الإبداعات اللبنانية محلياً ودولياً

الإبداعات اللبنانية محليًا ودوليًا (القسم الأول)

رواد من بلاد الأرز ”روّاد لبنانيون في المهاجر”

الإبداع اللبناني كُتب ويُكتب بأحرف من نور ويُنقش نقشا وجدانيا فلسفيا على جدار الذاكرة اللبنانية، وضمن آلاف المؤلفات الفكرية، الثقافية، التاريخية والسياحية، التي تحدثت عن عمالقة الأدب والشعر والفن والثقافة والعلم والطب إلخ…
في ما يأتي إضاءة موجزة عن بعض هؤلأ الرواد الذين رفعوا إسم لبنان حيثما حلّوا. وهم غيض من فيض من رسل خير وعلم وفن وأدب، بهم يفتخر الوطن، وتعجز الصفحات، مهما بلغت من التعداد، أن تدوّن مآثرهم بالحبر والورق ، فهم ملحمة رائعة في تاريخ هذا الوطن “بها سرّ ربّ السماء وارتاح”.
رشيد نخلة (1873 – 1939)شاعر لبناني لقّب بأمير الزجل.
رشيد نخلة هو ناظم نشيد لبنان الوطني عام 1926 ولقب بامير الزجل سنة 1933 وهو أول من لقب بذلك في لبنان. وحين توفي عام 1939 في الباروك، رثاه الشاعر خليل مطران وقال: إذا ما روضة الآداب باهت… بعالي الدوح باهينا بنخلهْ كما رثاه شبلي ملاط بقوله:
الواسع الصدر، إلاّ أن يقال له،
لبنان قد مسَّه ضيم فيحتدمُ
ولد الشاعر رشيد نخلة في 6 شباط (فبراير) 1873 في بلدة الباروك. تعلم في بيته أولا ثم في مدرسة عين زحلتا ثم في مدرسة سوق الغرب الأميركية. باشر الوظائف، كاتب تحرير قائم مقامية بلاد الشوف، ثم في الجندية اللبنانية، فمدير العرقوب الشمالي 1907 خلفاً لوالده، وقائم مقام جزّين 1911. ثم تولى مديرية دير القمر الممتازة في 1914، وفي سنة 1915 نفي إلى القدس، وفي 1918 عين رئيس القلم العربي، ومدير معارف لبنان، فمدير الأوقاف والأديان والمصالح العامة في الجبل، وهذه الوظيفة أنشئت خصيصاً له، وألغيت عندما انفصل عنها. وفي عام 1920 عين مفتشاً للأمن العام. وفي 1925 عين محافظاً لصور، وبقي في المحافظة خمسة أعوام إلى أن أحيل سنة 1930 إلى التقاعد، وبرغم هذه المناصب احتقر نخلة السياسة ووصفها بشتّى النعوت: «قبر المروءة» و«حرفة المصلحة» و”صناعة الحيلة”
في عام 1912 أسَّس “جريدة الشعب” في عين زحلتا، وتعتبر اول جريدة في منطقة الشوف، وكان مديرها المسؤول زيدان ضاهر زيدان، وكانت تُوزَّع مجّاناً «في سبيل الحرّية ولوجه الأدب» وحين عهد بها إلى ابنه ووحيده، الشاعر الشهير أمين نخلة .
جُمعت أزجاله في كتاب بعد وفاته عنوانه «معنّى رشيد نخلة» بإشراف ابنه، الشاعر أمين نخلة، طبع في 1945 ببيروت، ونشر شعره في صحف كثيرة ومجلات، ومنها: البرق والمعرض والمكشوف، وله ديوان عنوانه ديوان الشاعر السماوي.
من أعماله المطبوعة قصة صغيرة بعنوان محسن الهزان في بيروت 1936 ثم طبعت في البرازيل عام 1940 ثم في صيدا ودمشق تحت اسم مستعار (د. ت)، و«غريب الدار» وهو كتاب في المراثي – بعبدا 1897، و«العواطف اللبنانية» – بيروت 1910 – و«كتاب المنفى»، قدم له أمين نخلة – منشورات المكتبة العصرية – بيروت 1956.
ومن أعماله المخطوطة: رواية عنتر وكتاب الماضي ومذكرات رشيد نخلة إضافة إلى رسائل رشيد نخلة. ورشيد نخلة هو شاعر أرسل أهازيجه بالفصحى وبالعامية، فقطّر فيها روحه اللبناني وحسّه الجمالي، وحرص على عذوبة الإيقاع وقوة الإفصاح عن العاطفة، فالتقى شعره وزجله عند جمال التصوير وفخامة الوصف وحماسة النفس وبلاغة التعبير.
كتب رشيد نخلة روايته محسن الهزان وظلت مخطوطة عنده سنوات طويلة حتى جاء أمير الشعراء أحمد شوقي زائرا للبنان عام 1925 فدعاه نخلة إلى بيته ودار حديث بينهما عن الشعر الملحمي.
وذكره براوية «محسن الهزان» فطفق يبحث عنها، حتى وجدها، ثم التقاه مرة أخرى بعد أيام، وأخذ يقرأ عليه منها، ومن أشعاره، وفي مقدمة الرواية كتب نخلة يقول: “ثم سبح بي العمر، فغرقت رواية محسن في النسيان دون أن يعلم بها أحد، حتى نزل أمير الشعراء شوقي لبنان عام 1925 وعقدنا ذلك الوداد الذي لا يفت فيه غياب الوجوه، واختلاف الدنياوات، فذكر شوقي مرة عندنا في البيت قضية الملحمة في الشعر العربي، فأذكرني رواية محسن فطفقت افتش عنها وراء غبار الماضي، وأجمع أبياتها المبعثرة، وأصلح برأي الكهولة عبث الصبا فيها، حتى تم لي ذلك بعد جهد كثير، وكان من سروري فوق ما اصف حين أقبلت على شوقي بعد أيام اقرأ عليه طائفة من محسن، وهو يطرب ويستعيد هذا المقطع مرة مرة ومرتين مرتين:
والسهل كـان يموع مـوع الحرير
والليل مـن ضـو القمر قطعة رخام
والليل من ضو القمر لونو انمحى
حتىالذهب خالط الفضة مـن الضحى

ونظم رشيد نخلة روايته بأسلوب الزجل اللبناني، وبعدها ارتأى تنظيمها على الطريقة الدارجة بالشعر النبطي أو الشروقي كما يسميه، ونظم مقاطع منها، لكنه اضاعها ولم يعثر عليها، حتى جاء ابنه امين نخلة فبحث عنها ووجدها.كما أورد أمين نخلة في مقدمته لديوان أزجال والده، المسمى معنى رشيد نخلة أبياتا منها، ومن الواضح أن رشيد نخلة قد عارض فيها قصيدتي محسن الهزاني وعبد رنية الشهيرتين، والابيات التي أوردها هي:
يـا مير مـن جنب الطويلع بيومين
مربع وضيح الرحب لتقول جنه
مسبح بعمدان الذهب طول رمحين
والخـز والديبـاج مـن تحتهنـه
والتمر بزهير السمن عقد كومين
والنوق تردف من ورا الجوف بنه
وبيض المذاكى تحيط بالربع صفين
ويا محسن الهزان وتمر بالعين
والعنبر الفواح وقد طبعت رواية «محسن الهزان» في 1936 ببيروت ثم عام 1940 في البرازيل، ثم طبعت في صيدا بلبنان مرة أخرى، وطبعت في سوريا باسم آخر وهو «هند بنت جفيل».
لنخلة في الشعر الفصيح «ديوان الشاعر السماويّ»، اختار له هذا الاسم لقول ولي الدين يكن في صاحبه (كتاب «عفو الخاطر»، 1955) إنه «شاعر سماوي». وله في الزجل: «معنّى رشيد نخلة» (1945) «عنتر»(رواية) «محسن الهزّان» (رواية/1936) «تكملة معنّى رشيد نخلة» و«الديوان اللبناني». يقول مارون عبود: «إن الرشيد خير من حفل زجله بالصور والمعاني والألوان، وقد تجد كثيراً من هذه الصور في الشعر الفصيح، لأن أبا أمين شاعر فصيح واسع الاطلاع، وقف حياته على السياسة والشعر..».
ينفي رشيد نخلة أن يكون الزجل منافساً للشعر الفصيح، لكنه يُدلِّل على أهميته ناقلاً كلام الكاتب الفرنسي، موريس بار، في «كتاب المنفى»: الآن عرفتُ ما كنت أجهله، فإنكم، أنتم جماعة الشعراء الشعبيين، تعيشون في بيوت الناس، ونحن نعيش في كتبهم (…) فلا بدع إذ نراكم أشدَّ حرارة منّا”. ثم يتناول الشاعر الفرنسي الزجّال الشهير ميسترال (1830 – 1914) إمام الزجَّالين في فرنسا، والفائز بجائزة نوبل للآداب (1904)، والذي كان ينافس فيكتور هوغو، مُبيِّناً أن لميسترال الفضل في انبعاث اللغة البروفنسية في فرنسا.
بخصوص تأليف النشيد الوطني أوردت جريدة «بيروت» في عددها يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1944 فصلاً بعنوان «كيف نظم رشيد نخلة النشيد الوطني» جاء فيه: «ألّفت الحكومة عام 1925 لجنة تحكيم بين الشعراء المتبارين في نظم النشيد الوطني على رأسها الأستاذ الكبير الشيخ عبد الله البستاني ومن أعضائها الشيخ إبراهيم المنذر والأستاذ عبد الرحيم قليلات والأستاذ وديع عقل والأستاذ الياس فيّاض وسواهم. وجعلت الحكومة للشاعر الفائز في المباراة جائزة مالية قدرها 1000 ليرة سورية. وقد تبارى معظم الشعراء في لبنان وفي المهجر”.
وتتابع الصحيفة: “وكان رشيد بك يومئذ في بيروت، وصادف ذات مرّة أنه كان في بيت أحد أصدقائه من كبار رجال السياسة في البلاد، ودار الحديث على النشيد الوطني ومباراته، فقيل في الجلسة إنه أصعب شيء إيجاد نشيد وطنيّ عام في وطن مقسَّم الميول والنزعات والطوائف، أشبه ما يكون بالفسيفساء فقال رشيد بك: ولكن الشعراء المتبارين لا يعدمون إيجاد النشيد الجامع لمختلف النزعات في الوطن، كأن يقال مثلاً “كلنا للوطن”. فقيل له: هذا والله أبرع استهلال، فليتك يا رشيد بك تمضي في النظم عليه، وهكذا كان”.إلى أن تقول الصحيفة: “وكان رئيساً للوزارة يومئذ فخامة الشيخ بشارة الخوري، فلما أُرسلت إليه القصيدة الفائزة وعليها اسم ناظمها قال: هذه الكلمة المشهورة: “الحمد لله فإن صاحب نشيدنا الوطني من أشهر رجال الوطنية”. وكان في الأصل هذا المقطع:
ما عرانا انفصالْ… في الملمّ العصيبْ
فاجتمع فخامة الرئيس الشيخ بشارة إلى رشيد بك، واقترح الشيخ بشارة حذف هذا المقطع، وكان ذلك في جلسة لمجلس الوزراء، كي لا يكون في النشيد ما يذكّر اللبنانيين بطائفية وانقسام، فقبل رشيد بك بذلك وحذف المقطع”.
بُويع رشيد نخلة بإمارة الزجل عام 1933 فكان أول أمير للزجل في لبنان. وقد أقيم احتفال كبير يوم 13 نيسان (أبريل) ذلك العام لمناسبة هذه المبايعة في «نادي الكريستال» لكن نخلة لم يحضره لأن ساقه كانت قد بُترت بسبب مرض السكّري الذي أصابه. ِ
لاقى رشيد نخلة الكثير من التكريم الرسمي والشعبي في حياته وبعد وفاته، ففي العام 1950 أقامت له الحكومة اللبنانية تمثالا في بلدة الباروك،وهناك شارع يحمل اسمه في منطقة رمل الظريف ببيروت.
طابعٌ بريديٌّ باسم رشيد بك نخلة مؤلّف النشيد الوطني اللبناني وحفيده سعيد بك نخلة ل”عالموجة سوا”:” الاحتفال بالمناسبة سيكون السبت 27 تشرين الثاني في الباروك،ونشكر الدولة على هذه المبادرة”
عشية عيد الاستقلال أطلقت وزارة الاتصالات طابعًا بريديًا باسم رشيد بك نخلة مؤلّف النشيد الوطني اللبناني حفيد رشيد بك نخلة ،سعيد بك نخلة لفت في حديثٍ لبرنامج عالموجة سوا عبر صوت لبنان الى أنه تمّ الاتصال بنا من قبل وزارة الاتصالات وليبان بوست معربةً عن اهتمامها باصدار طابعٍ بريديٍّ باسم رشيد بك نخلة وطُلب منا كعائلة ارسال صورتين لرشيد بك نخلة، وشكر نخلة الدولة على هذه المبادرة التكريمية.
وديع صبرا
ولد وديع بن جرجس بن جبور صبرا (1293 – 1371 هـ) (1876 – 1952 م) في بلدة عين الجديدة في جبل لبنان وتلقى علومه في مدرسة البنين الإنكليزية، ثم تخرج من الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأميركية) وكان محبا للفنون ، درس الموسيقى في بيروت منذ حداثته.
سافر إلى باريس سنة 1892 بغية إكمال دراساته الفنية. فدرس وتمرّن في الكونسرفاتوار الفرنسي سبعة أعوامٍ. وكان خلال إقامته في باريس يسافر إلى الضّواحي البعيدة لإحياء حفلاتٍ فنّيةٍ، يوفّر من ريعها نفقات دراسته وإعاشته. ثم عيّنته كنيسة سانت امسيري الإنجيلية، في باريس، عازفًا على الأرغن واستمر في الخدمة مدّة عشر سنين، فكانت مدّة دراسته في عاصمة فرنسا ستة عشر عامًا.
وضع وديع صبرا النّشيد الوطني العثماني في سنة 1908، وسافر إلى اسطنبول، فقدّم للمجلس النيابي النّشيد المذكور وأقام فيها خمسة عشر شهرًا ثم عاد إلى بيروت سنة 1910، وأسّس، فيها، دار الموسيقى، وهو أوّل معهدٍ موسيقيٍّ في لبنان. عاد سنة 1918 إلى اسطنبول فعيّنته الحكومة التركية رئيس أساتذة المدرسة الموسيقية البحرية مدّة سنةٍ، ومنها سافر إلى مدينة باريس. نُفيَ وديع إلى مدينة سيواس في الأناضول وأقام فيها خلال الحرب العالمية الأولى، ثم اكتشفت الحكومة أنّ نفيه كان خطأ فأُطلق سراحه معززًا مُكرّمًا، ورجع إلى بيروت فكان أستاذ الموسيقى في دار المعلمات ومديرًا لموسيقى الجيش في لبنان. لما كان البيانو الغربي لا يُخرج الأرباعَ الصّوتية على الأنغام الشرقية، سافر وديع إلى باريس سنة 1922 وقام بدراساتٍ طويلةٍ وبجهودٍ مُضنيةٍ حتّى توصل إلى غايته المنشودة باختراعه البيانو الشّرقي وبحث مع مدير مصنع بلابل قضية تركيب السلم الموسيقي بالنسبة للأصوات الشّرقية ليتمكّن على ضوء هذه الأبحاث الفنية العويصة إدخال الأرباع الصوتية على الأنغام الشرقية في مخترعه الذي ذاع صيته ونال إعجابًا وتقديرًا عظيمًا في الأوساط الفنية. ثم عاد إلى مصر ومكث فيها مدّة سنتين يُعطي دروسًا موسيقيّةً خاصّةً.
لوديع صبرا أعمال عديدة من أهمها: وضع المارش الملي العثماني قبل الدستور والنشيد الوطني العثماني بعده والنشيد الوطني اللبناني والأوبرا التركية ونشيد موسى أوراتوريو وأوبرا رعاة كنعان، وهي أوّل أوبرا في اللّغة التّركية، وأوبرا الملكين، وهي أوّل أوبرا في اللّغة العربية، وتراتيل كنائسية من الصّولو مطبوعة في باريس، وفالس لكونس وجانوت من مقام منير، ولحّن أوبريت فرنسية ومنها المُهاجر، و30 لحنًا شرقيًّا. وآخر ما لحّنه الأناشيد الثلاثة: «ذكرى الأم» من نظم الشّاعر شبلي الملاط، «أمّنا الأرض» من نظم رشدي المعلوف، «انتهى كل شيءٍ» من نظم الشّاعر سعيد عقل.
توفي وديع صبرا في 11 نيسان 1952 ودفن في مقبرة أسرة صبرا في المدفن الانجيلي الوطني في رأس النبع في بيروت.
سابا زريق – شاعر الفيحاء (1974 -1886)
شاعر الفيحاء هو سابا بن قيصر بن ميخائيل زريق، تتحدر عائلته من العرب القحطانيين الأوائل الذين نزحوا الى حوران في سوريا، ثم الى طرابلس حيث توطن جدهم الأكبر منذ عدة قرون. ولد شاعرنا في طرابلس عام 1886. وكان والده قيصر بن ميخائيل زريق، بعد نيله شهادته من الآستانة، الصيدلي القانوني الوحيد من حدود اللاذقية حتى جونيه.
تلقى سابا زريق دروسه في مدارس طرابلس الابتدائية؛ثم التحق بالمدرسة الوطنية الارثوذكسية التي كانت تسمى “المدرسة الروسية” في عام 1895، وحصّل منها الشهادة العليا.درس العربية بفروعها ومبادئ الفرنسية والانكليزية والروسية، فضلاً عن الهندسة ومسك الدفاتر والتاريخ… والعلوم الدينية.
تكشّفت موهبته الشعرية وهو في الرابعة عشرة من عمره، فكان يلهج بالشعر لهج الحَمام بهديله، ويلقي بما يوحي به ملاك شعره على مسامع المثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس حداد، يوم كان مطراناً في طرابلس، فكان يشجعه على متابعة النظم.وما إن ناهز السابعةَعشرةَ حتى راح يلقي قصائده في الاحتفالات الرسمية الكبرى وغير الرسمية، وعلى منابر المساجد والبِيَع، وفي أندية الأدب والسياسة.
نُشرت قصائده آنذاك في مجلتَي “المباحث” و”الأجيال” وجريدة “الوجدان”. وقد رافق نشأة الشاعر في ذلك العهد وجودُ ثلاثِ صحف؛ علمًا أنّه أسهم في تحرير “البرهان” لصاحبها سماحة العلامة المرحوم الشيخ عبد القادر المغربي، وكذلك في تحرير “الأجيال” إلى جانب الكاتب المرحوم توفيق اليازجي.
وما إن أطلّ عهد الاستقلال، وانحلّت في أوائله القرائح من عُقُلِها بعض الشيء، حتى جاش ميدان الشعر والأدب رجاله؛ فكان لشاعر الفيحاء القسط الأوفى من الخوض فيه، مساهماً في النهضة الأدبية والوطنية. وقد تولّى رئاسة تحرير جريدة.
عُيّن مديراً للدروس العربية في معهد الفرير، كما شغل منصب مدير مدرسة الصبيان الرسمية في طرابلس طيلة ستة وثلاثين عاماً، يوم لم يكن في طرابلس آنذاك الا مدرستان للصبيان واثنتان للبنات. وانتهى به المطاف أخيراً مديراً للمدرسة الثانوية الرسمية، ثم أحيل على التقاعد استجابة لطلبه، برتبة مفتش في التعليم.
تقديرا لعطاءاته الأدبية بادرت بلدية جدة في المملكة العربية السعودية الى إطلاق اسم شاعر الفيحاء “سابا زريق” على أحد شوارع المدينة في حي النزهة.
شاعر العشرين ألف بيت!..
وقد أربى ما أنتجته قريحته على العشرين ألف بيت في سائر فنون الشعر، وله مقالات ومداخلات نثرية عديدة.ترجم روايتين من الانكليزية الى العربية: «الشبه الهائل» – و«عصابة سيمونسن»: وهما من تأليف وليم لي كي، طُبعتا قبل الحرب العالمية الأولى، في طرابلس.
من ميزات سابا زريق أنه كان ينظم قصائده حتى المطوَّلة منها من دون أن يخطّ حرفاً على الورق، فيغيّر ويبدّل في أبياتها وهي في ذاكرته. وكثيراً ما يلقيها قبل كتابتها، فإذا أثبتها على الورق انمّحت من ذاكرته تدريجاً حتى يكاد ينساها.
الآثار الكاملة
تطرّقَ كُثر الى أدب شاعر الفيحاء، فعالجوه في دراسات وأطروحات وندوات ومقالات صحافية.
في سنة 2013 صدرت “الآثار الكاملة لشاعر الفيحاء سابا زريق”، من إعداد حفيده د. سابا قيصر زريق، وقد نالت استحساناً في الاوساط الفكرية والثقافية عموماً والطرابلسية خصوصاً؛ وتداعت منتديات اجتماعية وثقافية الى عقد ندوة حولها في 20 نيسان 2013، كان الحضور الحاشد فيها لافتاً ومميزاً.
الشاعر عبد الله شحادة
وُلد عبدالله شحادة في العاشر من حزيران 1910. أضاءت يومها بلدته كوسبا صنوبرة الشعر كوزا كوزا. ضوأها غصن الزيتون أيضا، في سهل الكورة المنبسط تحت عينيها. فإستنارت الكورة الخضراء من علٍّ. تضوأ الزيتون بزيت الشعر المخبأ في الوليد الجديد. وحين غادر العام 1985، ترك جراره للناس مختزنة في بلدته كوسبا، حيث شبّ وشاب، تأخذ منه ما يقيم أودها من الشعر والأدب والنقد. فترك لطلابه ما يبلون به روحهم من الأشعار والدراسات، وهم ينشأون جيلا بعد جيل، على مقاعد الدراسة، في لبنان الشمالي، بل في كل مدارس وثانويات لبنان، منذ تأسيس الكيان، حتى اليوم.
لا يختلط أدب عبدالله شحادة بشبهة مادية أو سياسية أو طائفية، وإنما هو ينضح عن عاطفة إنسانية بحتة، يغرف من معينها جميع ألوان الشعر والأدب، ويجعلها من تويجها، تاجا على هذه المجموعات الشعرية والأدبية الخمس التي خلّدته وخلّدها.
مع عبدالله شحاده، يحرِّرُ الشِّعرُ حاجاتِ الوجدانِ من دائرةِ الزمانِ والمكان، فيتطاولُ عليهما ليُبدِعَ كَونَه على راحتِه. وله، أيضاً، رسائلُ وحسابات، فهو يحتوي على الفائدةِ بتفتُّحِهِ على كلِّ ما هو أكيدٌ في حياةِ الناس، وفي وصولِهِ، كذلك، الى أَكملِ المقصوداتِ الإنسانيّة. فالمواقفُ الحِكَميّةُ، في قصائدِ عبدالله، والنّاتجةُ عن التّلاقحِ بين الفلسفةِ والشِّعر، هي نَسَقٌ مؤَصَّلٌ على قواعدِ التّعليلِ والتّحليلِ والتَّقويم، مُؤَيَّدٌ بما للشّاعرِ من سعةِ الإطّلاع، وثقابةِ الذّهنِ والبصيرة، واستلهامِ القريحة، وقوّةِ المَلَكة في التّفكير، وهي خَواصٌ تشكّلُ الفَرقَ بين المُحَلِّقِ والعاثِر.
إن المنابر الإعلامية والثقافية، التي عرفها هذا الوطن العظيم، قبل الحرب الأهلية (1975-1977)، من كتاب مدرسي، ومن مدرسة ومن جامعة ومن راديو وتلفاز، كانت تشهد للشاعر عبدالله شحادة، بالموهبة الفذّة، وبالأدب الأنيق، وبالشعر الراقي، فكان رجل الأدب والشعر بإمتياز، رجل المواقف الإنسانية والوطنية والقومية، بلا زيف ولا تزلّف.
جُمعت أعماله في: (عبدالله شحادة – شاعر الكورة الخضراء. المجموعة الكاملة. تحقيق وطباعة ونشر: منتدى شاعر الكورة الخضراء. . ط1. 2020- ستة مجلدات.)
ميراي عبدالله شحادة
مؤسسة ورئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء من مواليد كوسبا الكورة، لبنان. تلقّت علومها الابتدائيّة والتّكميليّة والثّانويّة في مدرسة راهبات المحبة دار النور- طرابلس. حائزة على ماجستير في هندسة الميكانيك من الجامعة اللّبنانيّة، وماجستير في الفلسفة العامّة. تعمل في دراسة وتنفيذ مشاريع هندسيّة لتوليد الطّاقة وتكريروتحلية المياه وتكرير النفط.
أسّست في صيف عام 2020 منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثّقافي، الذي كانت باكورة إنتاجه المجموعة الكاملة لوالدها الراحل شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده (1985-1910)، وهي تقع في ستّة أجزاء. أطلقت آثار والدها الكاملة في حفل كورانيّ طرابلسي من مسرح الرابطة الثقافية في الفيحاء، إيماناً منها بإحياء ذكرى والدها الذي كان من أبرز مؤسّسي وأعضاء الرابطة الأدبيّة الشماليّة في طرابلس. وحتّى الآن، أصبح في جعبة هذا المنتدى الثقافي العديد من الإصدارات باللغة العربية، دعماً للثقافة بالمجان في كل لبنان وإبراز الإبداعات الثقافيّة للمؤلّفين الشباب والشابات…
أنيس إلياس فريحة (1903-1993)
أديب وصحافي ومدرس وباحث فلكلوري لبناني. دكتور في الفلسفة واللغات السامية ومحاضر جامعي. له ابحاث في اللغة واللهجات والأمثال والملاحم والأساطير القديمة، تميز بدراساته العلمية والأكاديمية، درس اللغات السامية والحضارات القديمة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكلية الإعلام في الجامعة اللبناني. أتقن عدداً من اللغات السامية كالسريانية والعبرية القديمة أي الكنعانية والأوغاريتية المكتوبة بالحرف المسماري. اهتم ببعض الجوانب من تاريخ لبنان وتراثه الشعبي ولهجات قراه وعاداتهم وتقاليدهم وأمثالهم، إضافة إلى اهتمامه بتبسيط قواعد اللغة العربية والخط العربي.
ولد في 21 أيلول من عام 1903 في رأس المتن من جبل لبنان في أسرة مسيحية أورثوذكسية. لكن أباه المعروف باسم «بونجم» كان قد انضم إلى طائفة الفرندز البروتستانتية. وتلقى علومه في عدة مدارس منها مدرسة أوليفر والشويفات وسوق الغرب وهي مدارس أجنبية. تلقى علومه العليا في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج منها برتبه بكلوريوس سنة 1927. نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو ثم درس في جامعة تونبغن ألمانيا وعاد لجامعة شبكاغو ليحصل على دكتوراه في اللغات السامية. امتهن التدريس، فعلّم في بيروت وفي جامعة فرانكفورت في ألمانيا، وفي جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية وعمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية وفي معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن وفي جامعة فرنكفورت في ألمانيا وفي جامعة كليفورنيا في لوس انجوليس. كتب وألف عدد كبير من المقالات والبحوث في الصحف والمجلاّت، إضافة إلى كتب في مواضيع مختلفة. ركز على اللغة والأدب وبخاصة اللغة العامية.
إبراهيم المنذر (7 يوليو 1875 – 25 أغسطس 1950)،
هو أبو صلاح، إبراهيم ميخائيل المنذر، من أسرة بني المعلوف المتحدرة من القبيلة الغسانيّة العربيّة المعروفة. وكان لأُسرته مكانة زمن الأمراء المعنيّين. هو علاّمة لغويّ، وشاعر، وصحفي، وسياسيّ مناضل، ونائب في البرلمان اللبنانيّ غير مرّة. وُلِد في بلدة بكفيا في لبنان وتُوفي فيها.
وُلد في قرية المحيدثة في بلدة بكفيا التابعة لقضاء المتن الشمالي سّنة 1875 تعلّم في مدرسة قريته ثُمّ في مدرسة قرنة شهوان، حيث درس أصول اللغتين العربية والفرنسية ومبادئ اللغة الإنجليزية، وتخرج منها عام 1890، وأصبح مدرساً فيها، عمل معظم حياته في التربية والتعليم. أسّس في العام 1910 مدرسة «البستان» الشهيرة وأقفلتها الحرب العالمية الأولى. وكانت مدرسة داخليّة – خارجّية. تَلْمذَ له عدد كبير من أعلام لبنان في الشّعر والأدب.
درس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان النيابي سنة 1922 وظل بها 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. ناضل ضدّ الدولة العثمانية وسلطات المتصرفيّة والانتداب الفرنسيّ. وكانت له مواقف وطنيّة سياسيّة واجتماعيّة وأدبّية، من أهمها: المطالبة بإلغاء الطائفيّة، وتحرير المرأة، والدفاع عن الدستور، والتجنيد الإجباري، ومناصرة الآداب واللّغُة العربيّةَ، والعلوم، والفنون الجميلة.
كان عضوًا في مجمع اللّغُة العربيّةَ في دمشق، وفي المجمع العلميّ اللبنانيّ. وعّين عضوًا في المجلس الأعلى للتربية والتعليم في لبنان وسوريّة. رأس لسنين عديدة لجان الامتحانات الرسميّة في وزارة المعارف اللبنانيّة (التربية والتعليم العالي حالياً)، لطلاّب الآداب والفلسفة.
تُعد شخصيته متعدّدة الجوانب اللغويّة والأدبيّة والسياسيّة والتربويّة والاجتماعيّة، وعُرف إبراهيم المنذر بطلاقة لسانه خطابة وببلاغة البيان وإشراقة اللّغة كاتبًا وشاعرًا. وهو اللّغُويّ المتمكِّن من اللّغُة في أسرارها وشواردها. وهو الذي وضع كتابه: كتاب المنذر، في عثرات الأقلام ومفردات اللّغُة العربيّةَ.
توفيق الباشا
توفيق الباشا (1924 – 2005) هو رائد من رواد الموسيقى العربية وواحد من رجالات لبنان المبدعين الذين تركوا إرثا غنيا في الموسيقى والفن والإنتاج الإذاعي. وهو من الذين ساهموا مساهمة فعالة في نهضة الأغنية اللبنانية والعربية وترك وراءه مدرسة موسيقية كبيرة ومهمة وعالمية، وتخرجت على يديه مجموعات من الموسيقيين والفنانين، وهو نجم لامع من نجوم الإذاعة اللبنانية.
ولد في مدينة بيروت في العام 1924. درس الموسيقى في المعهد الموسيقي التابع للجامعة الاميركية في بيروت على آلة الفيولونسيل. تابع دراسته في التأليف الموسيقي العالمي مع البروفسور «برتراند روبيار». في العام 1949 عهدت إليه إدارة القسم الموسيقي في إذاعة القدس من رام الله. في العام 1951 التحق بفرقة «باليه الشرق الأوسط» كمؤلف وكقائد للاوركسترا فتفرغ للتأليف الموسيقي والغنائي وقيادة الاوركسترا. قدمت الفرقة أعمالها على مسارح: اوبرا القاهرة وبغداد والقدس ودمشق وفي بلاد الهند في مدن بومباي، كلكتا ونيودلهي. في العام 1953 تسلم مسؤولية الإنتاج الموسيقي في إذاعة «محطة الشرق الادنى للاذاعة العربية» حتى توقفها عام 1956. له العديد من المقالات في الموسيقى العربية والموشحات والأغنية وفن الطقطوقة نشرها في مجلة الحداثة.
وهو من مؤسسي الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك الدولية وعمل فيها كمؤلف موسيقي وقائد للاوركسترا في سنوات 1957- 1959- 1964- 1974. وأسس مع زملائه برعاية سعيد فريحة في العام 1960 «فرقة الأنوار العالمية» قدمت حفلاتها بالإضافة في «مسرح كازينو لبنان» في قبرص، فيينا، فرانكفورت، فيزبادن، باريس، القاهرة، الإسكندرية، الكويت، عمان، بعلبك وكان مشتركا كمسؤول ومؤلف موسيقي وقائد اوركسترا.
أوكلت اليه في العام 1961 رئاسة دائرة الموسيقى في إذاعة لبنان. وكانسباقا في تنظيم التدريس في مادة الموشحات في المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى وجعلها مادة علمية أساسية.
ترأس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان بين العامين 1969-1986 وكان الرئيس الفخري للجمعية، كما ترأس اللجنة الوطنية للموسيقى (الأونيسكو) من العام 1986 إلى العام 2000. وكان عضوًا دائمًا في المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية) منذ تأسيسه في العام 1970
وليد غلمية
ولد وليد جورج غلمية في بلدة مرجعيون (جنوب لبنان) وبها عاش طفولته وتابع دراسته الأولى، في سن 6 سنوات توفي والده فتسلّمت والدته مسؤولية رعايته هو وأخوه، بدأ في دراسة الموسيقى في سن مبكر، وأتقن العزف على الكمان.
بدأ غلمية التأليف الموسيقي الاحترافي في العام 1963 عندما كُلِّف بمهرجانات بعلبك الدولية. وأصدر أُولى أسطواناته العزْفيّة في العام 1968. فأولى مشاركاته في مهرجانات بعلبك بدأت في سنة 1963، ومن ثم في سنتي 1967 و1968 تباعاً. كذلك كان له دور فاعل في برنامج «أستوديو الفن» للمخرج سيمون أسمر منذ إطلاقه في سنة 1973.
سافر إلى الولايات المتحدة حيث نال الماجستير في قيادة الأوركسترا من جامعة كنساس، كذلك الماجستير في التأليف الموسيقي، ومن ثم الدكتوراه في العلوم الموسيقية من الجامعة نفسها وكان عنوان أطروحته: «التأليف الموسيقي في الشرق الأوسط منذ ما قبل المسيح حتى اليوم».. وفي ما بعد حاضر في الجامعة التي درس فيها، وأسس فيها دائرة الموسيقى العربية. له العديد من الكتابات والنشاطات الثقافية والفنية، وكان من ضمن المساهمين بتأسيس مجلة الحداثة اللبنانية مع رئيس تحريرها وصاحبها فرحان صالح في العام 1994. كذلك كان عضوًا في المجامع العلمية الموسيقية العربية والأجنبية والدولية.
تولى غلمية رئاسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في العام 1991، وله العديد من المؤلفات الموسيقية التصويرية لأفلام لبنانية منها لمارون بغدادي وبرهان علوية وغيرهما. كما كتب الموسيقى لعدد من المخرجين المسرحيين في لبنان. وغنى من ألحانه العديد من الفنانين، منهم: صباح، ونصري شمس الدين، جوزف عازار وسمير يزبك وعصام رجي …
الدكتورة هبة القواس
من مواليد صيدا جنوب لبنان سنة 1972 تحمل إجازة في علم النفس العيادي من الجامعة اللبنانية عام 1994.و ماجستر بامتياز عالٍ في الغناء الأوبرالي من المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، وماجستر بامتياز عالٍ في التأليف الموسيقي من المعهد نفسه (بإشراف د. وليد غلمية، وتابعت دراساتها العليا في أكاديمية كيدجيانا (سيينا-إيطاليا) في الغناء الأوبرالي مع التينور الشهير كارلو برغونزي، وفي التأليف الموسيقي مع المؤلف الموسيقي فرانكو دوناتوني. -في جعبتها عشرات الأعمال الموسيقية والأوبرالية.
عينت بتاريخ 7 حزيران رئسة الكونسرفتوار الوطني، وبعد مرو عام على تسلمها مهامها دعت إلى لقاء إعلامي توجهت خلاله بكلمة عددت فيها الإنجازات التي تحققت خلال هذا العام من توليها مهمتها، متوقفة عند نقاط عديدة طرحتها في شكل مفصّل، شارحةً فيها ما استطاعت تحقيقه من الاستراتيجية التي أطلقتها في بداية مهمتها في إدارة الصرح الموسيقي الوطني. وجاء في كلمتها:
أهلا وسهلاً بكم حيث الموسيقى تعود لترسم وجهنا الحضاري والثقافي، حيث هوية لبنان واللبناني توقّع حضورها رغم كل العواصف التي تحاول الاطاحةَ بها. عامٌ على تكليفي من قبل معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى برئاسة هذا الصرح الموسيقي الثقافي الكبير.
مهمةٌ ظاهرُها رئاسةُ المعهد الوطني العالي للموسيقى وباطنُها وقفُ انهيار ِهذا الكونسرفتوار العريق، بل العملُ على نهضةٍ تخترق الصعابَ وتستمدُ من هذا الزمن الذي نصارع فيه جميعاً نحن اللبنانيين لبقائنا وبقاء هويتنِا وبقاءِ وطنِنا قوةً تصنعُ المعجزة. لقد أطلقت بياني الأول منذ عامٍ عند تسلّمي وفيه استراتيجيةُ عملٍ انقاذي يستلهمُ من الانهيار الاقتصادي حلولاً ويبني من الضعف أفكاراً خارج الصندوق. اليوم أردت أن أشاركَكم ما تحقق بعد عام مما أطلقتُه في بياني الأول ضمن استراتيجيةٍ أعددتُها للعمل على انقاذ الكونسرفتوار، ايماناً مني بأن في استطاعتِنا أن نبنيَ استراتيجيةً طويلةَ المدى تؤسسُ لمرحلةٍ جديدة تكون فيها الموسيقى والمعرفة أحدَ الأعمدة الأساسية لنهوض لبنان.
منصور وعاصي الرحباتي
الأخوين رحباني هو اسم يختصر اثنين من الإخوة وهما عاصي رحباني (1923 – 1986) ومنصور رحباني (1925 – 2009) ولدا في انطلياس لبنان، والدهما حنا إلياس رحباني. يعتبران من عظماء الموسيقى العربية والعالمية، إضافة إلى كونهما شاعران من الطراز الفريد وموزعان موسيقيان بارعان، ولعل أبرز ما قدمه الرحابنة على مستوى الموسيقى يتمثل بالمسرح الغنائي، الذي برعا به لدرجة كبيرة وكانا هما بحق قادة المسرح الغنائي العربي. وكانت مسرحيتهما الأولى في قلعة بعلبك وهي:”موسم العز”، من بطولة صباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين، ومن بعدها تتالت المسرحيات الغنائية كما اشتهرا بالألحان التي غنت جزءاً كبيراً منها السيدة فيروز. وكان لهما فضل كبير في انطلاقة وشهرة الكثير من عمالقة الأغنية العربية واللبنانية أمثال: نصري شمس الدين، غسان صليبا، ملحم بركات، هدى حداد، مروان محفوظ، جوزيف ناصيف، جوزيف عازار، رجا بدر، رونزا، عبدو ياغي وايلي شويري.
فيروز (نُهاد وديع حداد)
نُهاد وديع حداد المعروفة بالاسم الفني فَيروز، مطربة ومغنية وممثلة لبنانية. من أقدم فنّاني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العربية، لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في لبنان بـ (العمود السابع لبعلبك).
ولدت عام 1935 في بيروت وكانت الطفلة الأولى للعائلة، نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم بيروت، عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور، أما والدتها فتوفيت عام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية (يا جارة الوادي) وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.
أحبت الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل بالطفلة «نهاد حداد» وكان عمرها آنذاك أربعة عشر عامًا وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة، انضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر. كانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم فَيروز) ألحانًا لأولى أغانيها لقت صدىً واسعًا في الإذاعات العربية تلك الفترة مثل أغنية (يا حمام يا مروح) وأغنية (بحبك مهما أشوف منك) عام 1952.
تعرفت فيروز في بداية الخمسينيّات على الأخوين رحباني اللذان بدأت معهما مشوارا طويلا ومثمرا من التعاون الفني تمثل في المئات من الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية التي وصل عددها إلى 800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات. سطع نجم فيروز ومعها الأخوان رحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957، وتوالت بعدها المهرجانات من بعلبك إلى دمشق إلى مسرح البيكاديلي.
قدمت فيروز المئات من الأغاني التي تميزت بقصر المدة الزمنية والتصاقها بقوة المضمون، وغنت للحب وللأطفال وللوطنية وللحزن والفرح والأم والوطن، قدمت هذه الأغاني ضمن عدد من المسرحيات التي ألفها ولحنها الأخوان رحباني تنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ العريق والحب على تنوعه. تعاونت فيروز مع عدد من الملحنين مثل فيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وإلياس الرحباني ومحمد محسن وزكي ناصيف. نجاحها وتأثيرها الكبير على الشعوب وعلى الموسيقى العربية المعاصرة أكسبها لقب (السفيرة إلى النجوم) و (جارة القمر)
زكي ناصيف (1916-2004)
ولد الموسيقار والملحن والمطرب زكي ناصيف في بلدة مشغرة البقاعية، أثناء الحرب العالمية الأولى، منذ صغره ظهرت مواهبه الفنية في الموسيقى وكتابة الشعر والغناء . فكان يشارك في حفلات الزجل، والأغاني الشعبية منها : أبو الزلف والعتابة، والدلعونا والميجانا وغيرها . درس ناصيف الموسيقى في الجامعة الأميركية،وانضم الى فريق اذاعة الشرق .
وباكرا اتجه إلى تأسيس الفرق الفنية ، وكانت باكورة أعماله تأسيس “عصبة الخمسة”، التي ضمّت الفنانيين فليمون وهبه و توفيق الباشا وحليم الرومي والأخوين الرحباني، وهدفها الأساسي الخروج عن المألوف والتقليدي في الغناء عبر ايجاد مدرسة فنية ابداعية ، تستمد روحها من الفلكلور الشعبي المرتكز على الجمل اللحنية الأصيلة القابلة لللتحديث والتطوير . في الخمسينيات من القرن الماضي اتجهت هذه العصبة إلى إمداد إذاعتي لبنان والشرق بالمواد الموسيقية والغنائية . كما ساهمت هذه العصبة في إحياء مهرجانات بعلبك الدولية في صيف 1957، عبر تقديمها العمل الفلكلوري الرائع “عروس في القرية”، ومن أغانيها الخالدة :طلوا حبابنا طلوا، نسم يا هوا بلادي .
لحن زكي ناصيف لمجموعة كبيرة من المطربين من بينهم فيروز ووديع الصافي وماجدة الرومي . ودرّس الموسيقى في الكونسرفاتور الوطني اللبناني. وكانت المفاجأة الفنية، أنه لحن لفيروز عام 1994 ، وهو في الثامنة والسبعين من عمره، ألبوما كاملا لـ فيروز ، عنوانه “فيروز تغني زكي ناصيف” . وتبقى أغنية زكي ناصيف “راجع، راجع، يتعمّرلبنان” نشيدا وطنيا حماسيا، تصدح كلماته في معظم المناسبات ، على وقع رقصات الدبكة، ويتباهى المطربون في إظهار مواهبهم الغنائية أثناء تقديمه في حفلاتهم .
انتمى زكي ناصيف الى الحزب السوري القومي الإجتماعي في مرحلته الأولى، تعرّف على أنطون سعاده، ولحن النشيد الرسمي للحزب الذي وضع كلماته سعاده، بنفسه ، ومطلعه : سورية لك السلام سورية أنت الهدى …سورية لك السلام سورية نحن الفدى.
بقي زكي ناصيف ملتزما بايمانه القومي الإجتماعي حتى النهاية، وهو يبدو في احدى المقابلات الأخيررة التي ظهر فيها ينشد النشيد الرسمي للحزب السوري القومي الإجتماعي . توفي هذا الفنان العبقري في العام 2004، في الذكرى المئوية الأولى لمولد أنطون سعاده عام 1904 ..
الشحرورة صباح (جانيت جرجس الفغالي)
جانيت جرجس فغالي (10 نوفمبر 1927 – 26 نوفمبر 2014) ، ولدت في عائلة متواضعة، ونشأت الفتاة الصغيرة «جانيت» في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية من قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان. بدايتها الفنية، منذ الصغر، كانت في لبنان، واستطاعت أن تتميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد عام 1945م، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عاما. ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
اشتهرت فنياً باسم صباح، وتعتبر واحدة من أبرز الفنانين اللبنانين إلى جانب فيروز ووديع الصافي نصري شمس الدين، امتدت حياتها المهنية من منتصف العقد 1940 حتى عقد 2000، لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا سينيمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها في المجال الفني على مر التاريخ، اشتهرت بألقاب كثيرة منها «الشحرورة» و«الصبوحة» و «صوت لبنان». كانت من بين أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيغي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني .وخلّدت صباح عبر مسلسل تلفزيوني يروي قصة حياتها اسمه “الشحرورة” عرض في شهر رمضان عام 2011 وجسدت كارول سماحة دور هذه الفنانة العظيمة، التي ملأت الدنيا، وشغلت الناس .
نصري شمس الدين
نصر الدين مصطفى شمس الدين ولد في بلدة جون في العام 1927. عمل في بداية حياته في مصر ثم عاد إلى لبنان فتعرف على الأخوين رحباني لينطلق معهم في مسرحياتهم وأغانيهم بدءاً من عام 1957 وحتى 1980. وهم الذين أطلقوا عليه اسم نصري شمس الدين.وهو مغني مسرحي لبناني . ترك ما يقارب الخمسمائة أغنية بين موال ودبكات وأغنيات عاطفية ووطنية وثنائيات. كما ظهر في جميع أعمال الرحابنة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية بالإضافة إلى الاسكتشات الاذاعية.
ويعتبرالفنانان نصري شمس الدين ووديع الصافي حجري الأساس في بناء الأغنية الجبلية اللبنانية ، وبهما اهتدت الأجيال فيما بعد.
ظهر نصري شمس الدين في أغلب مسرحيات الأخوين رحباني بأدوار متعددة ومتنوعة إلى جانب السيدة فيروز، من سنة 1957 – 1978, وكان قد لعب فيها أدواراً متعددةً، شملت المختار، رئيس البلدية، الأمير، الملك، البويجي، المتصرف والوزير وغيرها من الأدوار. كما شارك مع المطربة صباح وغيرها في مهرجانات بعلبك وجبيل وبيت الدين . كانت آخر أعماله مع الأخوين رحباني في إعادة مسرحية الشخص مع رونزا في عام 1980 في الأردن. ومن ثم، انصرف نصري إلى الاهتمام بالغناء منفرداً وأصدر أغاني على أسطوانات وكاسيتات بما عرف بألبوم الطربوش ضمن مجموعة من الأغاني من ألحان ملحم بركات.
توفي نصري شمس الدين وهو على المسرح في نادي الشرق في دمشق في 18 آذار عام 1983 إثر نزيف دماغي . وبرحيله خسر الوطن عملاقا وهب حياته في خدمة الفنّ الأصيل .
إلياس الرحباني
إلياس حنا الرحباني (23 يونيو 1938 – 4 يناير 2021)، موسيقي (ملحن وموزع)، كاتب أغاني، وقائد أوركسترا. وُلد في قرية أنطلياس، من قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، شمال بيروت، عام 1938.
درس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية (1945 – 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 – 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى ، أحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني (الأخوين رحباني) اللذان يكبرانه في السن، في التاسعة عشرة من عمره (1957) أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته. لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك. وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له. وقد تخلى أستاذه عن تعليمه. لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.
وفي العشرين من عمره (1958) استدعته إذاعة بي بي سي البريطانية بفرعها في لبنان وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و 13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية وكان العام 1962 محطة رئيسة في حياته؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية «ما أحلاها» للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته «نينا خليل» وتزوجها.
بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، وعمل كمنتج موسيقي لدى بعض الشركات المختصة في انتاج الإسطوانات . في العام 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.
وديع الصافي
ولد وديع فرنسيس في قرية نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد. كان والده بشارة يوسف فرنسيس رقيباً في الدرك اللبناني.
عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان. في عام 1930 انتقلت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات اضطر للتوقّف عن الدراسة لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في معيشة عائلته.
كانت انطلاقته الفنية بعام 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا من بين أربعين متباريًا في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الإنتداب الفرنسي، في أغنية «يا مرسل النغم الحنون» للشاعر المجهول آنذاك الأب نعمة اللّه حبيقة. وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من ((ميشال خياط – سليم الحلو – ألبير ديب – محيي الدين سلام))، الذين اتفقوا على إختيار اسم «وديع الصافي» كإسم فني له نظرًا لصفاء صوته. فكانت إذاعة الشرق الأوسط بمثابة معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية.
بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبله عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في كتابة أغاني الصافى، فكانت البداية مع «طل الصباح وتكتك العصفور» سنة 1940.
كرّمه أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية، وحمل أكثر من وسام استحقاق منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام الرؤساء كميل شمعون وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي، توجها الرئيس اللبناني إميل لحود بمنحه وسام الأرز برتبة فارس. ومنحه سلطان عمان وسام التكريم من الدرجة الأولى وذلك في عام 2007م.
نجيب حنكش
نجيب حنكش هو شاعر وكاتب واعلامي وملحن ومقدم برامج على تلفاز لبنان ، ولد في عام 1899 في زحلة – لبنان، وهو يعتبر من اقدم الملحنين العرب. وكان شخصا محبوبا مرحا اشتهر بتاليفه لبعض الكتب الفكاهية وسماه اللبنانيون ظريف لبنان.
غادر لبنان مهاجراً إلى البرازيل عام 1922، وظل يعمل في عدة أعمال في كفاح ضد الفقر والحرمان، ومارس مهنتي الغناء والصحافة وأصدر صحيفة عام 1934 بعنوان جريدة لبنان، ودوّن فيها نكاته وطرائفه، وقضى معظم حياته خارج الوطن في البرازيل ثم عاد إلى لبنان وأشتهر فيه ككاتب وشاعر وإعلامي فكاهي
من أهم أعماله الفنية تلحين أغنية «أعطني الناي» لفيروز وهي من شعرجبران خليل جبران . توفي حنكش في لبنان بمدينة بيروت في 17 أبريل من عام 1979.
فيلمون وهبي
فيلمون سعيد وهبي (1916- 5 أكتوبر 1985) ولد في قرية كفر شيما الواقعة في محافظة جبل لبنان، كان والده سعيد وهبي مختار قرية كفرشيما وشيخ صلح، أما والدته فهي السيدة ماري أيوب.
هو ملحن ومؤلف موسيقي لبناني، لقب بشيخ الملحنين. قدم أروع الألحان الشرقية المميَّزة من غير أن يدرس الموسيقى وحتى من دون أن يتقن العزف على العود، أو على غيره من الآلات الموسيقية التي لا غنى لأي ملحن عن استخدامها خلال ممارسة التلحين. لحّن فيلمون لصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين ونجاح سلام وسميرة توفيق وعصام رجي وملحم بركات وفيروز وسواهم من كبار الفنانين اللبنانيين، كما لحَّن لفنانين كبار في العالم العربي مثل وردة الجزائرية وشريفة فاضل وفايزة أحمد.
بدأ الدراسية في مدرسة الشويفات الدولية التي كان يذهب إليها حاملا العود، فقد برزت موهبته الفنيَّة باكرًا. على الرغم من معارضة والده انتصرت في النهاية موهبته على كل شيء، فانقطع عن الدراسة والتحق بركاب الفن باكرًا محتفظًا بعمله في المهن الحرة لمساعدة أسرته.
كانت انطلاقة فيلمون وهبي كمطرب في فلسطين عام 1946، لكنه ما لبث أن وجد نفسه في التلحين والموسيقى فالتحق مع زملائه أمثال حليم الرومي ونقولا المني وسامي الصيداوي وزكي ناصيف والأخوين الرحباني والمخرج صبري الشريف بإذاعة الشرق الأدنى في خمسينيات القرن الماضي، ثم بإذاعة لبنان الرسمية، تألق نجمه في التلحين والتأليف والتمثيل الكوميدي، حاز فيلمون على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لعطاءاته الفنية المميزة منها وسام الأرز ووسام الاستحقاق من لبنان، وعدة أوسمة من الجيش اللبناني، إلى جائزة سعيد عقل والعديد من الأوسمة العربية.توفي فليمون في 5 أكتوبر عام 1985 بعد صراع مع المرض.
ملحم بركات
ملحم بركات (5 أبريل 1942 – 28 أكتوبر 2016)، يلقب أيضاً بـ “أبو مجد”، هو مغني وملحن لبناني. ولد في بلدة كفرشيما عام 1942 والده كان نجارًا، مارس الفن كهواية، وكان يدندن على العود. أمّا ملحم فكان يصغي إليه باهتمام، يراقب أصابع يديه على آلة العود ويتعلّم منه.
يعتبر من أشهر المطربين والملحنين اللبنانين والعرب، تأثر بفن الموسيقار محمد عبد الوهاب. ظهرت موهبته الموسيقيّة منذ كان تلميذًا في مدرسة بلدته كفرشيما ،وفي أحد الاحتفالات المدرسية، قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، فلفت انتباه الموسيقي حليم الرومي، الذي كان يسكن كفرشيما، فأثنى على موهبته وشجّعه والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، ومن ثمّ بالمعهد الوطني للموسيقى، حيث درس النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدّة أربع سنوات، إلا أنّه ترك المعهد قبل إكمال دراسته، وانضم إلى فرقة الأخوين رحباني ومنها كانت انطلاقته. وبعد أربعة أعوام، ترك الرحابنة ليشقّ طريقه الفنيّ بنفسه .
لحن بركات العديد من الأغاني، ومن أشهرها للمطرب غسان صليبا بعنوان «يا حلوة شعرك داري» وأخرى للراحل نصري شمس الدين وغيرهم. توفي يوم 28 أكتوبر 2016 بعد صراع مع المرض.وأعلن عن وفاته من مستشفى أوتيل ديو في بيروت .
إيلي شويري
إيلي شويري هو مطرب لبناني. وُلد في بيروت في 27 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1939. يُعد من جُملة مطربي العصر الذهبي للغناء العربي، إذ عاصر عمالقة الطرب مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ورياض السنباطي وعبد الحليم حافظ وكارم محمود ومحمد عبد المطلب وفايزة أحمد وغيرهم من الذين رسموا خريطة الأغنية العربية.
لم يكن يعلم أن حادث السير الذي تعرض له وإصابته بكسر في يده سيشكل انطلاقته الحقيقية في عالم الفن وبالتحديد في أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960 حينها دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام، وكان في العشرين من عمره. فجمعته الصدفة يومها بالملحن الكويتي عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود مع زميل له يدعى مرسي الحريري، وهو ملحن مصري كفيف ، بقي إيلي شويري في الكويت لما يزيد عن سنة، أحيا خلالها بعض الحفلات الصغيرة وتعرف على الموسيقى الخليجية وتعلم إيقاعاتها. في منتصف عام 1962 وصلت إلى الكويت فرقة «الأنوار» اللبنانية ضمن جولة فنية،وكانت تتألف الفرقة من عدة مطربين لبنانيين بينهم وديع الصافي وسعاد الهاشم وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وغيرهم. فاستيقظ الحنين في نفسه وقرر العودة إلى بلاده بعدما حضر عرضاً للفرقة، مزوداً برسالة من أحد الاصدقاء في الكويت تطلب من موسيقي لبناني يدعى جوزيف شمعة أن يدعم موهبة إيلي، وهكذا كان. أصبح إيلي شويري عضواً في فرقة كورال تضمه إلى جانب شمعة ونقولا الديك، فكان من ضمن الفريق المرافق لعدد من الفنانين بينهم فهد بلان ونزهة يونس.
عام 1963 عَلِمَ شويري أن هناك تحضيرات تجري في الكواليس لإحياء مهرجانات بعلبك بإشراف الموسيقار روميو لحود. فقصده في مكتبه ومن هناك اصطحبه لحود معه في نزهة بسيارته إلى منطقة الأشرفية مركز سكن شويري واعداً إياه بإعطائه دوراً صغيراً في مسرحية «الشلال». في تلك الأثناء كان الأخوان عاصي ومنصور الرحباني يبحثان عن وجوه فنية جديدة، فأعجبا بأداء إيلي على المسرح، وهكذا بدأ رحلته مع الفن الأصيل معتبراً أن هذه الفرصة خولته التعرف على موهبته. فشارك مع الرحابنة في خمسةٍ وعشرين عملاً مسرحياً بينها: «الشخص» و«فخر الدين» و«الليل والقنديل» و«صح النوم» و«دواليب الهوا» وفيلم «بياع الخواتم». ووصفه الإعلامي سعيد فريحة مؤسس دار الصياد بأنه «أيقونة في معبر الرحابنة».
عائلة بندلي
عائلة بندلي هي فرقة غنائية من طرابلس، لبنان، ازدهرت في عقد 1970، 1980. منهم دورا بندلي، وريمى بندلي. هاجرت العائلة من لبنان إلى مونتريال، كندا عام 1989. ولدت ريمي في 4 يوليو 1979، وبدأت بالغناء في سنّ مبكّرة وأظهرت موهبة فنيّة فذّة وسجلت أولى أغانيها “إيماني أحلى إيمان” وعمرها ثلاث سنين ونصف. ظلت ريمى مع العائلة في مونتريال لمدة سبع سنوات، لكنها لم تنقطع عن الغناء حتى عام 1993. آخر عرض لها فعليا كان في مسرح البيكاديللي وكان بعنوان “عيد سعيد”. تزوّجت عام 2008 وانتقلت للعيش في ستوكهولم بالسويد. بالإضافة إلى لبنان، قامت هذه الفنانة بالعديد من الحفلات في العديد من البلدان كالأردن وسوريا والكويت وقطر وفرنسا وكندا والولايات المتّحدة الأمريكية. وتألّقت ببطولة الفيلم السينمائي “أماني تحت قوس قزح” سنة 1985، اشتهرت ريمى في ثمانينيات القرن العشرين بتأديتها، وهي بعد طفلة صغيرة، لأغاني أطفال ناجحة.
مروان محفوظ (1942 – 25 يوليو 2020)،
مطرب وممثل مسرحي لبناني، ولد في المريجات – بوابة البقاع سنة 1942، عشق منذ الصغر الغناء والموسيقى. اسمه الأصلي: أنطوان، وقد أطلق عليه اسم «مروان» الفنان وديع الصافي.انتقل محفوظ من بلدته المريجات إلى بيروت، ليدرس أصول الغناء والموسيقى لمدة خمس سنوات على يد الأستاذ في المعهد الموسيقي في بيروت سليم الحلو. وأطل من خلال برنامج «الفن هوايتي» الذي كان يقدمه رشاد الميمي على تلفزيون لبنان. غنى مروان محفوظ في هذا البرنامج لوديع الصافي «طل الصباح» وأغاني أخرى. ومن هنا كانت انطلاقته نحو الاحتراف، إذ استدعاه الأخوان رحباني إلى فرقتهما حيث شارك في أول عمل مسرحي في بعلبك «دواليب الهوا» عام 1965م من بطولة الشحرورة صباح والفنان نصري شمس الدين.
شارك مروان محفوظ أيضاً في مهرجانات بيت الدين والأرز، إلى أن كان اللقاء مع زياد الرحباني حيث لعب مروان محفوظ البطولة في مسرحية “سهرية” إلى جانب الفنانة جورجيت صايغ وجوزيف صقر. غنى في هذه المسرحية أغاني لاقت شهرة واسعة منها: يا سيف عالإعدا طايل” و-“خايف كون عشقتك وحبيتك”
حليم الرومي
حليم الرومي من مواليد مدينة صور في جنوب لبنان عام 1919 ، إنتقلت العائلة إلى حيفا في فلسطين، وهو في الثانية من عمره. التحق في حيفا بالمعهد الموسيقي وهو لا يزال في سن صغيرة، وهو في سن السادسة عشرة، تقديراً لموهبته، بالرغم من أن القبول في هذا المعهد كان يقتصر على الطلاب الذين أكملوا الثامنة عشرة من عمرهم. ويقال أن والده عَوَض، كان صوته جميلاً لكنه لم يغن. شارك في الحفلات والمهرجانات التي كانت تقام هناك، في أوائل الأربعينيات، ثمّ عمل في إذاعة الشرق الأدنى في يافا مطربا وملحنا وعازفا، واعتمدته الإذاعة “الفنان الأول” في جميع الاحتفالات والمناسبات. وفي الفترة نفسها فاز بجائزة تلحين نشيد الجيش العربي الأردني، بعد ذلك تسلّم رئاسة القسم الموسيقي في إذاعة الشرق الأدنى، ساهم في تأسيسها وإعادة تنظيمها حتى أصبحت من أهم الإذاعات في الشرق الأوسط. في تموز 1949 تزوج في مصر من سيدة مصرية من بورسعيد ،(تشير مصادر إلى أصول فلسطينية لها) تُدعى ماري لطفي، ورزق منها بأربعة أولاد هم: مها، ومنى، وماجدة (التي احترفت الغناء).
بدأ حليم الرومي حياته الفنية سنة 1935بصفة هاوٍ، فشارك في بعض الحفلات الخاصة، وحفلات المسارح والمهرجانات في حيفا. وفي صيف عام 1936 غنّى للمرة الأولى في لبنان، في أحد فنادق مصيف برمانا، إلى جانب بعض المطربين اللبنانيين المشهورين في ذلك الوقت مثل: غرام شيبا، ولور دكاش، ووديع الصافي…وقد أُعجب بصوته وأدائه، السيّد منير دلّة الذي ساعده لدخول معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية في القاهرة سنة 1937، حيث أتم تحصيل علومه الموسيقية خلال سنتين بدلاً من ست سنوات، وحاز على الدبلوم سنة 1939، الأمر الذي اعتُبر في حينه سابقةً لم تحدث في تاريخ المعهد.
حياته الفنية في مصر بدأت قبل حصوله على شهادة الدبلوم، فقدم أولى حفلاته في الإذاعة المصرية سنة 1938. في الفترة الأولى كان يطلق على نفسه لقب الفنان المجهول، لأنه كان يشعر بمسؤولية دوره كفنان ويخشى الفشل، ولكنه سرعان ما عرف النجاح فنيًّا وشعبيًّا، فكشف عن اسمه الحقيقي، وبدأ نشاطه على نطاق واسع في الإذاعة والمسارح والاستعراضات كمطرب وملحن، وكوّن لنفسه شخصية فنية خاصة، يشهد له بها الفنانون المصريون في تلك الفترة. وقد لُقّب بـ«خليفة أم كلثوم» نظرًا لأدائه المميّز.
سنة 1941 عاد الرومي إلى فلسطين بسبب ظروف عائلية خاصة، اضطرته للبقاء مع عائلته. وهناك بدأ العمل في إذاعة الشرق الأدنى، كمطرب وملحن وعازف عود، وقد اعتمدته الإدارة، الفنان الأول في جميع المناسبات والاحتفالات.
فاز سنة 1942 بجائزة تلحين نشيد الجيش الأردني وقد أقيمت تلك المسابقة في مقرّ إذاعة الشرق الأدنى. وسافر سنة 1945 مجدّدًا إلى القاهرة حيث تعرف بالسيد إبراهيم وردة، المنتج السينمائي المعروف في الأوساط الفنية، وكان أحد أصحاب والده، فعرض عليه التعاون مع شركته لتمثيل فيلمين سينمائيين. لكن حظّه في السينما كان سيئًا
بعد عودته إلى حيفا عيّن مساعداً في القسم الموسيقي في إذاعة الشرق الأدنى. وبعد فترة تسلّم رئاسة القسم الموسيقي فيها، فساهم بفعالية مشهودة في تنظيمها، وبناء شخصيتها، حتى أصبحت من أهم الإذاعات في الشرق الأوسط.
في أوائل شهر كانون الثاني من عام 1950 ذهب حليم إلى لبنان، لقضاء شهر العسل. فعُرض عليه العمل في الإذاعة اللبنانية لمدة قصيرة وكانت مهمته الرئيسة إعادة تأسيس وتنظيم القسم الموسيقي فيها، ونُظم له عقد عمل لثلاثة أشهر فقط، إذ كان مصمماً على العودة إلى إذاعة الشرق الأدنى في قبرص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »