرت في لبنان في مطلع الألفية الثالثة ” موسوعة صحافة الحركة القومية الإجتماعية في الوطن والمهجر،بين عامي (1933-2008)”، أصدرها الدكتور جهاد نصري العقل، تقع في خمسة أجزاء، بـ 3567 صفحة، وتشتمل على الصحف والنشرات التي أصدرها أنطون سعاده والحزب في البرازيل والأرجنتين ولبنان ، وهي موزعة على الشكل الآتي :
الجزءان الأول والثاني : يتناولان الدوريات التي أصدرها أنطون سعاده في الوطن والمهجر، بين عامي 1933 و1949 ، وهي مجلة “المجلة”، جرائد : “النهضة”، و “سورية الجديدة”، و”الزوبعة”،و “الجيل والجديد”، والنشرات الداخلية، وسلسلة “النظام الجديد”. صدر هذان الجزاءن في الأول من آذار، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادة سعاده (1904- 2004) .
الجزء الثالث : ويشمل الدوريات التي أصدرها “الحزب القومي” أثناء غياب سعاده القسري (1939-1947)، وتضم ما أصدره هذا الحزب بين عامي 1944و 1948، وهي مجلات : “العالم العربي”،و “مجاني”، و”فنّ”، و”الدراسات الثقافية”،و “الواجب”،وجريدة “صدى النهضة” . صدر هذا الجزء في الثامن من تموز ، بمناسبة ذكرى استشهاد سعاده .
الجزء الرابع : ويتضمن بين دفتيه النشرات التي أصدرها الحزب السوري القومي الإجتماعي في دمشق، بين 1950 و1955 . وهي “الجيل الجديد” ، و ” البناء”، و”الشام”، و”البناء الجديد” . إضافة إلى نشرة “النظام الجديد” .
الجزء الخامس: ويتضمن معظم الصحف والنشرات ، التي أصدرها “الحزب السوري القومي الإجتماعي” بفرعيه الإنتفاضة والمركز، بين 1958و2004 . صدر في الثامن من تموز من العام 2008 .
عن هذه الموسوعة قال المؤرخ والأديب أنطوان بطرس : ” إنّها عمل مرجعي كبير يؤرخ للنشاط الصحفي، لمؤسس وزعيم الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعاده ،أولا، ومن ثمّ للحزب ومؤسساته الثقافية والإذاعية، ثانيا، منذ العام 1933، وحتى استشهاد سعاده”،في العام1949، ومن بعده حتى العام 2008 .”
“موسوعة الإعلام الحزبي في لبنان”.
عن هذه الموسوعة كتب طلال سلمان على منصته الألكترونية بتاريخ 8 سبتمبر 2019، حيث قال:
عشت عمري في الصحافة ولها، يومية اسبوعية، قبل إصدار “السفير” في 26 آذار 1974، وما زلت امارس فعل الكتابة وانشر في لبنان ومصر وفلسطين المحتلة، واتابع ـ ما استطعت ـ الصحف والاذاعات المسموعة والمرئية بالحشرية والمهنية والرغبة في… نسيان ما أعرف.
قبل حين جاءني باحث جدي، لم يسبق أن عرفته، وهو يتأبط شراً: والشر، هنا، هو “موسوعة الإعلام الحزبي في لبنان بين 1924 و2018”.
ولقد استمتعت، بقدر ما افدت علماً ومعرفة واستذكاراً عن مؤسسي الصحافة الحزبية في لبنان، على امتداد قرن كامل، بدايته مع نهاية الحرب العالمية الاولى ونشوء الصحافة عموماً، والصحافة الحزبية خصوصاً، وصولاً إلى اليوم.
ومع تقديري للجهد الذي بذله علي حسين مزرعاني وهو يغرق في هذا البحر البلا ضفاف للعمل الحزبي بتشكيلاته المختلفة فكرياً وسياسياً، فإنني أتمنى أن يهدأ وهو يعد “المسودة” للطباعة، فيستدرك ما يتوجب استدراكه ويعيد تنظيم الملفات التي أُعدت على عجل، كما يبدو، لكي يعطي هذا الكشف الثمين حقه في أن يكون مرجعاً لكل مهتم بالحياة السياسية والفكرية، واستطراداً، الحزبية في لبنان بامتداد قرن طويل جداً وحافل بالتطورات والتحولات والانشقاقات الحزبية التي كادت تقضي “على الأصل” وتشوه “المشتقات” التي كثيراً ما قاتلت بل وقتلت الفكر المؤسس.
فأما “الاحزاب التاريخية”، أي تلك التي تم تأسيسها في عشرينات القرن الماضي وصولاً إلى منتصفه فهي: الحزب الشيوعي والكتائب والسوري القومي وحركة القوميين العرب والكتلة الوطنية والنجادة والبعث… وبعض هذه الاحزاب مستمر حتى اليوم، ومنها ما ضعف ومنها ما تحول إلى احزاب أخرى بفعل الانقسامات ومنها ما غاب عن الخارطة السياسية مطلع القرن الحالي.
لقد كان لكل مرحلة من الزمن سمة لحزب او لتيار على الاراضي اللبنانية. مثلاً، مع بداية الاستقلال وبعده انتشر الدستوريون والكتلة الوطنية والكتائب، وفي فترة الخمسينات كان البعث، وفي الستينات المد الناصري، وكانت هناك مساحة للشيوعي والقومي، وفي الربع الاخير من القرن الماضي برزت حركة “امل”.
يشير المؤلف إلى أن فترة الحرب الاهلية ـ العربية الدولية قد شهدت تفريخ العديد من المنظمات والهيئات المسلحة، واصبح لكل منها ميليشيا، ما عدا الكتلة الوطنية لعميدها الراحل ريمون اده.
ويختم مزرعاني تقديمه فيقول إن معظم الاحزاب قد توقفت عن اصدار صحفها ونشراتها، الا القليل منها. وحالياً تعتمد الاحزاب اللبنانية في إعلامها على المواقع الالكترونية والسوشل ميديا الحديثة بكافة تشعباتها، لسهولة النشر ولتكلفتها المنخفضة.
“لقد وصلت الميليشيات المتصارعة بالسلاح على الارض إلى الصراع على تقاسم المغانم في ما بينها في جنة الحكم، واختلفت ايضاً على ذلك فأوصلتنا الطبقة السياسية الحاكمة إلى حافة الانهيار السياسي ـ الاقتصادي والاجتماعي.. ومات الوطن”.
دور الإعلام والإعلان والتسويق الإعلاني وانعكاسه على الصحف والوسائل الإعلامية.
يرتبط الإعلام مع الإعلان والتسويق الإعلاني بشكل وثيق، ووحدة مهنية مترابطة، فلا صحافة من دون إلان، ولا إعلان من دون وسائل إعلامية، في هذا القطاع هناك أسماء لبنانية لمعت ليس في لبنان وحسب بل على مستوى المنطقة العربية والعالم، نأتي على ذكر بعض من هذه الشخصيات، دون أن يعني ذلك اي إغفال للشخصيات التي لم نتمكن من الحصول عن أية معلومات عنها،
جوزيف غصوب
نجح جوزيف غصوب، الذي شغل منصب رئيس المجلس العالمي للجمعية الدولية للإعلان، في أن يجعل “المجموعة القابضة” (THG) واحدة من كبريات مجموعات التواصل الإعلامي في الشرق الأوسط، حيث تتوزع مكاتبها عبر منطقة الخليج والمشرق العربي وشمال أفريقيا.
وتضم المجموعة كلاً من تيم و يونج آند روبيكام، وإنترماركتس للإعلان، وأصداء للعلاقات العامة، وميديا إيدج سيا، وووندرمان. وتحول غصوب إلى شخصية عامة لها دورها الكبير والهام وذلك من خلال تعاطيه في شئون الإعلان في العالم والمنطقة ومن خلال اهتمامه بالشئون الإنسانية والاجتماعية والمصلحة العامة. ويلعب غصوب دوراً كبيراً في إبراز قطاع الإعلان والإبداع الإقليمي على مستوى العالم.
حصلَ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “ميناكوم” جوزيف غصوب، على جائزة “المساهمة المتميزة” للعام 2014، خلال حفل توزيع جوائز “أريبيان بزنس للإنجازات”. ويأتي هذا التكريم تقديراً للدور البارز الذي لعبه في قطاع الاتصالات التسويقية في المنطقة، وإنجازاته الاستثنائية في هذا المضمار.
وتمَّ تكريم غصوب بهذه الجائزة إلى جانب 14 شخصيةً أخرى من نخبة رجال وسيدات الأعمال في المنطقة، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لـ “الاتحاد للطيران” جيمس هوغن، ومدير عام “غرفة تجارة وصناعة دبي” حمد بوعميم، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة “الهلال للمشاريع” بدر جعفر.
وفي معرض تعليقه على الفوز بالجائزة، قالَ غصوب: “إنَّه لشرف كبير لي أن يتمَّ تكريمي بهذه الجائزة المرموقة، وأنا فخور للغاية بالنمو المتواصل والإنجازات الكبيرة التي حقّقتها مجموعة ‘ميناكوم’ على مدى العقدين الماضيين، إذ يعكسُ هذا النجاح التفاني والجد في العمل الذي يميّزُ موظفي الشركة، والقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدّمت الكثير من الدعم لقطاع الأعمال، ووفرت مناخ عمل مثالي أتاحَ لنا النمو والازدهار على مر السنين”.
وأسّس غصوب مجموعة “ميناكوم” (والتي كانت تعرف بـ”المجموعة القابضة” سابقاً) في 1996. وشهدت المجموعة تحت قيادته نمواً متسارعاً، لتتصدّرَ قطاع الاتصال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يعمل فيها أكثر من 900 موظف على امتداد شبكتها التي تتألّفُ من 37 مكتباً، توفّرُ خدمات الاتصالات التسويقية في 12 دولة عبر منطقة الخليج العربي والمشرق العربي وشمال أفريقيا.
رجا طراد
رجا طراد، رئيس مجلس إدارة “Publicis Groupe MEA” حائز على بكالوريوس فنون في الدراسات السياسية والإدارة العامة من “الجامعة الأميركية في بيروت” عام 1977، شغل قبل ذلك منصب الرئيس التنفيذي في Publicis Communications الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للدعاية والإعلان، هو أحد أبرز خبراء قطاع الإعلام والإعلان والاتصال في منطقة الشرق الأوسط.
باشر السيد رجا طراد سيرته المهنية في الإعلان في العام 1978 بمنصب تنفيذي حساب لـ”بروكتر أند غامبل” من خلال شركة Young & Rubicam في بيروت وأثينا، في العام 1982 انضم إلى مجموعة “H&C Leo Burnett” في بيروت بمنصب مدير حساب وفي العام 1984 تم ترقيته إلى منصب مدير حساب إقليمي لشركة “فيليب موريس” Philip Moris.
في العام 1987 انتقل إلى البحرين ليشغل منصب مدير إداري لعمليات منطقة البحرين والإمارات والكويت، وفي العام 1991 أصبح السيد رجا طراد المدير التنفيذي لمجموعة ليوبورنيت الشرق الأوسط، وفي عام 2000 تمت إضافة شمال إفريقيا إلى البلدان الواقعة ضمن مسؤولياته، وبعد مرور عام، أي في العام 2001، تضمنت مسؤولياته كمدير تنفيذي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغطية كافة الوحدات التشغيلية غير الإعلامية في المنطقة.
بتاريخ 21 تموز/يوليو 2014 أصدر ولي عهد دبي سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مرسوماً قضى بإنشاء مجلس دبي للتصميم والأزياء الذي ستُعهد إليه مهمة وضع الخطط الاستراتيجية والتنظيمات بهدف تحويل دبي إلى عاصمة من أبرز عواصم العالم للتصميم والأزياء.
كما عُيّن السيد رجا طراد عضواً في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت لمدة ثلاث سنوات، كما شغل منصب عضو مجلس إدارة دبي المتحدة للإعلام. وفي العام 2004 حاز على وسام الأرز برتبة فارس من الجمهورية اللبنانية، وذلك تقديراً لعطاءاته في ميدان التواصل والدعاية والإعلان، وهو أيضاً حائز على جائزة الشخصية الإعلامية للعام 2012 من دبي لينكس.
وتعليقاً على تقليده الوسام، قال الأستاذ رجا طراد،
“إن كان هذا الوسام مصدر اعتزاز شخصي وعربون تقدير للعمل المؤسساتي الذي أنتجته ضمن مجموعة شركاتنا العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهو كذلك تكريم لكل لبناني يعمل جاهداً في دنيا الانتشار لرفع اسم لبنان وإعلاء شأن مهمة التواصل والدعاية والإعلان عبر السعي إلى تحقيق أعلى درجات الاحتراف المهني والتميّز الإبداعي.”
“والفضل في ذلك يعود أيضاً إلى المسؤولين في إمارة دبي والقيّمين عليها، وفي مقدّمتهم الفريق أوّل سموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم الذين منحونا ثقتهم الغالية، ووفروا لنا جميعاً بيئة مثالية للعمل والإنتاج والازدهار. إن هذا الوسام هو بمثابة عرفان لجميل إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة علينا.”
رمزي رعد
رمزي رعد الرئيس والمدير التنفيذي لوكالة (تي بي دبليو ايه رعد) الشرق الأوسط، تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت، وبدأ حياته المهنية في مجال الإعلان في العام 1967، وخلال الاثني عشر عاما التي تلت ساهم في توسيع أول شبكة إعلانية إقليمية في الشرق الأوسط، بدأها بالكويت ثم البحرين، وبعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان كان رجل الإعلان اللبناني الأول الذي ترك لبنان متوجها إلى الخليج حيث استقر بدبي في أكتوبر من العام 1975، وفي العام 1982 انتقل إلى باريس وبعدها بعامين استقر في لندن حتى العام 1986، عاد بعدها إلى دبي التي أصبحت منذ ذلك الوقت المركز الرئيسي لأعماله.
وفي العام 1988، انتخب رئيسا لفرع الإمارات العربية المتحدة في الجمعية الدولية للإعلان، وخلال رئاســـته أطلق أول مسابقة للإبداع الإعلاني في المنطقة “وذلك في العام 1990″، كما ساهم في تنظيم أول اجتماع للجنة التنفيذية الدولية للجمعية الدولية للإعلان في دبي، وانتخب نائبا للرئيس العالمي للجمعية الدولية للإعلان ومديرها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في العام 1991 وساهم في تأسيس جمعية مجلس التعاون الخليجي للإعلان ومنتدى أبحاث الشرق الأوسط وجمعية وكالات الإعلان في الشرق الأوسط.
وأسس وكالة “تي بي دبليو ايه/ رعد” الشرق الأوسط في سبتمبر من العام 1999، والتي سرعان ما تطورت لتصبح واحدة من أكبر خمس وكالات إعلان في الشرق الأوسط.

وخلال مهرجان دبي الدولي الثالث للإعلان في الشهر الأول من العام 2010 اعتبر السيد رمزي رعد رجل الإعلان الأول لعام 2010 وذلك لدوره المتواصل ومساهمته الفعالة في الارتقاء بصناعة الإعلان بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى أربعة عقود، ويمنح هذا التقدير عادة إلى احد العاملين البارزين في مجال صناعة الإعلان الذي تمكن بفضل جهوده ونشاطه وتفانيه من إبراز مكانة المنطقة على مسرح الإعلان والتسويق على الصعيدين المحلي والإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »